عقلاء المظالم .. وحجبات الحكومة الجاهزة ..!

يحكى أن معتوهاً إقتحم منزلاً ما وأحتجز أفراد أسرته لأسباب تتعلق ربما بمظلمة له عند أهلها وكان مسلحاً .. أو أنه زعم ذلك لتحقيق هدفه.. ففشلت كل محاولات أهل الحي في إقناعه باطلاق سراح رهائنه ولم يجروء أحدٌ على الإقتراب منه ، فلجأ من يحاولون إنهاء الأزمة الى إحضار رجل يدعي انه فكي كمحاولة أخيرة لهزيمة المُحتل أو المُختل !

قال الفكي مخاطباً الرجل وهو يتقدم ناحيته بعد أن إقترب من مكانه .. شوف يا مجنون كل حجبات هزيمتك عندي .. حجاب السلاح الأبيص و حجاب الرصاص و حجاب القنابل فلا فكاك لك اليوم غير الإستسلام !
وحينما حاول الفكي الإقتراب أكثر خطرت للمعتوه فكرة جنونية .. فأخرج إناءاً من براد المنزل ملي بالماء المثلج ودلقه في وجه الفكي الذي أطلق ساقيه للريح وجاء وهو يعطس ويقول للجمهور الذي ينتظره باالخارج .. فقط لم أعمل حساب حجاب الماء البارد .. فلم ينل إلا سخريتهم من فشله !

وهكذا هو فكي حكومتنا الناطق الرسمي باسم الجيش الذي يملك كل حجبات النفي أو التبرير ات الجاهزة لما يحدث في مناطق عمليات الأطراف البعيدة !
فالطائرة التي يسقطها الثوار .. عنده حجاب العطل الفني .. و حوادث الإغتصاب هي محاولات إستهداف طهارة المشروع الحضاري جداً والتوجه الرسالي خالص .الخ تلك الأسطوانات التي باتت نكتة بايخة لا يضحك لها إلا من ألفوها !
ولكن حادث القصر بالأمس كان مفاجأة داوية إنزعجت لها دوائر الحكم الذي يبدو أن تحوطاته بكل الحجبات المزعومة لما يحدث في الأصقاع البعيدة وظنها ستطفيء نار الصدور المغبونة .. لم تسعفه حينما جاء عقلاء المظالم يتلمسون حقوقهم عند بوابات القصر .. فدلق ذلك الرجل الذي دنا من قلعة الظلم ماءاً بارداً جعل فكي الحجبات الجاهزة يعطس بتبرير خيبته ويرمي الضحية بالجنون بكلام العواهن غير المُتحرى عنه من أسرته أو إن كان له طبيب معالج !
فحتى المجانين لهم حكمتهم التي ترقد متوسدة مظالمهم .. فتجدهم يتجهون الى مكان الظالم دون غيره .. وإلا لكان الرجل قد أفرغ مافي نفسه في أي مكان آخر ولما ساقه هذا الجنون الحكيم الى المكان الذي يعرفه جيداً !
لسنا مع أخذ الحقوق بهذه الطريقة التي لم يلجأ لها الرجل إلا لآن كل الآبواب قد سدت في وجهه .. الذي لعله بفعلته تلك قد وجه رسالة قويه الى أهل الحكم الظالمون لا أدري إن كانوا فهموها بعقلية الحذر من المظلومين بضرورة إنصافهم أم برجفة الخوف التي ستجعلهم ينزوون عن التظاهر بالشجاعة وهم يسيرون وسط العامة بإطمئنان لا أظنه سيدوم مع تصاعد وتيرة التشبث بلجام الظلم وهم على صهوة الحكم الذي أرادوه دائماً!
وبلا شك فإن هنالك ملايين العقلاء من المظاليم ربما تشدهم الى الوراء عن الإنتقام بقية عقل تذكرهم بمسئؤلياتهم تجاه أنفسهم وأبنائهم لذا فإنهم يحترقون في الدواخل بنار الصبر على الفرج القادم من عند المولى ورد مظالمهم بعدالته .. ولكن ..أتصور أن الفكرة ستروق للكثيرين و سيكون أيضاً لبعض العقلاء المغبونين رأىٌ آخر ، مادام قلم الظلم لم يتحطم على طاولة العدل و طالما أن الحكومة ستنعت كل من يطالب بحقه بتلك الصفة .. فلما لا يتحول كل مظلوم الى مجنون ولو إدعاءاً على الأقل.. لبث الزعر في نفوس ظالميه .. وفي النهاية .. فالحكم إن هو عاش أو قضى نحبه في سبيل هدفه سيكون ليس على المجنون حرج !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا برقاوى لو كل مجنون يعتدى على الاخرين يقتل فورا مالذى حدث للمعتوه الذى قتل خوجلى عثمان كما زعموا ؟

  2. * “رسالة” هذا الرجل الشجاع “المجنون!” موجهة لنا نحن الأصحاء, و ليست “لأهل الحكم الظالمون”, يا برقاوى:
    * اتخيله لحظة إنتزاعه السلاح من الحرس و ضربهم به, و كأنه يقول لنا:
    – (أتاريهم “الجماعه” ديل فشنك ساكت.. و راقدين سلطه!!… دحين شوفوا ليكم 30 – 40 مجنون من الطراز الرفيع زيى كده , و تحتلوا جميع مواقع العصابه المجرمه فى دقائق…و عندها “الجلع و السكليب ” إقيفوا كدة!!).
    * ثم يضيف لنا مشهدا مذهلا, و هو ممسك بالكلاش, يحاور نفسه و يسائلها:

    – (ده حالتو انا براى..و بى سيف بس.. دخلت القصر.. و قلعت سلاح! و ممكن اقتل كذا شخص…. إكون “خليل إبراهيم” ده فشل كيف و ليه, يا ربى يا سيدى!!؟).

    * إذن, و طالما عقلاء المعارضه لبدوا, لماذا لا “نأخذ الحكمه من افواه المجانين”, يا برقاوى يا خوي,…و خلينا ندور على ال30-40 ديل..عسى و لعل إكون الفرج!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..