اسماء مالك مسيك … وزيرة علوم وثقافة الطفل

كانت ذكية فيما يتعلق بتفرد افكارها ، وكانت المعية بامتياز في اختيارها للعمل الطوعى من خلال مشروع مكتبات الاطفال بالسوان ، انها امرأة استثنائية سودانية خالصة ، وهبت حياتها ووقتها لبناء اجيال قومية متسلحة بالعلم والثقافة ، لم تمنعها متاريس تخلفنا الاجتماعي ولم تثنيها جهوياتنا المتباينة تباين الشمس فى رابعة النهار من المضى على خطى الصدق والتجرد ونكران الذات الذى اختارته طريقاً لها ، فسارت لا تلوى على شى اللهم الا على مستقبل اطفال السودان وكيفية اعدادهم علمياً وثقافياً بمايخدم فرضية منفعتهم للحياة وبمايضيف اليها من المنجزات … اتذكر فى ماضى السودان الاثل فى حقبة الثمانينات فى اواخر القرن الماضى كانت ثقافة الطفل تمثل اولوية ضمن اولويات وزارة التربية والتعليم فى العملية التربوية التي تديرها ، وكانت ايضاً حصة المكتب حصة مجازة لها قدسيتها وطقوسها التي تحترم ، فهي لم تكن عادة تعليمية بل كانت حصة الزامية ضمن المقررات الدراسية اليومية ، لذلك اجيال تلك الحقب – اي حقب المكتبة المدرسية – كانوا جميعهم متميزون فى مجلاتهم التي هم عليها الان ، انظر للسياسيون والمثقفون والفنانون و العمال فى المصانع وفى المزارع وحتى الميكانيكية فى المناطق الصناعية تجدهم اكثر وعياً وثقافة من خريجي الجامعات الذين لم يتعرضوا للتثقيف بواسطة المكتبات المدرسية فى طفولتهم ! … الشاهد من القصة ان ماتبذله الاستاذة اسماء مالك مسيك مدير مشروع مكتبات الاطفال بالسودان من جهد شعبى تحاول من خلاله تمليك مدارس الاساس بجميع ولايات السودان مكتبة تحتوى على عدد 300 كتاب لعلوم وثقافة الطفل ، لهو امراً جديراً بلفت الانتباه وجديراً ايضاً بترشيحها لجائز وسام النيلين من الطبقة الاولي ، فهي استطاعت بجهدها الذاتي تغطية 1500 مدرسة للاساس دون التقيد بالحدود الجغرافية التي تفصل بين الولايات ، لقد انجزت ماعجزت عن انجازه الوزارت المعنية بالتربية والتعليم .. انها امرأة عظيمة تستحق الاشادة والتكريم على اعلى المستويات الرسمية ، كما يجدر بمدراء وطلاب المدارس من ولايات الغرب والشرق والشمال والجنوب المنتفعين بمشروعها مشروع مكتبات الاطفال بالسودان من تكريمها التكريم الذى يليق بها وتنصيبها تنصيباً شعبياً كوزيرة لوزارة لثقافة وعلوم الطفل وهذا اقل مايجب ان يرد ليدها التي سلفت ودينها المستحق … ان الناشئة هم امل البلاد وذخيرتها التي يعول عليها فى صد الهجمات الثقافية الممنهجة التي تحاول الغاء هويتنا وتعمل على تعريتنا من كل القيم السمحة التي تعزز قوميتنا ، ان الماسونية والامبريالية العالمية هدفها الاول والاخير ان نبقي متخلفين عن ركب العلوم والثقافة حتى يتثني لها تصنيفنا ( بالعبيد ) الذين يتقاتلون من اجل السراب لعدم وجود الوازع الثقافي الذى يمنعهم من ذلك ، فتلقين الطلاب للتخصصات العلمية لايصنع علماء كما ان العلماء ليسوا بالضرورة ان يكونوا مثقفين ولكن المثقفين بالضرورة ان يكونوا علماء ! .
فشكراً للاستاذة اسماء مالك مسيك على ماظللت تبذله من جهد للارتقاء باجيال بلادنا .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. نعم ألأستاذةاسماء وزميلاتها أمثال إبتسام سلامة وغيرهن ..من بنات السودان العاملات بجدوتفاني من ديار الغربة وكأنهن داخل السودان ..فلهن جميعا في كل مكان نرفع القبعات إجلالا!

  2. نعم ألأستاذةاسماء وزميلاتها أمثال إبتسام سلامة وغيرهن ..من بنات السودان العاملات بجدوتفاني من ديار الغربة وكأنهن داخل السودان ..فلهن جميعا في كل مكان نرفع القبعات إجلالا!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..