الحوار البيزنطي في الخرطوم

بسم الله الرحمن الرحيم
الحوار البيزنطي في الخرطوم
أول من صاغ مصطلح الهوية رجل ولد من أم يهودية في احدي الدول الأوروبية.هاجرت به أمه وهو طفل ألي السويد حيث تزوجت من رجل سويدي.توفي زوج أمه السويدي ومرة أخري أخذته أمه معه عند هجرتها الاخري إلي ألمانيا.توفت الأم في ألمانيا ..
كبر الصبي وكبرت معه أسئلته عن نفسه ومن هو والي من ينتسب وتعمق لديه هاجس تعريف نفسه إمام الآخر حني تحول إلي مفكر وفيلسوف متبحر في مفهوم الهوية (أي الانتماء أو الانتساب) وصاراستاذا ومحاضرا في علم الاجتماع النفسي في الجامعات الأمريكية والأوروبية..لا اتذكر اسمه ولكن هومن صاغ هذا المصطلح حني صار مفهوما سياسيا واجتماعيا شغل العالم الغربي حثي حل مكانه مفهوم الدولة الوطنية آو القومية وتجاوزته البشرية مثلما تجاوزت كثيرا من المفاهيم والمصطلحات التي تضر أكثر مما تنفع الناس مثل النازية والشوفونية والفاشستية والدكتاتورية والثيوقراطية والإمبراطورية وهلم جرا…
الهوية في زماننا هذا تعني الانتساب إلي دولة ما يختارها الفرد أو الجماعة طوعا أو كرها وليست بالضرورة وفقا لعرق ما أو دين أو ثقافة معينة..معظم الدول في عالمنا اليوم,آن لم يكن كلها متنوعة الأعراق والثقافات والسودان احد هذه الدول المتنوعة والتنوع سنة الحياة والتنوع جميل أو كما قال جون قرن دي مبيور….وعلي آية حال أفضل ما يكتب عن الهوية وفي الراكوبة كمان الأستاذ شوقي بدري وناس بدري ديل لهم دور مشهود في نشر الوعي العام للسودانيين…
تكمن المشكلة في اعتقادي في أولئك الذين يعانون بما يعرف بازدواجية الهوية وهو مرض نفسي في المقام الأول وليست له علاقة بالجنسية المزدوجة..هذا المرض النفسي له إعراض تشبه تلك الإعراض التي كانت تنتاب ذلك الرجل حني جعلته مفكرا وفيلسوفا وفي هذه الحالة إبداع وقد تظهرفي شكل سلوكيات وهواجس تضع الشخص المعني تحت وطأة معاناة من هوية واقعية يعيشها وأخري مثالية بتوهمها والمعاناة هذه تولد الانفصام (الشيزوفرانيا)..
محاولة سمكرة السودانيين في عرق واحد أو صبغهم بثقافة محددة أو فرض دين أو لغة تكون في أحسن حالاتها نوع من رعي غنم إبليس وفق المقولة السودانية المعبرة أو مثل الجدل البيزنطي الذي أوقع أهل بيزنطة تحت حوافر الخيول العثمانية وهم يتجادلون في أيهم الأول البيضة أم الدجاجة…وفي أسوأ حالاتها نوع من الاستبداد إلي تخطته الحضارة الإنسانية وفي كل الأحوال النتيجة كارثية…
عادة ما يتحاور المتحاورون في أمور بعينها مختلفين فيها للاتفاق حولها ولا أظن وفي هذا السياق هنالك اختلاف حول السودان المتنوع الأعراق والأديان والثقافات ولكن هنالك اختلاق حول القضايا التي تهم السودانيين وكيفية التعامل معها….. إذن فليكون الحوار حول أنجع السبل لمواجهة القضايا…..
احمد الحسن اوشيك
كسلا
E.MAIL: [email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..