اين الجالية السودانية في جنوب السودان؟

لا شك ان اغرب الحكومات التي مرت على حكم السودان اذا لم تكن اسوأها هي حكومة الانقاذ، فهي حكومة عبارة عن شلة من المتربصين تربعت على عرش البلاد بالصدفة وهي على ظهر دبابة القدر، لذلك لم نندهش او نستغرب كثيراً من اي امور او اشياء تفعلها هذه الحكومة لانها بكل بساطة قد ادمنت الفشل ولجأت لممارسات قمعية طالت كل الشعب السوداني من اجل مصالحها الذاتية فهم شلة بعينها لا تتعدى اصابع اليد، لكن حينما يكون تطاولهم على الحقوق يتمادى لم يتبقى لنا سواء ان نتطرق لمثل هذه القضايا للعامة بغية مناقشتها كحقوق مشروعة مستحقة لكل فرد.
من الملاحظ في جنوب السودان غياب جسم يمثل الجالية السودانية وهذا بالتاكيد يعود الى سياسات حكومة الخرطوم التي ترى في ان رعاياها هنا في الجنوب لا تستفيد منهم في شيئ لانها تصنفهم بالخارجين عن المشروع الحضاري اي رؤيتها حيث تغيب ثقة السفارة السودانية في رعاياها هنا في جوبا على اساس ان السواد الاعظم منهم من سكان دارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة وقليل من التجار الشماليين الذين يتواجدون في مناطق متفرقة في جنوب السودان، ان عملية تكوين جسم للجالية السودانية في الجنوب مهمة السفارات والبعثات الدبلوماسية اذا كانت سفارات او قنصليات او مرتبة القائم بالاعمال وهذه تعتبر بمثابة رعايا وحماية مصالح رعايا دولتهم المقيمين او المتواجدين بالدولة المضيفة تحت اي مسمى وبالتاكيد تقوم السفارة المعنية بالتدخل لحل مشاكل رعاياها في الدولة المحددة كما تقوم السفارة بتوفير كامل الحقوق والواجبات لجاليتها من مسائل استخراج المستندات الرسمية، جوازات وتجديدات وتوثيقات واستلام الموتى وترحيلهم كما من مهامها ايضاً حصر الجالية وتصنيفها وفقا لمعاير مدة الاقامة وتوفيق اوضاعهم عبر مستوى الخدمات التي يتلقونها من سفارتهم او من خلال الانشطة المختلفة وهذا الاخير حق مكفول لهم قانونياً حتى اذا عدنا الى المسئولية القانونية في القانون الدبلوماسي وهو فرع من فروع القانون الدولي العام لتنظيم عمل السفارات ونصوصه ملزمة لاي بعثة دبلماسية خاصة فيما يتعلق بحقوق ومصالح مواطن الدولة المضافة دون اعتبار للمواقف السياسية او الرقعة الجغرافية التي ينحدر منها مواطنوها او العرق او الدين لكننا بجانب هذه الحقوق المكفولة نجد ان ضعف الروابط الاجتماعية بين افراد الجالية نفسها والانقسامات التي عمتهم بصورة مباشرة ادت الى عدم قيام ادارة الجالية مما سهل مهمة السفارة السودانية.
وهذه الاسباب نعتقد جازمين أنها ادت إلى عدم قيام جسم لإدارة الجالية السودانية في جنوب السودان، مما سهل ذلك مهمة السفارة السودانية في تناسي هذا الموضوع الهام وجعلها تتعامل مع بعض الافراد على اساس انهم هم السودانيين المخلصين الذين تعتمد عليهم، بالرغم من ان مهمة هؤلاء دائما ما تنحصر في تصنيف السودانيين على اساس مؤييدين للنظام الحاكم في الخرطوم واخرون رافضين له ومعارضين، وهنا تكون السفارة قد إنحرفت من مسارعملها الدبلوماسي ولجأت لدور الرقيب الأمني لحماية مصالح شلة النظام الحاكم في السودان فجعلت بعضاً منهم عيون يرون بها واذان يسمعون بها، نحن بدورنا نتساءل الا يحق للسودانيين المقيمين في جنوب السودان تكوين هذا الجسم (ادارة الجالية) لان هذا الجسم يعتبر مهم لان هنالك انشطة متعددة تقوم بها الجاليات تتمثل في الانشطة الاقتصادية و الثقافية واخرى اجتماعية لربط النسيج الاجتماعي بين مكونات القبائل المختلفة للدولة المعنية كما هو العرف السائد في جميع سفارات العالم، وهذا حق مكفول لكل سوداني مقيم في دولة جنوب السودان الشقيقة واذا تقاعست سفارتنا هنا بقصد او بدونه وحجبت حق الرعايا المقيمين حسب قانون العرف الدبلوماسي عليهم مضطرين اللجؤ لوزارة الخارجية في الدولة المضيفة لتقديم شكوى او تظلم ضد سفارتهم، ومن واجب الوزارة او حكومة الدولة الزام السفارة بالإطلاع بمسؤولياتها كاملة دون نقصان تجاه مواطنيها والا سوف تواجه بمساءلات ربما تصل لدرجات تشمل لفت الانتباه للقيام بواجبها الطبيعي في خدمة مواطنيها او طرد احد الموظفين او كل الموظفين واخطار دولتهم بذلك واحياناً قد يصل الأمر إلى حد إلغاء إعتماد السفارة نفسها لدى الدولة، نحن نمتلك سفارة لكن للاسف صورية (سفارة في العمارة) مهامها تجاه رعاياه محصورة في خدمة شلة فقط، وهذا ما يقودنا الى ان نتعرف ما اذا كان هنالك توضيح او تفسير لهذه الاشياء التي لا نفهمها من مسلك سفارتنا بهذا الامر لان الدور المناط بها هذه الهيئة الدبلوماسية السودانية من صميم مهامها وواجباتها هو تسهيل وتسيير شؤون مواطنيها المقيمين هنا في الشقيقة جنوب السودان، لكن في تقديرنا ربما تعود اسباب تهميش السفارة لرعاياها من السودانيين بشكل مباشر لان السواد الاعظم ليس منهم او بالاحرى لا يؤيدون النظام القمعي الحاكم في السودان الذي دفع بهؤلاء الموظفين في السفارة بعد ان استمعوا لإملاءات حكام البلاد في الخرطوم وهذه الاملاءات (منقولة) ويحفظونها ويعرفونها هم لوحدهم! ولاننا لا نستغرب كثيراً من الأعمال الهمجية التي تقوم بها الحكومة السودانية تجاه الشعب السوداني من ابادة وتطهير عرقي وقصف المدنيين بطائرات الميج والسوخوي وهكذا يظل التهميش الممنهج والمدروس من قبل الحكومة يتطاول حتى على الجاليات في الخارج ولكن هذا لا يعني إستمرار هؤلاء في هضم حقوق ابناء السودان، نحن بدورنا هنا نطالب السفارة السودانية فقط ان تقوم بدورها لان مواقفها (رقراقة) في كثير من قضايا السودانيين، ابتداء من الموقف الجبان الذي سجلته ابان اندلاع الحرب في جنوب السودان والمأتم الذي اقامه ابناء دارفور في ميدان (سيمبا) حيث لم نسمع او نرى اي ادانة او استنكار اوحتى بيان تصدره السفارة لتوضح للراي العام موقفها المخجل ولا حتى صغار الموظفين سجلوا زيارة لهذا المأتم او ربما سجلوا زيارات بالطرق التي يعرفونها لوحدهم (وقد كانوا يمارسون الضحك في بيت البكاء)!، بيد ان السفارة اكتفت بالصمت لان ما حدث لا يمس الاحباب المؤيدين في شيئ، كما ان هنالك الكثير من القضايا لم تسجل السفارة السودانية اي موقف ايجابي تجاه رعاياها، ونحن هنا نتساءل ما هو الدور الذي تقوم به السفارة السودانية تجاه رعاياها؟ هل هو دور رقابي ام دبلوماسي؟ كما نتساءل اين الجالية السودانية من كل هذا؟ هل الارهاب والقمع الذي شردهم من ديارهم كمم افواههم؟.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الاستاذ يعقوب لك التحية . السفارات الله يسعدا ويبعدا من الجاليات . الجاليات جزء من التنظيمات المدنية لادخل لها بالحكومات . المشكلة ان السفارات تتدخل وتشتري الجاليات . وتعقد المؤامرات . في الامارات تاتي بالكيزان بالبصات . وتؤجل الانتخابات الي وقت متأخر في المساء حتي ينصرف الآخرون .
    وفي السعودية تقدم الخدمات لناسها وتضايث الآخرين والسفارة تتدخل في كل نشاطات الجالية . في الجنوب الحبيب لا يزال الناس تحس بانها في السودان والجنوب ليس بلد اجنبي . والجنوبي لا يحس في الشمال انه في بلد اجني …. وده شعور جميل . برضو ممكن نسأل اين الجاليات الجنوبية في الشمال …. الجنوبي لا يحتاج لجالية في الشمال والعكس صحيح .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..