الخلايا النائمة ضد الثورة المصرية

تواطؤ وتوافق أهداف ومصالح خلايا جماعات وتنظيمات الإسلام السياسي مع خلايا الدول الغربية وأميركا وخلايا بعض الدول العربية والإقليمية ضد الأمة المصرية يؤكد حجم المؤامرة التي تتعرض لها.

بقلم: محمد الحمامصي

واجهت الثورة المصرية منذ انطلاقها في 25 يناير وحتى اكتمالها في 30 يونيو ولا تزال تواجه خلايا نائمة مضادة. تنقسم هذه الخلايا إلى مجموعات مصالحة وأهداف بعضها يعمل لحساب جماعات وتنظيم وأحزاب ودول، والبعض الآخر يعمل لحساب أهواء ومصالح ومكتسبات خاصة.

تكشف ذلك بشكل واضح بعد سقوط الجماعة الإخوانية المروع وخروجها من الحكم معزولة على يد إرادة شعبية اجتاحت ميادين وشوارع مصر من شمالها لجنوبها. فالموقف الأوروبي الأميركي الذي يقف الآن ضد الإرادة المصرية شعبا وجيشا وحكومة وقوى مدنية ممثلة في الأزهر والكنيسة، عرى اتفاقيات الجماعة الإخوانية التي كانت تستهدف توطين فلسطيني غزة في سيناء ولم شمل إرهابي العالم لتكوين إمارة إسلامية، والاستيلاء على قناة السويس من خلال مشروعات قطرية إسرائيلية أميركية وبريطانية، وفتح جنوب مصر لجماعات الإسلام السياسي السودانية وربما منحها منطقة حلايب وشلاتين لتأسيس إمارة.

خلايا الإرادة الأميركية والأروبية ممن احتضنتهم أميركا وأوروبا خلال الأربعين عاما الماضية وتحديدا منذ اتجه الرئيس أنور السادات للأميركان والأوربيين ليحلوا محل الروس ودول الكتلة الشرقية في مصر، أغلبيتهم ممن تعلم ودرس ونال شهاداته العليا في أوروبا وأميركا وعمل في جامعاتها وفتحت له الطريق نحو تولي المناصب الدولية والعمل وإلقاء المحاضرات في جامعاتها وهيئاتها ومؤسساتها والحصول على الجوائز والأوسمة. هؤلاء ضد الجماعة الإخوانية ولكن مع الإرادة الأوروبية الأميركية المساندة والداعمة للجماعة الإخوانية باعتبارها المنفذ والداعم لمخططاتها في المنطقة العربية والشرق الأوسط.

كشفت هذه الخلايا عن نفسها في موقفها الذي يتبنى الخطاب الأميركي الأوروبي بعد ثورة 30 يونيو وعزل الرئيس الإخواني ثم فض اعتصامي رابعة والنهضة المسلحين، حيث خرجت إلى الصحف والفضائيات تندد بعنف الدولة المصرية وتتحدث عن الانقلاب العسكري وعودة الفاشية العسكرية وحرمة الدم والمصالحة والشرعية وعدم الاقصاء وحقوق الإنسان، مخوفة من رد فعل أوروبي أميركي، في محاولة لتأليب الشعب المصري على خارطة الطريق التي وضعتها القوى المدنية مع الجيش، ودفعه للانضمام إلى الجماعة الإخوانية وانصارها. وقد كان تقدم د.محمد البرادعي استقالته من منصب نائب رئيس الجمهورية للشئون السياسية الخارجية بمثابة صفارة الانطلاق لهؤلاء الذي خرجوا كاشفين عن وجههم القبيح الكاره لمصر واستقلال إرادتها الشعبية.

خلايا الجماعات والتنظيمات السلفية ممثلة في أنصار بعض الأحزاب كحزب النور والوطن والأصالة ودعاة مثل محمد حسان ومحمد عبدالمقصود والحويني وغيرهم، هؤلاء الذين يدينون بالولاء إلى توجهات بعض الدول المعروفة بتمويلها ودعمها لكل ما هو سلفي خاصة في مصر، رفض هؤلاء ثورة 30 يونيو وخارطة الطريق ودعموا اعتصامي رابعة والنهضة المسلحين بالمال والعتاة والرجال والخطب والفتاوى، حتى إذا تم فض الاعتصامين انطلقوا لينضووا تحت قيادة الإخوان وليبدأوا ممارسات أعمال التخريب المعنوي واذكاء الفتنة على الأرض. ويذكر أن محمد حسان حاول أن يقيم اعتصاما في ميدان مصطفى محمود في منطقة المنهدسين معلنا من على المنصة التي أعدها أنصاره وحلفاء الجماعة الإخوانية أن دماء من ماتوا في النهضة ورابعة ليست أغلى من دمائنا، في دعوة صريحة للسلفيين من أتباعه الانضواء تحت راية الارهاب الإخواني، وهكذا فعل غيره من السلفيين.

وقد تجلى انضواء السلفيين تحت راية الارهاب الإخواني من خلال مشاركاتهم في كل المظاهرات والمسيرات التخريبية التي انتشرت بطول مصر وعرضها، بل إن ما تم من حرق للكنائس في قرى ومدن الصعيد كان على يد السلفيين المحرضين من قبل عناصر إخوانية. وقد جاءت دعوة محمد عبدالمقصود الأخيرة كاشفة عن إرهابية السلفيين حيث حرض على قتال الجيش والشرطة والمسيحيين ودعا كل من أيد خارطة الطريق للتوبة، ولجموع الشعب الخروج يوم 30 أغسطس لعودة محمد مرسي والدفاع عن الإسلام، واعتبر يونس مخيون رئيس حزب النور السلفي أن الهجوم على الاخوان تحول إلى الهجوم على الإسلام.

ويعد السلفيون الخطر الأكبر الذي يواجه مصر حيث يدعمون خلايا الإخوان والجماعات الارهابية سواء في سيناء أو غيرها من محافظات مصر، ولا ننسى أن عماد عبدالغفور رئيس حزب النور السابق ورئيس حزب الوطن كان همزة الوصل بين الرئاسة تحت حكم الإخواني محمد مرسي والجماعات الارهابية في سيناء، كما أن أغلب الجماعات الإرهابية هي سلفية الفكر والعقيدة.

خلايا الصحفيين والمثقفين ممن ينتمون إلى جماعات وتنظيمات الإسلام السياسي أو ترتبط مصالحهم مع الدول الداعمة للجماعة الإخوانية مثل قطر وتركيا وإيران وحزب الله وحماس وأميركا أو أوروبا، وكذا الشخصيات الليبرالية والعلمانية العامة ورجال الأعمال من أعضاء الأحزاب السياسية، وهؤلاء يلعبون في مقالاتهم وآرائهم على المصالحة وعدم الإقصاء ورفض الحكم العسكري والتنديد بما تقوم به قوات الجيش والشرطة ضد العناصر الارهابية والتخريبية. ومما يؤسف له أن هؤلاء متغلغلون داخل مؤسسات وهيئات وأجهزة الدولة بل منهم من يعمل بحكومة د.حازم الببلاوي الحالية، وهم من يقودون أو يتوسطون في موائد المصالحة مع أطراف إخوانية يشار إلى اعتدالها، ما هي بمعتدلة.

ومن يشأ أسماء لهؤلاء فليتابع الصحف المصرية الرسمي منها والخاص، وكذا تصريحات رؤساء وأعضاء أحزاب مثل حزب الوفد الذي حول رئيسه السيد البدوي صاحب قنواته “الحياة” وكذا قنوات المحور التي يمتلكها رجل الأعمال حسن راتب، ليكتشف خطط المصالحة مع الجماعة الإرهابية وحلفائها من سلفيين وجهاديين، بحجة عدم الإقصاء وضرورة اندماج هذه الجماعات في المجتمع.

إن الدولة المصرية تواجه وباء قاتلا اسمه الخلايا النائمة تعلي شأن مصالحها وأهدافها على حساب مصالح وأهداف الوطن، مدعومة بسلاح الإرهاب والمال والنفوذ، ينتشر في ربوعها ويتخلل العديد من مجالاتها الحيوية سواء التابعة للدولة أو التابعة للقطاع الخاص، وذلك ربما للمرة الأولى.

أن تواطؤ وتوافق أهداف ومصالح خلايا جماعات وتنظيمات الإسلام السياسي مع خلايا الدول الغربية وأميركا وخلايا بعض الدول العربية والإقليمية ضد الأمة المصرية يؤكد حجم المؤامرة التي تتعرض لها.

محمد الحمامصي
ميدل ايست أونلاين

تعليق واحد

  1. تؤكد بعض حقائق الأشياء المثيرة بوسائل الاعلام المناهض للثورة 30 يونيو المصرية وموقف الجيش المصري العظيم معها عن مدى خيانة الاخوان لبلدانهم وتؤامرهم مع بعض بلدان أخرى مقابل الجلوس في نشوة السلطة وتنفيذ أهدافهم ومخططاتهم التنظيمية وأعتقد ان الأمور الجارية من طرف الاخوان بمصر تتطلب من كافة المصريين ان يقفوا ضدها بقوة ولايتهانوا أبدا في أمر مصر كما الاحظ اصرارالاخوان للتظاهرات واستخدام العنف وبكاؤهم نحو السلطة المفقودة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..