مقالات وآراء سياسية

إزالة تمكين زين

إسماعيل عبد الله

ألدكتور صلاح مناع عضو لجنة إزالة التمكين كشف عن استحواذ رأس المال الأجنبي، على كامل أسهم شركتي الاتصالات السودانية (زين) و(إم تي إن)، وذلك على خلفية حضوره لأولى جلسات القضية المرفوعة بحقه من قبل شركة زين، حول ملابسات تسجيلات صوتية قد بثها وقت اندلاع ثورة ديسمبر، تناول فيها بالكشف والتمحيص شبهات فساد طالت شركة زين ومديرها الفاتح عروة، ودعا إلى مقاطعة هاتين الشركتين باعتبار أن رأس المال الأجنبي مسيطر عليهما السيطرة التامة، وحفاظاً على مدخراتهم حث مناع المواطنين السودانيين على تحويل الأشتراكات الخدمية لهواتفهم إلى شركة سوداني، التي لا تتجاوز نسبة المساهمة الوطنية فيها ستة وعشرون بالمائة من إجمالي أسهمها، منبهاً على ضرورة أن يكون قطاع الأتصالات وطنياً صرفاً لكونه أحد أهم القطاعات الأستراتيجية، إنّه حديث المواطن الوطني والغيور على أمن وأمان واقتصاد بلاده والحريص على إزالة بقايا رواسب الدولة العميقة، على المواطنين السودانيين الشرفاء الاستجابة الفورية للدعوة التي وجهها عضو لجنة إزالة التمكين لهم بالمقاطعة.

ألإيرادات السنوية لشركات الاتصالات هي الأعلى في جميع بلدان المعمورة وهي المساهم الأعظم في الناتج القومي الاجمالي للدول، كيف سمحت حكومة الإخوان البائدة للاستثمارات الأجنبية بأن تحكم قبضتها على مورد مالي يمثل عصب حياة الأقتصاد الوطني، لكن لا عجب ولا عجاب من منظومة الانقاذ التي اهلكت الحرث والنسل، والتي باعت الوطن ومؤسساته في سوق النخاسة العالمية والاقليمية بأبخس الأثمان، تصور معي أيها المواطن السوداني المغلوب على أمرك لو أن هذه الموارد الذاتية وغيرها قد صبت في خزينة البنك المركزي، كيف ستعمل على رفع المعاناة عن كاهلك؟، هل انطبق علينا المثل:(كالعير في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول)؟، هل علمتم يا سادتي وسيداتي كيف نحر الوطن على قارعة طريق السماسرة والمرابين الذين استباحوه أرضاً حلوباً لا يجف ولا ينضب ضرعها؟، الجوع والمرض يقتلانك أيها المواطن الطيب ومالك وثروتك ينالها القادمون من وراء البحار بمساندة النخاسين من بني جلدتك، وعلى درب زين واخواتها قد ذهبت شركاتنا الوطنية الأخرى – الصمغ العربي والحبوب الزيتية والثروة الحيوانية.

ألمواطنون الشرفاء، عليكم أن تقاتلوا من أجل استرداد كرامتكم وآدميتكم باسترجاع المؤسسات والشركات الوطنية والأقتصادية الكبرى إلى حضن الوطن، وفي سبيل الرفاه والحياة الكريمة لابد من التضحيات الجسام لطرد غول الفساد الإنقاذي الذي مازال متمدداً بين مفاصل الدولة، ولا سبيل ولا مخرج لكم من ضوائق العيش إلا بإعلاء قيم الثورة المجيدة بشن حرب شعواء، على الطفيليين من ربائب الحكم البائد المتاجرين بعرق جبينكم وماصصي دماءكم، قفوا بصلابة أمام من رهنوا مصالحكم الاقتصادية لرؤوس الأموال الأجنبية الجامحة والجائعة والمتعطشة لمواردكم الطبيعية ولثرواتكم الخدمية، فالدورة الأيجابية للأقتصاد تقول بأن أي قطر بمواصفات السودان يمكن لنشاطه الأقتصادي أن يولد الفرص ذاتياً، وذلك لتنوع الموارد وتعددها وللعدد الكبير للسكان الكفيل بتفعيل هذه الدورة الإيجابية، وبناء على هذه الخصيصة لا يجب على البلاد أن تمنح جميع فرصها الاستثمارية لرأس المال القادم من خارج الحدود، ولا يجوز أن يهب الأجنبي كامل الحصص المساهمة في شركة قطاع معني بالأمن القومي بالدرجة الأولى مهما كانت الأسباب والتبريرات.

ألسودان ومنذ أزمنة إتفاقية البقط عبوراً بغزوة محمد علي باشا الهادفة للتنقيب عن الذهب وقنص الرجال، ظل مرهوناً للغزاة الراحلين والجنود الراجلين والتجار الطامعين الوافدين إليه من كل اصقاع الدنيا، فهل تنتشله ثورة ديسمبر من وهدة الضعف والارتهان، وتنقله إلى مصاف البلدان ذات المعدلات العالية للنمو الأقتصادي المتسارع؟، إلى متى يظل أبناؤه هائمون على وجوههم في مشارق الأرض ومغاربها وأمواله مخزونة في خزائن الشرق القريب والغرب البعيد؟، أليس به رجال راشدون حتى ينقذوه من براثن وأنياب رأس المال المستورد؟، استمرار السيطرة الاقتصادية على شركات الاتصالات لما بعد إزالة الدكتاتور دليل قوي وحق مشروع لنشوء دوافع اولئك المواطنين المطالبين بتفعيل شعار تسقط ثالث، وما كشفه الدكتور صلاح يعبر عن رأي الكثيرين ممن خذلتهم الجرأة المصادمة كي يفصحوا عن ذات الرأي، ولكن المواطن الصالح لا يرضى أن يرى ثروات بلاده تذهب لصالح رفاهية شعوب ببلاد أخرى، ومن المعلوم أن وحش الفساد الذي مازال قائماً تسنده بعض الأصوات المترددة عن قول الحق، والتي  ما تزال شاغلة لوظائف بحكومة الثورة مهمتها كنس مخلفات البائدين.

ألغول الفاسد الذي يسكن عمق المؤسسة الحاكمة لن تخرجه التصريحات الثورية المتحمسة ولا المحاكمات السلحفائية البطيئة، التطهير من دنس الخطيئة التي ارتكبها إخوة حسن لا يكون إلا بإعمال سيف العدالة الثورية الناجزة والحاسمة حسماً خاطفاً وسريعاً، وعلى لجنة إزالة التمكين إزالة نفسها أولاً إن هي غير قادرة على اجتثاث شجرة الزقوم من جذرها لا من جذعها، وعليها أن تبريء نفسها مما حاق بها من إتهامات حول استنفاعها من فندق هوليدي فيلا المسترد عبر آلية إزالة التمكين، والمزاعم القائلة بعدم تسليمه لوزارة المالية صاحبة الأمتياز الأوحد في الولاية على المال العام، وهنالك أيضاً تسريبات منظمة زيرو فساد القادحة في سمعة لجنة إزالة التمكين، فواجب على اللجنة ورموزها أن يكشفوا للشعب السوداني هذه الإرهاصات غير المريحة وذلك بعقد مؤتمر صحفي شفاف يضع النقاط فوق الحروف.

 

إسماعيل عبد الله

[email protected]

14 نوفمبر 2020

‫5 تعليقات

  1. الجهل مصيبة..!!!
    صحيح لو كنا نملك رؤوس الأموال الضخمة للاستثمار بها محليا فذلك خير وبركة ولا نكون بحاجة للاستثمار الأجنبي أو ال DFI الذي تتفنن الدول المختلفة في جذبه.
    نحن في ظروف الحصول فيها على قطعة خبز يعتبر انتصار كبير ونحن أحوج دولة في العالم للاستثمار الأجنبي الى أن نستطيع الوقوف على أرجلنا .. أما أن تأتي أنت أو صلاح مناع طافين نور وتتحدثوا بهذه الجهالة المخزية دون أن تفكروا في ماذا يعني انسحاب استثمار اجنبي على الوطن وما تأثيره على تدفقات الاستثمارات الخارجية فهذا شيء مخيف يعكس فعلا العقليات وطريقة التفكير المتخلفة التي تسود السودان حاليا.. وسؤال اخر لكما الاثنين، وهل حين تأتي الاستثمارات الأجنبية ستعمل على تحويل الأرباح للخارج أم تتركها هبة للجهة التي استثمرت فيها؟!!
    تذكروني المتنبئ : يأمة ضحكت من جلها الأمم!!

  2. لِعِلْم الجنجويدى الصغير إسماعيل عبدالله ،
    تمكين شركة زين هَيِّن ،
    ويُمكن إزالته بِجَرَّة قلم ،
    ولكن أخطر تمكين يشهده السودان ،
    هو تمكين الجنجويدى القاتل المجرم حميتى ،
    وتمكين مليشيا الجنجويد المرتزقة ،
    من االثروة والسلطة ،
    ومن التسلط على الناس ،
    ومن المهم جداً إزالة هذا التمكين المُتَخَلِّف ،
    أولاً وقبل كل شيئ ،
    لكنك أعمى عن ذلك .
    11/14/2020 .

  3. # ارجعوا الوطن اولا!!! ارجعوا الوطن اولا!!!
    # أتتسالون عن ازالة تمكين شركة زين في السودان!!! بل الاحري هو السؤال عن : اين هو الوطن؟؟!!
    # للاسف لقد أخرج الوطن ..ولم يعود!!! فالبلد يحكمها الان مجموعة من العصابات و المليشيات والحركات المسلحة!!!
    # واسفاي.. لقد تشظي الوطن إلي مجموعة دويلات متنافرة ومتشاكسة لتحقيق مكاسب أفرادها.. بعيدا عن مصلحة المواطن والوطن!!! وإليك بعضا من هذه الدويلات النافدة..
    # دويلة حميدتي…وهي اقوي الدويلات اقتصاديا..وعسكريا..وان كنت محدودة النفوذ سياسيا!!! ولها علاقات تجارية خارجية قوية مع بعض الدول.. فهي تملك العديد من الشركات التي تعمل في كل المجالات …بدءا من تصدير الذهب…وانتهاء بصادر المحاصيل الزراعية!!! ولها قدرات مالبة هائلة…لا يعلمها الا الله!!! وهي دويلة مستقلة…ولا تخضع لاي جه!! ولها سلطات شرطية ونيابية وقضائية خاصة بها!!! فهي تعتقل…وتحاكم…وتسجن من تشاء ومتي تشاء!!! بل وتنفذ أحكامها في الهواء الطلق..(الضرب..وحلق الرؤوس!!!)!!!
    # دويلة البرهان…وهي دويلة عسكرية ذات هيكل تنظيمي عالي.. وتتمتع بقوة سياسية واقتصادية هائلة..فهي تملك مجموعة هائلة من الشركات الأمنية والصناعية والاقتصادية!!! وهي لا تخضع لاي رقابة من أي جهة!!! وهي تقوم بعقد الصفقات السياسية والاقتصادية الخارجية مع الدول الاجنبية في كل المجالات!!!
    # دويلة (خدعوك)….وهي اسم علي مسمي…ويطلق عليها استهزاء ا (الحكومة)!!! وهي للاسف لا تحكم شئ!!! فهي عالة تتسول دويلتي (حميدتي/البرهان)!!! تماما كما تتسؤل المجتمع الدولي.. الذي ان شاء اعطاها…وان شاء ابتزها ابتزازا (التطبيع)!!!
    # صيحتي لكل السودانيين …ارجعوا الوطن المسلوب اولا…وعاجلا!!! قبل أن تتحدثوا عن تفاصيل قضايا الوطن!!!
    # ارجعوا الوطن اولا!!! ارجعوا الوطن اولا!!! اللهم اني بلغت وفأشهد!!!
    # اصحي يا ترس…..لم تسقط بعد!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..