النوم فى الشارع…ظاهرة تتنامى

الخرطوم:حسام الدين ميرغني

اتاح كساد الحركة التجارية واغلاق كثير من متاجر برنداتي السوق العربي لعدد من المواطنين تحويل برنداته إلى متكأ ومرقد الى حين ..فى عرف العاصمة فان المشردين وفاقدى المأوى لا ينامون فى طرقاتها الا ليلا ولكن القيلولة ورهق السخانة وحرارة الجو المرتفعة تفعل الافاعيل فى الاجساد المنهكة مايجعلها تنام كيفما اتفق تحت ضل أي شجرة أو برندة أو حديقة مفتوحة المنتشرة فى العاصمة لتجميلها الا انها صارت من مشوهاتها بمنظر الراقدين وهم يشخرون بينما الناس يتحركون من حولهم.
بالقرب من مسجد بحرى الكبير ورغما جهود المحلية لتجفيف ظاهرة نوم المشردين في الطريق العام الا ان ظل سور المسجد الجنوبي يشكل لوكندة مجانية لناعسى النهار عديمى المأوى..مررت بكذا جسد منهك وهم نيام.
بين يقظة ومنام ارتفع جفن لرجل ستينى يلومنى على وقفتى وانا انظر إليه.. يريد ان يأخذ غفوته ليعود بعد ان تبرد الشمس للتسول.. أزلت غضبه بجنيهين وضعتهما فى طرف قماش متسخ زاد من سماكته طين ملتصق بجنباته.. سألته اما لديك منزل لتنام ؟فعلمت من اجابته انه قدم للعاصمة من احدى الولايات المنكوبة بالرصاص وعدم الاستقرار حتى بعد ان خمد الرصاص من ازيزه آثر البقاء هنا يفترش الطريق ومنه يأكل ويتوسل التسول ..مرات تطالة كشة المحلية ولكن سرعان ما يعود للشارع اما متسولا او نائما فى احدى ظلاله.
الباحثة الاجتماعية سلوى ابوبكر ترى ان مسألة النوم فى الطريق لا تنحصر على عديمى المأوى والمتسولين ومن نبذتهم اسرهم، فصار الشارع لهم بيتاً.. فهناك بعض اصحاب المهن الهامشية يوثرون نوم الشارع ..منهم عمال اليوميات وسائق التاكسى ولكنهم يأخذون غفوتهم فى مركباتهم، واصحاب عربات الكارو وغيرهم من العاملين فى الاسواق.
واضافت هناك بعض الدراسات الاجتماعية والحلول لمعالجة الامر لكنه لا يعالجها بصورة تجففها تماما ..وزادت: فى بعض الدول المجاورة هناك بيوت مخصصة فى وسط الاسواق تسمى بيوت الغرباء مراقدها بسيطة واجرتها زهيدة تساعد عابري المدن والعاملين فيها على المبيت حفاظا على ارواحهم وممتلكاتهم وعلى المجتمع من بعض المارقين منهم.
قبل سنوات شهد وسط الخرطوم حادثاً مأساوىاً اودى بحياة اربعة من المشردين كانوا يتغطون من شدة برد بكراتين فلم يرهم صاحب عربة عابر فراحوا فيها..الحادث رغما عن انتشار خبره حتى بين المشردين بالقرب من سينما كلوزيوم الا انهم لم يتركوا عادتهم فى رقاد البسيطة!
عامل فى سوق الخرطوم المركزى قال ان المساجد المجاورة اصبح خفراؤها يغلقونها بين الصلوات بعد ان اصبحت متكأ حتى لغير المصلين ..ما اضطرهم لاخذ راحة نهارهم بين اقدام المارة فى برندات السوق .. واضاف نحذر ليلا من مبيت المشردين فتقوم الشرطة بدوريات لمكافحة السرقة من قبل النائمين العشوائيين ..واضاف القليولة مهمة لراحة الذهن والجسد ولكن لا توجد اماكن مخصصة لنيلها وسط التجمعات العامة كما ان ضيق مساحات المتاجر تجعلنا نشوف لينا مكان شبه خالى نفرش كراتينا وننام. الامر محرج اجتماعيا نعم ولكن الاجساد منهكة ماذا نفعل.!!!!

الرأي العام

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..