بجنوب السودان.. الراديو يجمع النازحين الصغار

مثيانق شريلو-جوبا

خلافا لتوقعاته وجد الطفل مدينق نفسه يتحدث لصديقه فاشاي بعد أن فرقتهما الحرب الطاحنة في جنوب السودان ونزحا من مدينة ملكال حاضرة ولاية أعالي النيل الغنية بالنفط.

كان لقاء الصغيرين عبر الأثير خلال برنامج مفتوح بثته إحدى الإذاعات المحلية بالعاصمة جوبا في إطار مشروع تعمل عليه منظمة الصوت الحر يهدف لربط الأطفال الذين فرقتهم الحرب ونزحوا من مناطقهم الأصلية إلى أماكن أخرى.

يقول مدينق إن أسرته قطعت آلاف الأميال هربا من المواجهات العسكرية قبل أن تصل إلى جوبا في طائرة كانت تقل بعض جنود الجيش المصابين.

ويضيف أنه كان يعتقد أن صديقه فاشاي قد رحل لعوالم مجهولة وأنهما لن يلتقيا، قبل أن يستقبل صوته عبر الراديو.

ويرى القائمون على المشروع أنه سيخفف كثيرا من الضغط النفسي على الأطفال الذين شاهدوا فظاعة الحرب والجثث المنتشرة على الأرض.

وبحسب تقديرات منظمات إنسانية من ضمنها اليونسيف، فان أكثر من خمسمائة ألف طفل يعتبرون في عداد النازحين داخليا واللاجئين الذين نجوا من المواجهات العسكرية بين القوات الحكومية الموالية للرئيس سلفاكير ميارديت وتلك الداعمة لنائبه المقال رياك مشار.

تحديات نفسية
وبحسب هذه المنظمات، فإن هؤلاء الأطفال يواجهون الكثير من التحديات النفسية بسبب ظروف وتداعيات النزاع المسلح.

وتقول مسؤولة المشروع في منظمة الصوت الحر آن هاسكون إن الحرب الدائرة في الدولة الوليدة أدت لانقطاع الاتصال بين الأطفال وأقرانهم الذين عاشوا معهم وتربطهم بهم ذكريات ومواقف وقصص.

وتضيف الجزيرة نت أن بإمكان المشروع أن يعيد بناء الصلات بين الأطفال من جديد. ونوهت بأن ردود الأفعال حيال هذا المشروع شجعت منظمتها على البحث عن تمويل آخر لضمان استمراره.

واضافت أن “المشروع طموح ونأمل من خلاله استعادة علاقات الصداقة القديمة لهؤلاء الأطفال من جديد”.

رياضة وغناء
والمشروع الذي يعتمد على العربية والإنجليزية وبعض اللغات المحلية يقدم الكثير من الأنشطة في مجال المسرح والرسم والغناء والرياضة لصالح الأطفال المتضررين من الحرب، وقد اجتذب الكثير من أطفال المدارس والمقيمين في مراكز الأمم المتحدة بجوبا.

ويعاني الصغار في جنوب السودان من تداعيات الحرب الإثنية التي مزقت البلاد والناتجة عن خلافات سياسية بين قادة حزب الحركة الشعبية الحاكم.

ويرى بعض الأطفال الذين يقيمون داخل قاعدة للأمم المتحدة بجوبا أن تلك البرامج التي تبث عبر الإذاعات المحلية لا يمكن أن تجعلهم يستعيدون حياتهم الطبيعية قبل الحرب لكنها تبعث فيهم الأمل وتجعلهم يتطلعون لوضع أفضل في المستقبل.

ويقول هؤلاء الأطفال في أحاديث للجزيرة نت إنه كلما سنحت لهم فرصة الكلام فسينطقون مفردة السلام وحدها إلى أن يروا الحرب تتوقف ويعودوا لمنازلهم ورفاقهم.

المصدر : الجزيرة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..