الكذب السياسي للنظام ..من المتضرر ومن المستفيد ؟؟

الكذب السياسي للنظام ..من المتضرر ومن المستفيد ؟؟

عمر موسي عمر – المحامي
[email][email protected][/email]

لن يخفي علي أحد أن النظام يمارس الكذب السياسي وعشوائية القرارات والتصريحات ولا يخرج التفسير من كل ذلك سوي أن النظام يعاني من ( فقدان الإتجاه والبوصلة ) أو بالأحري تعتريه حالة من التوهان الفكري والتبلد الذهني والمقدرة علي التخطيط للخروج من متاعبه الإقتصادية والأمنية .والدروس المستفادة من الأنظمة الشمولية التي تفرض نفسها علي الشعوب بالقهر والبطش بالخصوم السياسيين تقود إلي أدلة وآيات توميء بقرب إندثار النظام وذهاب ريحه وسيمضي بقدرة الله إلي سجل النسيان وسطور التاريخ .
وواقع الأمر أن النظام الحاكم في الخرطوم والذي عجز عن إقناع النخب السياسية والطبقة المثقفة والمستنيرة أنه يستمد شرعيته للبقاء في السلطة من صناديق الإنتخاب فهو يعجز بالضرورة عن إقناع تلك النخب بشرعية النظام وهو يفتقد للشرعية الدستورية .
ولما كان من الحكمة عند التعاطي مع الخلل البحث عن أسبابه فلن يجد الباحثين هداهم الله سبباً أكثر من حالة القلق المستدامة التي يعاني منها النظام جراء إتهام المجتمع الدولي لرئيسهم بتهمة لن يجد منها فكاكاً أو نهاية سعيدة ..فرموز النظام والرئيس نفسه يعلم أن هذه التهمة غير قابلة للإستئناف أو الطعن فيها وما يجري منذ العام 2008م هو محاولات يائسة لكسب الوقت وتأجيل الأمر المقضي فيه .. والرئيس نفسه يعلم المصير الذي ينتظره ولكنه ينتظر معجزة من السماء لن تأتي في زمانٍ إنقطعت فيه الرسل ومضي زمان المعجزات . ولما كان رموز النظام تؤجل دوماً سوء المنقلب والمآل فلن يجد بداً من إبتكار وسائل لكسب الوقت حتي ولو كان ذلك كذباً.
هذا الوضع الميئوس منه جعل النظام ورموزه يمتهنون الكذب ولا يتقنونه وهم يعلمون أنهم يكذبون علي أنفسهم قبل أن يكذبوا علي المتلقي ولكنه كذب المضطر إلي الكذب لأن النظام وفي بساطة شديدة عجز بأفعاله وأقواله أن يقدم شيئاً للشعب ولن يقدم ..أنظروا إلي محاولات النظام اليائسة لإسترضاء المجتمع الدولي دون جدوي ولا فائدة وتناقض ذلك الإسترضاء مع سياسة التخبط التي ينتهجها النظام مع كثرة الذين يقفزون إلي أجهزة الإعلام ويدعون أنهم الناطقين الرسميين بإسم النظام ليقولوا ” نحن …ونحن” وكل هذه التصريحات من رموز النظام والمتنفذين يصطدم بعضها ببعض ويمسك مضمونها تلابيب أخري فعلي سبيل المثال رئيس الجمهورية يصرح أنه وحكومته ” لن يفعل ما يأمره به مجلس الأمن في القرار (2046) وأن علي المتلقي أن لا يخاف أو يخوفونهم” ثم ما يلبث وأن يجلس للتفاوض مع وفد حكومة جنوب السودان مكرهاً وهو يعلم أن تلك المحادثات رغم أن الضامن لنجاحها هي المهلة التي حددها مجلس الأمن ” ثلاثة أشهر من تاريخ القرار ” لن تحقق نجاحاً ولم يسعي النظام إليها إلا رغبة في الإمتثال لأوامر مجلس الأمن .
مثال آخر “للعنتريات الفارغة” للنظام وهو تصريحات مسئوليه برفض الإنسحاب من إدارية “أبيي” علي نسق ” أبيي سودانية ” وقبول جيش من الأحباش لحراسة المنطقة لتأتي تصريحات الناطق الرسمي بعد فترة ليست بالطويلة ” الجمعة 1/6/2012″ بإعادة الإنتشار للقوات المسلحة وإنسحابها من ” إدارية أبيي” .
مثال آخر للسياسة غير الممنهجة لهذا النظام تصريحات النائب الأول لرئيس الجمهورية في خطابه الشهير أمام المجلس الوطني والذي اعلن فيه حالة الطواريء علي طول الحدود مع دولة جنوب السودان ” مع ملاحظة أنه ليس اصلاٍ من سلطات النائب الأول لرئيس الجمهورية إعلان الطواريء ” ولا يتردد في إطلاق عبارته الشهيرة ( Shoot to kill ) ليخبر النظام العالم موافقته علي إنسحاب قواته المسلحة (10كيلومترات) شمال الحدود بين الدولتين ويتبع ذلك بالجلوس مكرهاً للتفاوض مع ” الحشرة الشعبية ” الحاكمة في دولة جنوب السودان حسب تعبير رئيس الجمهورية .
كل هذه العشوائية في سياسة النظام وتصريحاته لا تقود إلا إلي واقع مرير وهو أن النظام يمارس الكذب المفضوح كفاحاً وعلي رؤوس الشهاد وهو لن يتوقف عن الكذب وتحريه حتي كتب عند الله كذاباً .
خلاصة القول أن النظام يمارس عنترياته في التصريحات من باب الظهور بمظهر النظام المتماسك وهو نظام ينخر في عظامه سوس الفساد والنفاق في الدين وهوانه علي الناس حتي لفظ من مجتمعه الإقليمي والدولي وحتي لم يجد مجلس الأمن مع سوريا دولة أخري يدبج فيها القرارات غير هذه الدولة المستضعفة المتهالكة والتي أتي الله علي بنيانها من القواعد بعد أن فضح إستتار رموزها بالدين والدين منهم براء وسيجعل الله أعمالهم حسراتٍ في اليوم المشهود.
وفي الختام لن يجد المحللون في هذه الساسات العرجاء للنظام وتخبطه في غير هدي ولا رشاد أي منفعة لهذا الشعب الذي صبر حتي بلغ السيل الزبي ولم يجد لقوس الصبر منزع أملاً في مستقبل واعد لن يتحقق ووعود هي في مجملها ” مواعيد عرقوب ” والمستفيد من هذه السياسات الهوجاء هو النظام ورموزه الذي يجاهد للحفاظ علي روحه التي تقرقر ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها وسيعلم الذين ظلموا وفسدوا وأفسدوا أي منقلبٍ سينقلبون .

تعليق واحد

  1. الاستاذ العزيز..
    ما لكم تدارون الحقيقة..بيت الداء يكمن في راس النظام وهو الواحد الاحد عمر..
    هل حاسب او سال نائبه لماذا اعلن حالة الطواؤئ وليس من حقه ذلك..
    هل حاسب وزير دفاعه..
    هل حاسب او حتي سال وزير داخليته..
    هل حتي فكر ان يسال وزير خارجيته..

    هل هل..انا فاقعة مرارتي فوق كم
    مالك كيف تحكمون

  2. الاستاذ العزيز..
    ما لكم تدارون الحقيقة..بيت الداء يكمن في راس النظام (((( وهو الواحد الاحد عمر.. )))
    هل حاسب او سال نائبه لماذا اعلن حالة الطواؤئ وليس من حقه ذلك..
    هل حاسب وزير دفاعه..
    هل حاسب او حتي سال وزير داخليته..
    هل حتي فكر ان يسال وزير خارجيته..
    ===============================================
    استغفري ربك يا ( هويدا ) الواحد الأحد تطلق علي الذات الإلهية وحاشي أن يكون هذا الرئيس النجس مثل الإله. وتعالي الله علوا كبيرا عما تقولينه يا أختاه.
    غفر الله لي ولك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..