أخبار السودان

حظائر الابقار بالكلاكلة غرب ..كوارث صحية

نجلاء عباس

جملة من الاشكالات كونت مجموعة من المعاناة لاهالي احياء الكلاكلة غرب، وتفاقمت المشكلة الى ان افرزت ظواهر صحية وبيئية سالبة احدثها وجود زرائب الابقار والمواشي داخل الاحياء السكنية.

وبعض اصابع الاتهام تشير الى وجود تلك الزرائب بطرق غير رسمية في الوقت الذي يفترض فيه ان تقوم الجهات القائمة على الامر بداية بالمحلية باتخاذ الاجراءات اللازمة التي تراعي مصلحة المواطن وتحقيق استقراره في بيئة صحية. ويشير اصحاب الوجع من سكان الحي الى تباطؤ المحلية في حسم قضيتهم، بينما كشفت المحلية عن إجراءات صارمة تتبعها تجاه كافة المخالفات في الاحياء. (الإنتباهة) عرضت القضية على كافة القائمين على الامر وسلطت عليها الاضواء، للاسراع في حسمها وتفادي المخاطر المحتمل حدوثها.
تضرر المواطنين
فهناك شكوى وصلت لـ (الإنتباهة) من وجود حظائر بمنطقة الكلاكلة غرب بصورة غير صحية تسببت في الحاق الاذى الصحي بالمواطنين والاطفال نتيجة الروائح الكريهة من رمي الزبالة والتخلص من الابقار والعجول النافقة وسط المباني السكنية لتكثر حالات الاصابة بالربو، حتى اصبحت المنطقة ملجأ للكلاب الضالة والاوساخ. وتقول المواطنة ام احمد لـ (الإنتباهة) ان مشكلة وجود الزرائب وسط الحي السكنية تفاقمت بشكل كبير وصاحبتها كثير من الاصابات بحالات الحساسية والربو والاسهالات للاطفال، واضافت انه في بداية الامر ظلت الاسر تتحمل الوضع ولم تتقدم بشكوى خوفاً من العواقب وردود افعال اصحاب الزرائب، لكن صعب تحمل استمرارية الامر لازدياد الحالات المرضية وسط المواطنين والاطفال. اما المواطن رئيس الاتحاد الوطني للشباب بمنطقة الكلاكلة غرب اسامة حامد فقد كشف عن حالات الاصابة بالامراض المزمنة وسط الاهالي، واضاف انه عند بداية غروب الشمس من كل يوم ينتشر الباعوض والناموس والروائح النتنة في الاحياء حتى يصعب تحملها، مما يجعلهم يوقدون (الحطب) لطرد الباعوض والروائح. وتابع اسامة سرد مأساتهم، وقال ان الاهالي تركوا الذهاب لاطراف الشاطئ الذي اصبح مكباً للنفايات والابقار والبهائم النافقة، وعلق بأن الوضع الصحي باحياء الكلاكلة غرب اصبح لا يحتمل ولا يصلح لأن يعيش فيه انسان.
طفح الكيل
وتظل المشكلة قائمة ومعاناة الاهالي تتفاقم يوماً تلو الآخر الى ان اجتمع اهالي الكلاكلة غرب مع اللجنة الشعبية باعتبارها الحكومة المصغرة التي يفترض ان تقف مع الاهالي وتقدم لهم المساندة وتحقق المطالب المقصودة، وعلق المواطن والمتحدث الرسمي باسم اهالي المنطقة المدثر محمد سليمان لـ (الانتباهة) على القضية بأن الكيل قد طفح، وقال ان الاهالي تحملوا كل تلك المعاناة حتى يستقروا في حياتهم، الا ان المشكلة تتزايد وامراض الاطفال سيدة الموقف، واضاف انه ان لم تفصل في القضية وايجاد حلول جذرية تراعي صحة المواطن والبيئة، فإن المنطقة ستصبح مستنقع وبائيات، ولفت الى ان الاهالي اجمعوا على رفع شكوى للمحلية باعتبارها السيف القاطع والحاسم لكافة تلك الاشكالات, وكشف عن معلومات لـ (الإنتباهة) تحصل عليها بانه سبق ان منح اصحاب الزرائب تعويضات اراضٍ بمنطقة سوبا، الا انهم رفضوا التنفيذ باعتبار ان غرب الكلاكلة قريب من الاحياء السكنية ويسهل توزيع الالبان مقارنة بسوبا. ومواطن آخر يقول لـ(الإنتباهة) انه عندما التقى باصحاب الزرائب وطلب منهم اخلاء المنطقة وتنفيذ تلك التعويضات، انهالت عليه التهديدات بما لا تحمد عقباه، واضاف انه سيستمر في موقفه حتى وان قتلوه، مبررا انه لا يمكن ان يسكت على الاخطاء، ولا يريد ان يتحمل الاهالي عواقب الفوضى البيئية والصحية التي تحدث وسط الاحياء.
عدم استجابة
وفي المساحة التي فتحتها (الإنتباهة) لرئيس اللجنة الشعبية بالكلاكلة غرب مربعي (1) و(2) حاتم محمد ليتطرق للاشكالات والقضايا التي تواجهه منطقتهم وغياب المحلية عن قضاياهم بسبب الاجراءات العقيمة التي تتعامل بها مع اشكالاتهم التي لا تحتمل التأخير قال رئيس اللجنة الشعبية حاتم لـ (الإنتباهة) ان مشكلة الزرائب عالقة منذ سنوات، وحتى اللحظة لم تحسم من قبل الجهات المسؤولة، بالرغم من خطورة الوضع الصحي. ولفت الى ان الاهالي بالحي لديهم الكثير من المشروعات، وسبق ان تمت مطالبات من المحلية بأن تقف معهم لكن لا حياة لمن تنادي، وقال انه نصب رئيساً للجنة الشعبية بغرض تقديم المساعدات للمواطنين، ولوح بوجود عدد كبير من الاشكالات تعاني منها المنطقة، مشيراً إلى انه سيطرحها دون حجب معلومة او تخوف من اية جهات، باعتبار ان المنصب مسؤولية تجاه مواطنيه، وطلب من المحلية ان تضع قضية الزرائب في الاعتبار وتسرع في حسمها حتى لا تتفاقم المشكلة اكثر مما هي عليه.
حرق البهائم النافقة
وبما ان اللجنة الشعبية هي العين الراعية لاهالي الحي، فقد استنطقت (الإنتباهة) عضو اللجنة الشعبية بالكلاكلة غرب مربع (10) سامية عوض التي أشارت الى ان اللجنة الشعبية دفعت بخطابات تتضمن شكاوى الاهالي وتضررهم من الوضع الذي يفتقر الصحة البيئية، موضحة ان الخطابات ارفقت بها صور تكشف معاناة الاهالي من الوضع المأساوي الذي يعيشون فيه، وقالت ان هناك بعض المعالجات تتم من قبل الاهالي متمثلة في حرق الابقار والبهائم النافقة للتخلص من الروائح النتنة والذباب بعد ان يرمي بها اصحاب الزرائب وسط المباني السكنية. وعلقت بأن الحرق ليس صحياً ولكن يخفف المعاناة، واضحت انه ليس بالامر السهل تحمل الوضع، لكن ما ظهر من امراض على الاطفال متمثلاً في تورم الوجه والعيون والشفاه ادى الى ان يتجه المواطنون للتصرف السريع مهما كان شكل ذاك التصرف.
إجراءات صارمة
واتجهت (الإنتباهة) الى معتمد محلية جبل اولياء اللواء جلال الشيخ ليدلي بكافة المعلومات المتعلقة بالقضية، ليكشف المعتمد عن وصول شكاوى من الاهالي حول الزرائب ومدى تضررههم من وجودها داخل الاحياء، وما ترتب عليها من آثار سالبة، وجهه مدير الشؤون الصحية والادارة المختصة ومدير الزراعة للوقوف على الوضع في ذاك الموقع، وتدوين تقرير مفصل ابتداءً من هذه الزرائب واجلها الزمني ومعرفة ان كانت تعمل وفق تصديق ام لا، بالاضافة الى التقصي حول ان كان الموقع نفسه سكنياً او زراعياً، ولفت المعتمد في توضحيه الى وجود اشكالات بمنطقة الكلاكلات حول الاراضي بتحويل الغرض من زراعي الى سكني عبر السماسرة واصحاب تلك الاراضي، لتباع دون تغيير غرضها الاساسي، وتابع المعتمد قائلاً ان القانون يعطي الفرد الحق مهما كانت نوعية التصديق او الغرض الاساسي للاراضي، وفسر ذلك بانه لو اتضح ان اصحاب الزرائب لهم تصديق ارض زراعية وعمل مزرعة ومتكاملة فإنهم بالقانون يكسبون القضية، وقال: (لكن بالرغم من ذلك نحن نعمل على وضع معالجات صارمة لحفظ الصحة العامة بايجاد موقع آخر بديل يحفظ للفرد حقه، وفي الوقت الحالي كلفت المحلية لجنة تقصٍ بعدها سنطلع على التقرير وما يتضمنه من معطيات، وفي كل الاحوال سننظر للتقرير من وجهتين الاولى نوعية الارض واستغلالها وغرضها والتاريخ والوضع المحيط والى اي مدى يؤثر في صحة الانسان، وجمع الاطراف ممن تكون لهم حيازة صحيحة ولم يتغير غرض الارض، وسنطلع الافراد على مصلحة المواطن، ومحاولة نقل واستبدال المزرعة الى موقع آخر، اما الوجهة الثانية فهي انه معروف ان المنطقة طابعها زراعي)، واشار المعتمد الى انه قبل ايام وجد (12) من الابقار تتجول في الطرقات العامة مما دفعه لتوجيه ادارة المخالفات والشؤون الصحية لاخلاء الطرقات ورفع الابقار واستدعاء اصحابها، واوقعت عليهم عقوبة الغرامة والتعهد بعدم الخروج بالابقار في الطرقات العامة.
الإننباهة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..