بذخ في رمضان في الدول الإسلامية و إفطار على الماء في الصومال إن وجد!!!

بذخ في رمضان في الدول الإسلامية
و إفطار على الماء في الصومال إن وجد!!!

بروفيسر/ نبيل حامد حسن بشير
[email][email protected][/email] جامعة الجزيرة
2/8/2011

عزيزي القارئ: هل سالت نفسك أسئلة بسيطة جدا أثناء صيامك هذا العام وهى هل نحن مسلمون حقا؟ هل صيامنا مقبول؟ ما هي الأهداف الرئيسية التي شرع من أجلها الصيام؟

من المفترض أن صيامنا يجعلنا نتخيل على الأقل كيف يشعر الفقير والمسكين والمعدم حتى ننفق مما أعطانا الله ونشارك إخوتنا في كل دول العالم همومهم، وأهمها الجوع بأشكاله المختلفة كما ونوعا.

ما سبب كل هذه الأسئلة؟

السبب بسيط وهو ما تتناقله وسائل الإعلام المختلفة يوميا، خاصة الغربية منها، عن المجاعة والجفاف بالقرن الافريقى وهلاك الزرع والضرع والهجرة على الأرجل لمسافات طويلة جدا حاملين أطفال هدهم و(شوههم) الجوع سعيا وراء ما يسد رمقهم ورمق أطفالهم.

أكثر ما هزني بعد كل هذه الصور القبيحة ما قالته إحداهن وهى تحمل (بقايا طفل) بأنهن يصمن لأنهم مسلمات ولا يجدن ما يفطرن عليه سوى الماء!!! يا ليته كان ماءا نظيفا أو به بعض السكر أو العصير. بل هوا ماء يعافه الحيوان ولا حول ولا قوة إلا بالله.

رد فعلى بعد متابعة كل هذا هو (نأكل السم نحن إن شاء الله). هل نحن مسلمون حقا؟ وما هي فائدة صيامنا؟ كيف نقبل أن يعانى إخوتنا في الصومال كل هذه المعاناة خلال شهر رمضان وغير رمضان.

ماذا ينقص الدول الإسلامية والعربية بحيث تترك الملايين من المسلمين يتضورون جوعا وناس (شطة في التيار) يتحدثون عن حرمة برنامج غنائي؟ ويدعون بأنهم دعاة!! خيّبكم الله وأمثالكم.

اخوتى: إسلامنا هذا وصيامنا هذا يحتجان الى( مراجعة ومراجعة حقيقية) ومن الأعماق. هل الأفضل أن نصوم ببذخنا هذا أم نقوم بتجميع كل ما قمنا بتجهيزه لرمضان وإرساله عينيا أو في شكل أموال أو جوالات من الذرة والدخن والذرة الشامية واللبن المجفف والمعلبات وفورا وبالطائرات والسفن (تجارية كانت أم حربية) لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذه الأرواح المؤمنة والمتيقنة من رحمة الله، والمحافظة على حضارة شعب قديم قدم حضارة النوبيين والفراعنة ودولة كل سكانها مسلمين ويدافعون عن الإسلام بكل ما يملكون.

تفطرون اخوتى بالبلح والعصائر ثم تتجهون للعصائد والقراريص مملحة بالأحمر والأبيض واللحوم بالصلصة والمشويات والدجاج والأسماك وتحبسون بالشاي اللبن ثم الأحمر بالنعناع أو القرنفل أو القرفة والقهوة عدة فناجين، وغيركم لا يجد ماء يفطر عليه سوى الماء الملوث. حاجة تكسف. وإسلام فشنك. وان شاء الله كما قلت نحن نأكل السم مرة أخرى، إما ناس البهارات بأسمائها المختلفة فمنهم لله. فلندعهم يهاجمون الموسيقى والبرامج ولنقم نحن بإنقاذ (أرواح المسلمين).

أيها القارئ العزيز، لماذا لا نتبرع بما نستطيع كدولة و كشركات ومؤسسات ومصانع وكأفراد. دولتنا لا ينقصها المخزون الكبير من الذرة واللحوم (كما أعطت مصر منت قبل 5000 رأس من الأبقار) وغيرها. و لا ينقصها (دولتنا) وسائل الترحيل بكل أنواعها. أما المؤسسات والمصالح الحكومية والجامعات والمدارس والقوات النظامية فتستطيع أن تستقطع من (بذخها) هذا ما يعادل (يوم واحد) ومن العاملين بها، راتب يوم واحد فقط لعل وعسى أن يغفر الله لنا ويرحمنا ويجنبنا

ما يحدث الآن بالصومال وغيرها من دول القرن الافريقى، مصحوبا بالاستغفار وأنتم تعلمون نتيجته إن شاء الله.

الشركات والمصانع تستطيع أن توفر منتجات أو مال لشراء الاحتياجات خاصة مصانع الأدوية ومصانع المواد الغذائية والمطاحن وغيرها مثل الأقمشة والملبوسات والخيام الصيوانات والمشمعات وزجاجات المياه الصحية والألبان المجففة والطحنية..الخ.

كنت أتمنى أن تقوم نقابة الأطباء بإرسال وفود الى تلك المناطق بدلا من تلك التابعة للمنظمات الغربية والمسيحية . كما كنت أتمنى من الدبلوماسية السودانية أن تتبنى وتنسق مابين الدول العربية والإسلامية لتجميع الاغاثات وترحيلها، لكن يبدوا أن هموم الوطن الضيقة ومشاكل دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق جعلت حكومتنا (الإسلامية) والتي تود أن تطبق فينا شرع الله تناست أساسيات الإسلام وأنه ليس منا من بات شبعانا وجاره جوعان، وأن المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص، وأن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل. مئات الأطفال يموتون بالصومال يوميا ونحن يزداد وزننا في رمضان!!!

المواطن المسلم حقا تحت هذه الظروف يستطيع أن يتبرع بإحدى وجباته أو بدبلة زواجه أو بساعته أو بهاتفه المحمول أو بتحويل رصيد أو مبلغ خمسة جنيهات أو بزكاة فطره وغيرها من الأشياء الى لا تؤثر في حياته اليومية. لكننا أصبحنا نفكر في أنفسنا فقط ونهز رؤوسنا تعبيرا عن تألمنا من المنار والمشاهد التي نراها بنشرات الأخبار ثم يذب كل منا في سبيله كأن الأمر لا يعنيه، وكأنه في مأمن من الجوع والخوف، ناسيا أن الله قد خلقنا لنعبده ، وناسيا أننا مطالبون بطاعته وطاعة رسوله الكريم.

نحن بالفعل شعب كريم ونستطيع أن نوفر لإخوتنا بالصومال (كل احتياجاتهم) الغذائية والدوائية دون أن يضطروا الى مد أيديهم للآخرين. فهل نفعل ذلك ونقوم بتكوين لجنة قومية من النافذين بالحكومة على مستوى السيد نائب رئيس الجمهورية والغرفة التجارية وديوان الزكاة والجمعيات الطوعية ومنظمات المرأة والشباب، عسى أن يرحمنا الله ويجنبنا ما حدث لهم بالصومال. اللهم نسألك اللطف (آمين).

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..