وافقوا على تأشيرة «رعاة» بأمل تعديلها.. والسلطات تصرُّ على عدم تغيير مهنة «المنشأ».. جامعيون لا يستطيعون التخلص من مهنة «تربية مواشي» يطالبون بتدخل الحكومة

شكا عدد من السودانيين المقيمين بالسعودية ومن بينهم عدد كبير من مختلف التخصصات الجامعية، من عدم مقدرتهم على تغيير مهنة «تربية مواشي»، رغم التحاق بعضهم بمهن لا علاقة لها بالرعي، غير أن كثيراً من الامتيازات يحرمون منها باعتبار أنهم بحسب النظام يفترض أنهم يعملون بمهنة الرعي في الأودية والجبال.
وطالبوا الحكومة التي تتمتع بعلاقات جيدة مع الحكومة السعودية، بأن يتم إصدار توجيهات بالسماح للسودانيين بتعديل مهنة «تربية مواشي» خاصة أن عددا كبيرا من الذين دخلوا الى السعودية يحملون مؤهلات علمية، وليس من اللائق أن يحملوا هذه المهنة.
وعبر عدد من الذين تحدثوا لـ «الصحافة» عن استغرابهم من صمت مؤسسات الدولة ومن بينها جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج عما يحدث لقطاع عريض من السودانيين الذين يحملون مهنة «تربية مواشي» رغم أنهم من خريجي الجامعات المتطلعين لوضع أفضل.
ويقول صديق محمد عبد الرحمن: «قدمت الى السعودية قبل خمس سنوات بتأشيرة «تربية مواشي» وكنت على يقين بأنني عندما أصل الى هناك سيتم تغير المهنة الى تخصصي «محاسب»، غير أنني اصطدمت بحقيقة أن «مهنة المنشأ» إذا كانت «تربية مواشي» فهي لا تتغير أبداً».
ويضيف: «استطعت أن ابرم اتفاقاً مع كفيلي بأن أمنحه مبلغاً محدداً كلما يحين وقت تجديد الإقامة، وقد أصبحت أعمل في مؤسسة صغيرة، تمنحني مرتبا متواضعا «2200» ريال، وترفض نقل كفالتي بحجة أن مهنة «تربية مواشي» ستحدث لها مشكلة مع الجهات المختصة». ويطالب عبد الرحمن السلطات السودانية المختصة بأن تولي هذه القضية الخطيرة اهتمامها، فكثير من الجامعيين دخلوا السعودية بتأشيرة «تربية مواشي»، وهي مسألة معيبة في حق السودانيين.
ويشير د. حامد خالد إلى أنه يعمل حالياً في مستوصف طبي براتب «3.400» ريال ، وهم يصرون على عدم زيادة الراتب ومنحي بدل سكن ومواصلات، باعتبار أنني أحمل مهنة «تربية مواشي»، وهي بطبيعة الحال لا تمكنني من الانتقال الى أي مكان آخر، كما أن وضعي النظامي في خطر، فإذا قدمت أية فرق تفتيش الى هذا المستوصف سيتعاملون معي على أنني راعٍ ولا علاقة لي بالطب، وسوف يتم وصمي بأنني مزور، وإلا ماذا جاء بي الى المستوصف.
ويؤكد أن أصحاب التخصصات الذين يحملون مهنة «تربية مواشي» هم ضحية لتجار التأشيرات، وعندما وصلنا الى المملكة العربية علمنا أن السلطات المختصة تطارد مثل هؤلاء التجار الذين يحملون أوراقاً غير حقيقية بشأن ملكيتهم لمؤسسات تستخرج تأشيرات «رعاة وسباكون وطباخون وسائقون الخ ..». وفي نهاية المطاف يكون الضحية الشخص الذي ارتضى الاغتراب بأية مهنة، على أمل تعديلها في السعودية.
ويضيف: «لعل هذه مناسبة لأسدي النصح الى أصحاب التخصصات والمؤهلات الراغبين في الاغتراب، الا يوافقوا على مهنة «تربية مواشي»، فهذه المهنة تحديدا تجلب من المتاعب ما لا يمكن جبره بأية مكاسب مالية محتملة، وفي ذات الوقت أطالب الحكومة بأن تعمل مع الجانب السعودي لإصحاح هذه الصورة السيئة للسودانيين، بحيث يتمكنوا من تعديل مهنهم بحسب تخصصاتهم».
وأبدى يوسف الزين آدم دهشته من غياب دور الجهات المعنية في السودان المتمثلة في وزارة العمل وجهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج، فكان يجب القيام بدور التنوير والتثقيف بهذه المشكلات للراغبين في الاغتراب قبل أن «يقع الفأس في الرأس»، فكثير من الحقائق المؤلمة تصطدم بها بعد أن نصل الى الجهة التي استخرجت عقد العمل، وهنا أذكر أن رفيقي الآخر قدم بمهنة سباك وهو طبيب، ولم يحظ بأية فرصة عمل، فارتضى أن يعمل معلماً خصوصياً، والطريف انه عندما يذهب إلى كفيله بغرض إنجاز أية معاملة يسأله الكفيل عما إذا كان يستطيع يمضي اسمه أو سوف «يبصم»، فهو لا يرى فيه شخصاً متعلماً، ولعل هذا الأمر فيه «ضغط نفسي» يصعب أن تعوضه أموال مفترضة جراء الاغتراب غير المؤسس.
ويؤكد أحمد حسين أن رغبته في الاغتراب هزمت كل الأحاديث التي سمعها من قبل عن أوجه المعاناة في الاغتراب، قبل أن يدخل إلى المملكة العربية السعودية بمهنة «تربية مواشي» رغم تخصصه، ولكن في أول يوم التقى فيه بكفيله استعاد شريط الأحاديث التي سمعها من قبل، وشعر بأن مهنة «تربية مواشي» مأزق ليس له حل.
وطالب حسين الحكومة بأن تسارع بحث حكومة المملكة العربية السعودية بتعديل مهنة «تربية مواشي» للجامعيين، خاصة أن الحكومة السودانية تتمتع بعلاقات جيدة مع السعوديين، وهو أمر من شأنه تسريع هذا الإجراء، كما يتوجب أن يتم وقف جميع تأشيرات الرعاة للسودانيين.
وعبر زين العابدين الهادي عن استغرابه من عدم تحرك الحكومة السودانية، عبر مؤسساتها المختلفة لإصلاح هذه الصورة السيئة، ولعل جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج الذي يقف على رأسه مغترب قديم وهو د. كرار التهامي، على يقين بمثل هذه الحقائق، فنتطلع إلى أن ينتصر لنا ولو لمرة واحدة، بدلا من هذا الصمت غير المبرر، أو على الأقل ينبغي عليهم أن يرفضون تأشيرات الرعاة التي أصبحت بعد حرب الخليج الأولى حكراً على السودانيين دون غيرهم.

الصحافة

تعليق واحد

  1. والله تستاهلو..إنتو يتهينو في نفسكم ليه من الأول ما كان أخير ليكم جوع البلد دي ولا قهر وحقارة العرب

  2. مشكله واالله—–بس الواحد داير يفترب وبس–ماتسال اصدقاءك او اقربائك —-فى موضوع المهنه -وبعدين الحكومه تعمل شنو هى الحكومه ماقادره تحل المشاكل الداخليه –

    ارجو الري كان راجين الحكومه——–

  3. الدوله التي لا تحترم شعبها لا يحترمها الاخرون

    العله ليس في التأشيره التي تمنح . العله في الدوله التي توافق على ذهاب مواطنيها مطأطئي روسهم

    ان اصدرت السفاره السعوديه التأشيره فلماذا وافقت الدوله ، هنالك دوله منعت رسميا ان تمنح لراعايها مهنه مهن معينه .

    ما دام السودان هينا يسهل الهوان عليه

  4. بتستاهلوا واحد من المغتربين لما يقول ليكم ان المهنة دة ما ينفع والبلد بقي تعبان ما في شغل بتقولوا ما تشوف ناس فلان وعلان جايين شايلين حاجات حلوة ولكن عندما تجو هنا تقعدوا تبكو المهنة ومافي شغل والكفيل عاوز كذا والتامين عاوز كذا والجوازات عاوز كذا
    والسفارة عاوز كذا وجهاز المغتربين عاوز كذا
    دة ما جهاز للمغتربين دة جهاز جبايات والمسئولين السودانيين لا يهتمو بناسهم الا عند دفع الجباية المطلوبة .
    شوف البنجالية والهنود اذا حصل اي مشكلة سفارتهم بيدخل فورا ويحل المشكلة ولكن نحنا بناكل هوا
    الله يعينك يا شعب بلدي مهان في كل مكان

  5. محمد .. الزول اللي طالع من السودان دا .. اعرف انو فاض بيهو الحال
    بالجد احنا السودانيين عندنا تخللللللف فوق ما تتصور
    انا ليه ارضي بالجوع مادام ممكن القي فرصة احسن حتي لو في الواق واق
    وربنا كتب لييهوو لقمة في السعودية انت بتحسدو ليه
    واقسم بالله تخلفنا دا عمره ما حيودينا لي قدام
    في تخلف اكتر من انو الانقاذ تاكل في لحم الشعب
    ويقومو يرشحوهم تاني

  6. هذه المهنة وغيرها من المهن الخاصة فعلا قد جلبت لنا المتاعب واضاعت علينا كثير من الفرص بسبب عدم التعديل ونقل الكفالة . ومعظمنا لم يكن يعلم بحقيقة الامر . من هنا نضم صوتنا للمقال ونشيد به ونتمني ان ان نسمع صوت الدولة ممثلة في جهاز العاملين الذي ظللنا ندفع له بسخا حبا ورفعة للسودان .
    ومن ابسط مانعاني منة استخدام الزوجة وطلب الزيارات للاهل والاقارب مع اننا نحمل مؤهلات علمية تمكننا من ذلك . صلاح سوراوي ( مغترب من بمهنة عامل تربية مواشي )

  7. قبل عام 1998 م كان تغيير المهنة من تربية مواشي الى أي مهنة في غاية السهولة

    وكل الذين أتوا من السودان للسعودية ويحملون هذه المهنة ، معظمهم غيّر مهنته ،

    ومنهم من تقاعس وتكاسل وتخّوف من زيادة الضرائب ، حتي عام 1999م في نهايته

    كان من الممكن تغيير مهنة تربية مواشي بشئ من الصعوبة ، ومن العام 2000م

    حتى يومنا هذا منعت السلطات السعودية تغيير بعض المهن نهائياً من ضمنها تربية

    المواشي / السائق الخاص/ سائس خيل / عامل زراعي

    علية يجب على الحكومة السودانية حل هذه المشكلة مع الحكومة السعودية بالتنسيق

    مع جهاز المغتربين والمديرية العامة للجوازات بالسعودية .

  8. خلوا أكل الكبسة وساهموا في إسقاط حكومة البشير الخرساء لتجدوا الحل لمشاكلم

    في وطن يسع الجميع بكل مؤهلاته

  9. الشباب يشتكون من وضعهم في السعودية نتيجة لحملهم اقامة نمهنة تربية مواشي
    أولا : النظام في المملكة واضح وصريح ولا يستثني جنسية عن اخرى يعامل جميع المقيمين بآلية واحدة ( ما في خيار وفقوس) والحكومة السودانية لا تستطيع تغيير هذا الوضع .
    ثانياَ : المشكلة في المغترب السوداني , كل الجنسيات تصحح أوضاعها بعد سنتين فقط من العمل بهذه المهنة ( يعني الواحد يجئ ويشتغل بعدين يشتري أقامة حسب رغبته ويسافر نهائي بالقديمة ويوثق ويدخل مرة اخرى )

    المهم لا تدخلوا الدولة في اخطاء ترتكبوها وبكسلكم القاتل تقحموا الناس في مشاكلكم أرجعوا السودان والله ييسر لكم

  10. الحوجة الماسة الى العمل وسد الحاجة هي التي دعت الناس الى الاتيان بمثل هذه

    المهنة ولكن اللوم على ممثلية بلادنا منها العوض وعليها العوض لو ذهبت الى السفارة

    تعجبك اجسادهم وكانهم خشب مسندة ..لايحركون ساكنا ولايحزنون اين الممثل ا

    لعمالى للسفارة السودانية ؟ وماهي طبيعة عمله ؟

    فبالتنسيق مع وزارة الخارجية فى البلدين ووزراة العمل السودانية ومدهم بالتقارير

    اللازمة عن المعاناة التي يعانيها هؤلاء تحل المشكلة او على الاقل يتم تقليصها بموجب

    اجراءات معينة بالاتفاق بين البلدين .

    وللاسف يقف المسؤولين فى السفارة مكتوفي الايدي فى وجه الكثيرين من هؤلاء

  11. هذه هي المهنة التي يكاد من يحملها فقط هم السودانين ولا اعرف السر في ذلك؟؟ وقسماً لقد اضاعت هذه المهنة لفئة كبيرة جدا فرص بالجملة ذات راتب عالي وبدلات!! والظاهر انو المسالة عدم تغييرها مقصود من السلطات السعودية هنا بدليل أن يعلمون أن معظم السوداننين الذين يحملونها ليست لهم علاقة بتربية المواشي عملاً *** بدليل أن كل المهن إلا هي والسائق الخاص*** ولعلمكم اعرف شخص سوداني متعلم جدا اجبرته الظروف بأن يعمل عند كفيله في هذه المهنة التي يحملها في الإقامة ويمتهنها الأن عملاً قد قام باعداد رسالة الماجستير لكفيله وهو الآن يستعد لاعداد الدكتوراه له

  12. والله ثم والله …وجدت من يعمل في الرعي في بعض مناطق المملكة براتب لا يزيد عن 800 ريال ..وهو عمل شاق ومرهق وخطر ..واقسم اني اعرف اثنين سقطوا من الجبل بسبب البحث عن بعض الاغنام الضائعة ..واقسم اني سمعت بواحد وجد ميت بسبب ثعبان ….دول غير اللي ما سمعت بهم ..وجدت بعضهم خلايج وآخر قطع الدراسة ..قلت لواحد منهم : الراتب دا لو اشتغلت في السودان بنفس المجهود ممكن تطلع أكتر منو…قال لي :أنا في السودان لا يمكن اشتغل الشغلانة دي….رديت عليه : والله ثم والله ..انا لو يعطوني ال 800ريال دي وبس انوم وآكل في غرفة مكيفة وااله ما أرضى ….بصراحة الانسان بيعرف قيمة نفسو …والواحد لو ما أدى نفسو قيمة لا يمكن أن يعطيه الاخرين أي قيمة ….

  13. الطبيب القال جاء بعقد تربية مواشي ده كلامو ما راكب عدلو لانو ببساطه يمكن يرجع السودان ويقدم مرة تانيه عبر مكتب امواج الخليج وبشيلوه جري في وزاره الصحه السعوديه لانو الان راغبين الاطباء السودانين بس انا اشك انك طبيب؟؟

  14. انا والحمد لله مهنتي تربية مواشى وشغال موظف في فندق والحمد لله راتبي كويس ومبسوط .شنو اغير المهنة .المهم تكون شغال ونتج.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..