و بمناسبة مشروع الجزيرة !  

حسن وراق

@ لعل اهم ما يمكن ذكره عن زيارة رئيس الجمهورية* الي ولاية الجزيرة لافتتاح مهرجان السياحة والتسوق بوادمدني ، هو ما جاء في خطابه عن مشروع الجزيرة ، هذه المرة جاء في حديث الرئيس بان المشروع سيعاد عشرة أضعاف سيرته الاولي . هذا التشديد و التركيز علي سيرة المشروع كان في كل اللقاءات والزيارات لمحليات الجزيرة ضمن فعاليات المهرجان*، تكشفت الكثير من الانفعالات هذه المرة التي تختلف عن المرات السابقة والتي تم فيها تناول قضية المشروع دون ان يطرأ جديد او يتم تنفيذ اي قرار تجاه المشروع ولعل اهل الجزيرة قد توصلوا الي حقيقة ان هذه الحكومة غير جادة تجاه مشروع الجزيرة الذي تاتي سيرته من باب المناسبة فقط ولا يزال خطاب الرئيس في كمل نومك الذي وعد فيه الرئيس مزارعي الجزيرة بان اي مزارع الموسم القادم سيخلف رجل فوق رجل وسيركب بوكس تايوت ، راسخ في ذاكرة الجميع.

@ هذه المرة، خطاب رئيس الجمهورية يختلف عن كل خطاباته السابقة حتي في والوعود باعادة المشروع سيرته الاولي وهنالك الكثير من المياه مرت من تحت الجسر خاصة ما يواجه الاقتصاد القومي من ازمات في مختلف مكوناته انعكست علي الميزانية الاخيرة التي سجلت عجز بلغ حوالي* اربع مليارات جنيه جعل الحكومة تبحث عن بدائل لسد العجز بعد ان استحال الطريق امام زيادة اسعار السلع الاستهلاكية الرئيسية (الوقود ، القمح ،الكهرباء) واصبح النفط ثروة ناضبة والتعدين عن الذهب رغم انتاجيته العالية المعلنة إلا انه لم ينعكس علي مستوي حياة المواطنين .المخرج الوحيد لازمة الاقتصاد الوطني تتمثل في النهوض بالزراعة وهي الروشتة الوحيدة التي اصبحت تركز عليها الدول و المنظمات الاجنبية المانحة لانقاذ اقتصادنا حتي لا* تدمن الحكومة التسول عبر المنح باستقطاب الودائع والوقوع في مصيدة الديون واعلان الافلاس .*

@ هنالك مستجدات محلية ارتبطت بتعيين الدكتور محمد طاهر ايلا واليا علي الجزيرة الذي اصطدم بالواقع الذي لا يمكن تجاوزه في ولاية الجزيرة التي لا توجد بها موارد غير مشروع الجزيرة الذي تم تدميره في المراحل الفائتة من الحكم ، وصل ايلا الي قناعات من خلال لقاءاته و زياراته لمحليات و مدن الولاية المختلفة وارتفاع الاصوات في كل مرة ولا حديث غير مشروع الجزيرة حتي اصابه الذهول وادرك ان مهمته في ولاية الجزيرة مستحيلة بدون مشروع الجزيرة وان المركز يواجه ازمات موارد وليس في مقدوره ان يدعم مهمة ايلا في ولايته ولابد من ان يتوصل ايلا الي الحقيقة التي يدركها كل اهل السودان وهي ان ولاية الجزيرة هبة مشروعها العملاق الذي هوي وان اي محاولة غير اعادة المشروع الي حظيرة الاقتصاد القومي لن تخرج ايلا من الازمة حتي ولو كان يحمل عصا موسي وصبر أيوب و عمر نوح* .

@ الذين اوحوا الي الحكومة بضرورة الخروج من سيطرة مشروع الجزيرة بتدميره والاستفادة من اراضيه بالبيع في السوق العالمي سيما وهي تدر عائدات بالعملات الصعبة دون الدخول في مشاكل الزراعة و متطلباتها المتزايدة* والاستفادة من حصة المياه التي يستهلكها المشروع والتي تقدر بحوالي 7 مليون متر مكعب وبيعها بالسعر العالمي بواقع دولار للمتر المكعب بضمان عائد 7 مليار دولار بدون (خوتة)* ، كل هذه ( التخرسات) والافكار الشيطانية اثبتت ان لا بديل لمشروع الجزيرة غير مشروع الجزيرة وان اصحاب نظرية تفكيك مشروع الجزيرة عطلوا امكانياته لفترة تقارب عمر الانقاذ ولم يفلحوا في ايجاد بديل ولم يفلحوا في تعويض غياب وتعطيل مشروع الجزيرة وكل يوم يمر علي السودان بدونه ، خسارة مركبة تتطلب وقت وخطة محكمة وخارطة طريق لاعادته سيرته الاولي وليس شعار يطلق في كل مناسبة*لولاية الجزيرة .

@ اهل الجزيرة يرحبون بحديث الرئيس هذه المرة ولا يعتقدون سوي انها الفرصة الاخيرة التي تلوح للحكومة بانقاذ البلد من ازمته الاقتصادية بالاعتماد علي مشروع الجزيرة ولا يعتقدون انه بالإمكان اطلاق وعوود لا يتم تنفيذها بعد ان ادمنوا الاستماع لعبارة اعادته سيرته الاولي والنتيجة دائما هي العكس تماما حتي اصبحت هذه العبارة تسبب انتكاريا لاهل الجزيرة ،كرهوا سماعها وانترنت بالكذب المطلق.اعادة مشروع الجزيرة لحظيرة الاقتصاد القومي بفعالية كما يفهم من خطاب الرئيس يتطلب ابداء جدية و مصداقية سيما وان قناعات اهل الجزيرة لا تقتنع بعد كل الخداع والكذب بشعار سنعيده سيرته وحتي لا يصبح كلام والسلام . هذه الجدية في المقام الاول تتطلب الاعتراف بالخطأ الذي ارتكبته الحكومة تجاه المشروع الذي لم يدمره غضب الاهي و اذا اعتبرنا ان حديث الرئيس اعتراف ضمني بالخطا و بالجريمة فأن ذلك الامر يتطلب ارادة سياسية وسيادية للتنفيذ وقبل كل شيئ يجب وقف نزيف التدمير* بتجميد كل القوانين التي ساهمت في أنهيار المشروع وابعاد القيادات الحالية و عقد مؤتمر متخصص لايقل من مؤتمر الحوار الوطني من حيث اهتمام قيادة الحكم لوضع خارطة طريق انقاذ المشروع .*
نواصل

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لماذا يكذب البشير في كل أحاديثه حتي أصبح معروفا بالكذاب ؟
    لماذا لايعرف الاسلامويون الافصاح ولا الشفافيه والصدق ولايؤمنون بأى منهم ويعشقون
    الكذب والخداع والتدليس ؟

    الاجابه بمنتهي البساطه هو علي الرغم من أن الإسلام شأنه مثل معظم الأديان، يحرّم الكذب. يقول القرآن فى سورة غافر 28:40 “إن الله لا يهدى من هو مسرف كذاب”. ويقول نبى الإسلام فى الحديث “كن صادقاً فالصدق يؤدى إلى الصلاح والصلاح يؤدى إلى الجنة. احذر الكذب فالكذب يؤدى إلى الضلال والضلال يؤدى إلى النار”.

    الا أن رجال الدين الإسلاموي وسدنته الملفقون والكذبة والدجالون دون استثناء يعتبرون أن الكذب على الله ورسوله فقط هو الكذب المقصود وهو أعظم أنواع الكذب وأفدحها، بناء على الآية: {ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين} [سورة الزمر 60/39] وما دون ذلك ليس بكذب ولا يمكن أن يقال عليه كذب.

    ويقولون أن هذا الكذب يكون بتحليل الحرام وتحريم الحلال، الأمر الذي يفعلونه هم بأنفسهم دائما وأبدا، متجاهلين بذلك قول نبيهم : ” ومن كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار “. ومفضلين أن يتبوؤا مقاعدهم الأثيرة في جهنم، مادام هذا الكذب يمكنهم من الاستحواذ على الثروة والسلطة والنفوذ في حياتهم، مثلما مكن نبيهم من قبل فلابد لأتباعه أن يكذبوا على الله وعليه وعلى الناس أجمعين.

    إنهم يرددون دائما مثل هذه الأقوال القرآنية الصلعمية ليبعدوا عن أنفسهم شبهة الكذب، بينما الحقيقة هي أنه لا مهنة لهم على الإطلاق سوى الكذب والتدليس على الله وعلى رسوله وعلى الناس ليلا ونهارا. وكلما اتَّسع نفوذهم كلما أمعنوا في هذا الكذب والخداع والتضليل.

    وللمسلمين بصفه عامه مبادىء اسلاميه شائعه تبيح لهم الكذب والغش والتدليس والتضليل منها علي سبيل المثال لا الحصر وكلها مستقاة من القرآن الكريم والاحاديث النبويه :

    – الحرب خدعه.
    – الضرورات تبيح المحظورات .
    – اذا وقع أحد الضررين يختار أقلهما .

    يفسرون آيات الله في القرآن بما تهوى أنفسهم مدعين أن الله يدعو المسلمين أحياناً إلى الكذب:

    “لا يؤاخذكم الله باللغو فى إيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الإيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة. فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة إيمانكم إذا حلفتم واحفظوا إيمانكم كذلك يبيّن الله لكم آياته لعلكم تشكرون”. سورة المائدة 89:5.

    “لا يؤاخذكم الله باللغو فى إيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور رحيم”. سورة البقرة 225:2.

    “من كفر بالله بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان. ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم”. سورة النحل 106:16.

    ويقول العلامة الإسلامى الشيخ الطبرى فى شرحه للآية السابقة أن هذه الآية نزلت على محمد بعد أن سمع أن عمار بن ياسر كفر بمحمد لما أخذه بنى المغيرة وأجبروه على ذلك. فقال له محمد “إن عادوا فعُد”. ( أى إذا أخذوك مرة أخرى فاكذب مرة أخرى).

    هذه الآيات القرآنية وغيرها توضح أن الله يغفر للمسلم الكذب غير المقصود. بل أيضاً يغفر للمسلم الكذب المقصود بعد أداء بعض الفروض السهله والبسيطه ككفارة.

    أيضاً توضح أنه من حق المسلم أن يكذب بعد القسم وأن ينكر إيمانه بالله طالما يقول ذلك بلسانه فقط بينما يتمسك بالإيمان فى قلبه.

    وفى الحديث يؤكد سيدنا محمد صلعم نفس المفهوم:

    عن كتاب إحياء علوم الدين للعلامة الإسلامى الغزالى – المجلد 4 صفحة 284 -287. عن أم كلثوم (إحدى بنات النبى) أنها قالت: “ما سمعت رسول الله يرخص فى شئ من الكذب إلا قى ثلاث: الرجل يقول القول يريد به الصلاح، والرجل يقول القول فى الحرب، والرجل يحدث امرأته، والمرأة تحدث زوجها”.

    وحديث آخر نسب إلى النبى “كل الكذب يُكتب على إبن آدم إلا رجل كذب بين مسلمين ليصلح بينهما”.

    وحديث آخر يقول: “يا أبا كاهل اصلح بين الناس”. أى ولو بالكذب.

    وفى حديث آخر جمع النبى كل المواقف التى يحل فيها الكذب فقال: “كل الكذب يٌكتب على إبن آدم لا محالة إلا أن يكذب الرجل فى الحرب فإن الحرب خدعة أو يكون بين الرجلين شحناء فيصلح بينهما أو يحدث امرأته فيرضيها”.

    مبدأ “التقية”

    كلمة “التقية” تأتى من “وقاية” فمبدأ التقية فى الإسلام هو أن يكذب المسلم بلسانه ليقى نفسه أو يقى المسلمين من الضرر. هذا المبدأ يعطى المسلم الحرية أن يكذب فى ظروف يظن فيها أن حياته مهددة. فيمكن للمسلم أن يكفر بالإيمان طالما يقول ذلك بلسانه ولا يعنيه فى قلبه.

    هذا المبدأ مبنى على ما ورد فى هذه الآية القرآنية:

    “لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله فى شئ إلاأن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير”. سورة آل عمران 28:3.

    بناء على هذه الآية يمكن للمسلم أن يتظاهر بمصادقة الكفار (وهذا ضد تعاليم الإسلام) ويتظاهر بمراعاة كفرهم حتى يتقى شرهم “إلى أن تتقوا منهم تقاة”.

    وبناء على هذا المبدأ فإن المسلم من حقه أن يقول أى شئ بل ويرتكب الكثير من المحرمات طالما أنه لا يقتل إنساناً آخراً. وهذه أمثلة لما يحل للمسلم تحت مبدأ “التقية” اذ يمكن للمسلم أن:

    – يشرب الخمر، ويترك الصلاة، ويتوقف عن صوم رمضان.

    – يعلن كفره بالله.

    – يسجد لغير الله.

    – يحلف اليمين كذباً.

    وكمثال لمحاولات الخداع هو محاولة دعاة الإسلام أن يقتبسوا دائماً من القرآن المكشى الآيات التى تدعو إلى السلام والتسامح مع من لا يؤمنون بالإسلام. هذا بينما هم يعلمون أن معظم هذه الآيات قد تم نسخها (استبدالها) بآيات أخرى نزلت فى المدينة وتدعو إلى القتل والعنف مع غير المسلمين.

    لذا لاتندهشوا كلما أمعن البشير وسدنته في الكذب والضلال والتضليل والغش والتدليس ..!!!! فقط اسمعوا ولاتصدقوا حتى ولو اقسم بأغلظ الايمان أو حلف
    بالطلاق.!!!!!!

  2. متفائل ليس إلا ؟؟؟؟؟؟ او كوز كبير بي اضنين ؟؟؟ عجز في الميزانية ومشروع عملاق مدمر يحتاج لعقول وميزانية ضخمة ؟؟؟ أي منطق هذا الذي تتحدث به ؟؟؟

  3. باختصار شديد أقول:
    شكرا الأستاذ وراق القابض على جمر الجزيرة ، منافحا ومدافعا عن نخلة تحرق وبقرة تقتل وينبوعا يردم..
    القليل الدائم خير من الكثير المؤقت.. ولو أن لنا عقولا ما فرطنا في المشروع الكبير وأوصلناه للدرك فهوى اقتصاد البلد في مكان سحيق..
    الآن حصحص الحق وزهق الباطل ووعى الناس الدرس
    والله يكضب الشينة .. وإن غداً لناظره قريب..
    وسنبتشر بالبشير..

  4. دا هو الصحيح يا استاذوراق, واضيف محاسبة كل من دمر المشروع وارجاع الأموال المنهوبة مع المحاسبة

  5. اي جريمة لها عقاب والبشير كضاب حتي لو طالت لحيتة وعمامتة انتظروا البشير ي اهل الجزيرة لتخلفوا ساق فوق ساق وبدل البرنسة والحمار همر وبوغاتي

  6. جاكات في جاكات — مشروع الجزيرة لن تقوم له قائمة في ظل وجود الانقاذ و علي راسها البشير — هذه حقيقة راسخة و ثابتة ثبوت النون في جمع المزكر السالم —
    ناس الجزيرة المفروض يتعظوا من قصة البشير و ايلا و موية بورتسودان — سنين عددا النغمة شغالة ( السنة الجاية ناس بورتسودان حا يشربوا موية من النيل — النيل حا يجيكم هنا يا جماعة — الله اكبر ) مرت سنين و سنين و حكاية طلعت جاكات في جاكات و ناس بورتسودان عايشين عطش غي عطش —

  7. اذا كانت الحكومة جادة في اعادة المشروع بأفضل من سيرته الاولى قبل قانون 2005 فعليها ان تعالج كل الخلل الذي حدث في المشروع قبل القانون المشئوم وبعده والذي جاء ليمثل القشة التي قصمت ظهر البعير ومن هذا المنطلق نقول بان الحديث عن مشروع الجزيرة والوضع الذي وصل اليه بعد قانون 2005 و لكي نكون منطقيين وعلميين وأمينين في حديثنا يجب ان نتطرق لوضع المشروع قبل هذا القانون وماهي الاسباب التي حملها المشروع في جوفه وقادت للتدهور ثم جاء هذا القانون وقصم ظهر المشروع.
    فلو نظرنا للنظام الذي قام عليه المشروع منذ البداية والذي صممه الانجليز والملحقات التابعة للمشروع على اساسه وعلى راس ذلك قنوات الري فالمتتبع لتاريخ المشروع يعرف ان المشروع قد بدأ بدورة ثلاثية ثم انتقل لدورة رباعية وهي التي تم في الاساس تصميم نظام الري عليها وصممت القنوات الرئيسية والفرعية على هذا الاساس والشخص الملم بهذه المرحلة من مراحل المشروع يعلم ان كفاءة القنوات كانت اكبر من المساحة المزروعة فعليا لذلك لم تحدث مشاكل في الري مطلقا بل كان هناك فائض في الماء بالذات ايام الخريف تتم اعادته للنيل وكل ذلك قبل ان يعرف المشروع المحاصيل الشتوية والزراعة المكثفة في الخضر والمساحة الكاملة للذرة وحتى بعد دخول المحاصيل الشتوية أو بالأحرى القمح اذ لم يكن يعرف المزارعون في ذلك الزمان زراعة البقوليات من كبكبي وفول مصري والمحصول البقولي الوحيد الذي كان معروف وهو محصول علفي يزرع في سبتمبر في مساحة ضيقة من ارض الخضر هو اللوبيا العفن ولكن بدأت المشاكل وبالذات مشاكل الري في الظهور بعد تغير الدورة من رباعية الى خماسية ففي الدورة الرباعية تقسم المساحة الى اربع قصادات كل منها 25% من المساحة بحيث تزرع قطن يعقبه شتوي يعقبه صيفي ثم بور ولكي نوازن بين المساحة المزروعة والكفاءة التصميمية لقنوات الري والتي تروي 50% من المساحة عندما تكون في احسن حالتها وذلك بخلوها من الاطماء والحشائش يتم التبادل بين الصيفي والشتوي بحيث يصبح محصول القطن ثابت المساحة صيفا وشتاء (25%) ثم يتبادل ال 25% الاخرى بين الصيف والشتاء ولكن عندما طبقت الدورة الخماسية وكان الهدف منها هو زيادة الانتاج الرأسي ولكن للأٍسف بدل ذلك صاحبته عدة مشاكل اولها الخلل في نظام الري حيث زادت المساحة المزروعة صيفا وشتاء الى 80% بدل عن 75% ونقص البور من 25% الى 20% بل ان الثابت بعد ان كان هو مساحة القطن والتي تشكل 25% اصبح الثابت تلاتين هما القطن والخضر وتوابعه وأصبحت مساحة الثابت 40% بدلا عن 25% والمتحرك صيفا وشتاء صار 20% من المساحة أي ان المساحة الكلية التي تحتاج للري في الصيف ثم في الشتاء اصبحت 60% من المساحة وكما ذكرنا فان قوة الكنالات تغطي فقط 50% من المساحة في افضل حالتها ومن هنا كان العطش وتلف المحاصيل في كثير من مواقع المشروع كذلك من ضمن ما افرزته الدورة الخماسية الضيم والغبن الذي لحق ببعض المزارعين اذ ان تغير الدورة صاحبه تغير في المساحة وفي التوزيع الجغرافي فأصبحت القصادات خمسة بدلا عن اربعة وهذا تطلب ترحيل بعض المزارعين من مكانهم الاساسي الى مواقع آخرى فحصل ان انتقل بعضهم لأراضي اقل خصوبة وجودة من اراضيهم الاصلية ثم ان البعض نقصت مساحته الكلية من 40 فدان للحواشة الكبيرة الى 37.5 فدان والبعض وهذا عدد محدود زادت مساحته من 40 فدان الى 50 فدان وهؤلاء هم اواخر البيوت في بعض النمر وهذا ولد مشاكل وغبن بين بعض المزارعين والإدارة ومجالس الانتاج في ذلك الوقت. فاذا ارتم حل مشكلة الري أقول بان تطهير القنوات وأخص القنوات أو الترع الفرعية لا يحل المشكلة وإنما هو مسكن فقط فإذا ارتم حل المشكلة فهي ليست في التطهير وإنما المشكلة هي في الخلل الفني الذي حدث للقنوات الفرعية وهنا كمزارع يتحدث من الواقع اسأل الاخوة في الري هل سألوا انفسهم يوما لماذا لا تحتاج القنوات الرئيسية (الكنارات أو الميجر ) لتطهير مستمر بينما نجد أن معظم القنوات أو الترع الفرعية تحتاج لتطهير كل عام وبعضها قد يحتاج للتطهير مرتين في العام الواحد يا سادة من خبرتنا كمزارعين القنوات الرئيسية تقع على الطرق الرئيسية ويحدها مع الحواشات امات عشرينات لذلك من المستحيل التغول عليها لذا ظلت بنفس العرض منذ أنشائها وذلك بعد الحفاظ على تطهيرها كل عدة سنوات لأنه لا يحدث ترسب طمي في هذه القنوات الرئيسية إلا القليل وذلك لان كل الطمي يندفع مع الماء الى داخل القنوات الفرعية ومما ساعد اكثر في هذا الاندفاع الحالة التي وصلت اليها الترع الفرعية من زيادة في العمق مما جعل الانحدار بينها والرئيسية كبير ولكن وللأسف عندما يندفع الماء حاملا الطمي معه وبالذات ايام الموية الحمرة كما نقول نحن المزارعون الى الترع الفرعية والوضع الطبيعي أن يندفع هذا الطمي مع الماء من خلال مواسير ابوعشرين الى داخل ابوعشرين الذي يدفع الماء بما يحمل من الطمي الى أبوستة ثم الى مقره الاخير أو المحطة الاخيرة وهي الحواشة ويترسب داخل الحواشة لكي يزيد خصوبة التربة ولكن للأسف بدلا عن ذلك يترسب معظم الطمي في القنوات الفرعية وذلك بسب الخلل الفني إذ الكل يعلم أنه يجب ان يكون حجم الترع معين ليحمل كمية الماء التي تكفي المساحة في تلك الترعة والحجم = الطول مضروب في العرض في الارتفاع الذي هو عمق الترعة وبما ان الطول ثابت فيبقى المتغير هو العرض والعمق ويذكر جيلنا أنه كان يوجد ما يعرف بالبرقان وهي مساحة حول الترعة بالجانبين ما عدا الترع التي تعرف بالجنابية وهذه هي الترع التي تسير في محازة ومجاورة الكنار أو الترع الرئيسية فهذه البرقان فيها من جانب واحد وهذه البراقين كان الهدف منها عند تصميم المشروع أن تصبح مساحة حول الترع ليرمى فيها الطمي الذي يطهر وفي فهمي أن هذه البراقين بما أنها حرم للترعة فهي ملك الري وليست ادارة المشروع أو المزارعين ولكن للأسف قد تم التفريط في هذه البراقين فتغولت عليها الحواشات والناظر اليوم لمعظم الترع الفرعية بالمشروع يرى اطلال الطمي وليست بينها وبين ابوستة في أول بيت أو أخر بيت الا بضع سنتمرات وهذا الوضع أدى الى ان يقل عرض الترع مع مرور السنوات ولكي يتم المحافظة على الحجم يتم تعميق الترعة وهذا الوضع خلق فراغ كبير بين مواسير ابوعشرين التي كانت تخرج الماء ويندفع معه الطمي الى داخل الحواشات وسطح الترعة أي عمق الماء وهذا الفراغ الذي حدث اصبح مكان يترسب فيه الطمي ووجدت الحشائش هذا الطمي مرتع خصب لنموئها مما يضطرنا لتطهير هذه القنوات باستمرار وأصبحت جبال الطمي حول هذه القنوات بصورة سوف تعيق حركة الآت التطهير فعندما كان الأمر طبيعي لم تكن هذه القنوات تحتاج لتطهير إلا مرة كل عدة اعوام فإذا اردتم علاج المرض وليست المسكنات فابحثوا أين ذهبت هذه البراقين والإجابة معروفة وأعيدوا هذه البراقين كحرم للقنوات الفرعية ويتم اعادة هذه البراقين بان تطرح النمر المختلفة في كل ترعة بواسطة الطراحات الليزر ومعلوم ان العوالي او المناطق التي يصعب ريها تشكل تقريبا 15% من مساحة المشروع كما ذكر ذلك محافظ المشروع سمساعة وبعد طرح النمر وليتم ذلك على مراحل مهما كلف من جهد ومال ثم توزع المساحة بعد اخراج البراقين بين المزارعين كل حسب مساحته فان ذلك سوف يجلب عدة فوائد اولها اعادة 15% من مساحة المشروع لدائرة الانتاج ثم بعد ذلك اتركوا التطهير في العمق ووسعوا القنوات في العرض حتى يعود الوضع لطبيعته بحيث تكون المواسير مع مستوى عمق الترعة وتصبح في عمق الماء ايضا بعيدة نوعا عن حافة الترعة كما هو حادث الآن بسبب التناقص في العرض وحينها سيندفع الماء من االترع الفرعية بنفس قوة اندفاعه من الترع الرئيسية وسيدفع معه الطمي الي داخل الحواشات ويترسب داخل الحواشات مؤديا لزيادة خصوبة التربة وبعد عدة سنوات قليلة سوف يغنينا عن الاستخدام المكثف لمختلف الاسمدة كما أنه لن يترسب في القنوات وسوف نتوقف عن التطهير المستمر وتعود السيرة الى سابقتها وذلك بعدم الحاجة للتطهير إلا كل عدة اعوام هذا هو الحل أن ارتم استئصال المرض مهما كلفت العملية الجراحية وان استمر الامر على المسكنات فالله المستعان. كذلك من ضمن اسباب تدهور المشروع بعد 2005 الخلل الاداري الذي صاحب هذا القانون ولكي نعيد المشروع الى عنفوانه الاداري فلابد من معالجة الخلل الاداري فالمتتبع لمسيرة المشروع منذ نشأته يعلم تمام العلم ان هذا المشروع كان يسير بنظام اداري محكم من القمة حتى القاعدة فحينما كان المستعمر هو الذي يتولى الادارة وللحق كما عرفنا عبر تاريخ المشروع فأنها قد كانت ادارة فاعلة تحرك كل المشروع لمصلحة المزارع وقبله لمصلحة المستعمر الذي كان هدفه الاول هو توفير القطن لمصانع الغزل والنسيج البريطانية ومن المحامد الادارية التي كانت سائدة لفترة طويلة بعد رحيل المستعمر المحافظة على البراقين ونظافتها سنويا من جانب كل مزارعي النمرة وهي التي كانت تشكل حرم للترع يرمى فيها الطمي كي نحفظ للترعة ابعادها الحقيقية في العرض والعمق مع العلم ان الطول ثابت لا يتأثر وكان لذلك النظام محمده في عملية الري اذ لم تنشأ مشاكل العطش والحاجة المتكررة لتطهير القنوات إلا بعد اهمال هذا الجانب الاداري مما اضاع مساحات هذه البراقين ودخلت ضمن الحواشات وتسبب ذلك في الخلل الفني في القنوات بقلة عرضها وزيادة عمقها مما خلق فراغ بين مواسير ابوعشرينات وقاع الترع فأصبح هذا الفراغ مصيدة للطمي الذي هو تربة خصبة لنمو الحشائش مما عقد الامر بقفله للقنوات كل موسم والحاجة لتطهيرها وكذلك عدم وصول الطمي لداخل الحواشات وكل ذلك هدر للمال مما يضاعف تكلفة الانتاج عدة مرات وكذلك ادى لفقدان خصوبة التربة والحاجة الماسة لاستخدام المخصبات الكيمائية والتي اصبحت وبالا على البيئة في الجزيرة. ايضا من ضمن الجوانب الادارية التي اسس لها المستعمر وكانت لها محمده كبيرة في الحد من آفات القطن هو ما كان يعرف بنظافة الرتين Raton وتعني الكلمة الانجليزية النبات البروس الذي ينبت دون تدخل احد في زراعته وهذا الرتين هو نباتات القطن التي تنبت بعد هطول الامطار في اراضي المحصول في الموسم السابق ولكي لا تصبح ملجأ لآفات القطن بعد خروجها من فترة البيات فكان هنالك ما يسمى بيوم نظافة الرتين يخرج كل مزارع ومعاونيه لنظافة ارضه من نباتات القطن البروس وبذلك تفقد كثير من الآفات العائل فتموت وهذا هو احد الامور الادارية التي كانت تساعد كثير في الحد من الآفات ولكن فلو نظرنا اليوم للواقع نجد محصول القطن من الموسم السابق بكامله موجود في كثير من الحواشات ولم يتم اقتلاع سيقانه وقد اخضرت مرة اخرى بعد هطول الامطار ناهيك عن الرتين ولا احد من الاداريين ولا المسئولين يحرك ساكن وسوف تظل هذه السيقان حتى اوائل اكتوبر موعد تحضير الارض للموسم الشتوي فهذا هو حال المشروع الذي يراد له الاصلاح ويحدثنا عنه اعلامنا صباح مساء.
    ولو نظرنا للجوانب الادارية الأخرى في المشروع ففي قمة الهرم الاداري كان هنالك محافظ (مدير) للمشروع وكان له معاونون ومن اهم هؤلاء كان المدير الزراعي الذي كانت تتبع له كل الادارات الفنية ومنها ادارة الغيط ووقاية النباتات والهندسة الزراعية وإدارة الفلاحة والبساتين وإدارة اكثار البذور والإرشاد الزراعي وكانت اكبر هذه الادارات هي ادارة الغيط اذ ينتشر منسوبوها في جميع اقسام المشروع ويكون لكل قسم مدير تتبع له عدة تفاتيش قد تصل في بعض الاقسام الى سبعة تفاتيش او اكثر ولكل تفتيش ثلاثة مفتشين مفتش اول او ما كان يعرف بالباشمفتش ومفتش ثاني أي الوكيل ثم مفتش ثالث فالمفتش الاول يسكن في مبنى التفتيش اما المفتش الثاني والثالث فلكل منهما سكن يعرف بالسراية بالإضافة لذلك كان لكل تفتيش تيم من المحاسبين الذين يقيمون ايضا في التفتيش. كما لكل قسم مهندس زراعي وأخصائي وقاية نبات يتولون الجوانب الفنية كل في مجاله كذلك كان لكل ترعة خفير يتولى ادارتها من فتح البوابة الرئيسية للترعة من الكنار وكذلك فتح مواسير ابوعشرينات عند حاجة الحواشات للمياه وكان هنالك ما يسمى بعامل الناموس الذي يتولى صب الزيت في اماكن المياه الراكضة بالذات الدورانات وذلك لمكافحة البعوض. وكان يعاون هؤلاء الرسميون مجالس انتاج من المزارعين تسمى مجالس القرى او مجالس الانتاج كذلك كان يعونهم من المزارعين ما يعرف بالصمد اذ لكل ترعة صمد يعين من ضمن المزارعين فكان النظام الاداري بالمشروع يسير بصورة سلسة وطيبة ومحكمة في كل الجوانب اما اليوم فحدث ولا حرج كل يتحرك حسب ما يريد.
    الشامي الصديق آدم العنية
    مساعد تدريس بجامعة الملك سعود ومزارع بالمشروع

  8. المصيبة في السودان ان لا احد يحاسب ولو حوسب اي مسؤول لانصلح الحال ولمن الكل شريك في الجرائم ولذا لا احد يستطيع محاسبة احد . وفي احدي الندوات وجه سؤال للوزير السابق علي الحاج بعد انفصال الكيزان انك متهم بسرقة اموال طريق الانقاذ الغربي فاجاب الدكتور اذا كنت حرامي فاليذهبوا للمحكمة لكي ندق الصفايح ونطلع الفضائع ولذا الكل خايف علي نفسه . يعني نشبع في الوهم اذا اعتقدنا ان الحال سينصلح .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..