الكهربة جات أملوا الباغات

بسم الله الرحمن الرحيم

قال فرعون لموسى:
( ألم نربك فينا وليداً ولبثت فينا من عُمُرك سنين؟)

قال موسى عليه السلام
(وتلك نعمة تمنها عليّ أن عبّدت بني إسرائيل ؟)

الآيتين 18 و 22 من سورة الشعراء – صدق الله العظيم

والمعنى بإختصار وهل تعتبر أيها الفرعون أن نشأتي في بيتك نعمة تمتن علىّ بها ؟ ولنفترض انها نعمة، فهل تسوغ لك هذه النعمة ان تقوم بسببها بإستعباد بني اسرائيل ؟

وهل تعد نشأتي في بيتك نعمة وتنسى أن السبب الرئيسي والوحيد في لجوئي الى بيتك لم يكن الا خوف والدتي من بطشك بإبناء بني قومي لأنك كنت تقتل اطفالنا وتستحيي نسائنا

قال تعالى:
(إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) سورة القصص.

إفترض يا فرعون أنني نشأت في منزلك لأي سببب من الأسباب هل يكون ذلك سبباً لإستمرارك في استعبادنا وان نسكت على الظلم والجبروت؟؟

هذا هو منطق الطغاة في كل زمان ومكان.. وهو منطق الذين ذاقوا عسيلة السلطة والجاه والكنز لا يريدون احداً من العالمين ان يقف في طريقهم بل يسخرون من كل الناس ويسبونهم ويشتمونهم ويلسعونهم بألستنتهم همازين لمازين ليقتلوا فيهم روح الابداع والعمل والمقاومة.

لذلك يقول مساعد رئيس الجمهورية ونائبه لشؤون المؤتمر الوطني إبراهيم محمود الذي سطع نجمه هذه الايام كثيراً مما يعنى أنه آذن بالافول والإنطماس قال في ولاية الجزيرة مؤخراً أن الناس كانت قبل الانقاذ تتقاسم الصابونة وتشتري السكر بالوقية ولا ندري ما حجم هذه الصابونة التي كان يتقاسمها الناس ؟ وأي ناس كانوا يتقاسمون الصابونة ، فالصابونة اما موجودة واما غير موجودة.

ولما لم تجف تصريحاته وينمحي اثرها السئ على الشعب اردفها قبل يومين بتصريحاته المستفزة واذاه للناس بتحدي المعارضة ان تقدم انجازاً اعظم من انجاز حكومته في مجال الكهرباء مستشهداً بقوله أن ( الكهربا دي ياجماعة كان الناس في الخرطوم بكوركو ليها الكهربا جات أملو الباغات ).

بل الاخطر من ذلك ان وزير مالية الحكومة ادعى مؤخراً انهم المحيون والمميتون وانهم الرازقون والقابضون والباسطون حين سخر من حياتنا قبل الانقاذ (لو رجعناكم لعام 89 كنت حتمشوا المقابر) وذلك في اللقاء التنويري بينه وبين أحزاب الحوار الوطني، بشأن الإجراءات الإقتتصادية الأخيرة وتحديداً في رده على مداخلة القيادية بحركة العدل والمساواة خديجة آدم بخيت لمطالبتها الوزير بإعادة البلاد الى ماكانت عليه في عام 1989 بقوله (خلوها مستورة لو رجعناكم لعام 1989م كنت حتمشوا المقابر) طبعا حا نخش المقابر من الجوع والمرض والفاقة والفقرة ؟ لذلك فإن حياتنا معلقة بهم أما إن يستمروا في حكمنا كيف يشاءون وإلا الحُكم علينا بالموت.

لا نريد ان نطيل ولكن نقول لهم ان منطق المقارنة لا يكون بمثل ما يسخر به منا وزراء الانقاذ ولا في التطور الطبيعي والذي هو سنة ماضية في المجتمعات والافراد فالذي يملك ركشة تكون عنده عربة أمجاد بعد بضع سنين ثم تكون حافلة وأن شركة تايوتا كانت تمتلك مصنعين باليابان والآن تعددت مصانعها حول العالم .. وان انتاج دولة الامارات من الكهرباء قبل 27 عاماً لم يكن كما هو عليه الآن وان انتاج النفط في الدولة الفلانية لم يكن كما هو عليه قبل عشرين او ثلاثين عاماً وان عدد الجامعات والمبتعثين في المملكة العربية السعودية مثلاً لم يكن كما هو عليه الآن وأن انتاج الفوسفات في الاردن والمملكة المغربية لم يكن كما هو عليه قبل كذا من السنين ؟

إن منطق المقارنة السليمة أن يكون ما بين دولة ودولة أخرى لها نفس الظروف من حيث الصناعة والزراعة وطرق المواصلات في نفس الفترة وفي ذات العصر الذي تتم فيها المقارنة وإلا فإننا المقارنة غير المتكافئة تجعلنا نخسر من عهد السلف الصالح والخلفاء الراشدين المهديين لأنهم لم يكونوا يملكون صابوناً ولا مصانع كما لا يكون منطق المقارنة سليماً اذا قارنا بين حكومة قضت في سدة الحكم ثلاثة سنوات وبين أخرى قضت في سدة الحكم 27 عاماً ؟؟ تطورت خلال ادوات الانتاج في العالم وازدادت سرعة وكثافة وعدد وسائل النقل والإتصال.

إن منطق الطغاة في كل زمان ومكان هو واحد يتركون الاهم ويعقدون مقارنة بعيدة عن اوجه المقارنة المتكافئة كمن يقول لك ابعد حلفا ولا أسرع الحصان ومن مثل هذه المقارنة ما يريدون إلا أن يؤذوننا بألستنتهم وييشتموننا ويسبون العالمين يقول الامام مالك رضي الله عنه حيث قال (ذا رأيت الرجل يدافع عن الحق فيشتم، ويسب، ويغضب، فاعلم أنه معلول النية؛ لأن الحق لا يحتاج إلى هذا، يكفي الحق أن تصدح به) وذلك لأن المؤمن ليس بالطعان ولا باللعان ولا بالفاحش البذئ ؟؟

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..