أمين أمانة المحامين الإتحاديين: بعض الاتحاديين خدام للمؤتمر الوطني وينفذون أجندته، وعواجيز الاتحادي لا تقدم شيئاً، وهؤلاء الأشخاص يلوثون الحزب

حكومة الوفاق ضمت عناصر هشة ذات نظرة ذاتية

(عواجيز) الاتحادي لا تقدم شيئاً وعليهم إفساح المجال للشباب

هؤلاء الأشخاص (…) يلوثون الحزب ويلطخون تاريخه

ثمة أحداث كثيرة شهدتها أروقة الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل في ظل غياب رئيس الحزب مولانا محمد عثمان الميرغني خارج البلاد، بدءًا بالمشاركة في انتخابات 2015م، انتهاءًا بتلويح مجلس الأحزاب بحل الحزب لعدم عقده مؤتمره العام، في وقت تعالت فيه الأصوات بعدم شرعية رئيس الحزب، الأمر الذي التف حوله الكثيرون، فيما اعتبره آخرون هرطقات من أشخاص لا وزن لهم داخل الحزب، في خضم تلك الأحداث جلست (آخر لحظة) مع أمين أمانة المحامين الاتحاديين عضو المكتب السياسي للحزب الطيب العباسي، وغاصت معه فيما يدور داخل الحزب من خلافات، كما تطرق اللقاء للشأن السياسي العام، وأخرج من خلاله النفس الحار، وبدا منفعلاً في بعض الردود.. فمعاً إلى الحوار :

حوار: معاوية عبد الرازق

* كيف تقرأ المشهد السياسي في ظل الأوضاع الراهنة؟
محبط لأي سياسي نظيف يؤمن بالقضايا الوطنية، وأصبح عبارة عن مسرح به تمثيلية هزيلة مخرجها المؤتمر الوطني واختار الممثلين بمعايير تمكنه من تنفيذ اجندته وسياسته المتمثلة في التمكين والتوطين لفئاته.

*علي ضوء ذلك ماهو تقيمك لمشروع الحوار الوطني ؟
رأينا واضح في الحوار، وهو بالنسبة لنا حوار طرشان، ولم يتم بالمعايير السياسية الوطنية الواضحة، ولم يشخص علل البلاد، ونقول هذا النظام حط من قدر الوطن ومزقه سياسيو الوطني، ورسموا صورة قاتمة من خلال حكومة الوفاق التي اتخذها الوطني لإقصاء المتجردين مستغلاً فطرة المواطن السوداني ، وللأسف إدارة الحوار تمت بإيعاز من فئة معينة، حتى لا تدخل قيادات وطنية تخضع عناصر الحزب الحاكم للمحاسبة، ومن شاركوا لا يستطيعون إخراج الوطن من وهدته.

*تقييمك لأداء حكومة الوفاق بعد مائة يوم من تكوينها ؟
الحكومة منكفئة على ذاتها، تم اختيار العناصر «الهشة» والضعيفة التي لايقوى عودها لمواجهة القضايا التي تحتاج لحسم فكري وسياسي، وكل من تم تعيينه «عوده هش» والدليل على ذلك المعايير التي وضعت للاختيار، وكل من شارك سعى للاستوزار واقتسام الكيكة، وبذلك يصبح الهدف ذاتياً، وأظن ان هناك مهندسين وضعوا معايير وفقاً للقوى الضعيفة والأحزاب الفاقدة للمقومات الحزبية، وكان نتيجتها هؤلاء الشخصيات الذين لن يعالجوا أي أزمات.

* ظلت وحدة الأحزب الاتحادية مجرد آمال وأشواق للقواعد فقط؟
وحدة الحركة الاتحادية في ظل (عواجيز) لا تستطيع أن تؤدي المهام المطلوبة، ولا تحقق أهداف الحزب، وأبرزها عدم السعي لمناصب سياسية، ولكن الوضع الآن اختلف تماماً، وبرزت أصوات نادت بالمشاركة في الحكومة مع النظام الشمولي، وجميعنا يعلم أن الانقسامات في الحزب بفعل الوطني، وله القدح المعلى في تفكيكه.

*هل يعني هذا أن الاتحادي غير متماسك؟
نعم بكل شرائحة فهو مليء بالانتهازيين، وهناك نوعان من الاتحاديين: اتحادي ذو طابع اتحادي ومعروف بمناهضته لكل ما يمس الوطن، واتحادي متطبع وهذا ليس اتحادي في الأصل، وأي اتحادي يشارك في نظام شمولي هو انتهازي ، وهؤلاء يلبثون ثوب الحزب ويلطخون تاريخه، لذلك نجد أن الوحدة صعبة في ظل الاختراق الذي تعرض له، مما يتطلب غربلة من يؤمنون بالعدالة وأهداف الحزب.
* ماهو الخيار والبديل لينصلح حال الاتحادي الأصل؟
هناك مد شبابي لكنس من خرج عن خط الحزب، ونطالب العواجيز بالابتعاد.
*البعض يتحدث عن التوريث داخل الحزب؟
هذه الانتهازية التي تحدثنا عنها، فدخول أشخاص داخل منظومة الحزب وسعيها للمشاركة الذي يعد خروجاً عن المباديء، ومن شارك أصبح معزولاً ومنبوذاً وسط القواعد الاتحادية، والآن يعملون خداماً للوطني وينفذون أجندته.

مجلس الاحزاب لوح بحل الحزب بسبب المؤتمر العام هناك ؟
في وقت سابق قدمت مذكرة قانونية لمجلس الأحزاب، عندما طالبونا بتعديل الدستور والنظام الأساسي حتى يدخل الانتخابات في الفترة الانتقالية، ورفضنا الطلب باعتبار أن الحزب تم تأسيسه منذ أكثر من نصف قرن، وجزء من الحراك الوطني ووجوده أصبح مستمراً، وكنت مناهضاً لفكرة تسجيل الأحزاب، ولا يمكن مقارنة حزب عريق مثل الاتحادي مع أحزاب التوالي التي أنشأتها الحركة الإسلامية وأصبحت مقطورة لها، وقانون الأحزاب استثنى هذه الأحزاب، ولم يستثن الأحزاب التاريخية: الشيوعي الأمة، الاتحادي التي وجدت بطبيعة نضالية، ولذلك جددنا رفض مبدأ اعتماد الحزب بالتسجيل، وللأسف انكسرت الديمقراطية، وقامت بإجراءات التسجيل واستثنوها من بعض الشروط، واعتبر هذا نوعاً من الارتماء في حضن الوطني، والتسكع داخل مؤسساته، وتهديد المجلس بالحل متوقع ومرسوم له، وما يعلمه الجميع أن الحركة الاتحادية لم توجد بأمر تأسيس أو تحت مظلة الأحزاب، بل كيان منفصل أحدث تغييراً في الحياة السياسية بشكل عام.

*الميرغني سبق أن كوَّن لجنة للمؤتمر العام 2013؟
منذ العام 1967م لم ينعقد مؤتمر عام بطريقة تشرف الحزب، وهذا سبب من أسباب تقييده حتى تتم تصفيته ووأده، والفترات التي تمت فيها المؤتمرات كان وراءها مريدين للطريقة الختمية، وليس شخصيات اتحادية. * برأيك هل فقد الميرغني الشرعية كما يقول البعض ؟ نحن ليس لدينا اعتراض على مشروعية عزل الميرغني، لأنها موجودة بموجب النظام الأساسي ودستور الحزب، ولكن نرى أن الخروج عن دستور الحزب بدأ بأشياء أخرى كالمشاركة.

*هل توافق على عزل الميرغني؟
أنا من المنادين بالرجوع لمباديء الحزب، فهناك العديد من المخالفات تستوجب المحاسبة من مخالفة دستور وغيرها، ولا تتم هذه الإجراءات إلا عبر المؤتمر العام وحتى ذلك الوقت المشروعية موجودة، ولا أحد يستطيع إصدار قرار بعزله في الوقت الحالي.

*هل تظن أن المحاسبات ستتم؟
إذا انعقد المؤتمر هي من الأساسيات،

*الرجوع للخط هل يلغي المشاركة؟
المشاركة تمرد وخروج عن المباديء، ولا كبير على القانون.

* التخلي عن السلطة سهل؟
الرأي العام أن الحزب لديه قواعد تمردت الآن على القيادة، والتجذر يعني قيام أجسام مضادة بمفهوم تصحيحي لإرجاع الصواب.

* ذكرت أن الاتحاديين يشكلون غطاءً للوطني، هل تعتقد أنه سيتخلى عنهم حال اتخاذ القرار؟
الوطني يريد إجلاس الأحزاب على الرصيف، وشاغلو المناصب ليس لديهم أرجل، فهي مشلولة وأداؤها ضعيف، بالإضافة لعدم تواصلها مع القواعد، لذلك نجح الحزب الحاكم في اختراقها.

* دعوة مبارك الفاضل للتطبيع مع إسرائيل كيف تنظر لها؟
مبارك يريد تلميع نفسه كلما غاب عن الساحة، ودائماً ما يأتي بفرقه الهدف منها إثبات وجوده، فالمواطن البسيط لا يقبل فكرة التطبيع مع إسرائيل، ومن ناحية دينيه تعتبر مخالفة.

* ولكن هناك فرق بين السياسية والدين؟
الدين تعامل والسياسة وسيلة وبالتالي موضوع التعامل مع إسرائيل سياسياً ودينياً غير مقبول.

*هناك أحاديث عن عودة التوم هجو وموافقته على دخول الحكومة؟
كل معارض يوافق على الدخول في السلطة التشريعية أو التنفيذية دون إحداث تغيير فعلي في خارطة الحياة السياسية انتهازي، ولايختلف عن أحمد بلال الذي أصبح جزءًا لا يتجزأ من العملية الانتهازية، وحمل السلاح لا يعني النظر للوزارات وتقلد المناصب التنفيذية.

*استدعاء الميرغني لقيادات الحزب هل يعني غياب المؤسسية أم عدم ثقة؟
القيادات التي يتم استدعاؤها انتهازية ويعودون بإملاءات، وسرعان ما يصطدمون بواقع مختلف، فهي شخصيات لا وزن لها وهذا تأكيد لغياب المؤسسية، ووجود القيادة بيد شخص خطأ كبير، سيما وأن له عقدين من الزمان على دفة الحزب، ولابد أن تكون القيادات شبايبة لإحداث تغيير بمفهوم مختلف، وعلى (العواجيز) الجلوس ليستريحوا ويسلموا الراية للشباب، فهم جزء من مأساة الوطن ومأساة الحزب.

*هذا يعني عدم اتخاذ الحزب لأي قرار دون الرجوع للميرغني؟
لا يوجد حزب في الأساس، وليس هناك مؤسسات تتنزل عليها القرارات.