الامتداد المعرفي

إن حالة امتداد المعرفة تاريخيا عارضها فوكو واعتبر أن هناك طفرات غير مبررة ، تجاهل فوكو التلامس المعرفي ولم يأتنا بمثال واضح يعتبر قفزة ، فإذا كانت نظريات كالنسبية والتطور والليبيدو وغيرها ليست نابتة من العدم فإن خطاب فوكو يحتاج لدليل منهجي ، بالنظر الى أن المفاهيم والأفكار تتضخم فجأة فذلك لا يفصلها عن جذرها الأركيولوجي . قد تكون أقرب الى الديالكتيك الهيجيلي ولكن هي أيضا عبارة عن مقدمة خيط يتم ادخالها في ثقب الأبرة لتحصل على ماهيتها . ففي القانون لا توجد طفرات بل سياقات وحراك ، منذ نشأته طبيعيا وحتى تقعيده وانفصال القانون الوضعي عن الطبيعي واتصالهما سويا ، فالقواعد التوراتية نتاج تلاقح ثقافي عبري مصري منذ المراسيم الفرعونية كمراسيم حورمحب والمدونة الرومانية أثرت على فقه المعاملات الإسلامي مع أخذنا في الاعتبار للمبادلات الاقتصادية الرومانية العربية والفارسية التي كانت ابستيم للفقه الاسلامي في مرحلة الخروج من الأصول للفروع أي الاستنباط . فالحضارات تسلم بعض منتجاتها لبعضها في تسلسل مستمر ، القضية إذا قضية تركيز وتكثيف للحظة المعرفية لتبدو النظرية وكأنها من رحم نفسها أو لم تولد من أي رحم كان.
وبما أن المعرفة قد تكون ديالكتيك فهي إذن صيرورة سواء في شكل شبكي كما ذهب دولوز أو خطي ، فنحن لم نصل في ثقتنا بعد إلى الدرجة التي نفصل فيها في هذه المسألة بشكل قطعي. إن المعرفة كالدورة الزراعية خليط من البواعث المناخية والجيولوجية كعوامل ثابتة والإمكانيات والقدرات والسايكولوجية كمتغيرات تدور في حلقة سنوية أو شهرية بنمط ثابت للعوامل الأولى وتأتي العوامل المتغيرة لتكثف اللحظة المعرفية. وهذا ما يمنح البحث العلمي قوته ودرجته من الموثوقية في مقابل الرغبات الليبرالية في التحرر من المنهج . لأن البحث العلمي يعتمد على فكرة التلامس المعرفي وتكثيف اللحظة المعرفية . ولا يمنع ذلك من أن يبدو أن هنالك شذوذ في هذه القاعدة ولكنه -لو صدق- لما كان شذوذا في الواقع بل أيضا امتدادا معرفيا فقط بطريق أطول قليلا ، وهذا الشذوذ بما أنه ليس شذوذا في الواقع فإنه لا يعول عليه في صيرورته بل في مصبه المعرفي الأخير. فأين هي الفكرة التي يمكن أن نعتبرها شذوذا معرفيا؟ في الواقع لا يوجد . فمن أين أتى فوكو بنظريته ؟ جاء بها من نظرته المناهضة دائما الى السلطة باعتبار أن الامتداد المعرفي هو في حقيقته -أو كما يعتقد- شكل من أشكال السلطة. وقد يكون هذا الزعم حقيقيا نسبيا ولا اؤكده ولكن هذه السلطة لا يمكن لها -منطقيا- أن تنحسر وتنعدم تماما لينهض نبت معرفي من العدم ، فهذا ما ينفيه الواقع المعرفي ، حتى بالنسبة لأكثر النظريات جنونا ، إن المفكر نفسه ليس مكونا منفصلا عن الامتداد المعرفي ؛ فابستمولوجيا هو مجموع تشكيل لعدة معارف كمدخلات وانتاجه هو مخرجات وان كان بصورة تبدو ذاتية. يغفل فوكو هذه النقطة الجوهرية ويتعامل مع المعرفة كموجود مستقل عن العقل البشري أو أن العقل البشري -في حالات الشذوذ المزعومة- خال تماما من أي مدخلات . وهذا تجاهل أعتقد أنه مقصود لتستقيم نظريته.
أمل الكردفاني
24سبتمبر2015

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لمحات عن “التأثيل”

    في موضوع جدل التشكل التاريخي للمعرفة وتشكيل المعارف للتاريخ نجد ان الحضارات القديمة صاغت كينوناتها النظرية بمواشجة عملية رصد الظواهر ومعرفة أشياء عنها بعمليات اخرى لتسجيل ونظم وترتيب هذه المعارف في علاقة شبه لرصف الأحجار بناءا لجدار، و وصل أربعة جدران بناء لغرفة فمبنى إلخ،

    وبتنوع الحياة ومعارفها تباينت وتناقضت بل وتحاربت وتهدمت وأضحت آثارا تم نهب بعضها أو تسويره وتم كسر بعضها أو نسفه، ولكن قد بقى خالدا إلى اليوم وسنين عددا قادمة أسلوب التفكير الخطي المركزي الذي ولد الحضارات والمنافع وولد فيها ومعها أسباب تناقضها وهدمها وبذور فناءها وهو الأسلوب الذهني الذي ألفه الناس ميسما للتفكير ودرجوا على تسميته بإسم “العقل”.

    وعقلا عند التفكير في ظاهرة قصور أو في تناقض الأفكار أو تطرفها ف -مع عوامل أخرى- نجد أن الإختصاص بشأن معرفي والانصراف الكلي إليه للاحاطة بجزئية وجوده أو استقطاب هذه الجزئية لجزء من عمليات المعرفة وجهود طلاب العلم و الدارسين يولد التفرد والتمايز، وبإحتداد التمايز يزيد الإختلاف، وقد تصل حالته للتناقض والتضاد والتطرف، وغالبا ما تتضاد الأفكار المتطرفة بما في ذلك فكرة “العقل” وسموه ونزاهته. هذا التفرد والتمركز والتمايز والإختلاف والضدية سمة معقولة مألوفة من سمات كل فكر خطي وكل خط فكري.

    إزاء هذا التناقض السلبي في عمليات توليد ونشاط الأفكار وما أنتجته بتناقضاتها من أزمات عالمية متفاقمة ومتراكمة ومحاولة لإزالة أسباب ونتائج هذه التباينات و التناقضات ندرك انه قد آن الآوان لتاريخ وإنتقاد وحصحصة أسلوب التفكير ذو الخط الواحد. وان نتعرف إلى أسلوب جديد للتفكير يمتاز عن الاسلوب القديم بأنه أسلوب شمولي ولامركزي ولاخطي ومتنوع واكثر فاعلية في المعرفة ونظم المعارف وترتيبها.

    منذ بدايات وخواتيم نضوج القرن ال20 خلال القرن التاسع عشر وبداية القرن ال21 الحاضر نجد ان جدليات وجدائل أفكار وتنظيرات الفهم الجدلي للطبيعة والتاريخ قد وفرت الأرضية الموضوعية والسماوات الميتافزيقية لصياغة وتطوير نظرية تاريخية متكاملة عن أطوار المعرفة ونظم احداثياتها بصور كثيرة عددا تلبي احتياجات الحاضر والمستقبل.

    أهم سمات هذه النظرية والحكمة التاريخية المعرفية رصد جديد لمراحل المعرفة وبعض التحولات داخل وحول كل مرحلة منها، رصدا موضوعيا يتجاوز الإفرادات والإجمالات السابقة التي شابت العمليات المالوفة لتأريخ المعرفة بداية من رسم وادي النيل القديم لتداخل ثعبانين أزرق واحمر ملتفين حول كيان وبلغوهما كتلة أشعة او اتبثاقها من تلاقيهما وليس نهاية بتاريخ أرسطو Aristotle أو بكتابات بعض أخوان الصفا Brothers of Purity أو بعض أعمال فيكو Vico وبيكون Bacon وديكارت Descartes ولوك Loke وكانط Kant عن المعرفة (الحديثة) والعلم والمنهج الجديد.

    يشمل الرصد الجديد النوع مراحلا تبلورت فيها المعارف بالسمات الآتي بيانها:
    1- مرحلة العشواء والخرافة ذات الأسماء والأساطير،
    2- مرحلة تصفية الأسماء والمعاني، صوفية ومحاججة سفسطة وفلسفة ونظما للأفكار وترتيبا للإعتقادات،
    3- مرحلة الدين ،
    4- مرحلة العقلانية،
    5-ّ مرحلة العلم الحديث والوعي،
    شمولا يعم كل هذه المراحل الخمسة وتحولاتها الداخلية الإنتقالية، مضيفا لها مرحلة حادثة وجديدة نابتة من أوليات الوعي هي
    6- مرحلة “التأثيل”.

    في هذا التأريخ الجديد للمعرفة يتمظهر “التاثيل” كتفاعل ذهني لتقصي عناصر وعلاقات الطبيعة والطبيعة الاجتماعية ولتحليل فلسفياتها وصياغاتها للتاريخ وللواقع، تركيبا لنظام ذهني جديد يفيد المعرفة أكثر من النظم الذهنية السابقة.

    كانت بدايات التأثيل في مجال الثقافة الفكرية السياسية بتأريخ عدد من الإصطلاحات (العلمية) الثقافية والسياسية مبينا ان كل إصطلاح يمثل بذاته تاريخا من التفاعل الثقافي السياسي تجمع تبلوراته بين حدة الأفكار الصلدة والغيمية السحابية، وتجعله حاملا بأسمه لأبعاد ذاتية تختلف رويدا رويدا ودرجة درجة عن الموضوعية التاريخية، عالية متعالية بلا حدود، بأسماء من نوع “الحق”، “الله”، “الدين”، “القيم”، “الأنوثة”، “الرجالة”، “الهوية”، “التجديد”، “الجمود”، “العقل”، “المنهج”، “النظرية”، إلخ .

    وكل هذه الأسماء لا تخرج عن كونها أسماء يسمونها ويضبطونها وفق حاجات تبدو إجتماعية ولكن ما أنزل الواقع بها من سلطان يتجاوز الألف عام على الأكثر. فكلها -كما سبق القول- كلمات تاريخية تعبر عن ظروف حالها وفي نطاق حدوده ولكنها تزيد صلابة ورسوخا في الأذهان كلما كانت منفتحة وغيمة.

    أمام تعدد وتشابك الإصطلاحات بتضخم وتعقد العناصر والعلاقات والوقائع وأمام زيادة عناصر الواقع وتعدد صوره واصطلاحاته تحتاج أذهاننا للخروج من الأسلوب القديم المضيق للتفكير والنشاط الفكري والتحول عنه لأسلوب جديد للمعرفة يتجاوز تفريد العناصر الأولية وتركيزها ورسم حياتها بشكل جامد خطي يسمى “موضوعي” لكنه معزول من تفاعلات الحياة.

    مواجهة لتناقضات أسلوب المعرفة القديم المسمى “العقل” ذو الخط الواحد والإقصاء والجمع المركزي للمعلومات، وتفاديا لجزئية نشاطه، يجيء الأسلوب الجديد للمعرفة وتشغيل الذهن لها متفردا عن القديم. كنسق شمولي لتكامل المعارف ولتفتح وتداخل مجالاتها وأنساقها بشكل لاخطي ولامركزي، تعددي متشابك ومتوالد، حي.

    مزية هذا الأسلوب الجديد تدفقه في الذهن بلمحات وإشراقات وصور نابضة عن مجال/ات تفاعلات الموضوعات متجاوزا نمط القصص المفردة المعزولة عن تغير التفاعلات الخارجية للظروف الكبرى لموضوع المعرفة، ونمط المفاجأة بالحوادث الفكرية وتصويرها منبتة عن حركة عناصر محيطها وتفاعلات وتحولات ما فيها من العناصر الداخلية.

    هذا الأسلوب الحي الجديد لأعمال الذهن وتبادله التجديد والنمو المتوازن مع تنوع المعلومات وحركة المعرفة يسمى “التأثيل”.

    وبالجملة ف”التأثيل” إسم تصور جديد لعملية التفاعل المعرفي ينشأ وفق نمو وتناقض عناصر وعلاقات المعرفة الخطية ولكنه يتجاوزها كما ونوعا اذ يعتني ب”وحدة وتنوع تفاعلات المجالات”.

    لتحقيق هذا التجاوز يقدم التاثيل لمحات رأسية وأفقية تاريخية متنوعة الأبعاد ومختلفة الصور عن تشابكات وتفاعلات عناصر ومجالات عددا في نسق واحد أو تشابك وتفاعلات أنساق مختلفة في مجال واحد.

    في العلاقات التاريخية الأنساق والمجالات وصورها الجغرافية الرأسية والأفقية والشمل اللغوي لها يبرز “التاثيل” كيان رؤي متداخلة لأصول وتأريخ التفاعلات والأنساق وللتداخل والإنفتاح المستقبلي المتصل بكل موضوع.

    جاء أسم “التاثيل” من إسم شجر “الأثل” المرن واللدن الخشب القابل للتصلب بالحرارة، وكان في زمانه الأنسب لصنع آوعية مختلفة. كذلك جاء اسم التاثيل قربى لعلم التاثيل اللغوي السائد الان الذي يحاول تأصيل المفردات دون المعاني فصار في سياق تجديد تأريخ المعرفة تأثيلا لتأريخ الفهم وتنوع المعرفة وتداخل أشكالها وألوانها وفنونها.

    نشوء فكرة التاثيل قد تيسم بتداخلات وانفساحات موضوعات “الإسم” و “الحق” و “القرءان” و”المثاني” في دائرة يتوسطها الجرجاني والتاريخ الخطي للتفاعلات المعرفية قبل عصر العلم الحديث، وأيضا تيسمت بدايات التاثيل بجدل الفيزيقيا والميتافيزيقيا في الأسماء والصوفيات والترجيحات والفلسفات وداخل الأفكار والأحوال السياسية الفكرية خاصة مجال علاقات إنتاج وعلاقات استهلاك خطاب (“الثقافة” و “العلامة”) وذلك في دائرة تفاعلات تتوسطها تنظيرات الماركسية اللينينية ومدرسة “موسكو-تارتو” Moscow-Tarto ل اللغة .

    من تفاعلات العالمين النظريين لما يسمى الثقافة الشرقية والثقافة الغربية إرتقى التأثيل وأرتفع بهدى منير مولود من تداخلات وانفتاحات وتفاعلات عددا ، بدا أهمها بتناول اختلافات الفلسفات القديمة السودانية واليونانية، فالاسلامية ثم تناوله اختلافات عصري النهضة والأنوار ، ثم حصحصة التاريخ الحديث في
    نقض كارل ماركس للفلسفة التقليدية و جذور فهمها المختل للطبيعة وللطبيعة الإجتماعية، كذلك نقض ماركس الأسلوب الجزئي والفوقي والسكوني الرتيب لتأريخ الوقائع والمعارف، ونقضه سطحية وترهل (الثورات) الانجليزية والألمانية والفرنسية ، ونقضه الآيديولوجيا المثالية، ثم نقضه لعلم علوم عصره “الاقتصاد السياسي”، ونقضه “برنامج جوتا” ويستمر ارتباط جزء من التاثيل بعمليات النقض الشهيرة في التاريخ صولا إلى تقض انشتاين العملي لتاريخ الفيزياء وشجن فروعها من تباين موقع المتفاعل معها في مدارات وأبعاد اكبر، ومع تاريخ تطور الفيزياء تاريخ الثورات العلمية، ثم يتواشج “التأثيل” مع تحدد حساب التغيرات العشواء وبعده إختراع نظم التشغيل المفتوحة التعامل Open Resources ، ومع تبلور نظام السحابة Cloud في الحاسبات قارب “التأثيل” فلسفات وعلوم الفوضى Chaos ونمو التداخل والتشاب والتفككك Complexity بنظرات تاريخية Historical وجغرافية Topology لتبلور وحركة العناصر والفهوم، وبإشراقات شرقية وغربية من تاريخ المعرفة التقليدي History of Epistemology وعلم اجتماع المعرفة وأخريات يعطفن العقل إلى الوعي وما بعده من آناء التصوف والآداب والفنون.

    “التأثيل” مقترح ما بعد فلسفي يجمع بفنه علوماً وآداب عددا في آن وسياق متضافر لعملية معرفة مجال وأنساق تفاعلات معينة، ولا يقتصر على إدراك أبعاد أو عناصر مفردة في حال واحد أو حالة واحدة فحسب. فتأثيل المعرفة أسلوب شمولي لا جزئي ولامركزي كيانه مفتوح منطلق شبه لكيان البلازما Plasma حال ذرية متحركة تنظم فوضى وتفوض نظما مما يخلق بتقلبات نبض عناصره ونبط عناصر الكون حوله مقاديرا وأحوالاً لتجاذبه ولحريته تنبت وتطفيء أجساما مادية وكيانات نظرية لمعرفتها.

    فالتأثيل نظام لتشغيل الذهن في عملية جديدة للمعرفة تعالج علل الأسلوب القديم للتفكير المسمى “العقل” وأهمها علل تناقضاته الكبرى في المجتمع والسياسة والبيئة.

    فمع المظالم والحروب وافساد البيئة وتدميرها تقوم مؤسسات الحكم والإعلام والتعليم الراسمالية التمول بمناقضة بعض العلوم بل تفض النتيجة من السبب، وتناقض “الوعي” ب “التفكير العلمي” وتناقض “الثورة الإجتماعية” ب”الثورة العلمية”!!

    من هول هذه التناقضات تتضح أهمية القضاء عليها بكسر اساسها الذهني الكامن في أسلوب التفكير وبإزالة آثارها النظرية المدمرة للتواصل والتقدم الإجتماعي والإنساني والسلام.

    وتشكل عملية كسر القديم وابداع أسلوب تفكير أفضل من سلفه تحولا بل تغييرا متماملا يمثل بحد تبلورهما يمكن ان يسمى (ثورة فلسفية) وهي ثورة تظهر بالتكامل المنظوم لنشاطي التأثيل النشاط التدميري والنشاط المبدع الخلاق ضد أسس وتمظهرات الأسلوب الخطي في التفكير ونظم المعرفة.

    هذا التجاوز الثوري لحالة “العقل” وما فيها من رتابة تكرار وتكلس وجمود وغرور وطغيان وإعماه يعد تجاوزا ضروريا لظاهرة تراتبية وخطية ومركزية التفكير وانغلاقه، كونها معيقة للتطور الاجتماعي بل معادية لارتقاء الانسان.

    هذا التجاوز الثوري نتيجة من تراكم ظاهرتين تراكميتين: الأولى: ظاهرة “الثورات العلمية” الصغيرة في مجالات الأعمال والعلوم، والثانية ظاهرة المناقضة الاعلامية ل”الوعي” ب”العلم” أي قطع الصلة المنطقية بين “الوعي و التفكير العلمي” !وفي الحالتين هي ظواهر تكشف عيوب الأحادية والمركزية والجمود والتباين والتناقض في أسلوب التفكير والمعرفة القديم المسمى “العقل”.

    بهذه الثورة التأثيلية نفتتح طريقا جديدا للمعرفة ولنظم المعلومات والتعامل معها.

    المنصور جعفر
    24 أيلول 2015

  2. المعرفة تحليل لحواس ادراكية مربوطة بمادة تسلسلية لذلك الناتج هو متصل بنقاط ادراكية يدخل بها خدمة الظرف البدائي المتغير النهائي
    دوما التدخل لايعبر الا عن كنه وبالتالي يفضل عدم التدخل لتكون النتيجة خالصة لذلك اعتبار االكون والانسان ظاهرة خطاء عدم التدخل واجب ووقتها يزول كل الخوف ويصبح الحقيقة خيال والخيال حقيقة ويصبح بالإمكان مخاطبة الموتئ والجن وغيرها انبثاق المعرفة جزئيا ارتبط بما توفر لها ومن أهمها مقدار الحوجة وما نتج عنها واهمها التفاعل البشري وحوجته
    هذا الأخير ارتبط بالخير والشر

    ورغبة الانسان فيهم القتل عرف قديما لكنه ربط بالشيطان والسحر والله كقوة خير الأنبياء كثر
    لكن ظهورهم ارتبط بتطور اجتماعي وعلمي وهكذا تثبت الأفكار السابقة وتتطور هي طفرة لكن لكل الاوجه في كل الاتجاهات يمكن تشبيها بالشجرة وجذورها

  3. لمحات عن “التأثيل”

    في موضوع جدل التشكل التاريخي للمعرفة وتشكيل المعارف للتاريخ نجد ان الحضارات القديمة صاغت كينوناتها النظرية بمواشجة عملية رصد الظواهر ومعرفة أشياء عنها بعمليات اخرى لتسجيل ونظم وترتيب هذه المعارف في علاقة شبه لرصف الأحجار بناءا لجدار، و وصل أربعة جدران بناء لغرفة فمبنى إلخ،

    وبتنوع الحياة ومعارفها تباينت وتناقضت بل وتحاربت وتهدمت وأضحت آثارا تم نهب بعضها أو تسويره وتم كسر بعضها أو نسفه، ولكن قد بقى خالدا إلى اليوم وسنين عددا قادمة أسلوب التفكير الخطي المركزي الذي ولد الحضارات والمنافع وولد فيها ومعها أسباب تناقضها وهدمها وبذور فناءها وهو الأسلوب الذهني الذي ألفه الناس ميسما للتفكير ودرجوا على تسميته بإسم “العقل”.

    وعقلا عند التفكير في ظاهرة قصور أو في تناقض الأفكار أو تطرفها ف -مع عوامل أخرى- نجد أن الإختصاص بشأن معرفي والانصراف الكلي إليه للاحاطة بجزئية وجوده أو استقطاب هذه الجزئية لجزء من عمليات المعرفة وجهود طلاب العلم و الدارسين يولد التفرد والتمايز، وبإحتداد التمايز يزيد الإختلاف، وقد تصل حالته للتناقض والتضاد والتطرف، وغالبا ما تتضاد الأفكار المتطرفة بما في ذلك فكرة “العقل” وسموه ونزاهته. هذا التفرد والتمركز والتمايز والإختلاف والضدية سمة معقولة مألوفة من سمات كل فكر خطي وكل خط فكري.

    إزاء هذا التناقض السلبي في عمليات توليد ونشاط الأفكار وما أنتجته بتناقضاتها من أزمات عالمية متفاقمة ومتراكمة ومحاولة لإزالة أسباب ونتائج هذه التباينات و التناقضات ندرك انه قد آن الآوان لتاريخ وإنتقاد وحصحصة أسلوب التفكير ذو الخط الواحد. وان نتعرف إلى أسلوب جديد للتفكير يمتاز عن الاسلوب القديم بأنه أسلوب شمولي ولامركزي ولاخطي ومتنوع واكثر فاعلية في المعرفة ونظم المعارف وترتيبها.

    منذ بدايات وخواتيم نضوج القرن ال20 خلال القرن التاسع عشر وبداية القرن ال21 الحاضر نجد ان جدليات وجدائل أفكار وتنظيرات الفهم الجدلي للطبيعة والتاريخ قد وفرت الأرضية الموضوعية والسماوات الميتافزيقية لصياغة وتطوير نظرية تاريخية متكاملة عن أطوار المعرفة ونظم احداثياتها بصور كثيرة عددا تلبي احتياجات الحاضر والمستقبل.

    أهم سمات هذه النظرية والحكمة التاريخية المعرفية رصد جديد لمراحل المعرفة وبعض التحولات داخل وحول كل مرحلة منها، رصدا موضوعيا يتجاوز الإفرادات والإجمالات السابقة التي شابت العمليات المالوفة لتأريخ المعرفة بداية من رسم وادي النيل القديم لتداخل ثعبانين أزرق واحمر ملتفين حول كيان وبلغوهما كتلة أشعة او اتبثاقها من تلاقيهما وليس نهاية بتاريخ أرسطو Aristotle أو بكتابات بعض أخوان الصفا Brothers of Purity أو بعض أعمال فيكو Vico وبيكون Bacon وديكارت Descartes ولوك Loke وكانط Kant عن المعرفة (الحديثة) والعلم والمنهج الجديد.

    يشمل الرصد الجديد النوع مراحلا تبلورت فيها المعارف بالسمات الآتي بيانها:
    1- مرحلة العشواء والخرافة ذات الأسماء والأساطير،
    2- مرحلة تصفية الأسماء والمعاني، صوفية ومحاججة سفسطة وفلسفة ونظما للأفكار وترتيبا للإعتقادات،
    3- مرحلة الدين ،
    4- مرحلة العقلانية،
    5-ّ مرحلة العلم الحديث والوعي،
    شمولا يعم كل هذه المراحل الخمسة وتحولاتها الداخلية الإنتقالية، مضيفا لها مرحلة حادثة وجديدة نابتة من أوليات الوعي هي
    6- مرحلة “التأثيل”.

    في هذا التأريخ الجديد للمعرفة يتمظهر “التاثيل” كتفاعل ذهني لتقصي عناصر وعلاقات الطبيعة والطبيعة الاجتماعية ولتحليل فلسفياتها وصياغاتها للتاريخ وللواقع، تركيبا لنظام ذهني جديد يفيد المعرفة أكثر من النظم الذهنية السابقة.

    كانت بدايات التأثيل في مجال الثقافة الفكرية السياسية بتأريخ عدد من الإصطلاحات (العلمية) الثقافية والسياسية مبينا ان كل إصطلاح يمثل بذاته تاريخا من التفاعل الثقافي السياسي تجمع تبلوراته بين حدة الأفكار الصلدة والغيمية السحابية، وتجعله حاملا بأسمه لأبعاد ذاتية تختلف رويدا رويدا ودرجة درجة عن الموضوعية التاريخية، عالية متعالية بلا حدود، بأسماء من نوع “الحق”، “الله”، “الدين”، “القيم”، “الأنوثة”، “الرجالة”، “الهوية”، “التجديد”، “الجمود”، “العقل”، “المنهج”، “النظرية”، إلخ .

    وكل هذه الأسماء لا تخرج عن كونها أسماء يسمونها ويضبطونها وفق حاجات تبدو إجتماعية ولكن ما أنزل الواقع بها من سلطان يتجاوز الألف عام على الأكثر. فكلها -كما سبق القول- كلمات تاريخية تعبر عن ظروف حالها وفي نطاق حدوده ولكنها تزيد صلابة ورسوخا في الأذهان كلما كانت منفتحة وغيمة.

    أمام تعدد وتشابك الإصطلاحات بتضخم وتعقد العناصر والعلاقات والوقائع وأمام زيادة عناصر الواقع وتعدد صوره واصطلاحاته تحتاج أذهاننا للخروج من الأسلوب القديم المضيق للتفكير والنشاط الفكري والتحول عنه لأسلوب جديد للمعرفة يتجاوز تفريد العناصر الأولية وتركيزها ورسم حياتها بشكل جامد خطي يسمى “موضوعي” لكنه معزول من تفاعلات الحياة.

    مواجهة لتناقضات أسلوب المعرفة القديم المسمى “العقل” ذو الخط الواحد والإقصاء والجمع المركزي للمعلومات، وتفاديا لجزئية نشاطه، يجيء الأسلوب الجديد للمعرفة وتشغيل الذهن لها متفردا عن القديم. كنسق شمولي لتكامل المعارف ولتفتح وتداخل مجالاتها وأنساقها بشكل لاخطي ولامركزي، تعددي متشابك ومتوالد، حي.

    مزية هذا الأسلوب الجديد تدفقه في الذهن بلمحات وإشراقات وصور نابضة عن مجال/ات تفاعلات الموضوعات متجاوزا نمط القصص المفردة المعزولة عن تغير التفاعلات الخارجية للظروف الكبرى لموضوع المعرفة، ونمط المفاجأة بالحوادث الفكرية وتصويرها منبتة عن حركة عناصر محيطها وتفاعلات وتحولات ما فيها من العناصر الداخلية.

    هذا الأسلوب الحي الجديد لأعمال الذهن وتبادله التجديد والنمو المتوازن مع تنوع المعلومات وحركة المعرفة يسمى “التأثيل”.

    وبالجملة ف”التأثيل” إسم تصور جديد لعملية التفاعل المعرفي ينشأ وفق نمو وتناقض عناصر وعلاقات المعرفة الخطية ولكنه يتجاوزها كما ونوعا اذ يعتني ب”وحدة وتنوع تفاعلات المجالات”.

    لتحقيق هذا التجاوز يقدم التاثيل لمحات رأسية وأفقية تاريخية متنوعة الأبعاد ومختلفة الصور عن تشابكات وتفاعلات عناصر ومجالات عددا في نسق واحد أو تشابك وتفاعلات أنساق مختلفة في مجال واحد.

    في العلاقات التاريخية الأنساق والمجالات وصورها الجغرافية الرأسية والأفقية والشمل اللغوي لها يبرز “التاثيل” كيان رؤي متداخلة لأصول وتأريخ التفاعلات والأنساق وللتداخل والإنفتاح المستقبلي المتصل بكل موضوع.

    جاء أسم “التاثيل” من إسم شجر “الأثل” المرن واللدن الخشب القابل للتصلب بالحرارة، وكان في زمانه الأنسب لصنع آوعية مختلفة. كذلك جاء اسم التاثيل قربى لعلم التاثيل اللغوي السائد الان الذي يحاول تأصيل المفردات دون المعاني فصار في سياق تجديد تأريخ المعرفة تأثيلا لتأريخ الفهم وتنوع المعرفة وتداخل أشكالها وألوانها وفنونها.

    نشوء فكرة التاثيل قد تيسم بتداخلات وانفساحات موضوعات “الإسم” و “الحق” و “القرءان” و”المثاني” في دائرة يتوسطها الجرجاني والتاريخ الخطي للتفاعلات المعرفية قبل عصر العلم الحديث، وأيضا تيسمت بدايات التاثيل بجدل الفيزيقيا والميتافيزيقيا في الأسماء والصوفيات والترجيحات والفلسفات وداخل الأفكار والأحوال السياسية الفكرية خاصة مجال علاقات إنتاج وعلاقات استهلاك خطاب (“الثقافة” و “العلامة”) وذلك في دائرة تفاعلات تتوسطها تنظيرات الماركسية اللينينية ومدرسة “موسكو-تارتو” Moscow-Tarto ل اللغة .

    من تفاعلات العالمين النظريين لما يسمى الثقافة الشرقية والثقافة الغربية إرتقى التأثيل وأرتفع بهدى منير مولود من تداخلات وانفتاحات وتفاعلات عددا ، بدا أهمها بتناول اختلافات الفلسفات القديمة السودانية واليونانية، فالاسلامية ثم تناوله اختلافات عصري النهضة والأنوار ، ثم حصحصة التاريخ الحديث في
    نقض كارل ماركس للفلسفة التقليدية و جذور فهمها المختل للطبيعة وللطبيعة الإجتماعية، كذلك نقض ماركس الأسلوب الجزئي والفوقي والسكوني الرتيب لتأريخ الوقائع والمعارف، ونقضه سطحية وترهل (الثورات) الانجليزية والألمانية والفرنسية ، ونقضه الآيديولوجيا المثالية، ثم نقضه لعلم علوم عصره “الاقتصاد السياسي”، ونقضه “برنامج جوتا” ويستمر ارتباط جزء من التاثيل بعمليات النقض الشهيرة في التاريخ صولا إلى تقض انشتاين العملي لتاريخ الفيزياء وشجن فروعها من تباين موقع المتفاعل معها في مدارات وأبعاد اكبر، ومع تاريخ تطور الفيزياء تاريخ الثورات العلمية، ثم يتواشج “التأثيل” مع تحدد حساب التغيرات العشواء وبعده إختراع نظم التشغيل المفتوحة التعامل Open Resources ، ومع تبلور نظام السحابة Cloud في الحاسبات قارب “التأثيل” فلسفات وعلوم الفوضى Chaos ونمو التداخل والتشاب والتفككك Complexity بنظرات تاريخية Historical وجغرافية Topology لتبلور وحركة العناصر والفهوم، وبإشراقات شرقية وغربية من تاريخ المعرفة التقليدي History of Epistemology وعلم اجتماع المعرفة وأخريات يعطفن العقل إلى الوعي وما بعده من آناء التصوف والآداب والفنون.

    “التأثيل” مقترح ما بعد فلسفي يجمع بفنه علوماً وآداب عددا في آن وسياق متضافر لعملية معرفة مجال وأنساق تفاعلات معينة، ولا يقتصر على إدراك أبعاد أو عناصر مفردة في حال واحد أو حالة واحدة فحسب. فتأثيل المعرفة أسلوب شمولي لا جزئي ولامركزي كيانه مفتوح منطلق شبه لكيان البلازما Plasma حال ذرية متحركة تنظم فوضى وتفوض نظما مما يخلق بتقلبات نبض عناصره ونبط عناصر الكون حوله مقاديرا وأحوالاً لتجاذبه ولحريته تنبت وتطفيء أجساما مادية وكيانات نظرية لمعرفتها.

    فالتأثيل نظام لتشغيل الذهن في عملية جديدة للمعرفة تعالج علل الأسلوب القديم للتفكير المسمى “العقل” وأهمها علل تناقضاته الكبرى في المجتمع والسياسة والبيئة.

    فمع المظالم والحروب وافساد البيئة وتدميرها تقوم مؤسسات الحكم والإعلام والتعليم الراسمالية التمول بمناقضة بعض العلوم بل تفض النتيجة من السبب، وتناقض “الوعي” ب “التفكير العلمي” وتناقض “الثورة الإجتماعية” ب”الثورة العلمية”!!

    من هول هذه التناقضات تتضح أهمية القضاء عليها بكسر اساسها الذهني الكامن في أسلوب التفكير وبإزالة آثارها النظرية المدمرة للتواصل والتقدم الإجتماعي والإنساني والسلام.

    وتشكل عملية كسر القديم وابداع أسلوب تفكير أفضل من سلفه تحولا بل تغييرا متماملا يمثل بحد تبلورهما يمكن ان يسمى (ثورة فلسفية) وهي ثورة تظهر بالتكامل المنظوم لنشاطي التأثيل النشاط التدميري والنشاط المبدع الخلاق ضد أسس وتمظهرات الأسلوب الخطي في التفكير ونظم المعرفة.

    هذا التجاوز الثوري لحالة “العقل” وما فيها من رتابة تكرار وتكلس وجمود وغرور وطغيان وإعماه يعد تجاوزا ضروريا لظاهرة تراتبية وخطية ومركزية التفكير وانغلاقه، كونها معيقة للتطور الاجتماعي بل معادية لارتقاء الانسان.

    هذا التجاوز الثوري نتيجة من تراكم ظاهرتين تراكميتين: الأولى: ظاهرة “الثورات العلمية” الصغيرة في مجالات الأعمال والعلوم، والثانية ظاهرة المناقضة الاعلامية ل”الوعي” ب”العلم” أي قطع الصلة المنطقية بين “الوعي و التفكير العلمي” !وفي الحالتين هي ظواهر تكشف عيوب الأحادية والمركزية والجمود والتباين والتناقض في أسلوب التفكير والمعرفة القديم المسمى “العقل”.

    بهذه الثورة التأثيلية نفتتح طريقا جديدا للمعرفة ولنظم المعلومات والتعامل معها.

    المنصور جعفر
    24 أيلول 2015

  4. المعرفة تحليل لحواس ادراكية مربوطة بمادة تسلسلية لذلك الناتج هو متصل بنقاط ادراكية يدخل بها خدمة الظرف البدائي المتغير النهائي
    دوما التدخل لايعبر الا عن كنه وبالتالي يفضل عدم التدخل لتكون النتيجة خالصة لذلك اعتبار االكون والانسان ظاهرة خطاء عدم التدخل واجب ووقتها يزول كل الخوف ويصبح الحقيقة خيال والخيال حقيقة ويصبح بالإمكان مخاطبة الموتئ والجن وغيرها انبثاق المعرفة جزئيا ارتبط بما توفر لها ومن أهمها مقدار الحوجة وما نتج عنها واهمها التفاعل البشري وحوجته
    هذا الأخير ارتبط بالخير والشر

    ورغبة الانسان فيهم القتل عرف قديما لكنه ربط بالشيطان والسحر والله كقوة خير الأنبياء كثر
    لكن ظهورهم ارتبط بتطور اجتماعي وعلمي وهكذا تثبت الأفكار السابقة وتتطور هي طفرة لكن لكل الاوجه في كل الاتجاهات يمكن تشبيها بالشجرة وجذورها

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..