أخبار السودان

كيف تنجح الثورة .

مصطفى عمر

كيف تنجح الثورة ..(3) التخطيط الاستراتيجي

واحدة من الأشياء التي نسمعها دائما أن حركة المقاومة اللاعنفية لا يمكن أن تعمل في ظروف معينة…قدًم فريدوم هاوس دراسة للنظر في هذه المسألة، و كذلك عملت عليها ماريا ستيفن وإيريكا تشينوويث في كتابهن “المنطق الاستراتيجي للنضال اللاعنفي” الذي تحدثنا عنه سابقاً..، وجاءت النتيجة متطابقة لدرجة مذهلة ” على عكس ما يمكن للمرء أن يفترض، لم يكن هنالك تأثير للعوامل مثل نوع النظام ، ومستوى التنمية الاقتصادية، ومعدل الإلمام بالقراءة والكتابة، أو تقسيم المجتمع على أسس عرقية، أو لغوية”….أمًا العوامل الدينية فلها تأثير ذو دلالة إحصائية على قدرة الحركة المدنية لتحقيق النجاح من خلال الحملات المدنية…، بهذه النتيجة يكون تأثير الظروف على نجاح حركة المقاومة ضعيف جداً.

بالنتيجة أعلاه يتبادر إلى ذهننا سؤال: إذا كانت الظروف ليست هي العنصر الرئيسي، ماذا إذاً؟ في البحث عن الإجابة… يقول الاقتصادي الأمريكي “توماس شيلينغ” في كتابه إستراتيجية الصراع ..: “الطاغية ورعاياه في موقف متماثل إلى حد ما… يمكن أن يرفضوا معظم ما يريد إذا كان لديهم تنظيم منضبط ..، في المقابل يمكنه حرمانهم ما يريدون باستخدام القوة… ، أمًا هم فيمكنهم مواجهته بالفوضى و التكاسل و التسبب في انهيار اقتصادي و اختلال اجتماعي،..في المقابل يمكنه مواجهتهم بنفس الشئ..، معظم ما ينكرونه لهم ينكره لهم “…تفسير هذا الكلام يعني أنً الطرفان في موقف المساومة نفسه، أفضل دليل على ذلك تجربة المقاومة في جنوب إفريقيا ، نتيجة مقدرة كل طرف من إلحاق الأذى بالطرف الآخر حدث ما يعرف بـ”الإفناء المتبادل” حيث كان باستطاعة كلا الطرفين التأثير سلباً على الآخر، أي ميزان القوى كان متماثلاً لفترة طويلة ، لكن بفعل التنظيم القوي و المقدرة على الفعل رجًحت كفًة المقاومة في النهاية بحيث أنًها استطاعت توجيه ضربات قاتلة لنظام التفرقة العنصريًة عزًزت موقفهم التفاوضي، إذاً الطرف الأكثر تنظيماً و انضباطاً يستطيع أن يرفض معظم ما يريد الآخر، وتبعاً لذلك يختل التماثل و ترجًح موازين القوى لصالح الطرف الأكثر تنظيماً و انضباطاً و هو من يفوز.” لذلك ما قاله “شيلينغ” هو الوجه الآخر للعملة، مثلما أثبتت الدراسات الظروف ليست مسألة حاسمة لأنًها تعمل مع الطرف الأفضل انضباطا و تنظيماً…. لم يميز “شيلينغ” بين الديكتاتور الدموي المفرط في كرامة شعبه أو الطاغية الذي يتحلى بقدر من الوطنيًة..بل عاملهم على حد السًواء ، الشرط هنا الانضباط و التفوق في التنظيم.. ، كما أنًه لم يميز بين حركة المقاومة المدنية أو العسكريًة، الشرط هنا أيضاً أن تكون الحركة منضبطة و منظمة… لأنً الشرط الذي يمكن كل طرف من رفض ما يريده الآخر هو التفوق في التنظيم و الانضباط، يصل الطرفان لمرحلة التفوق في التنظيم و الانضباط من خلال امتلاك المهارات لأنًها تتعلق بالمعرفة و ليس الظروف.، لذلك مرًة أخرى هذا القول يتطابق مع ما توصلت إليه دراسات فريدوم هاوس و ماريا و ايريكا..

رغم الدراسات التي تؤكد و تثبت أن امتلاك المعرفة و المهارات أكثر أهمية من الظروف لا بأس أن نثبت ذلك بطريقة أخرى من خلال دراسة الحالة الموجودة في الفيديو المرفق عن المقاومة الصربية…. ،كذلك يجب أن نعرف ما هي المهارات المعنيًة…، يتم تطبيق المهارات أساسا من خلال القرارات في خضمً الصراع… هنالك الكثير من الوسائل المختلفة حيث تقسيم الناس وتصنيف القرارات في الصراع، سنتحدث عن أربعة منها، وبعد ذلك سنرى ما يمكن أن يحدث إذا اتخذ المقاوم المدني هذا النوع من القرارات مقابل استبدادية خصمه…

أولاً: الإستراتيجية الكبرى، و نعني بها الخيار السياسي.. ما هي أهدافنا من حملة محدًدة ؟ ..من المهم للغاية لتحقيق الوحدة ، إدراكنا لبراعة النظام في طرق تفتيتنا و جعل أساس الوحدة صعباً كما تحدثنا في المقال السابق..، نظام الإخوان المسلمين رغم براعته لم يكن بمستوى نظام مليسوفيتش الذي كان بارعاً جداً في هذا الأمر….، و لم يكن يخطر على باله أن يتحد الصرب حتى فاجئه الجميع متحدون برؤية موحدة و داهمته المقاومة المدنيًة التي كانت خطتها مبنيًة على فترة عامين لإسقاطه لكنًها بفضل الإستراتيجية المحكمة و التخطيط تمكنت من تحقيق ما كان مستحيلاً “الوحدة” و أسقطته خلال عشرة أيام ً فقط..
ثانياً: الجانب التكتيكي… كما قلنا سابقاً، هناك مدرستان للمقاومة اللاعنفية، ما تناسبنا هي المدرسة البراغماتيًة .. يخبرنا جين شارب عن 198 أسلوباً للنضال ، قسمها تحت ثلاث أقسام كما ستجدونها ضمن كتابه الشهير “من الديمقراطية إلى الديكتاتوريًة” موجودة في الملحق آخر الكتاب، من المفيد لنا أن ننشر هذا الكتاب و نستوعبه جيداً ، لحسن الحظ قامت مؤسسة البرت اينشتاين مؤخراً بترجمته للعربيًة و هو متوفر مجاناً و بالعربيًة يمكن قراءته و تحميله من موقع المعهد ..هنا الرابط:
[url]http://www.aeinstein.org/wp-content/uploads/2013/09/FDTD_Arabic-21.pdf[/url] يمكننا بغرض التبسيط و الاستيعاب أن نقسم أساليب المقاومة المدنيًة الـ198 تحت نوعين جوهريين من التكتيكات التي نحتاجها (1) تكتيكات التحديtactics of commission و (2) تكتيكات الإغفال tactics of omission … تكتيك التحدي يكون “عندما تفعل شيئا يريدك النظام أن تتوقف عن فعله” ، مثل الإضراب أو المقاطعة…أمًا تكتيك الإغفال يعني الامتناع عن القيام بشيء يريد منك النظام أن تستمر في القيام به مثل دفع الضرائب ،.. لكل من التكتيكين ميزاته الخاصة، لكل منهما المشاركون الطبيعيون الذين يتوافق مع إمكاناتهم داخل المجتمع لمواجهة النظام ..، في المقابل النظام لا يمتلك غير تكتيك واحد فما يفعله في المقابل الرد عبر أعمال القمع والتهديدات الإرهابية، و تكون تكتيكاتهم منصبًة حول هذا..تكتيكاته تكون ردود أفعال أملتها عليه الظروف، أمًا تكتيكات المقاومة فهى تطبيق لاستراتيجيًات هجوميًة.

تكتيكات المقاومة يجب أن تكون مدعومة لوجيستياً من أجل بناء القدرات.. لا يوجد نوعين من بناء القدرات إنًما نوع واحد فقط و هو الهجوم، وهذا يعني القدرة على التواصل و التنقل. ..، في حالتنا الراهنة واحدة من الأشياء التي نميل إلى استخدامها أكثر من المطلوب هي وسائل التواصل الاجتماعي، صحيح أنها توفر قدرة هامًة على التواصل لكن حتًى تعمل بكفاءة لا بدً أن تكون جزءاً من تكتيك و ليس كامل التكتيك..، و الأهم أن لا يمنعنا استخدامها من القيام بأعمال أهم من تواجدنا في الفيسبوك طوال الوقت..، ثمً أنً هنالك موقع تويتر لم نستخدمه كثيراً و دوره مكمل للفيسبوك، بل يتفوق عليه في جذب التفاعل و الانتباه العالمي من خلال هاشتاقات الحملات و الترويج لها اعلاميًاً..، في دراسة أجريتها وجدت أنً معظم السودانيين في الأقاليم و أطراف المدن لا يعرفون شيئاً عن المجموعات الشبابيًة الاحتجاجيًة الموجودة على الانترنت، لكنًهم يعرفون الكثير عن مجموعات العمل المباشر مثل نفير و شارع الحوادث وجدت أنً السبب .. هاتين المبادرتين عملتا على الأرض و رغم أنًهما استخدمتا موقع الفيسبوك إلاً أن هذا الاستخدام كان جزءاً من عمل كبير على الأرض..،و الفيسبوك مجرد طريقة تكتيكيًة للدعم اللوجيستي… في بعض الحالات، يجب أن يتم استبدال وسائل التواصل الاجتماعي بطرق أكثر تقليدية كوسيلة للتعبئة والتواصل. ..، في المقابل النظام تكون استجابته في أنًه يدرب كوادره من الفاقد التربوي على تدمير تلك القدرة من خلال الاختراق و تتبع الاتصالات فهو بارع في هذا و يجب الحذر…، فهو دوماً في موقف المدافع و ليس المهاجم لذلك لا قدرات لديه لأنًه كما ذكرنا في بداية الفقرة يوجد نوع واحد فقط من بناء القدرات و هو الهجوم.

هنالك طريقتان للدعم اللوجيستي الهجومية التي ذكرناها في الاتصالات والتنقل الجسدي…، الطريقة الدفاعيًة تعني كيفية حماية الثوار و المواطنين بشكل عام ضدً بطش النظام و تدمير و تخريب ممتلكات الشعب ….، و متطلبات السلامة الشخصية الأساسية، و كيف يثورون بحداثة …، هنالك دليل “كيف تثور بحداثة يمكننا توزيعه على النًاس”.

ثم الجزء الذي تحدثنا عنه سابقاً ” اتخاذ القرارات الإستراتيجية” ، والذي يشترط التخطيط لكل صغيرة و كبيرة… واحدة من الأشياء التي اكتشفتها خلال عملي في المقاومة هى أنًه لا يوجد من يجيب على سؤال كيف ستبدو المقاومة التي أنت جزء منها بعد شهر أو شهرين، ما هي رؤيتكم خلال هذه الفترة القصيرة؟ عدد قليل جدا من النًاس يمتلكون القدرة على رؤية ما سنكون عليه بعد شهر أو شهرين، و جميعهم نظرتهم سلبيًة..السبب في ذلك أنًه لا توجد خطًة.. التخطيط هو الطريقة الوحيدة للتحدي و هو مفقود لدينا لأنًه لا يوجد تنظيم، عليه ، يجب أن يكون لدينا تنظيم أولاً ، ثم تخطيطاً بحيث نستطيع رؤية ما سيحدث لحركتنا بعد يوم و بعد شهر و بعد ستة أشهر و بعد عام ..و هذا يكون ضمن تسلسل التكتيكات لتحقيق أقصى قدر من التأثير سلباً على النظام و في خدمة أهداف الإستراتيجية الكبرى الخاصة بنا..، أمًا ما يريده النظام فهو مكشوف للغاية .. يريدنا أن نبقى في الأساس مجرد حركة ردود أفعال و ليس فعلاً…..، إنً أكبر حليف للمقاومة هو التنويع في المستهدفين من الجمهور.. ، من السهل جداً أن ننجز هذا عندما يكون لدينا مفهوم استراتيجي، وعندما تكون لدينا القدرة على التخطيط، وهذا هو العنصر الأكثر أهمية في تحديد نجاحنا أو فشلنا…، أين نحن من ذلك؟..لا تتوجسوا فهذه الأمور ليست صعبة فقط تحتاج العمل على الأرض.، .أمًا أكبر حليف للنظام فهو الارتباك بين الناس عندما لا يرون خطًة واضحة و أنً الحركة لا تمتلك المقدرة على التخطيط.
مهارات المقاوم المدني:

في الصورة أعلاه.. الخط العمودي يمثل الخيارات المتوفرة للنظام للتعامل مع المقاومة ، على الخط أعلى نقطة السنتر توجد تكتيكات الاضطرابات (التعطيل)…، في الخط أسفل السنتر تكتيكات القمع. الآن إذا نظرتم إلى النتيجة النهائية لما يحدث نتيجة لهذه التكتيكات ، يمين السنتر على الخط الأفقي نرى الانشقاقات، وإلى اليسار الطاعة…، ما تريده حركة المقاومة أن يحدث في الربع الأعلى ناحية اليمين (الخط المتقطع باللون الأخضر في المربع الأعلى ناحية اليمين يقسم المربع إلى زاويتين واحدة بمقار 78 درجة تمثل الانشقاقات التي حصلنا عليها و الثانية بمقدار 12 درجة تمثل نسبة الاضطرابات التي قمنا بها)، تذكروا ..هدفنا الحصول على الحد الأقصى من الانشقاقات(78 من أصل 90) بأقلً قدر من الاضطرابات (12 من أصل 90) كما يعبر عنه الخط المتقطع باللون الأخضر في الربع الأعلى ناحية اليمين.. ، و هنا نستحضر ما قاله توماس شيلينغ “عندما نمارس التعطيل (الاضطرابات) فإنًنا لا نؤذي الخصم وحده إنًما نؤذي أنفسنا أيضاً” ، لذلك إستراتيجيتنا يجب أن تبنى على إحداث أكبر قدر من الانشقاقات في صفوف الخصم مقابل أقل قدر من الاضطرابات..كيف يحدث هذا؟ عندما ننتهج أساليب لامركزية مثل العصيانات و المقاطعة و الاحتجاجات الرمزيًة.
وبالتالي فإن المفتاح هنا هو تصميم تكتيكات حيث تكون كمية الانشقاقات مرتفعة جدا بالنسبة لكمية الاضطرابات المطلوبة…، إذا نظرنا لأنفسنا خلال تعاملنا مع النظام ما نريد أن يفعله النظام هو القمع ، نريدهم أن يستخدموا قدراً أكبر من القمع ليحصلوا على الحد الأدنى من الطاعة. لذلك دعونا ننتقل للجزء الآخر…

ما يريده النظام هو العكس تماماً…أكبر قدر من الاضطرابات و الفوضى من جانب المقاومة حتًى يضمن أقل قدر ممكن من الانشقاق في صفوفه….،لذلك فإن إستراتيجيته تقوم على التلويح بخطر القمع و ليس الاستخدام الفعلي للقمع لأنه ببساطة يريد الحصول على اكبر قدر من الطاعة ، و طالما أنً العلاقة بين القمع و الطاعة عكسية إذاُ فهو يريد الاحتكام لخطر القمع و ليس الاستخدام الفعلي…، العلاقة بين المزيد من القمع والمزيد من الطاعة غير ممكنة..، وليس لدينا ما نسميه بنتائج عكسية حيث الأساس هو “كلما أرتفع القمع ترتفع الانشقاقات “…و ما يحدث بعد ذلك هو نهاية الصراع بانتصار المقاومة…و هذا ما نعمل من أجله ،.. إذاً من المهم جداً عندما نفكر في خلطتنا الإستراتيجية أن نخلق سلسلة من التكتيكات بحيث تتحرك نحو إحداث المزيد من الانشقاقات بدلا من التحرك في اتجاه حصول النظام على أقل قدر من الطاعة…، إذا نظرتم مرًة أخرى لاستراتيجيًات الطرفين ستجدون أنً إستراتيجية المقاومة تقول ” الاضطرابات تزيد من فعاليًة القمع” لذلك فمن الحكمة عدم اللجوء إليها..،و علينا فعلاً الالتزام بالتقليل منها للحد الأدنى… أمًا النظام بنيت إستراتيجيته على أساس ” القمع يزيد من فرص نجاح الاضطرابات” لذلك من الحكمة عدم اللجوء إليه، ..و طالما أنً النظام لا يمتلك حكمة سيلجأ للقمع بدلاً عن إبقائه خياراً صالحا للتلويح به و ليس استخدامه فعلاً..، سيستخدمه فعلاً لأنًه يعاني الأمرًين عدم الحكمة و الهلع و هي وصفة كافية لهزيمته، عندها سيكون وقع في شر أعماله و أنجح إستراتيجية المقاومة من حيث لا يدري.. “حدث هذا بالفعل في سبتمبر” لكن ما أفسد الأمر وقتها هو غياب التخطيط الاستراتيجي تماماً…..أكرر مرًة أخرى الإستراتيجية الناجحة للمقاومة تقوم على أساس تحقيق أكبر قدر من الانشقاقات مقابل أقل قدر من الاضطرابات..و السبيل لذلك يكمن في دفع النظام لاستخدام العنف و تسويق عنفه ليكون سبباً في الانشقاقات بين صفوفه.
قائمة مراجعة المقاوم المدني:

طبيب أمريكي اسمه أتول قواندي ألف كتاباً بعنوان checklist Manifesto .. الكتاب عن تجربته في غرف الطوارئ، حيث اكتشف أن في غرفة الطوارئ الكثير من الناس الذين تعرضوا للعنف أو الحوادث و حياتهم مهدًدة ، إصاباتهم خطيرة..، كانت مشاكل كل منهم فريدة من نوعها، وبعبارة أخرى، فإنه من الصعب جدا ايجاد أرضية مشتركة لربط مشكلاتهم في غرفة الطوارئ.. قام بتصنيف الحالات إلى مجموعات مع كل حالة قائمة من الأشياء للقيام بها و أخرى لعدم القيام بها، ومن ثم التأكد من تطبيقها تحت كل الظروف “. كانت النتيجة أن انخفضت الوفيات..، و تناقصت تكاليف شركات التأمين.. وكانت تجربة جيدة جدا. . بدأ دراسة التجربة حيث استخدمت قوائم مرجعية في منطق أخرى..

مرة أخرى .. أكبر حليف للنظام هو الارتباك…،
أعدً المركز العالمي للاعنف قائمة مرجعيًة من ست أسئلة للإجابة عليها من حركات المقاومة المدنيًة.. أضيف إليها سابعاً الثلاثة الأولى منها تتعلق بالقدرات و الأخرى ترتبط باتجاهات الصراع. .. السؤال الأول:هل تمتلك المقاومة المدنية رؤية موحدة حول الأهداف و القيادة ؟..السؤال الثاني هل حركة المقاومة المدنية لديها خطة للتشغيل تمتد إلى ما بعد ستة أشهر؟
والسؤال الثالث: هل هنالك مجموعة من التكتيكات تستند بشكل صارم على الانضباط اللاعنفي ؟ فالثابت بالتجربة أنًه عند خلط الاستراتيجيات العنفية و اللاعنفية سنحصل على أسوأ نتيجة.

أمًا المتعلقة باتجاهات الصراع فهى : هل مستوى المشاركة وتنوع المشاركين في نمو ؟ هل نعرف الطريقة للحد من تأثير القمع بحيث يؤدي إلى نتائج عكسية ضد الخصم؟ هل تم تحديد الأشخاص المستهدفين بالانشقاق، و هل هنالك محاولة لحصول ذلك سريعاً؟..السؤال السابع: هل تم خلق مؤسسات مستقرة قادرة على استلام السلطة وتسوية النزاعات بعد النجاح؟
إذا نظرتم إلى كل عنصر من هذه العناصر المرجعية، ستجدون أنًه يضم قائمة مرجعية داخل كل واحد منها

التخطيط الاستراتيجي في نقاط:

التخطيط الإستراتيجي السليم يزيد من قوة وفرص نجاح النضال اللاعنفي. “وتكمن أهمية التخطيط الإستراتيجي في أنه مفتاح الفعالية، و يرجح كفة فرص النجاح “.يتعلق الأمر أساساً باستخدامنا الأفضل للموارد والإمكانيات المتوفرة.، لا بد من خطة إستراتيجية “مصممة لنقلنا من الحاضر حيث نفتقر إلى تحقيق الأهداف إلى المستقبل حيث نتمكن من تحقيق أهدافنا. …الإستراتيجية هنا تعرًف اصطلاحاً بأنًها “مفهوم يعكس الطريقة الأفضل لتحقيق أهداف المقاومة..” وهي “تهتم بكيف ومتى نحقق أقصى تأثير للوصول إلى أهداف معينة”… كما أنها أيضاً “خطة التوزيع العملي والتأقلم وتطبيق الوسائل المتوفرة لتحقيق الأهداف المرغوبة”. وقد تشمل أيضاً “الجهود من أجل تطوير وضع استراتيجي متميز لدرجة أنه يحقق النجاح دون صراع مفتوح.. وتكون الإستراتيجية عند تطبيقها على الصراع نفسه الفكرة الأساسية لكيفية تطوير الحملة وكيف يتم جمع محتوياتها المتفرقة معاً بطريقة تحقق أهدافها”…تشمل الإستراتيجية أيضاً تطوير خطة عمل عريضة و شاملة.كما لاحظتم خلال دراستنا لأسباب فشل هبًة سبتمبر عدم وجود خطة عمل إستراتيجية يؤدي إلى نتائج وخيمة أذكر منها:

أ‌- ضياع الجهد و الوقت في قضايا ثانوية.
ب‌- عدم استغلال الفرص التي تؤدي إلى تحقيق مكاسب في طريق الهدف.
ت‌- تكون المقاومة عاجزة عن الفعل و يحدد النظام هو من يقوم بالفعل و يحدد سير الأحداث.
ث‌- يزيد من ضعف المقاومة و يحول دون معرفة الأسباب التي تحرك الجماهير بالتالي عدم بلوغ الأهداف.
ج‌- عدم الاستفادة من عنف النظام لإحداث انشقاقات في صفوفه و زيادة المشاركة الجماهيريًة .
وبالمقابل فإن العمل الموجه وفقاً لتخطيط استراتيجي جيد يمكننا من:
 تركيز قوانا وأعمالنا للسير في اتجاه محدد نحو إسقاط النظام و التغيير و التركيز على الهدف الرئيسي.
 التعجيل بانهيار ركائز دعم النظام الأساسيًة بسبب الأزمة التي تخلقها نقاط ضعفه الكثيرة.
 تقليل عدد الإصابات والخسائر الأخرى إلى أدنى ما يمكن و الاستفادة من التضحيات لخدمة الهدف الرئيسي بطريقة أفضل.
دراسة حالة: حركة المقاومة الصربيًة:

[SITECODE=”youtube jF-7RrMxwl0”].[/SITECODE]

تطبيق عملي:
من خلال مخطط مهارات المقاوم المدني، فيديو دراسة الحالة الصربيًة، و كتاب من الديمقراطيًة إلى الديكتاتوريًة المطلوب تحديد ثلاث أشياء:
1- تحديد أطراف الصراع الداخليًة و الخارجيًة و أي منها انحاز للمقاومة و كان له دور فاعل في نجاحها في صربيا.
2- تحديد تكتيكات التحدي و تكتيكات الإغفال التي اتبعتها المقاومة الصربيًة.
3- بالحديث عن تكتيكات المقاومة المدنية و المخطط الذي أوردناه و كتاب من الديمقراطيًة إلى الديكتاتوريًة..على أيُ أساس كان تسلسل الحملات الذي اتبعته المقاومة الصربيًة…، مع الأخذ بالاعتبار التطورات التكنولوجيًة التي حدثت خلال السنوات الأخيرة كيف يمكن لنا تطوير حملات من واقع القضايا التي تمس حياة الناس مباشرةً… ،كل مجموعة تدرس هذا المخطط جيداً و تستعرض التكتيكات الأكثر فعاليًة و يمكنها أن تضمن تحقيق ما ورد في النموذج بنجاح ضمن الـ198 أسلوب الواردة في كتاب من الديمقراطيًة إلى الديكتاتوريًة.

تعليق واحد

  1. , this is the type of thinking we should spend our time on, not the non-productive things about what Bashir and his junta are doing.thank yout
    his an excellent effor

  2. …من الواجب أن تأتي (المعارضة) وكل من يختلف مع الحكومة للحوار من أجل الوطن والمواطن كما يدعون ، بلادنا اصبحت ساحة للحروب( والجدال )السياسي .ألحكومة لا تهتم بالمواطنين ناهيك عن الخدمات، (والمعارضة )همها الشاغل الوصول للسلطة والمناصب القيادية .لا يتحدثوا عن صحة المواطن ولا تعليم الشباب، كيف يحكمون وماذا يعارضون .

  3. لن ينجح الشعب في الاطاحه بهذا النظام في الحالات الاتيه :
    – المقاومه المسلحه
    – التظاهرات سلميه او لاسلميه
    – الوسائل السلميه الديمقراطيه بانتخابات او حوار
    فقط خيار واحد هو الاجدى
    العصيان المدني رغما عن سياسة التمكين البغيضه ووجود الدوله العميقه المخطط لها كخط من خطوط الدفاع عن النظام ولكن رغما عن ذلك يمكن للشعب السوداني ان يقوم بذلك متسلحا بارادته ولكن يستلزم الامر قبل ذلك تفعيل ملف شهداء سبتمبر وتحريكه بما انه يعتبر هوالملف الأخطر حتى انه يفوق ملف جرائم دارفور بكثير لسبب واحد رئيسي هو توفر القرائن والبراهين القانونيه وتمثيل الادعاء فيه ماتم تحريك الملف بصوره فعاله ومدروسه ويمكن الاعتماد على هذا الملف في إنجاح الجزء الأخير واستكمال ثورة سبتمبر

  4. الانتفاضة المجمية بالسلاح هي الحل الأوحد والأنسب لأن النظام لم يستسلم ولن يقبل بالذهاب سمحاسبة والمساءلة العدليةلمياً مخافة ال

  5. مقترح عصيان مدني شامل مقدم للمعارضه بجميع مسمياتها للتعويل علي الجماهير كشريك اصيل لا يمكن تجاهله فيما يخص ازالة النظام:

    تتم في هذا المقترح مطالبة المعارضه بجميع مسمياتها بالجلوس و التفاكر حول مشروع عصيان مدني شامل يتم تبنيه عبر قواعد المعارضه من الشعب بهدف ازالة نظام البطش و الجوع و الموت.
    ان ما يثير الشفقة حقا ان المعارضه لا تقدر حجم القواعد التي يمكن ان تمتلكها علي اساس الحنق علي النظام و البطش و الظلم و الفاقه، اننا لا نتحدث عن عضويه انضمت عبر البروتوكولات المعروفه من استمارات عضويه و طلبات انضمام، المقصود هو قواعد تتفق بصوره تلقائيه مع المعارضه في طرحها و برامجها المفضيه لازالة النظام بسبب خطورته علي السودان.

    يجب علي المعارضه ان تبدأ جديا في التعرف علي و التواصل مع تلك القواعد لخلق إلتحام أولي يزيل الضبابيه بينها و الجماهير، فاليوم يوجد فراغ شاسع كما يقول الفنان حمد الريح (نحنا في وادي و انتو في وادي، و برضو الروح للروح بتنادي) و الارواح تتنادي هنا بسبب وحدة الاهداف و المصير بين المعارضه و الشعب. و المعارضه رغم اتفاق الجماهير مع اهدافها الا انها اهملتهم و لم تعرهم اهتماما و من المؤلم التعامل مع الجماهير كأنها ابواغ و هتيفه و اصوات عند الطلب.
    علي المعارضه ايجاد صيغه لفهم المد الجماهيري غير تلك العقليه الكيزانيه التي تقوم علي المصالح المؤقته اذ ان المعارضه و الشعب مصلحتهم واحده و خالده و هي الوطن المغدور، و لتعلم المعارضه ان الجماهير اقوي من ان تكون مجرد متلقي لأخبار انتصاراتهم و قراءة الصحف و التعليق علي النت و كبس ازرار الاعجاب! لقد سئمنا من ذلك التصنيف الأعرج اذ اننا الشعب و نحن من نمنحكم الشرعيه انتم و الحكومه علي حد سواء فلم تتجاهلونا كما تفعل الحكومه؟

    الخطوات المقترحه لاطلاق مشروع العصيان المدني الشامل:
    ١ـ تبدأ العضوية المنظمه في التنسيق للتعرف علي الاصوات المتفقه مع برامجها من غير المنظمين (الفلوتر) عبر الواتساب تحت اشراف “غرفة عمليات” لادارة العصيان من خلال رقم دولي و ذلك بهدف التأمين من خلال اللقاء غير المباشر. و يتم ذلك علي مستويات المجتمع مثل الاحياء و الازقه و الحواري، و العلاقات الشخصيه ايضا لها اثر كبير في استقطاب المواطنين مع ضربة البدايه فبعد ربع قرن من السهل جدا التعرف علي اي معارض للنظام فيرسل رقمه لغرفة العمليات بواسطة منظم من معارف ذلك الشخص المستهدف ثم مراسلته عبر الواتساب و عرض المشروع عليه و اخباره بتفاصيل العصيان.
    علي غرفة العمليات في هذه المرحله جس مستوي التجاوب الجماهيري و بالتالي التأكد من جدوي المشروع، فاذا كان هنالك أي ضعف وجب عليها تفعيل اللقاء المباشر مع الفلوتر عبر اصدقاء لهم من المنظمين. تتحرك بعدها الغرفه لمستوي اعلي من التواصل بعد التأكد من هويات و توجهات الجماهير المتجاوبه، و ذلك المستوي يتضمن انشاء قروبات “مغلقه” علي الفيسبوك و ليس الواتساب (الذي يكشف ارقام الاعضاء). و تضم تلك القروبات المغلقه افراد علي المستويات المجتمعيه باسماء حركيه (مثلا كل حي ينشيء قروب) لكل قروب يتم تعيين مديرين احدهما (local) يدير تداول المعلومات داخل القروب و الآخر (universal) ينسق تدفق المعلومات من و الي القروبات الاعلي مستوي. المدراء (يونفيرسال) يجب ان يكونوا بالضروره منظمين ثم تتم اضافتهم لقروب منفصل تدار فيه المعلومات بواسطة شخصيه علي مستوي تنظيمي اعلي و هكذا حتي مستوي الغرفه، و يفضل توزيع رتب لكل الافراد لانزال نوع من الانضباط في العملية الاداريه و تنفيذ المهام.

    ٢ ـ علي غرفة العمليات تحديد فتره زمنيه يتم فيها اختبار عملية تدفق المعلومات (تسليك) و التعرف علي اداء الافراد و تدريبهم حتي يتم التأكد من مهنية و دقة الاداء. و في تلك الفتره يمكن لغرفة العمليات انزال معلومات ذات اهميه نسبيه تهدف لاختبار الولاء و التأكد من عدم وجود جواسيس و غواصات داخل الشبكه و القروبات. و ان فكرة فصل القروبات لها فوائد منها التنظيم ثم تطبيق مبدأ الانضباط عبر الرتب و ايضا تأمين المشروع و عدم تعريضه كليا للخطر المتمثل في القروب الواحد، و عند اكتشاف اي جاسوس يقوم احد المديرين بانشاء قروب جديد او تغيير اسم القديم لمنع القرصنه ثم اضافة نفس الاعضاء و ابعاد ذلك الشخص المشكوك في امره. و مما يجدر ذكره ضرورة ممارسة الرقابه في القروب الواحد من كل الاعضاء علي بعضهم البعض حتي يتسني اكتشاف اي سلوك جاسوسي.

    ٣ ـ بمجرد (تسليك) شبكة التواصل و استشعار الأمان عبر القروبات، يؤمر كل فرد باجراء حوارات سريه مع عدد من ارباب الاسر في الحي المعين بهدف التواصل تمهيدا لاطلاعهم علي المشروع. و يفضل هنا اجتماع كل فرد مع الاقربين من ارباب الاسر خاصة اصحاب الاعمال الحره و القطاع الخاص (تجار، جزارين، خدرجيه، كناتين، بوتيكات، مغالق الخ من الاعمال الحره) ممن عرف عنهم معارضة سياسات النظام. و يجب عدم جلوس اي فرد مع رب اسره لا تربطه به علاقه بهدف التأمين الاضافي.
    في مرحلة (التسليك) تلك تعاد عمليتي التدريب و التأكد من اتجاهات و هويات ارباب الأسر و يمكن تكليف المشهورين منهم في معارضة النظام بمهام اضافية دعما للمشروع و تأمينه.
    في نهاية تلك المرحله يتم تكليف ارباب الاسر بخلق تجمعات في الاسواق (ليس بالضروره في نفس سوق العمل) و التنسيق لاشعال روح النضال في انفس زملاء التذمر و الحنق علي النظام و ذلك لتسيهل تجاوبهم مع العصيان المدني مع ساعة الصفر.

    تقوم فكرة العصيان المدني علي توقف لحظي لكل اشكال الحياه خاصة فيما يساهم به القطاع الخاص، و يكون ذلك بامتناع المشاركين من القطاع الخاص (دون الحكومي) عن الذهاب للمتاجر و اماكن العمل، و يتم استبعاد القطاع الحكومي لصعوبة تجاوب الموظفين بسبب الخوف علي حياتهم و وظائفهم، بينما العامل الحر هو رب عمله و اكثر حريه في التوقف عن العمل.
    ان عصيان القطاع الخاص في هذا العصر لا يقل خطورة عن القطاع الحكومي، فهو عصب الحياه و تقريبا كل عمل حر خاصة المتصل بالمعيشه مهم جدا في استمرار الحياه داخل البيوت، لكن هنالك اعمال محدده لها اثر سريع و فعال مثل بائعي المواد الغذائيه من جزارين و خضرجيه و بقالين الخ وقد تبدو اعمالهم هامشيه لكنها في الواقع معتمد عليها كليا في الحياه اليوميه.
    يمكن اضافة شريحة الطلاب خاصة مرحلتي الاساس و الثانوي لعملية العصيان بعدها لن يجد القطاع الحكومي بدا من التوقف اذا لا يمكنه العمل مع غياب اساسيات الحياه من مأكل و مشرب.

    الي اين يذهب المواطنون اثناء فترة العصيان؟؟
    يلتزم المواطنون بيوتهم و لا يخرجون منها الا للطوارئ كالمرض مثلا، لكن حتما يسبق ذلك عملية توفير لمخزون غذائي من الاكل و الشراب و بقية المستلزمات الضروريه مما يكفي لعصيان مبدئي مقداره اربعة ايام مثلا، اذ سيكون في اليوم الأول لا محالة غير واضح و ربما ضعيفا ثم ستبدأ بعدها الجماهير في التجاوب فيتم تحقيق عصيان كامل لفترة ثلاثـة ايام.

    الاحتياجات و الاستهلاك اثناء العصيان:
    ان الانسان الغير نشط يحتاج جسمه اقل قدر من الطاقه، عليه تقل كمية الغذاء المستهلك. و من هنا تجدر الاشاره لاهمية الدخول في حالة (سبات) hibernation داخل المنازل و تقليل الحركه لابعد الحدود و بذلك سيكفي المخزون لفتره اطول باذن الله. يوصي كذلك بالتركيز علي الاطعمه ذات نسب الالياف العاليه تجنبا لعسر الهضم اثناء انعدام الحركه.
    كلنا يعلم ان الغالب الاعم من المواطنين قد لا يستطيع توفير ذلك المخزون. و لذلك لا بد من اتباع فكرة (ضرا رمضان) في ساعات الوجبات مما يرفع التكاليف المنهكه عن كثير من الاسر الفقيره.
    ثم ماذا بعد ذلك؟
    تقوم غرفة العمليات بتقييم العصيان المبدئي و طريقة استجابة النظام معه ثم تقوم باعلان موجه اخري اطول زمنا ربما اسبوع او اثنين حسب مقدره المواطنين لتوفير المؤن.

    هذه مجرد فكره قابله للتلقيح و الاضافه و الحذف تدعو لاستغلال تطبيقات الانترنت الاجتماعيه من اجل هز عرش النظام الذي ما عاد يبالي لا بمواطنيه و لا بوطنه، لذلك فمن اراد ان ينقذ البلد فليتحرك قبل ان نتشرذم، و اكاد اقسم ان تكلفة ازالة هذا النظام لا يمكن مقارنتها مع تبعات وجوده، فاليوم التكلفه اقل كثيرا من غدا، و اعملوا ايها الاخوه لغد ان كنتم تفلحون.
    ان فترة الانتخابات سانحه مواتيه جدا بسبب تشتت مجهود النظام سلفا علي مراقبتها بالتالي تبني فكرة العصيان المدني و حملة ارحل مع بداية الانتخابات سيكون لها اثر كبير في الوصول لنقطة الاشتعال الثوري.

    يللا ورونا رايكم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..