مفردات البشير كنموذج للسوقية والابتذال

سهل وممتنع

مفردات البشير كنموذج للسوقية والابتذال

سهل آدم
[email protected]

مثلما أفسد الرئيس السودانى ، طريد العدالة والضمير الانسانى ، عمر البشير ، على السودانيين كل ايامهم منذ ان رمت به تلك المجنزرة المشؤمة فى القصر الجمهورى رئيسا انقلابيا رغم انف الديمقراطية ، عاد وبذات الاصرار ليصادر منهم فرحة هذا العيد بخطابه المبتذل فى الكرمك بعد ان ادى فيها صلاة العيد مغرورا، وبدلا من ان يجعل المناسبة الاستثنائية فرصة للتسامح والتعافى والمصالحة والدعوة للتساكن والسلام ، اختار ان يكون العيد موعدا مناسبا لتاكيد الحرب كخيار وتعضيد العنف كوسيلة وهدف ، ومما لاينبغى اغفاله القاموس السوقى والمفردات الهابطة التى لاتليق بمقام من يفترض انه رئيس للشعب السودانى يحتم عليه منصبه التوافر على قدر من الوقار واللياقة كما انه وبحسب الدستور يفترض فيه وبحكم كونه ارفع مسئول فى الدولة ان يقدم نموزجا فى القيادة والسلوك الرشيد.

وكلما تكلم البشير وبخاصة فى اللقاءات الجماهيرية كلما اصاب الناس بالفجيعة والحسرة على ان هذا هو حال رئيس السودان ، بلا ادنى قدر من الاحتشام او الديبلوماسية او حتى احترام طبائع اهل السودان وثقافتهم المرتكزة على قيم ترفض ساقط القول وفاحشه وتنأى عن البذاءة والخصومة الفاجرة ، وهى ذات قيم ومعايير الدين الاسلامى التى يدعى نظام البشير انه القيم عليها والموكل برعايتها.

ويملك الرئيس البشير قاموسا خاصا ومغايرا عن كل خطب وكلمات الرؤساء فى العالم ومفارقا لكل الاعراف والبروتكول بل وحتى متجاوزا حدود الادب والاحترام ، والمعروف ان كل خطابات الرؤساء فى العالم تكون مكتوبة ويتم اعدادها بتخصص ويشترك فيها مختصون فى علم النفس وخبراء السياسة والعلاقات الدولية واللغة وتتواءم خطابات الرئيس مع سياسات حكومته وخططها ويلتزم الرئيس على نحو حرفى بالخطابات المعدة على نحو محكم ، اما البشير فأنه غالبا ما يعمد الى الارتجالية الهمجية نائيا بنفسه عن الرصانة المفترضة والحكمة المأمولة ، وتكون وسيلته لاستجداء الجماهير استخدام اسلوب السخرية الغبية وكيل الشتائم غير اللائقة ، ويتسق ايقاعه فى التهريج والتهييج مع سخونة ايقاع اغانى الحماسة التى يرقص على ايقاعها فى لقاءاته الجماهيرية حتى استحق لقب الرئيس الراقص ، ومن الامثلة المشهورة على فلتات وزلات لسان رئيس السودان عندما قال مخاطبا المجتمع الدولى ومؤيدى مذكرة اعتقاله من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية فى اقليم دارفور ، قال البشير امام الحشود حرفيا (يموصوا ويشربوا مويتو) وحينها حارت وكالات الانباء فى ايجاد ترجمة مناسبة لخطرفات الرئيس ورده الغريب ولكنه من ثم فأجأ الجميع او بالاحرى فجعهم بتعبير آخر أكثر غرابة ، بل فى واقع الامر هو أدعى للخجل ومثير للتقيؤ عندما قال ايضا بحدة غير مؤدبة موجها حديثه لمدعى المحكمة الجنائية ( كلكم تحت جزمتى) و(ديل ناس قليلين أدب) وهو تصريح بالطبع جلب غير قليل من الاحباط والصدمة لمواطنى السودان الذين كانو يتطلعون على الاقل الى رئيس محترم يحسن (التلفظ) بعيد عن لغة (الجزم) هذه ، ومن عجب يبدو ان هذه اللغة تروق كثيرا لرئيس السودان فقد اعاد استخدامها مجددا بعد ان قذف الصحفى العراقى منتصر الزيدى الرئيس الامريكى السابق بوش الابن بحذاء فى مؤتمر صحفى ببغداد حينها قال البشير ( قالوا لينا لو سلمتو احمد هرون نحن حنعفى الرئيس والله انا كديس من السودان ما اسلمو لا نو ياجماعة جلد الكديس ممكن نعمل منو جزمة) فى انحدار وهبوط لفظى معيب وحالة تشفى وتهكم ما كان يجدر برئيس دولة ان يخوض فيها اوينحدر اليها ، ولكن البشير نفسه لم ينجو من (الجزم) التى احتفى بها ، اذ ان (جزمة مقاس 45) كادت ان تصيبه قبل ان يجلس على كرسيه ليخاطب المحتشدين فى قاعة الصداقة لحضور جلسة مؤتمر التخطيط الاستراتيجى 2009 ، واللافت استخدام البشير المخجل والمتكرر لقسم الطلاق ( على الطلاق) فى اكثر من مناسبة رسمية ، وهو مالم يسبقه فيه رئيس.

فى اول ايام العيد واصل رئيس السودان اطلاق التعابير الخاصة به فقال واصفا الحركة الشعبية بـ(الحشرة) مدفوعا بزهو استرداد مدينة الكرمك ونشوة الانتصار التى اذهبت عنه كل وقار فلم يتخير كلامه وتمادى فى خطرفاته وهبوطه ليقول ان عناصر الحركة ومن اسماهم الخواجات والطابور الخامس (الضحك شرطهم) …!!!! ، وفى واقع الامر فأن الضحك كان من نصيبنا نحن ليس تندرا بل اشفاقا على منصب الرئاسة الذى بلغ به الهوان هذا الحد ، وشر البلية ما يضحك ، والبشير الذى يمارس السقوط فى كل شئ ، حتى الخطابة ، هو للأسف رئيس لشعب محترم هو شعب السودان ، وبكل اسف يحتفى البشير بالانتصار فى حرب فليس لديه ثمة مايقدمه لشعبه الذى انهكته سياسات حكومته وهدته الحروب التى تنتجها بتكاثر يومى ، وفى يوم العيد يبشر البشير السودانيين بحرب تمتد حتى اعتقال مالك عقار (حيا ومكتفا) .

تعليق واحد

  1. ماذا نتوقع من هذا المعتوه الذى تسيدنا بليل وجثم فوق صدورنا وقد احاط به الفشل والافلاس غير ان يبتذل فى القول ويتراقص ماسحا بالمنصب الذى سيطرعليه بالارض وبماضى وتاريخ وكرامة هذا الشعب الى الحضيض ، لعنة الله عليه وعلى الطاقم والعصابة التى تحيط به وياويله من غضبة الشعب التى حان وقتها ومعها الحساب العسير لهم جميعا

  2. لماذا لا يكون هنالك مشروع موسوعة على غرار ويكيبيديا تسمى موسوعة ألفاظ البشير أو الموسوعة البشيرية وهى كثيرة وغنية بالتفاهة حتى يستمتع و يضحك و لربما يبكى العالم من درره المنثورة وذلك مما يساعد القراء أن يتفادوا مثل هذه الألفاظ الفريدة فى نوعها ويتعرفوا عليها ولكى لا يسمحوا لأطفالهم بترديدها؟

  3. من المخزي ان يكون هذا السوقي رئيسا لشعب كشعب السودان…. الانقاذ في جمهوريتها الثانية يبدو انها قد تخلت عن كلمات " التاصيل" و تبنت السوقية و الابتذال على المستوى الرسمي اذ صار حديث كل قيادييها بهذا المستوى من الابتذال و السوقية و الفاظ و عبارات اصحاب المشروع الحضاري بعد ان انكشف زيفه اصبحت الفاظ شوارعية…… سعادة المشير الذي يدعي حارقي البخور بعد ان جعلوا اباه المغمور من اولياء الله الصالحين ادعوا انه يحفظ القرآن الكريم – و نحن لا نصدق ذلك لاسباب اولها انه لا يملك من العقل ما يجعله يحفظ القرآن و ثانيها ان من يحفظ القرآن يتحلى ببعض صفات القرآن و هو ما لا يتحلى به المشير الراقص –
    اللا يجد المشير الذي يدعي زورا على الله انه يحفظ القرآن من الفاظ القران و معانيه و آدابه ما يستخدمه في حديثه و من كلمات القرآن ما يستعيرها في خطبه بدلا من الفاظ الشوارعية؟
    يبدو ان الانقاذ اسقطت ما تواري به سوءتها و بدت على حقيقتها تماما…… مجموعة من الرعاع و الشوارعية كونوا مافيا مسلحة تحكم السودان بقوة السلاح و تنهب خيراته بلا هوادة….الم يقل عنهم بن لادن انهم خليط من الهوس الديني و الجريمة المنظمة؟ قناع الهوس الديني سقط و بقيت الجريمة المنظمة و الفاظ قاع المدينة!

  4. هذة لغة البسطاء في الشارع السوداني والراجل مقبون لانة اخذ غدر ولاتنسو انمالك كان الوالي يعني الخيانة عظيمة فاراجل منفعل لانة فقدت ارواح عزيزة في هذة المعركة وكل همكم الفاظ البشير ياريت تسالو انفسكم عن حجم الخسائر التي تسبب فيها الوالي المتمرد وياريت كان اترحمتو علي ارواح الشهداء بعدين ملاحظة بعض المعلقيين الفاظهم اسوا واسوا كيف تنهي عن خلق وتاتي مثلة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..