الكاريكاتير من (أجي يا بري إلى نفسي استحم)

استوقفتني يوم أمس والذي قبله ثلاثة رسومات كاريكاتورية، أبدعها ممتهنو هذا الفن الراقي بصحافتنا المحلية، ولكن قبل أن نأتي على ذكر هذه الرسومات المعبرة والتي تغني عن مئات الكلمات، دعونا أولاً نترحم على روح من لا يذكر أهل هذا الفن في السودان إلا ويقفز اسمه ليعتلي رأس القائمة، ألا وهو الفنان المرحوم عزالدين عثمان – رحمه الله – صاحب عبارة (أجي يا بري) التي جرت مثلاً على ألسنة أهل السودان لزمان، إذ كانوا يعبرون عن استهجانهم لأي أمر كانت فيه (إنَّ) وحامت حوله شبهة التآمر والتواطؤ بقولهم فيه (أجي يا بري)، وقد ذاعت هذه العبارة وشاعت في أعقاب رسم كاريكتوري أبدعه المرحوم، على خلفية القضية الرياضية الشهيرة التي عرفت باسم (بري قيت)، وملخصها أن فريق بري تواطأ مع فريق المريخ وفتح له شباكه واسعة (عنقريب يخش)، واستطاع المريخ عن طريق هذا الكوبري أن يمطر شباك بري بعدد وافر من الأهداف كفلت له الفوز بالدوري عامذاك، رغم أن لبري وقتها فريق (يتلتل) لا يستطيع أيٌّ من فريقي الهلال والمريخ هزيمته حين يهزمونه إلا بـ(التيلة) وبالأخص المريخ، وقد جعل عزالدين من هذه الحادثة مادة للسخرية من كل فعل يشبهها، فرسم صورة لسكرتيرة تعلو رأسها باروكة ضخمة وهي تمسك بسماعة التلفون وتخاطب الطرف الآخر في غنج ودلال قائلة (أجي يا بري)…

عودة إلى كاريكتيراتنا الثلاثة، أحدها أبدعه (ود الرشيد) بالغراء (أول النهار)، وكان موضوعه أزمة المياه التي يكابدها سكان عدد من الأحياء، حيث استطاع ود الرشيد أن يعبر عن هذه الأزمة بطريقة تتقاصر أمامها عشرات المقالات والتحقيقات، إذ جعل مذيعة تجري استطلاعاً عن الأمنيات، تسأل أحدهم يبدو أنه من سكان أحياء المعاناة (نفسك في شنو)، فجاء رده في الصميم (نفسي استحم). وثانيها تفنن فيه كعادته الفنان فارس بالغراء (آخر لحظة) رداً على المقولة الجزافية للحسن الميرغني التي جاء فيها (أقول للمؤتمر الوطني اليد الواحدة ما بتصفق)، أغاظ فارس هذا القول الذي أطلقه مولانا الصغير على عواهنه، فرد عليه بلسان مواطن أغبش أغبر قائلاً (يازول دي بتصفق ليها 25 سنة)، وما أبلغ هذا الرد المختصر. أما ثالث الكاريكتيرات وأظنه أيضاً لود الرشيد ولا أجزم، جاء تعليقاً على مقولة عجيبة (وما عجيب إلا الشيطان) لأحد قياديي الحزب الحاكم أمام ملأ من الناس احتشدوا في إحدى حملات الحزب الانتخابية، إذ وعد هذا القيادي كل شخص يتمكن من إحضار مئة رأس من البشر للحزب (مقاول أنفار يعني) بمكافأة ضخمة، الكاريكتيرست الساخر تندر بطريقته من هذه المقولة العجيبة، فجعل شخصاً يحمل شبكة صيد وهو يطارد بقوة شخصاً آخر ليصطاده ويحضره إلى دار الحزب القائد، وهذه مقولة تعيد للأذهان عبارة د. نافع الذائعة (من أراد أن يستوزر فعليه بالمؤتمر الوطني)…

التغيير

تعليق واحد

  1. كنت أتمنى يا أستاذ أن (توسع) المقال وتكتب عن فن الكاركتير ككل خاصة تلك الكاركتيرات السمجة والبذيئة التي طالت هذا الفن حديثا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..