عزيزي محمود…ما أصعب الكتابة على أوراق الانتظار..! يا(حواتة)…يبقى واجبنا العلينا نبتهل نرفع إيدين

احمد دندش

يتمدد جسده النحيل على ذلك الفراش الابيض بمشفى إبن الهيثم بالاردن، وعلى جسده تتوزع الانابيب الزرقاء اللون، وتحيط به الامصال من كل جانب، اصابعه تحتضن تلك (الفراشة) العلاجية، بعد أن إعتادت على إحتضان (المايك) والذى كان يبث من خلاله رسائل الحب والطمأنينة والسلام على ملايين المعجبين حول العالم بأسره.
الاوراق التشخيصية البغيضة تأتي وتذهب، واجهزة الاشعة تطلق صفيرها المعتاد، وهي تستقبل بعض أجزاء الجسد، لتلتصق بها وتقوم بإفراز المزيد من الصور الاشعاعية والمقطعية المختلفة، وخارج الغرفة، تتسارع الاقدام وتعلو الهمهمات، بينما يميل ممرض على رفيقه ويسأله: (ياالهي…من هذا الشخص الذى يخضع للعلاج داخل هذه الغرفة)، فيجيبه الآخر بشئ من الإعجاب: (انه أسطورة)، ويكتفى الممرض بالإجابة، ويغادر ليأتي بالمزيد من الاوراق والروشتات الاضافية.
وفي المزاد ببحري..تختلف الصورة..والكل يمسك بهاتفه الجوال ليضغط على زر الاتصال بأحد المرافقين، دقائق تمضـى، ومكالمة سريعة، يطلق بعدها الجميع تنهيدة حارة، بعد إستقبالهم للتطمينات التى تأتي من هناك، قبل أن يصرخ شاب في فرحة غامرة، فيلتفت اليه الجميع بهستيريا، ليشاهدونه وهو يحمل صحيفة إختطت مانشيتاً لصفحتها الاولى عبارة: (تحسن في تنفس الحوت)، وينخرط بعضهم في بكاء حار، معظمه بلون الفرح، وبعضه كان يغوص في اعماق التحسر على رئتين كانتا تمنحان السودان كله انفاس الحب والمتعة والجاذبية.
و…(شرذمة) من المعتوهين وذوي النفوس الضعيفة و(اشباه الرجال)، يستغلون مرض ذلك الاسطورة، فيمطرون الاسفير بوابل من الشائعات والصور المؤلمة التى التقطوها من داخل المستشفى، ثم يرفقوها على الاسفير وكأنهم حققوا نصراً كبيراً، وهم لايعلمون انهم حققوا لنفسهم (العار) والغباء والخزي، فلا أحد يشمت من مرض، ولاأحد يتمنى الموت لاحد، الا (مريض نفسي) يحتاج لعاجل عاجل.
من يظن ان محمودا مجرد فنان يصعد للمسرح ليغني، فهو مخطئ، فالرجل ليس (طالب رزق او مال)، ومن كان يظن ان محمودا باحث عن شهرة او صيت، فهو كذلك مخطئ فالشهرة كانت ومازالت هي التى تبحث عن محمود طائعة مختارة، بجانب انه (كتلة من الاحاسيس تمشى على قدمين)، وان تشعر بمعاناة الآخرين فانت كبير، ومحمود كان ولايزال كبيراً جداً من خلال احساسه الكبير بأوجاع ومشاكل وهموم الآخرين.
لم يمد محمود عبد العزيز يوماً يده لأحد طالباً شيئاً، فالرجل عفيف اليد، علم يديه إلا تمتدان الا بالاحسان، وألا ترتدان بالخذلان، وظل طوال حياته صامداً مقاوماً لكل الظروف التى واجهته، لم ينحن أو يطأطي الرأس لابن إمرأة في هذه الدنيا، ولم يغير جلده لأي ظرف كان، حتى ولو اضطر لترقيع ذلك الجلد لأكثر من مرة، ومواصلة الحياة به، ولم يتخذ (الحوت) الفن من اجل ان يبنى قصوراً أو يركب الفارهات، ولكن من اجل ان يسعد الجماهير الغفيرة، فهو فنان صاحب ماركة عالمية مسجلة، وليس فنانا توضع على عنقه ديباجة مزيفة لخداع الناس.
اصدقكم القول..سالت دموعي وانا استمع لاغنية (الحلم الجميل) والتى رددها محمود في سنوات مضت، وهي التى يقول مطلعها:
زادت في اعماقي الجراح..زاد في حشاي نزف النزيف
مطعون وفي حبي الجميل..صابر وكل زادي الحروف
واقف في باب الانتظار..حأنتظر اكتر واقيف
انا يازمان الانهزام..صابر ومثابر في الصبر
عايش وفي جواي امل..وباقي معاي كل العمر
امشى وأواصل للمسير..امشى مع خطاوي القدر
تلك الاغنية التى اعادتني لذلك الزمان الجميل بالفعل، ومنحتني وانا استمع اليها اليوم الاحساس بأنها خطاب مؤجل بعثه (سيد الغناء) لجمهوره من على فراش المرض، وهو يعاني بالفعل ويصبر بجلد على ابتلاءاته، كما كان دائماً، فمحمود عرف طوال حياته بأنه انسان قليل الشكوى، وكثير الصبر، أما ختام الاغنية فقد كان بالفعل معبراً عن كل احساس الناس هذه الايام ، وتلك الكلمات تقول قبل ان تغادر موقعها الموسيقي في اللحن:
من اجل تحقيق الوصول..بركب مراكب المستحيل
مهما المشوار يطول..بمشى على الدرب الطويل
عشان احقق يازمن..آمالي والحلم الجميل
ولما ارجع للوطن..يعود معاي مجدي القبيل
نعم…نتمنى ان تعود الينا حبيبنا الغالي (محمود) وتعود معك تلك الايام والمجد الذى بنيته بالموهبة والاجتهاد والحب، في شراكة ذكية مع جماهير تسد قرص الشمس (لاتطيق ان تسمع لغيرك)، وتجلس على أحر من الجمر تنتظر عودتك اليها، فانت لها ولنا الامل والخبز والماء والحب.
شربكة اخيرة:
اللهم انا نسألك ان تعود العافية لجسد عبدك الفقير لك محمود عبد العزيز…ونسألك بعزتك وجلالك أن تشفيه وتعافيه وتعيده لنا سالماً غانماً ولوالدته الحاجة فايزة ولشقيقاته واشقائه وابنائه الاحباء، ولكل جمهوره الذى ينتظر إطلالته على احر من الجمر..آمين..يارب العالمين.

السوداني

تعليق واحد

  1. مع السلامة مع السلامة يسعدني انك ترسلي وعني دائماً تسألي…… الف سلامة ليك حوت يا كبير

  2. اللهم أشف محموداً توسلاً اليك بما فيه من انسانية وعدم حب للمال،، يا رب العالمين: لست من معجبي محمود فنا ولكن معجب بمواقف انسانية له حكيت لي ولم أكن طرفاً فيها ،، بها نتوسل الى الجليل القدير ان يمن عليه بالشفاء ،،، وصلى الله على سيدنا محمد الرحمة المهداة ذو الخلق العظيم وعلى آله وسلم،،

  3. الهم اشفيه ليعود الى محبيه فى القريب العاجل. اسالك يا الله ان تشفيه و كل المرضى بامراض مختلفهااللهم انت الشافى و المحى وحافظ الارواح.

  4. كل مااستمع الي اغنية الحوت الودعو ورحلو اتزكر امي العزيزة عليها رحمة اللة بقدر حبي ليها اصلي وادعو ليك ياالحوت بي الشفا شفاء لا يغادرة سقمافانت بمثابة الوطن الانسان

  5. ما حبيت أغانى الشباب أبدا
    لكنك يا حوته غيرت أفكارى
    سألت الناس يا أخوان أنا مرتاح لصوت حوته ومتوقع ليهو مستقبل كبير
    رد واحد وقال الله يواليه العافية منوم فى الاردن للعلاج
    سقط على الخبر زى الصاقعة وقلت الله يواليه العافية
    عشقنا نميرى رحمه الله وعشقنا وردى أخذه الله وعشقنا السودان نسفه الرقاص ومعاونيه
    والان أنا أكرهك يا حوته عشان الله يحفظك لينا ياك الباقى

  6. لا اعتقد انك طمأنت الجمهور على صحة هذا الفنان بمثلما كتبته وانما تجمل الواقع..

    نسأل الله العلي القدير ان يشفي محمود ويشفي كل المرضى

  7. حبيبنا الاولانى بنمشى معاك ونبقى وراك عشان نحميك ابقى الصمود ما تبقى خوف ما بنطيق نسمع لغيرك عمرنا بنعدو عشان خاطر مواعيدك

  8. المعتوهيين واشباه الرجال والمرضي النفوس الضعيفه يعني اي كويتب يستعرض عضلات لسانه بالشتم ادعو لهم ربنا يهديهم كي تستجاب دعواتك انت وطال ماهي بالمقدمه الشتيميه دي صدقني لا انت ولا من يقراء مقالك دعواتهم لامعني لها باذن الله واهو بنقول ربنا يشفيه ويشفي كل المرضي

  9. alot of hopes for the sudanese phenomenon MAHMOUD ABDULAZIZ ,, to get healthy sooner with billion of prayers cuz he desevres our faith at least !!! nt only being his fans but also his indeed friends … as

  10. الي كل مهوسة ومهوس بالساحرحوتة

    الصورة مهداة ومعبره عبر الكاتب المهوس الاخر احمد دندش
    ولمزيدا من المبيوعات وحلب جيوبكم

    فنانكم المفضل الساحر مسترخي علي الاخر والحذاء جاهز يدعوكم لتقبيلة هيا قبلوه في النهاية ربنا يشفية ويمد في عمر ساحركم حونة ويشفيكم ويشفي ناس صحيفتة

    بدا سباق السلاحف

  11. كل مايكون شخص سودانى بقامة محمود على اعتاب الوداع .. اتذكر دائما مقولة ان الله ياخذ من يحبهم اولا .. وهم من يذهبون باكرا .. ليتركوا لنا اجترار الالام بعدهم .. لك الله محمود عبد العزيز .. يامن سحرت دواخلنا منذ منتصف الثمانينيات ولازالت .. ودعواتنا لك بان يمن الله عليك وهو الشافى بعافية وشفاء لايغادر بدنك .. لك كل الحب والامانى بعاجل الشفاء ..

    وارجو من كل كاتب ان يقل خيرا .. او يصمت .. فانت فى الاخر محاسب بلسانك وماينطق .. وكما قال نبينا صلى الله عليه وسلم هل يكب الناس فى النار الا حصائد السنتهم .. ويكفى الحوت انه لم يظلمك او يجنة عليك يا ايها الشامت المعادى .. وان كان عليه اثم فى غناءه فهو محاسب به وليس انت .. ويكفى انه دوحة فى زمن السوء والجهل .. واشباه البشر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..