أخبار السودان

العصيان المدني محاولة للإجابة علي بعض الأسئلة المشروعة

الهادي هباني

لا يختلف عاقلان من أن الثورة قادمة لا محالة. وأن تجربة العصيانين السابقين قد أرعب النظام و هزَّ كيانه وأحدث نهوضا كبيرا في حركة الجماهير و أدي إلي تماسكها ووحدة شعارات كل قواها الحيَّة من مجموعات شبابية وكيانات مهنية وأحزاب سياسية وحركات مسلحة ومنظمات مجتمع مدني وجبهات إقليمية. و سيتزايد عدد الكيانات المنضوية إلي قوي الثورة كلما تزايد نهوض الحركة الجماهيرية و كلما تكررت الدعوة ليوم جديد للعصيان. و سَيُحدِث هذا النهوض بالضرورة مزيدا من التطور ليس فقط في اتساع قاعدة قوي الثورة بل أيضا في أدوات نضالها و أسلحتها السلمية المستخدمة.

لسنا هنا لتقييم نتائج تجربتي العصيان فقد قتلها العديد من الكتاب بحثا و كلها أجمعت علي نجاحه. إلا أنه من المهم الإجابة علي بعض الأسئلة المهمة التي تدور في أذهان بعض شرائح جماهير شعبنا وتستغلها أجهزة الأمن في تخذيل الجماهير وتخويفها برسم صورة قاتمة لما سيحدث بعد إسقاط النظام. وهي أسئلة مشروعة لابد من الإجابة عليها بوضوح.

السؤآل الأول: هل يستطيع شعبنا إسقاط النظام بالعصيان المدني بنفس طريقة 27 نوفمبر و 19 ديسمبر 2016م؟

في تقديرنا أنه سؤآل لا يمكن الإجابة عليه بنعم أو لا باعتبار أن تجربتي العصيان السابقتين تختلف عن تجربة العصيان المدني الذي تم في ثورة أكتوبر 1964م وفي إنتفاضة مارس/أبريل 1985م.

ففي أكتوبر و مارس/أبريل جاء العصيان المدني مصحوبا بمظاهرات و حركة احتجاجات علي مستوي الشارع أي إنتفاضة شعبية سبقت حركة القوي المنظمة بدأت محدودة و متفرقة و لكنها سرعان ما اتسعت لتعم كل أنحاء العاصمة والأقاليم الأخري بالذات المدن الكبري. و تحول العصيان المدني بهذا الشكل المصحوب بمظاهرات واسعة إلي اضراب سياسي عام عندما لحقت به القوي المنظمة ممثلة في النقابات ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية الأمر الذي أحدث شللا كاملا للنظامين الديكتاتوريين الحاكمين أنذاك وأدي إلي إسقاطهما.

ورغم هذا الإختلاف الجوهري فقد تتسع تجارب العصيان في المرات القادمة من عصيان عن العمل فقط و البقاء في المنازل إلي عدم الإنصياع الكامل لأوامر الدولة و قراراتها، ومقاطعتها إقتصاديا، ويكون مصحوبا بمظاهرات قد تبدأ في الأحياء وتتسع شيئا فشيئا كلما اتسعت حركة الجماهير ولحقت شرائح جديدة من الشعب بركب الثورة. فليس هنالك ثمة طريق واحد للثورة، وليس بمقدور أحد رسم خريطة كنتورية تحدد بدقة مسارها وساعة إنطلاقها ولحظة إنتصارها. فكما ذكرنا في مقال سابق عقب إنتفاضة سبتمبر 2013م الخالدة، لم يكن هنالك شخص كان بمقدوره التنبؤ، حتي قبل خمسة أيام فقط من تاريخها، باندلاع انتفاضة شعبنا الظافرة في مارس/أبريل 1985م. بل أن شائع القول في كثير من مجالس الناس وقتها، بعد حالة اليأس التي أصابت الكثيرين جراء 16 عاما من القمع والتجويع وانتهاك الحرمات، هو أن نظام نميري قد استحكمت حلقاته في قِبل بلادنا الأربعة وأصبح قَدَرَاً مسلطا علي شعبنا لا فكاك منه. ولا يوجد في رحم الشعب السوداني بتنوعه وعظمته بديلا له. وحتي بعد أن بدأت الاحتجاجات صغيرة، محدودة، ومتفرقة في 26 مارس 1985م بقيادة الشباب والطلاب لم يكن بمقدور أحد أن يجزم بحتمية اتساعها وتحولها إلي انتفاضة شاملة تطيح بالنظام.

وبالتالي فإن الإجابة علي السؤآل هي أن الثورة قادمة لا محالة. و أن تجربتي 27 نوفمبر و 19 ديسمبر قد حفرتا لهما خندقا عميقا في ذاكرة شعبنا و أصبحت جزءا من تراكم نضالاته المتقدمة التي لا تنقطع ضد حكومة الإنقاذ. ومن أبرز تلك التراكمات إضراب الأطباء في 26 نوفمبر 1989م، الذي قدم فيه أطبائنا الشرفاء الشهيد علي فضل، إضراب عمال السكة حديد 1990م، حركة شهداء رمضان 1990م، ديسمبر 2009م، يونيو 2011م، يونيو/يوليو 2012م، سبتمبر 2013م، انتفاضة طلاب الجامعات أبريل 2016م، النضال البطولي لمزارعي الجزيرة و المناقل، الوقفات الإحتجاجية المتكررة للصحفيين والمحامين و الصيادلة و النساء، إضراب الأطباء في أكتوبر 2016م، والإضرابات المتفرقة التي لم تنقطع وسط حركة الطلبة ووسط الكيانات الإقليمية في الشمالية، الجريف، شرق النيل و غيرها. و سوف تؤدي هذه النضالات وما سيأتي من بعدها إلي مراكمة تجارب شعبنا الثورية حتي تصل إلي مرحلة الإنفجار ولحظة الفعل الثوري الحاسم الذي يطيح بالنظام.

فعلي الرغم من عدم قدرة أحد التنبؤ بموعد اندلاع انتفاضة مارس/أبريل إلا أنها لم تكن وليدة للصدفة و لم تأتي من فراغ، ولكنها كانت محصلة لصمود شعبنا و تراكمات نضاله المستمر لستة عشر عاما ضد دكتاتورية مايو. ومن أبرز تلك التراكمات 16 نوفمبر 1970م، أغسطس 1973م، 19 يوليو 1971م، 5 سبتمبر 1975م، 2 يوليو 1976م، انتفاضة يناير 1980م، انتفاضة دارفور، انتفاضة يناير 1982م التي سقط فيها الشهيد طه يوسف عبيد في مدني.

ثورة اكتوبر أيضا كانت تحولا نوعيا مدهشا للعالم أجمع عصيِّا علي استيعاب حكم جنرالات النظام العسكري وتتويجا لتراكمات متواصلة لنضالات شعبنا منذ عشية انقلاب 16 نوفمبر 1958م إلي يوم النصر الخالد في 21 أكتوبر 1964م.

السؤآل الثاني: من هو البديل بعد إسقاط النظام؟

هذا السؤآل من الأسئلة المشروعة التي ترد اليوم في أذهان الناس و هو يعبِّر عن عدة مخاوف مشروعة لقطاعات واسعة من جماهير شعبنا بما فيهم المجموعات الشبابية التي لعبت الدور الطليعي في العصيانين. تتمثل تلك المخاوف في:
أولا: أن تسرق الأحزاب السياسية الثورة بعد أن ينجح الشباب في إسقاط النظام و بالذات الأحزاب الطائفية الكبيرة التي كانت تمثل الإئتلاف الحاكم في تجربتي الديمقراطية بعد أكتوبر 1964م وبعد مارس/أبريل 1985م و أن يتكرر مثلث الشر مرة أخري (نهوض في حركة الجماهير يؤدي لثورة شعبية يدفع فيها الشعب خاصة الشباب ثمنا غاليا، تطرح شعارات متقدمة، تفرز نظام ديمقراطي يكون للأحزاب الطائفية الحظ الأوفر في السلطة، تتجاهل مصالح الشعب وتقوم بإجهاض شعارات الثورة أو الإنتفاضة و من ثم تنكص عن الديمقراطية عندما يشتد بها الخناق تحت ضغط الجماهير فتقوم بالتآمر علي الديمقراطية إما بتسليم السلطة للعساكر أو تغض الطرف عن انقلاب عسكري يتم التخطيط له تحت مرمي و مسمع منها و لا تحرك ساكنا و بالتالي لا تتمكن الديمقراطية من إكمال حتي دورتها الأولي).

ثانيا: مخاوف الشباب من أن يُبعَدَوا عن المشاركة في عملية الإصلاح ورسم مستقبل البلاد كما حدث في ثورات تونس ومصر. هذا الشعور خلق اتجاه سلبي وسط الشباب ينادي باستبعاد الأحزاب السياسية وفصل حركة الشباب عن الأحزاب.
ثالثا: مخاوف بعض قطاعات الشعب كما عبَّرت بعض الفيديوهات المصنوعة بحنكة من قبل أجهزة الأمن من أن مناضلي الكيبورد من المغتربين والمهاجرين الذين يعيشون في نعيم ويتقاضون رواتبهم بالعملات الصعبة يوظفون الميديا لتحريض الشعب الغلبان بالداخل لإسقاط النظام ثم يأتوا ليسرقوا ثمرة نضاله ويهيمنوا علي السلطة بعد سقوط النظام.

رابعا: مخاوف بعض قطاعات شعبنا من أن تتحول البلاد بعد سقوط النظام إلي نموذج صومالي أو ليبي خاصة وأن المعارضة تضم حركات دارفور المسلحة والحركة الشعبية وأنها تسعي للسلطة وهي تحمل أحقادا قد تُحوِّل السودان لمنطقة مستعرة للحروب الأهلية. وأن النظام قد جند مليشيات لحمايته أصبحت تهدد أمن المواطنين في كل مناطق السودان و آخرها أحداث القطينة و أحداث الكلاكلة. وأن هذه المليشيات ستشكل خطرا علي النظام الديمقراطي بعد اسقاط النظام خاصة مع عدم وجود استراتيجية محددة للتعامل معها لدي قوي المعارضة، و مع جهاز الأمن الذي أصبح متحكما في كل شئ في البلاد. وأن الجيش قد تم تدميره وأصبح مواليا لسلطة الإنقاذ ولا يتوقع منه دور إيجابي في الثورة القادمة.

نحاول فيما يلي الإجابة علي السؤآل الخاص بالبديل والمخاوف المترتبة عليه:

1- لابد من الإشارة أولا إلي أن النظام عبر قياداته وأجهزته الأمنية وآلته الإعلامية الضخمة هو الذي يروِّج لمثل هذه المخاوف ويسعي لترسيخها في أذهان الناس لكي يقتنعوا بأن البشير وسلطة الإنقاذ الحاكمة هي الأفضل للسودان في ظل الظروف الحالية وأنها هي التي تستطيع وحدها حماية البلاد من الحروب الأهلية والصوملة.

2- من المهم أن نتفق جميعا علي أن البديل الرئيسي أولا وأخيرا هو الديمقراطية. بمعني الحريات الديمقراطية وصياغة الدستور و القوانين التي ترسِّخ حقوق الإنسان والفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وبناء المؤسسات الديمقراطية التي تحمي الديمقراطية وتمنع أي جهة كانت أن تنقلب عليها. وبما أن هذا سيتم عبر عمل شاق يستمر لعدة سنوات فمن الضرورة أن تكون هنالك فترة إنتقالية أربعة أو خمسة سنوات يتم خلالها عمل كل ما هو مذكور عاليا من خلال لجنة من القانونيين المشهود لهم بالوطنية والنزاهة والكفاءة يقومون بصياغة مسودة للدستور الدائم تمهيدا لتقديمها لمؤتمر دستوري يضم كل القوي الشبابية والسياسية والمهنية والمدنية. ويتم إجازة الدستور الدائم للبلاد بعد نشره في كل الصحف من خلال إستفتاء شعبي نزيه يراعي فيه مشاركة كل جماهير الشعب السوداني. أما حكومة الفترة الإنتقالية فيجب الإتفاق عليها من الآن دون أي مجاملات. فإصلاح الوطن قضية لا تحتمل التسويات أو الترضيات. وبالتالي يجب أن يتم إختيارها من شخصيات يراعي فيها النزاهة والوطنية و الكفاءات العلمية والخبرات العملية. وشعبنا بالتأكيد زاخر بمثل هذه الكفاءات. وأن يراعي فيها تمثيل الشباب بنفس المعايير المذكورة. بعد إنتهاء الفترة الإنتقالية تُجرَي أنتخابات حرة نزيهة. تعمل القوي التي يختارها الشعب لتنفيذ برامجها التي وعدت بها دون المساس بالدستور أو بالمؤسسات الديمقراطية أو جهاز الدولة. والدستور يجب أن ينص علي أن التعيين في الوظائف يجب أن يخضع لمعايير الكفاءة والخبرة والنزاهة فقط منعا لما كان يحدث في تجاربنا الديمقراطية السابقة من أن الجهة ذات الأغلبية تقوم بفصل الكفاءات من القوي السياسية الأخري و تعين مكانهم أتباعهم و محسوبيهم. وهنالك العديد من أمثلة الكفاءات التي تم فصلها أو استبعادها بسبب المحسوبية و الترضيات السياسية.

3- أما فيما يتعلق بالصوملة التي تروج له أجهزة الأمن فالثورة السودانية تكتسب سماتها الخاصة من واقع التنوع الثقافي و العرقي الذي يذخر به شعبنا ومن تاريخه العريق و حضارته الضاربة في القدم، وإرثه الثوري الممتد منذ حضارة كوش ونضال محاربيها السود الأقوياء، ومن تلاحم شعبنا في الثورة المهدية وفي الأهازيج التي نظمها أحفاد دينق في جنوب السودان مناصرة للإمام المهدي، وثورة ود حبوبة، وثورة 1924م بقيادة علي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ ورفاقهم، وبملاحم النضال الوطني ضد الإستعمار، وفي ثورة اكتوبر وانتفاضة مارس/أبريل. فشعبنا متحضر ومنفتح علي بعضه البعض وعلي كافة شعوب العالم وأكثر قدرة علي التعايش السلمي. وتكتسب سماتها الخاصة أيضا من كونها أكثر تقدما في سياقها التاريخي من ثورات الربيع العربي التي استطاعت فيها الشعوب العربية في تونس ومصر وليبيا من إسقاط الأنظمة الديكتاتورية العسكرية التي صعدت إلي السلطة بشعارات الاشتراكية و القومية كامتداد تاريخي لما تم الاصطلاح عليه تاريخيا بحركة النهضة العربية و حكمت هذه البلدان لأكثر من ثلاثين عاما و أدت إلي صعود حركة الأخوان المسلمين في تلك البلدان إلي السلطة. في الوقت الذي استطاعت فيه الثورة السودانية اسقاط نفس الديكتاتورية العسكرية التي صعدت للحكم في السودان تحت شعارات الاشتراكية و القومية العربية قبل أكثر من 21 عاما و جربَّت حكم الأخوان المسلمين 27 عاما. و لذلك ستكون الثورة السودانية القادمة ثورة سلمية عبر الإنتفاضة الشعبية والعصيان المدني والإضراب السياسي الشامل وستفرز واقعا ديمقراطيا سلميا لا مجال فيه للحروب الأهلية. فمن أهم شعارات كافة القوي السياسية المعارضة بما فيها الحركات المسلحة في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق نفسها هي تحقيق السلام وإزالة آثار الحرب و تسليم السلاح والعمل علي تكوين جيش وطني قومي يتم فيه استيعاب كل قوات الحركات المسلحة تحت قيادة عسكرية وطنية موحدة تقوم علي التقاليد التي أرساها السابقون من قيادات و ضباط صف و جنود القوات المسلحة علي مر تاريخ بلادنا الحديث. جيش قومي لحماية الشعب و الوطن بعيدا عن التدخل في السياسة والحكم طبقا للدستور الدائم للبلاد وهو لا يقل وطنية عن جيشي تونس ومصر اللذان وقفا في الحياد مع ثورات شعوبهم وحموها وقد سبقهم جيشنا لذلك في ثورتي أكتوبر ومارس/أبريل وسيعيد نفس التجربة في الثورة القادمة.

4- أما فيما يتعلق بمليشيات الدعم السريع فستنقطع مصادر تمويلها بمجرد سقوط النظام وحل جهاز الأمن وكل الأجهزة والمؤسسات التابعة له واستعادت كل ممتلكاتها لصالح الشعب وتأسيس جهاز أمن قومي جديد تحت قيادة شخصيات وطنية من قوات الشرطة أو الجيش مشهود لها بالوطنية والنزاهة والكفاءة وفقا لمعايير لا تقل عن المعايير التي يستند إليها تعيين رئيس القضاء ويتم استيعاب الخريجين من شباب الثورة فيه حيث تستفيد البلاد من مهاراتهم في تكنلوجيا الإتصالات. ويكون هدفه الأساسي تجميع المعلومات لحماية الوطن والمواطن وليس لحماية السلطة الحاكمة. كما أن محاربة مليشيات الدعم السريع يبدأ أولا بإزالة الأسباب الرئيسية التي أدت لتكوينها وذلك بالتنمية الإقتصادية المتوازنة ووضع جزء كبير من موازنة الدولة لتنمية الريف من الناحية الإقتصادية، وكذلك من الناحية الخدمية وذلك بتكثيف التعليم والتوسع في تأسيس مراكز تطوير المجتمعات الريفية منطلقين من تجربة معهد التربية بخت الرضاء ومعهد التربية الدلنج، وتطوير المؤسسات الصحية والإهتمام بالشباب والرياضة وتطوير الثقافات واللهجات المحلية والإهتمام بالمرأة وبرعاية الطفل. وبالضرورة أن تتم مطالبة تلك المليشيات بإلقاء السلاح و التسليم باعتبار أن الغالبية العظمي من قوات تلك المليشيات هم أطفال وشباب إنخرطوا في تلك المليشيات لظروف إقتصادية قاهرة ولعدم توافر التعليم والصحة لهم كجزء من التدهور الإقتصادي والإجتماعي العام الذي خلَّفه نظام الإنقاذ. وفي نفس الوقت يتولي الجيش والشرطة حماية المواطنين من هجمات تلك القوات وحماية المشاريع الإقتصادية ومناطق التعدين لتجفيف مصادر تمويل تلك المليشيات وإجبارها علي التسليم والإنخراط في عملية التنمية. أما قيادات تلك المليشيات فيتم ملاحقتها ومحاكمتها علي الجرائم التي ارتكبتها في حق المواطنين وفقا للقانون. أما المرارة والضغائن التي خلَّفها القتل والدمار والإبادة الجماعية يتم التعامل معها بتطبيق العدالة الإنتقالية كما جربتها رواندا وجنوب إفريقيا.

5- و فيما يتعلق بالمهاجرين و المغتربين فهم أولا: إما خرجوا من السودان لظروف إقتصادية عجزت فيها الدولة عن توفير سبل العيش الكريم لهم، أو شردتهم السلطة نفسها من وظائفهم للصالح العام، أو خرجوا لظروف الملاحقة السياسية. كما أن العمل بالخارج في حد ذاته يمثل ظرفا استثنائيا مصحوبا بالمعاناة والحرمان من البلد والأهل باعتباره منفاً إختيارياً لا يجد المواطن الذي يقدم إليه بداً منه. وأن الغالبية العظمي من السودانيين العاملين بالخارج إما مشردين أو لاجئين أو أسري أو عاملين بحد الكفاف بالذات في قطاع العمالة والرعي وشركات الخدمات الأمنية. وغالبيتهم من العاملين بالحد الأدني الذي يوفر لهم بالكاد المأكل والمشرب والتعليم والصحة. وهنالك العديد جدا منهم من يعيش علي الصدقات التي تقدمها المنظمات الخيرية في كثير من البلدان التي يعيشون فيها. و القليل جدا منهم من تتوافر لهم وظائف مرموقة ويعيشون وضعا إجتماعيا مرضيا ولهم مدخرات أفضل من غيرهم. وثانيا: فقد ناضلوا نضال له معناه وتأثيره بفضح النظام في مواقع الشبكة العنكبوتية الوطنية وعلي رأسها الراكوبة، سودانيزاونلاين، حريات، سودانايل، وغيرها من المواقع الوطنية، والعديد من صفحات الفيس بوك و التي أصبحت منابر أصيلة للنضال ضد النظام وسمة من سمات الثورة السودانية. وعلي الرغم من محاولات النظام المستمرة التقليل من أهميتها إلا أنها أصبحت واقعا ملموسا له دوره الخطير في فضح النظام و تعريته وفي الاسهام في تعبئة الجماهير و يجد النظام اليوم نفسه عاجزا عن تلجيمها اسوة بإغلاق الصحف و تكميم الأفواه في الداخل. ثالثا: كما أسهموا أيضا بلفت الرأي العام العالمي للجرائم التي ارتكبتها الإنقاذ ونجحوا في تنظيم حملات التضامن العالمي مع قضايا شعبنا. هذا فضلا عن الدعم المالي لأسرهم وأصدقائهم ومعارفهم بالداخل. ورابعا: كما أن من بينهم خبرات وكفاءات شردتها سلطة الإنقاذ يحتاجها الوطن مستقبلا في عملية الإصلاح والتنمية وبالضرورة أن تعمل الحكومة الإنتقالية القادمة علي وضع خطة تنظم هجرتهم المعاكسة للبلد لينخرطوا في عملية التنمية والإصلاح. فالعنصر البشري المؤهل و المدرب هو أحد أهم عناصر التنمية الإقتصادية في أي بلد من البلدان.

السؤآل الثالث: من هم الذين يقودون الثورة أو عملية إسقاط النظام؟

من المعروف للجميع أن المجموعات الشبابية هي التي نظمت نفسها وقادت الدعوة والتعبئة للعصيانين السابقين. وعلي الرغم من أن القوي السياسية والمهنية والحركات المسلحة قد دعمتها بالتأييد والمناصرة ولحقت بعملية التعبئة فيما بعد، إلا أن المجموعات الشبابية كان لها الدور الطليعي في كل ذلك من خلال عمل منظم مبتكر بشكل أدهش جماهير شعبنا وأدهش العالم بأسره أولا: في قدرة هؤلاء الشباب علي استخدام وسائط تكنلوجيا الإتصالات لتقديم بانوراما ثورية حقيقية استطاعوا من خلالها إستعادة ثقة الشعب في نفسه وكسر حاجز الخوف والتردد. إلا أنه برغم ذلك فقد برزت بعض الإتجاهات السلبية بين حركة الشباب كما أسلفنا تنادي بابعاد الأحزاب السياسية و الحركات المسلحة. و قد استغلت أجهزة الأمن ذلك وسعت للترويج له عبر نفس وسائط الإتصال الإجتماعي وعبر أجهزة الدولة الإعلامية بهدف شق وحدة الشعب تمهيدا لإخماد جذوة الثورة. ولتصحيح ذلك يجب أن نبين أن قيادة الشباب لثورات شعبنا ليس أمرا جديدا. فالشباب كانوا دائما طلائع التغيير ورأس الرمح في كل تجارب شعبنا الثورية. فالشهيد القرشي عندما قدم روحه الطاهرة كأول شهداء ثورة أكتوبر كان في ريعان شبابه و لم يتجاوز عمره ال 19 عاما. علي عبد اللطيف وعبد الفضل الماظ أبطال ثورة 1924م لم يتجاوز عمريهما ال 27 و 28 عاما. بل قد كانت الطفلة مشاعر محمد عبد الله التي لم يتجاوز عمرها ال 18 شهرا أول شهيد سقط في إنتفاضة مارس/أبريل. والغالبية العظمي من شهداء شعبنا خلال نضاله الطويل ضد سلطة الإنقاذ كانوا من الشباب في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق وفي معارك الحركة الطلابية التي ما فتئت تقدم الشهيد تلو الشهيد. شهداء إنتفاضة سبتمبر 2013م الخالدة كلهم من الشباب. فالشباب هم أمل الأمة وطلائع التغيير دائما وقادة المستقبل وكانوا يقومون دائما بنفس الدور الذي يقوم به شبابنا اليوم. الإختلاف الوحيد يتجلي في قدرة شباب اليوم علي تسخير ما أنتجه العقل البشري من تطور غير متناهي في وسائط الإتصالات لتعبئة الشعب ولقيادة الثورة بوسائل سلمية مبتكرة تجنب شعبنا الخسائر في الأرواح في مواجهة سلطة دموية لا تتورع في إبادة شعبها. وبالتالي فإن قيادة الثورة القادمة هم طلائع الشباب وكافة القوي المنظمة من أحزاب سياسية وحركات مسلحة وتنظيمات مهنية ومنظمات مجتمع مدني ومنظمات نسوية وجبهات إقليمية. وعلي شبابنا التصدي لأي إتجاه لشق الصف الوطني وتشتيت وحدة الجماهير.

فإذا كان غياب المركز الموحد لقوي المعارضة قبل إندلاع إنتفاضة مارس/أبريل يعد أحد أهم سلبياتها التي مهدت فيما بعد الطريق لقوي المشروع الحضاري المعادية للشعب إجهاض شعارات الإنتفاضة والتراجع عنها. فإن نجاح الثورة القادمة يبدأ بتكوين مركز موحد للمعارضة يمثل الشباب فيه رأس الرمح ويضم كل القوي السياسية والحركات المسلحة و التنظيمات النقابية ومنظمات المجتمع المدني والجبهات الإقليمية في الشرق والشمال والغرب والجنوب والوسط.

السؤآل الرابع: ماذا بعد إسقاط النظام؟

و هو سؤآل من أهم الأسئلة التي تدور في أذهان الناس والإجابة عليه تكمن (بجانب ما تم ذكره سابقا بشأن الحكومة الإنتقالية و المؤتمر الدستوري) في أن يقوم المركز الموحد للمعارضة علي أساس برنامج سياسي وإقتصادي وإجتماعي وثقافي وأمني موحد للفترة الإنتقالية تكون الأولوية فيه للإصلاح الإقتصادي والتنموي والإرتقاء بالتعليم والصحة والرعاية الإجتماعية وحماية البيئة ووقف الحرب وإزالة آثارها ومحاربة الفساد وارجاع ما تم نهبه من أموال الشعب وثرواته. بمعني أن يقدم المركز الموحد للمعارضة برنامج واضح يتم تمليكه لكل جماهير شعبنا. و أن يتضمن هذا البرنامج الذي يتم تمليكه للجماهير المعايير التي سيتم بها إختيار الحكومة الإنتقالية و المهام الموكلة عليها. و بالتالي تناضل الجماهير من أجل إسقاط النظام وهي علي دراية تامة بالبديل القادم و البرنامج التنموي الذي سيكون هدف للجميع من أجل إصلاح الوطن و الإرتقاء به لمصاف الدول المتقدمة.

عاش نضال شعبنا المعلم
عاشت مسيرة الثورة السودانية
و المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. شوف ياحبيبي نجاح العصيان المدني هو أن تتوحد جميع المعارضات وتقف علي قلب رجل واحد وتحدد كل البرامج من إقتصاد وتعليم وصحة والي آخرةِ, يعني حكومة مشكلة إنتقالية ويتفق عليها المعارضين والمثقفين المؤهلين وبعد نهاية الفترة الأنتقالية تتحول السلطة للشعب عن طريق صناديق الأقتراع . لو المعارضات لم تستطع فعل ذلك فالحل عند غيرها والوداع. المعارضات تحمل سلاح مش عايزين صراعات داخل السودان من أجل السلطة.

  2. ليس هناك أدني شك في أن ما ذكره أخونا هباني هو ما نطالب به وعامة الشعب ،إذ لم يترك أخي هباني شاردة ولا واردة ولا مشكلة متوقعة إلا وقدم لها الحل الأمثل والأفضل ، وأظنه لم يبق شيء سوى أن يقوم الشباب بأعداد ما اقترحه الأخ هباني ، وتحديد موعد العصيان الثالث والذي سيكون الأخير ليقوم كل منا بدوره ، وأرجو ألا نلقى بالاً على ما ينادي به الميرغني والمهدي من إشارت نفهم منها انها تصب في أعطاء السلطة فرصة للهبوط الناعم ودعوة الحركات المناوءة للحاق بالحوار وغيره ، لأننا نعلم تماماً وهم أيضاً يعلمون أن النظام لن يعطي أو يقدم شيء للمصالحة ،ولن يساوهم في التخلي عن الحكم، وأن الشعب لن يقبل المصالحة المتوقعة من لحزبين الكبيرين ، ولذا نتركهم حتى يتبين لهم عدم صلاحية النظام ، لأننا نعتقد جازمين أن جماهير الحزبين ليست مؤيدة لما تنادي به نخبهم من مصالحة النظام مما سيضطرهم الى تحقيق رغبة جماهيرهم واللحاق بقطار الثورة وإن كانوا أخر الراكبين فنحن نرحب بهم ، وبمشاركتهم في كل مراحل الثورة

  3. ياسلام على هذا المقال التحليلي انه خارطة طريق حقيقية لم يبقى سوء الجلوس مع القوة الحية المنوطة بالعمل والتنفيذ على وجه السرعة .
    لايوجد وقت فهيا الى العمل وليكن هذا العام عام الخلاص وارجو ان نجاوز كل الخلافات التي لاتقدم وسوف يكون غدا افضل شكرا استاذ هباني

  4. كفيت ووفيت يا استاذنا الكريم
    ولكن كرؤية متواضعة اعتقد ان الاحزاب التي تتدعي المعارضة حاليا هي من تؤخر سقوط النظام الفاسد لانها ماسكة العصاية من النص عندها امر في مخرجات الحوار الوطني وعينها على مقعد في وزارات وفي نفس الوكت وحتى لو احتمال ضعيف سقط النظام مستعدة للتسلق واختطاف الثورة ورفع الشعارات الحنجورية
    يعني ببساطة هم بحاحوا وبشركوا
    لكن لو كانوا موقفهم واضح ممكن يتبنوا الثورة ويقودوها لان اكثر ما ينقص الحركة الشبابيةالان هو القيادة الرشيدة

  5. شكراً أستاذنا الهادي هباني لم تترك شاردة أو واردة بشأن العصيان ودوره في خلخلة النظام وإسقاطه مع إستدراكات مهمة حول دور الأحزاب والقوى السياسية الأخرى في إفشال تجاربنا الثورية السابقة. بتنا على يقين أن أحزابنا السياسية – والطائفية على وجه التحديد – هي العقبة الوحيدة التي تحول دون إحداث التغيير المأمول لأسباب ورد بعضها ضمن المقال وأخرى تتعلق ببنائها الهيكلي وتناقضها مع الديمقراطية في ممارساتها وطرق إختيار قياداتها. نحن بحاجة لإيجاد وإنتخاب قيادات شابة لديها رؤية جديدة تتسق مع متطلبات المستقبل مستفيدة من إخفاقات الماضي لبناء طريق خلاص للشعب السوداني نحو مستقبل أفضل تسوده الديمقراطية المستدامة والحريات والتنمية المتوازنة على كافة الأصعدة. ويمكن لهذه القيادة الشابة إستصحاب بعض أصحاب الخبرات من السياسيين المستقلين للعمل معهم كمجلس إستشاري خلال الفترة الإنتقالية.

    المقال يحوي الكثير من الآراء والحلول والأفكار والإستنتاجات والتحليل العميق آمل أن يستمر النقاش حولها

  6. والله يا اخ هباني ما خليت لينا قد ولا نفاج ولا حته رهيفة عشان نخترق هذا المقال المحكم بتعليق..الا ان اتفق مع الاخ المعلق [الغريب عن وطنه] بأن هذا المقال يمثل خارطة طريق..
    ان رؤيتي ايضا والتي ظللت انادي بها وقبل اسقاط النظام هي.. طرح برنامج حكم ليلتف حوله الواطين الجمرة وليخرس لسان “البديل منو”..بالاضافة لاطلاق فضائية ولو تبث الفساد بس ولمدة ساعة واحدة بس في اليوم..

    صدقوني في كيزان ومؤتمرجية داقسين طلعوا من مولد النهب والبلع بدون حمص..او ان ما نهبوه يعتبر صفرا على الشمال فيما نهبه بعضهم ..فلما يعرفوا اصحابهم هبروا وخموا قدر ده..هم ذاتهم حيشكلوا عنصر تفتيت داخلي لنظامهم الكيزاني..لانه الكيزان حسودين في بعضهم وبأسهم بينهم شديد..

  7. الاستاذ د الهادي هباني
    اقترح تكوين لجان مختلفة عاجلا لكل لجنة مهامها و هذا ضروري للاستعداد لما بعد التغيرر و تمليك الجماهير البرنامج الذي تلتف حوله لتطمئن للقادم
    1/ تكوين لحنة من القانونيين الضالعين في القانون الدستوري يمثل فيها كل الوان الطيف المعارض و الوطنيين غير المنتمين لأحزاب تكون مهمتها صياغة وكتابة مشروع دستور دائم بالاستناد علي كل التجارب الدستورية و الدساتير السابقة حتي دستور 2005 علي ان يشمل الحقوق الاساسية للمواطن و حقوق الانسان و يرسخ للديمقراطية و المواطنة المتساوية
    يمكن ان يتبني المحامين الديمقراطيين الاقتراح و يشرعوا في تكوين اللجنة بكل شفافية و دون اقصاء لاحد و اشراك بعض المحامين من الشباب لاكتساب الخبرة
    بعد الانتهاء من المهمة ينشر المشروع ليطلع علية الشعب و المختصين لابداء ارائهم و ملاحظاتهم و من ثم يصبح هو المشروعالذي يقدم للمؤتمر الدستوري و الذي يطرح للاستفتاء بعد التغيير
    تحدد فترة زمنية قصيرة لهذه المهمة يتم فيها عمل مضاعف و يبذل جهد مضاعف لانجازها
    2/ لجنة قانونية بنفس الطريقةمن قضاة و مختصين لوضع مشروع قانون جنائي
    3/ لجنة قانونية من القانونيين العسكريين و الشرطة و الامنيين من الوطنيين لوضع مشروع قانون القوات المسلحة و الشرطة و الامن
    4/ لجنة من قانونيين و خبراء في الخدمة المدنية لوضع قانون العمل و الخدمة المدنية
    5/ لجنة من قانونيات و قانونيين لكتابة مشروع قانون الاحوال الشخصية
    هذا ينطبق علي قانون الاراضي قانون مشروع الجزيرة ززززالخ
    6/ لجنة من خبراء اقتصاديين لوضع مشروع برنامج اقتصادي اسعافي للفترة الانتقالية و مشروع برنامج طويل المدي تلتزم بهم كل القوي حتي لو فازت بالحكومة بعد الانتخابات
    كل هذه البرامج و القوانين تجاز في الفترة الانتقالية بواسطة برلمان الفترة الانتقالية وبذلك تكون ملزمة لكل القوي
    مطلوب من المعلمين و خبراء التعليم تكوين لجنة لوضع برنامج للتعليم و المناهج و البحث العلمي الخ
    ايضا لجنة لدراسة الجانب الصحي و أهيل المستشفيات هذه المهمة يجب ان تطلع بها اللجنة المركزية للاطباء
    نحتاج للجان متخصصة في كثير من الجوانب المهمة و الاستراتيجية و التي لها علاقة و ضرورة لانتشال و طننا من الدمار و الخراب الذي الحقه به الكيزان
    مهم جدا لجنة لوضع الخطوط العامة للسياسة الخارجية
    لجنة لمناقشة قضايا الاعلام و اتجاهاته و توجهه في خدمة الديمقراطية و حرية التعبير ززززالخ
    لجنة لمتابعة قضايا الفساد واموال الشعب المنهوبة و تجميع الوثائق وكل المستندات التي تحافظ لشعبنا علي حقوقه و امواله و موارده و تقديم الفاسدين لمحاكات عادلة لهم فيها كل الحق للدفاع عن انفسهم

    اخيرا اتمني ان يتم ذلك في وقت قصير جدا لا يزيد عن ثلاثة اشهر و نشر نتائج كل اللجان في كل وسائط الاعلام

  8. العصيان المدني قطع عديل كدا لصبر دام لمدة 27 سنة من السكوت والحنق على حكامنا الفاسدين من المتأسلمين والترويج باسم الدين صبر على هؤلاء اللصوص الذين سلبونا أولادنا واموالنا وأعمارنا ومستقبلنا واضاعوا ما ضينا واوطانا والان هي في كف عفريت ولابد من انتزاعها بالقوة والقوة مراحل توعية اعلام وافهام ثم تآذر وتلاحم ومن ثم اسقاط نظام لا يعرف ولا يجيد غير القتل والانتقام والان يقول نقتل ونشرد وننتقم …. خلاص بلغ السيل الزبى… ونحن جاهزون بعد دا الحشاش يملأ شبكتو

  9. مقال جيد جدا يسلط الضوء علي معظم معالم المسار للثورة القادمة لا محال .
    أجمل ما في المقال محاولة الإجابة علي الأسئلة الراهنة في أذهان معظم الناس و بالذات الشباب .
    يبقي السؤال كيف يتشكل هذا المركز القائد للثورة من كل القطاعات ؟
    اري أولي الخطوات تبدأ بالإجابة العملية علي سؤال آخر هو : كيف و متي ستبدأ إلاحزاب السياسية لكسب ثقة شباب الثورة كخطوة أولي للتنسيق ؟
    خاصة لو علمنا أن هنالك جزء كبير من الشباب النشط لا ينتمي للأحزاب بتسجيل عضوية ؟
    و الإجابة علي هذا السؤال نفسه يحتاج لترتيب الأحزاب نفسها أولا و التفكير في الوقت الراهن بلغة الطوارئ و الأزمات لا بلغة برامجها الاستراتيجية ، إذا أرادت أن تخطي الخلافات و اختصار طريق الثورة .

  10. خارطة طريق واضحة المعالم نطالب وبشدة ان ياخذ الاخوة فى القيادة الموحدة للمعارضة السودانية بهذه المسودة وان يقوموا بتنقيحها بالزيادة والنقصان
    بالتشاور مع كافة الاحزاب والقطاعات ومنظمات المجتمع المدنى والشباب ..
    شكرا يا هبانى على هذا الجهد المبارك ..

  11. نتفق مع الاستاذ هباني في كل ما ورد بمقاله الوافي
    الا اننا نود ان نلفت الى ان 19 يوليو 1971م ، لم تكن سوي انقلاباًً داخلياً و إمتداداً لانقلاب مايو ولم يكن ضمن تراكمات نضال الشعب المستمر
    ضد دكتاتورية مايو كما ورد !

  12. الحقيقة التي اصبح كل الشعب السوداني يدركها تماما ان الانقاذ قامت باضعاف الاحزاب السياسية وفرقتها وشتتها بالاستقطاب الحاد جدا كما انها سيطرت على النقابات واتحادات الطلبة والكثير من منظمات المجتمع المدني وسيطرت عليها مما يجعل من المستحيل تعبئة الشارع للخروج لمؤازرة شباب العصيان في ثورتهم ولكن هذا لا يعني نهاية الامر فالشعوب متى ارادت الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ولا بد للقيد ان ينكسر فالحرية فطرة لا تمنح ولا تمنع
    استطاع شباب العصيان ان يستقطب جل الشعب السوداني لقوة طرحهم ومدى المعاناة التي يعيشها الشعب السوداني وهنا التعويل على الشعب هو الاتجاه الايجابي وهو الحصان الاسود لمناؤة حكومة المؤتمر الوطني بميليشياتها وقبضتها الامنية واحزابها التى تعيش على فتات موائدها وحتى تلك الاحزاب المهترئة التى انحصر مجهودها في النداءات والاعلانات من خارج السودان ويقف ما تبقى من جماهير بالداخل منكسرا مترددا لا يقوى على ان يعبر عن معارضته الا عبر القنوات الفضائية والصحف اليومية والتى يتيحها لهم المؤتمر الوطني نفسه لهم ليخرجوا الهواء الساخن من صدورهم ويبكون ماضيهم ويهددون بالانتفاضة والثورة ولكن لاجماهيرهم تتفاعل مع ما يقولون ..فألفهم المؤتمر الوطني واصبحت معارضتهم تطربه ويتخذها لهوا وتسلية وكثيرا ما يهزأ بهم ويسخر منهم وعلى هذا المنوال ظلوا اكثر من ربع قرن حتى ايقن الشعب السوداني بانهم لا يعنون شئ ابدا وان نجمهم قد افل تماما.
    يتوعدشباب العصيان ( مناضلي الكيبورد )بعد ان استطاعوا استمالة الشعب السوداني الى جانبهم وحسبما ما رشح من مواقعهم الاسفيرية ان الباقة الثالثة والرابعه ستشهد تكتيكات نوعية جديدة كليا من شانها استقطاب الكثير من عضوية المؤتمر الوطني نفسه والحركة الاسلامية بجانب الدعم المباشر من المجتمع الدولي ولكن لم يتم الافصاح عن ماهية هذه التكتيكات الجديدة

  13. هنالك حوالي 100حزب ولمة تشكل تشرزم الشباب ليكونوا ضعفاء للغاية أما الحلف الإجرامي الشيطاني الخفي بين الطائفتين والعسكر الفاسدين وهذا الحلف يحكم سوداننا الحبيب منذ استقلاله بدليل أنهم يتبادلون الأدوار والمناصب علي مدي 61 سنة ؟؟؟ والآن يهادنون النظام من علي البعد ووليداتهم يساعدون الدكتاتور وهم ينعمون بأعلي المناصب ؟؟؟ وهذا الحلف الإجرامي الشيطاني الخفي شعاره احمي ممتلكاتي ومصالحي التي وهبها لنا المستعمر بسخاء ونتعاون معك لتضمن السلطة وتنهب دون حسيب أو رقيب وترتقي الي أعلي المناصب ؟؟؟ وهذا المشهد لا يخفي إلا علي السذذج الطيبين ؟؟؟ الذين يفتنون بفذلكة وخداع الصادق الذي كان علي قمة السلطة واولياته تعويضات آل المهدي والجرتق لابناء العوائل بالخرطوم ؟؟؟ أما الميرغني كما يعبر المصريين (زي القط لا يحرس ولا يتاكل لحمه ؟؟؟) هذه الحلف الإجرامي الشيطاني الخفي الذي ساهم في تخلف وتدمير سوداننا الحبيب لن يفله إلا باتحاد أكبر عدد من تلك الأحزاب الشبابية الثورية والتجمعات إذ لا يعقل أن يكون هنالك 100 حزب ولمة و40 صحيفة يومية في ظاهرة محيرة وفريدة تسجل في موسوعة جينيس للأرقام القياسية ؟؟؟ فهل في برنامج شبابنا أو مخيلتهم الاتحاد في تنظيم قوي واحد له برنامج وطني مدروس ؟؟؟ هذه هي الحقيقة المرة في مشهد لا تخطأه العين؟؟ أو مشهد لا ينطلي إلا علي كل مكابر عاطفي لدرجة السذذاجة والسطحية ؟؟؟ والمحير أيضا ! هو في ماذا يختلفون ؟ هل أي من هذه التجمعات يعترض علي الالتزام بحقوق الإنسان وخاصة الطفل ومحاربة العادات الضارة ؟ هل يختلفوا في حرية الصحافة ؟ هل يختلفوا في تشجيع الإنتاج وخاصة الزراعة وتأمين الغذاء الآدمي للجميع ؟ هل يختلفوا علي المحافظة حدودنا والتعامل بالمثل وحسن الجوار وكذلك مع كل دول العالم ووضع مصلحة السودان أولا ؟ هل يختلفوا في تشجيع البنوك الوطنية والسيطرة علي العملات الصعبة واستقلالها في التنمية والضروريات وليس لاستيراد التفاح والعنب وكريمات تفتيح البشرة وعدس الوابل ؟؟؟ فبربكم في ماذا تختلفون ؟؟؟ ولا يفل الحديد ال الحديد ؟؟؟ وتذكروا قصة العصي التي يصعب كسرها عند تجميعها ؟؟؟ فيا شباب سوداننا الحبيب توحدوا توحدوا توحدوا قبل أن يباع ويضيع ما تبقي من سوداننا الحبيب ؟؟

  14. الشكر كل الشكر للحكيم الهادي هباني لخارطة الطريق المفصلة هذه، والتي أتت في وقتها تماماً مع تباشير العام الجديد والناس قد فرغت من العصيان المدني الثاني، بكل إيجابياته وسلبياته، وترنو إلى جولة جديدة مع جلادها الذي بدأت قواه في الخوران.

    وتكمن قوة المقال في تعريته للنظام وتجريده من أهم أسلحته، وهي الخوف من البديل المجهول، أو ما أسماه مولانا سيف الدولة “الأمن مقابل الفساد”. فالتخويف هو آخر أسلحة النظام بعد أن نضب معينه من الوعود والبشريات، فلجاً إلى التخويف من مصير سوريا وليبيا واليمن، عله يكسب الزمن، وأني له، فالطوفان قادم قادم…

  15. الشكر اجزله للاستاز الهادي هباني لولوجه مرحلة التاطير لخارطة الطريق. اعتقد ان الوقت قد حان لندلف الي
    تلك الجوانب التي تطرق لها المقال و التي اثني عليها غالبية المعلقون. يجب علي كل حادب علي تعافي الوطن
    الالتفاف و الاتفاف علي ارضية صلبة لمعالجة ماسي و جراحات الوطن و المواطن و هو التحدي الاكبر. و لا
    اخال ان ازالة نظام القمع و الاستبداد سياخذ الكثير من الجهد و المجهود لان هذا النظام في مرحلة التآكل
    و الانهيار و الموت السريري و لكاني اراها سويعات و سيتسابقون للفرار بما نهبوا من خيرات هذا البلد او
    الهروب الي ملاذ آمن هلعا من ساعة الجرد و الحساب.

  16. الأستاذ المحترم هباني اخالفك الرأي في كلمة (أحزاب طائفية) وهذا التعبير الخطأ يردده الكثيرين دون أعمال العقل ؟؟؟ فيا أما طوائف دينية أو حزب ؟؟؟ فبالتأكيد حضرتك تدرك أن الحزب هو برنامج وطني مدروس وضع بواسطة متخصصين كل في مجاله وطرح للنقاش واتفق عليه و تم نشره والترويج له ليطلع عليه الجمهور لينضم كل من يري أنه في مصلحة الوطن أولا ثم مصلحته الخاصة والحزب تنظيم عام تديره لجنة منتخبة يرأسها شخص منتخب لمدة محددة يمكن تصحيحه ونقده وإقالته ؟؟؟ أما الطائفة الدينية فهي ملك خاص لأسرة دينية محددة والولاء ديني وما علي أفراد القطيع إلا الركوع وبوس الأيدي وقول سمعا وطاعة للرئيس المقدس الأبدي الذي لا يمكن تصحيحه أو نقده أو إقالته والذي يتجرأ وينتقد أو يعترض عليه يعتبر كافر زنديق خارج عن الملة يطرد من الطائفة إن لم ينكل به أو يحرم من الفتة الساخنة باللحمة بدون عظم ؟؟؟ لقد ولي عهد هذه الطوائف الدينية والشباب الأن لا يقنعه شبر بالجنة أو فاتحة من أبو علي ؟؟؟ طائفة الأنصار التي ترفع علم غير علم السودان انفض من حولها ابناء غرب السودان الذين كانوا يخدمون بدون أجور أو حقوق إنسان ليرفعوا السلاح للمطالبة بحقوقهم المشروعة ؟؟؟ وتبقي لهم بعض الأسر التاريخية التي يربطهم معها نسب أو مصالح ؟؟؟

  17. الهادي هباني ..ان اري في الامر حيرة …فلماذا العصيان من ال هباني فانتم شركاء كل سلطة حكمت السوداني ..بل انتم حكام من اجدادكم ..ووراء كل عظيم امراة ..فنساء ال هباني بصمتهن واضحة علي هذا النظام ..دي ذي قصة الحبيب الصادق المهدي رئيس حزب الامة والمحبوب عبد الرحمن الصادق المهدي الكوز . كراع جوه وكراع بره…فكرة هبانية مجنونة جن .

  18. الشكر كل الشكر للحكيم الهادي هباني لخارطة الطريق المفصلة هذه، والتي أتت في وقتها تماماً مع تباشير العام الجديد والناس قد فرغت من العصيان المدني الثاني، بكل إيجابياته وسلبياته، وترنو إلى جولة جديدة مع جلادها الذي بدأت قواه في الخوران.

    وتكمن قوة المقال في تعريته للنظام وتجريده من أهم أسلحته، وهي الخوف من البديل المجهول، أو ما أسماه مولانا سيف الدولة “الأمن مقابل الفساد”. فالتخويف هو آخر أسلحة النظام بعد أن نضب معينه من الوعود والبشريات، فلجاً إلى التخويف من مصير سوريا وليبيا واليمن، عله يكسب الزمن، وأني له، فالطوفان قادم قادم…

  19. الشكر اجزله للاستاز الهادي هباني لولوجه مرحلة التاطير لخارطة الطريق. اعتقد ان الوقت قد حان لندلف الي
    تلك الجوانب التي تطرق لها المقال و التي اثني عليها غالبية المعلقون. يجب علي كل حادب علي تعافي الوطن
    الالتفاف و الاتفاف علي ارضية صلبة لمعالجة ماسي و جراحات الوطن و المواطن و هو التحدي الاكبر. و لا
    اخال ان ازالة نظام القمع و الاستبداد سياخذ الكثير من الجهد و المجهود لان هذا النظام في مرحلة التآكل
    و الانهيار و الموت السريري و لكاني اراها سويعات و سيتسابقون للفرار بما نهبوا من خيرات هذا البلد او
    الهروب الي ملاذ آمن هلعا من ساعة الجرد و الحساب.

  20. الأستاذ المحترم هباني اخالفك الرأي في كلمة (أحزاب طائفية) وهذا التعبير الخطأ يردده الكثيرين دون أعمال العقل ؟؟؟ فيا أما طوائف دينية أو حزب ؟؟؟ فبالتأكيد حضرتك تدرك أن الحزب هو برنامج وطني مدروس وضع بواسطة متخصصين كل في مجاله وطرح للنقاش واتفق عليه و تم نشره والترويج له ليطلع عليه الجمهور لينضم كل من يري أنه في مصلحة الوطن أولا ثم مصلحته الخاصة والحزب تنظيم عام تديره لجنة منتخبة يرأسها شخص منتخب لمدة محددة يمكن تصحيحه ونقده وإقالته ؟؟؟ أما الطائفة الدينية فهي ملك خاص لأسرة دينية محددة والولاء ديني وما علي أفراد القطيع إلا الركوع وبوس الأيدي وقول سمعا وطاعة للرئيس المقدس الأبدي الذي لا يمكن تصحيحه أو نقده أو إقالته والذي يتجرأ وينتقد أو يعترض عليه يعتبر كافر زنديق خارج عن الملة يطرد من الطائفة إن لم ينكل به أو يحرم من الفتة الساخنة باللحمة بدون عظم ؟؟؟ لقد ولي عهد هذه الطوائف الدينية والشباب الأن لا يقنعه شبر بالجنة أو فاتحة من أبو علي ؟؟؟ طائفة الأنصار التي ترفع علم غير علم السودان انفض من حولها ابناء غرب السودان الذين كانوا يخدمون بدون أجور أو حقوق إنسان ليرفعوا السلاح للمطالبة بحقوقهم المشروعة ؟؟؟ وتبقي لهم بعض الأسر التاريخية التي يربطهم معها نسب أو مصالح ؟؟؟

  21. الهادي هباني ..ان اري في الامر حيرة …فلماذا العصيان من ال هباني فانتم شركاء كل سلطة حكمت السوداني ..بل انتم حكام من اجدادكم ..ووراء كل عظيم امراة ..فنساء ال هباني بصمتهن واضحة علي هذا النظام ..دي ذي قصة الحبيب الصادق المهدي رئيس حزب الامة والمحبوب عبد الرحمن الصادق المهدي الكوز . كراع جوه وكراع بره…فكرة هبانية مجنونة جن .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..