أسكتي يا نقارة وأقيفي شوية يا غيمة.. عن “اليمني” وجروحنا “الأبت تبرا”

الخرطوم: عبد الجليل سليمان

وحين عبر الشاب (عبد الرحمن علي حسين أحمد مرعي)، الحدود من أثيوبيا إلى السودان، أواخر القرن التاسع عشر من أجل حفظ القرآن، ثم العودة، لم يكن يدري أن يستقر به المقام في قرية (القرير) ريفي مروي، بُعيد سنوات قليلة من هجرته من اليمن إلى أثيوبيا.

فكان أن التحق (الفتى) بخلوة الشيخ (عبد الله) فحفظ القرآن وصاهر الملك ود فور ملك منطقة حزيمة وهو من ملوك (حَنِّك)، فتروج من ابنته، وأنجب أول أبنائه الذكور منها في العام 1939م، وأسماه (عثمان).

(1)

تقول سيرته التوثيقية المبذولة إنه: عثمان اليمني جاء إلى الدنيا من صلب والد (يمني) ورحم أم (سودانية ? شايقية)، وإنه درس الخلوة والمدرسة الصغرى بالقرير، ثم التحق عسكرياً بالجيش، إلى أن أنهى خدمته فيه في العام 1960م، ليعمل بعد ذلك ترزياً في شندي، عطبرة ثم سوق أم درمان، وهناك تعلم عزف الطنبور على يديّ رهطه من القرير، سيد أحمد صديق، وعبد الله حسن الجدي، وحسن حمد وإنه صوته أجيز إذاعياً 1962م عبر أغنية (الله الليل يا الله) التراثية.

(2)

غنى اليمني لحسن الدابي (دابو جاهل صغير سن، ويا حسن ده بلودو وين) وخلافهما، وغنى لإبراهيم ابنعوف (آسيا، ما غلطان، طريق الحب مشيتو)، وغيرها، لكن روحه المبدعة التواقة للمزيد، لم يُشف غليلها إلا بعد تعاونه مع الشاعرين (محمد العبيد) (وعبد الله كنه)، الذي غنى له مايقارب 97 أغنيه منها (جروح قلبي الأبت تبرا)، وكثير من الشعراء الآخرين الذين غنى لهم اليمني، لا نستطيع حصرهم، لكنا نشير إلى بعضهم مثل (عبد المنعم أبو نيران، فؤاد عبد الرحيم، سيد أحمد الدوش، إسماعيل حسن، سيد أحمد الحردلو، كدكي، السر عثمان الطيب، أحمد النضيف)، وغيرهم.

(3)

مسيرة طويلة، وسم فيها الفنان عثمان اليمني، مسيرة غناء الدليب بميسم مُضيء، إلى أن دعاه ربه ليكون جواره إلى الأبد في الثلث الأخير من ليلة أول أمس، فلاقاه راضياً مرضياً بإذنه تعالى بمشتشفى الشرطه حيث كان ملازماً للسرير الأبيض.

وهنا في موقف الحزن هذا، لن يفوتنا أن نشير إلى أن للراحل أكثر من 300 أغنية عاطفية، وأكثر من 100 أغنية وطنية، وسجلت له الإذاعة السودانية نحو 40 أغنية، بينما سجل له التلفزيون أغنيتين عاطفيتين، و18 نشيدا وطنياً.
اليوم التالي

تعليق واحد

  1. رحم الله اليمني رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته
    ما تبقي الزمن الجميل يتاكل ليبقي الحردبيس

  2. ولا ننسى أغنية أم درق ( أنا طاريك يا أم درق وطاري القبيلة ) للشاعر الراحل / عبدالقيوم ابراهيم مالك .

  3. له. الرحمة والمغفرة
    وسبحان الله ونحن في طفولتنا كان اهلنا بحكم انهم من الشمال كثيري الاستماع لود اليمني فصرنا حافظين اغانيه كلها متى ماغناها او سمعناها رددناها معه له الرحمة والمغفرة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..