الرئيس الأمريكى للمسلمين: عيد مبارك

واشنطن – هنأ الرئيس الأمريكى باراك أوباما المسلمين فى جميع أنحاء العالم بمناسبة عيد الأضحى، متمنيا لهم "عيدا مباركا"، و"حجا مبرورا" لمن أدوا مناسك الحج هذا العام.

وقال أوباما فى بيان صحفى أصدره البيت الأبيض امس، "إن الآلاف من الأمريكيين المسلمين هم من بين أولئك الذين انضموا إلى أحد أكبر التجمعات الأكثر تنوعا فى العالم هذا العام لأداء مناسك الحج فى مكة المكرمة، والأماكن القريبة منها".

وأضاف البيان، أن المسلمين بهذا العيد يحيون ذكرى استعداد إبراهيم عليه السلام للتضحية بابنه، وذلك بتوزيع اللحوم والغذاء على أولئك الأقل حظا فى العالم"، مشيرا إلى أن المسلمين يشاركون الولايات المتحدة والمجتمع الدولى فى جهود الإغاثة لمساعدة أولئك الذين يكافحون للبقاء على قيد الحياة فى القرن الأفريقى، وأولئك الذين يتعافون من الزلزال المدمر فى تركيا.

وقال أوباما: "إن شعائر وطقوس العيد والحج تذكر بمشاركة العالم لجذوره من المعتقدات الإبراهيمية والدور القوى للعقيدة فى تحفيز المجتمعات لخدمة والوقوف مع المحتاجين".

واختتم أوباما تهنئته للمسلمين قائلا: "باسم الشعب الأمريكى، أتقدم بأطيب تمنياتنا بمناسبة موسم الحج.. عيد مبارك وحج مبرور".

وكالات

تعليق واحد

  1. طالبان تربك اولويات اوباما!

    جمال محمد تقي
    تتزاحم وتتداخل الازمات والاستحقاقات، التي تفرض نفسها على جدول اعمال ادارة اوباما، بالتزامن مع استعداداتها لتدشين حملة الانتخابات الرئاسية المقبلة والتي سيدخلها اوباما، وكله توق لتحقيق الفوز بفترة رئاسية ثانية، كما وتتزايد اعباء حملته الانتخابية الثانية، لكون فوزه الاول جاء مقرونا بوعود محددة وسياسات تغييرية تهدف للحد من وتيرة الانحدار التي تجلت في عهد سلفه، ومن الواضح ان سياسة اوباما لم تنجح في الخروج من الدائرة الجهنمية والنمطية للسياسات الامريكية السابقة.
    لقد وعد اوباما الامريكان بالكف عن سياسة الحروب الاستباقية، وعن الانفراد بالقرارات التي تمس الامن والسلام الدوليين، وتغنى بسياسة الانفتاح على العالم، والحوار مع مختلف اطرافه ونبذ السياسات النمطية التي كرست امريكا كدولة هيمنة وامبراطورية طامعة بما لدى الاخرين، على اعتبار ان ذلك يناقض صورتها عن نفسها كونها المدافعة الاولى عن حقوق الانسان والديمقراطية في العالم اجمع!
    اقتنع اوباما بان تحقيق ما وعد به يتطلب انكفاءا امريكيا عن التحكم بمسارات العلاقات الدولية خارجيا، بالتزامن مع الحد من التغول الاحتكاري للثروة والسلطة داخل امريكا نفسها، وقناعته تلك قادته عمليا الى قناعة اخرى سلم بموجبها بان الموضوع اكبر من ان يغيره رئيس اي رئيس كان، بل ان الرئيس نفسه مصمم للانقياد الى متطلبات النظام الامريكي القائم على احتكار القوة والثروة، واذا كان الرئيس لا ينصاع لهذا الانقياد فان مصيره محفوف بخطر التهميش ومن ثم الاستبدال وربما قبل انقضاء فترته الرئاسية ولكل حالة تخريجاتها السياسية والقانونية التي لا يبخل بها النظام الامريكي على نفسه، وعليه غير الرجل نفسه قبل ان يغيره النظام.
    لم يخطيء من قال : اذا اردت اختبار جدية التغيير في السياسة الامريكية، فما عليك الا بمسائلتها عن موقفها من الحقوق المشروعة للفلسطينيين، وهذا ما حصل فعلا مع ادارة اوباما، حيث كان جوابها، الفيتو على اي قرار لا ترخصه اسرائيل، والتعامي عن السياسات الاجرامية والارهابية الاسرئيلية التي تمارسها يوميا، باستمرار احتلالها الاستيطاني لارض فلسطين كل فلسطين، برغم مئات القرارات الصادرة عن الامم المتحدة والتي تحرم عليها مثل تلك الممارسات.
    قال اوباما انه سينسحب من العراق، وكل المؤشرات تقول انه يستميت للبقاء فيه، ولكن باشكال غير صارخة، قال بانه لايود بالتصعيد مع ايران وانه سيعمل على معالجة المشاكل العالقة معها بالتي هي احسن لكنه يؤلب دول العالم ضدها، ويجري الاستعدادات وبالتنسيق مع حليفته اسرائيل لشن حرب بالوكالة عليها، وقال بانه سيدعم الحراك الشعبي في البلدان العربية، لكننا نراه يكيل بمكاييل مختلفة مع كل حراك وبما يخدم المصلحة الامريكية ذاتها، قال انه سيعالج الازمة المالية دون المساس بحاجات الاغلبية المتضررة، لكننا نراه يكرس المعالجة على حساب تلك الاغلبية، قال انه سينسحب من افغانستان، لكن مجريات الامور توصلنا الى حقيقة حرصه على ابقاء قواعد ثابتة فيها، وجحافله توغل بقصف المدنيين وتتسبب يوميا بالمزيد من العذابات للافغان.
    طالبان تلاحق اولويات اوباما وتفشل محاولاته لجدولتها على اساس المصلحة الامريكية اولا واخيرا، انها تربكه بالعمق لاسيما وانه وعلى خلاف سلفه بوش قد اعلن وجوب التركيز على افغانستان وتحقيق النصر المبين فيها، وحسم موضوع العراق بترك السم الامريكي يفعل فعله في جسده حتى بعد الانسحاب المباشر منه، فزمام المبادرة تتحكم به طالبان وعلى اكثر من ثلاثة ارباع الارض الافغانية، والقوات الامريكية ومعها كل قوات ايساف باتت اسيرة لعقيدة الدفاع عن نفسها وعن المقار الحكومية في كابل، اما الضغوط على باكستان لتكون شريك فاعل بالحرب على طالبان فانها لم تاتي الا بنتائج عكسية اخذت تمد طالبان باكستان بالمزيد من اسباب القوة التي اصبحت تهدد وعلى المدى المتوسط الخطط الامريكية في الباكستان كلها.
    ادارة اوباما ومعها حكومة الدمى في كابل تتوسل طالبان من اجل الدخول بمفاوضات رسمية يتم بموجبها تحقيق تسوية توافقية تضمن للامريكان مصالحهم ولطالبان حصة الاسد في حكم البلاد، وعلى هذا الطريق تم الايعاز لقطر كي تكون مستعدة لفتح مكتب رسمي لطالبان، وجرى حذف اسماء زعماء طالبان من قائمة الارهاب التي تعتمدها الامم المتحدة، وجرى مد لجنة السلام التي يقودها رباني بالاموال الازمة لاسترضاء بعض المحسوبين على طالبان لمجرد اعتمادهم كوسطاء بين حكومة كرزاي وطالبان، وفعلا جرى اتصالين مع لجنة رباني من قبل المحسوبين على طالبان في الاول جرى التزود بالاموال التي بحوزته، والثاني الذي جرى فيه قتله بعملية فدائية نوعية، اما مكتب قطر فما زال فارغا، اما كرزاي فان القلق يغمره وخاصة بعد مقتل اخيه، وبعد تاكده من ان طالبان ستفعل ما يتحتم عليها للنيل منه شخصيا، وما تهديدها الاخير بتصفية من يحضر لمؤتمر القبائل الافغانية المزمع عقده في كابل الا دليل على مدى ثقتها بنفسها لاختراق ما تريد اختراقه، وكل ذلك بعد مرور اكثر من عشرة سنوات على الحرب الاحتلالية الامريكية لافغانستان.
    ليس لطالبان سوى مطلب واحد لا بديل عنه وهو وقبل كل شيء يجب ان تنسحب كل القوات الاجنبية من البلاد ودون قيد او شرط، وبعدها يمكن للافغان ان يحلوا مشاكلهم بانفسهم، ويمكن ان تجري مفاوضات بين افغانستان وامريكا وعلى قدم المساواة لتسوية مخلفات الحرب والاحتلال.
    اوباما يناور كما تناور طائراته التي لايقودها طيار، اثناء قصفها للقرى النائية والعصية على طول الحدود مع باكستان بل وداخل باكستان ايضا، انه يزيد عديد قواته وبنفس الوقت يعلن عن ان نهاية 2014 سيكون موعدا للانسحاب، بمعنى انه لن ينسحب الا بعد تدمير مالم يدمر من هذه البلاد التي تستنزف من يتورط باحتلالها.
    شبكة حقاني والحزب الاسلامي وطالبان اسماء متعددة للمقاومة الافغانية، ولكن اهدافها تكاد تكون واحدة، وباكستان بحكم الامر الواقع، بحكم عوامل الجغرافية والتاريخ والمصير المشترك عمق لها، وليس من مصلحة باكستان الرسمية التفريط بافغانستان لمصلحة النفوذ الهندي والامريكي، وان ضغطت امريكا اكثر مما يجب، فانها ستلجأ للحليف الصيني الذي لا يرغب بالتقارب الهندي الامريكي، لقد قتل بن لادن وهذا ما كنت تتحجج به امريكا، بل وصفيت بمعونة المخابرات الباكستانية الكثير من قيادات القاعدة وشبكاتها، وفتحت حدودها للامريكان من اجل ملاحقة طالبان، اكثر من هذا يصعب على الباكستان تقديمه لانه يمس مصالحها القومية، ويبدو ان كرزاي سلم بالامر حيث طالب الامريكان بان يتفاوضوا معهم للتوسط بينه وبين طالبان، وهكذا فعلت كلينتون في زيارتها الاخيرة للباكستان، هذا فقط ما يمكن ان تتساهل به باكستان الرسمية لان اكثر من ذلك يعني فقدانها لبوصلة البقاء.
    اوباما صار يتغنى بصفحة الوفيات ويتلذذ باعلان اخبارها على الشاشات : قتلنا بن لادن، قتلنا العولقي، قتل القذافي، ولم يبقى له سوى ان يعلن اسماء قتلى قادة كتائب الاقصى على يد سلاح الطيران الاسرائيلي، انه انتقائي بطبعه، فهو لم يقرأ اخبار الصفحة كاملة، حيث فيها ايضا مقتل رباني ومقتل شقيق كرزاي، ومقتل 40 من القوات الخاصة الامريكية التي ساهمت بقتل بن لادن، وانتقائيته تلك تمنعه ايضا من الاقرار بان صفحات الوفيات لا تخلو يوميا من اسماء القتلى من الجنود الامريكان في افغانستان، واخرها كان مقتل 13 جندي امريكي في قلب كابل.
    يبدو ان طالبان وبرغم عزلتها هي اكثر القوى معرفة بالداء الامريكي واكثرها قدرة على ايجاد الدواء لمقاومته، ومن هنا تتأتى ارتباكات اوباما في التعاطي معها كاولوية من اولوياته.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..