(36.000 رسم)

::(التجنيب)، أي تحصيل المال من المواطن بغير علم وأمر وزارة المالية وإيصالها المعتمد عند المراجع العام، نوع من الفساد.. وليس مهماً بنود صرف (المال المجنب)، مشروعة كانت تلك البنود أو غير مشروعة، فالمهم جدا هو ألا يتم إستلام و صرف أي مال عام إلا حسب الخارطة المحسابية لوزارة المالية، وهذا لا يحدث في السودان.. بل لأية وحدة حكومية حق فرض ما تشاء من الأتاوات على الناس، وكذلك لها حق التصرف في تلك الأتاوات كما يشاء مدير المؤسسة..ولذلك – سنوياً – تتفاجأ وزارة المالية بالإستلام ويتفاجأ المراجع العام بالتصرف..كل هذا أمر مخالف للقانون من (زمن حفرو البحر)..!!

:: والمؤسف، هناك قوانين ولوائح وأحكام تمنع هذه المخالفة وتعاقب مخالفيها..ولكن نحن في السودان لا نهوى أوطانا كما يجب، ولذلك نرمي بالقوانين والأحكام التي تكافح التنجيب – وغيره – بعرض الحائط.. وعوضاً عن تطبيق تلك القوانين والأحكام الواضحة على المخالفين، كانت الحكومة تشكل بين الحين والآخر ما أسمتها (لجنة عليا لمكافحة التجنيب).. نعم، رغم أنف القانون الرادع، تم تشكيل لجنة عليا لمكافحة التجنيب ..ولم تكافح اللجنة العليا وباء التجنيب، بل ذابت مثل كل لجان التخدير و..بقى التجنيب يمد لسانه ساخراً للمالية والقانون ..!!

::وآخر تقرير صادر عن المراجع العام تحدث عن مخاطر تجنيب الأموال خارج إطار الموزانة، وبلغ حجم الأموال المجنبة في الأجهزة المركزية حسب التقرير (94 مليون جنيه ) و(6.5 مليون جنيه ) في الأجهزة الولائية..ولذلك توجس التقرير وأفاد بأن عدم الرقابة على حسابات الأموال المجنبة يهيئ بيئة مواتية للتصرفات المالية غير السليمة (الفساد)، وكذلك قد يُستغل معظم الأموال المجنبة في الحوافز والنثريات، وهذا ما يحدث دائما لأموال التجنيب ..وكالعادة، مع أرقام المبالغ المجنبة وكذلك مخاطر التجنيب، لا يذكر تقرير المراجع للنواب الوحدات الحكومية التي تدمن هذا التصرف غير المسؤول في المال العام؟..فالتقرير دائما ما ينصح بعدم التجنيب ولايفصح عن المجنبين..!!

:: ويبدو أن التحصيل الإلكتروني أزاح الستار عن قبح التجنيب والذين أدمنوه طوال الربع قرن .. (36.000 رسم)، كان يدفعها المواطن – طوال السنوات الفائتة – لأجهزة الدولة المركزية والولائية والمحلية، ووزارة المالية لم تكتشف هذا الرقم إلا مع بداية تطبيق التحصيل الإلكتروني، حسب تصريح وزير المالية.. ولقد أحسن وزير المالية قولاً عندما وضع يده على الجرح، وقال : (سنعيد النظر في نظام الفيدرالية المالية وهياكل المحليات وسنختار العدد المناسب من العمالة)..نعم، فالمحليات وولاياتها هي الآفة التي ترهق المواطن وتطرد المستثمر بالأتاوات غير المشروعة، لصالح الحوافز والنثريات والتأثيث .. !!

:: وكالعهد بهم دائماً باللجوء إلى الحرب والتخريب عندما يزاح الستار عن مخالفاتهم، لقد ظهر أعداء التحصيل الإلكتروني ..لقد كان صادماً لأوراقهم التي يتحصلون بها بلا علم وأمر وزارة المالية، وها هم يحاربونه – بإعتراف وزارة المالية – لكي لا يكتمل المشروع ..ومن عليه حماية هذا المشروع والمضي به نحو كل منافذ التحصيل – قبل أجهزة الدولة – هو المواطن..وقديما كان التحذير والتحريض بأن الدفع لأي جهاز حكومي بغير (أورنيك 15) بمثابة مخالفة ويجب مقاومتها بالرفض، ومع ذلك كان المواطن يدفع .. ولكن اليوم، بعد تطبيق التحصيل الإلكتروني، لم يعد هناك عذراً للمواطن ..نعم، توجد متاعب حالياً، ولكل تجربة جديدة بعض المتاعب، ومع ذلك كافحوا التجنيب بحق الحرص على ( الدفع الإلكتروني).. !!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اول من بدأ التجنيب كانت هى وزارة الخارجية
    عندما كانت مرتبات السفراء تتأخر بالشهور لتأخذ دورتها مرورا
    بوزارة المالية وارتباطها بالميزانية السنوية
    اقترحت الوزارة ان يتم خصم المرتبات من الايرادات (الاتاوات المحصلة من المغتربين وخاصة قنصلية جدة، فهى الممول الرئيسى)
    لا اذكر اسم الوزير الذى تم على يديه هذا المقترح
    وبعد داك بدات تظهر علامات البهرجة على الوزارة فى المبانى الجديدة والتاثيث
    ومخصصات السفراء وغيرها
    وزارة الداخية ضمت ادارة الجمارك ليها وعسكرت ضباط الجمارك عشان تضمن لنفسها
    موارد اكبر وتستفيد من الاعفاءات الجمركية للاثاثات وغيرها من المدخلات

    يظهر ان المالية شعرت بان العبء خف عليها وسمحت لوزارات بالتجنيب
    يقال ان عمر البشير عند افتتاح احد مبانى احدى الوزارات صرح ليهم
    اذا كان التجنيب بعمل كدا، جنبوا كلكم

    فى النهاية وزارة المالية اصبحت تتحكم فى 17% فقط من جملة الايرادات
    مع محاربتهم للتحصيل الالكترونى ،ما يجوا يقولوا مالقينا شفرةالتشغيل
    بسبب الحصار الامريكى
    والله يكضب الشينة

  2. يا الطاهر عبارةواحدة من الرئيس وهو يفتتح مباني الشرطة قال ( لو كان التجنيب بيعمل دا كلو جنبوا) ولك ان تتخيل تصريح مثل هذا من أعلى قمة في الدولة وفي احتفال عام.
    هذه العبارزة الفالتة ليس لها الا التحصيل الالكتروني.
    غير أني أخشى أن يكون رد الفعل للتحصيل الالكتروني تفشي الرشوة. وهذه تنتشر عندما تكون الرسوم عالية هنا يلجأ المواطن البسيط للرشوة ويبدو أنها بدأت في رسوم طرقالمرور السريع.

  3. زمان أى قبل ثورة الدمار الشامل مافى حاجه اسمها التجنيب والناس مابتعرف الكلام
    ده .. ده جابوه ناسك ديل وكمان حللوه .. هذه احدى محنكم التى لاتحصى ولاتعد …!!

  4. وهل كان المواطن يدفع باورنيك 15 فقط كان لمعظم الوحدات الحكومية ارانيكها الخاصة التي تسير جنبا الى جنب اورنيك 15 وبعضها ورق duplicate ورسوم فايلات تؤخذ حتى بدون ايصال والمواطن المغلوب على امره اما ان يدفع واما ان يتلتل اذا عمل فيها رسميات ومحاولة للتمسك بحقه القانوني وسيصطدم بصخرة الفساد ويعود مرغما للدفع زيو وزي غيرو يعني يشتكي لي منو اذا كان مدير الوحدة هو من اقر هذه الممارسات بضوء اخضر غير مباشر من وزارة المالية بأن يتصرف في ظل عدم وجود التصديقات المالية للتسيير والحوافز

  5. اول من بدأ التجنيب كانت هى وزارة الخارجية
    عندما كانت مرتبات السفراء تتأخر بالشهور لتأخذ دورتها مرورا
    بوزارة المالية وارتباطها بالميزانية السنوية
    اقترحت الوزارة ان يتم خصم المرتبات من الايرادات (الاتاوات المحصلة من المغتربين وخاصة قنصلية جدة، فهى الممول الرئيسى)
    لا اذكر اسم الوزير الذى تم على يديه هذا المقترح
    وبعد داك بدات تظهر علامات البهرجة على الوزارة فى المبانى الجديدة والتاثيث
    ومخصصات السفراء وغيرها
    وزارة الداخية ضمت ادارة الجمارك ليها وعسكرت ضباط الجمارك عشان تضمن لنفسها
    موارد اكبر وتستفيد من الاعفاءات الجمركية للاثاثات وغيرها من المدخلات

    يظهر ان المالية شعرت بان العبء خف عليها وسمحت لوزارات بالتجنيب
    يقال ان عمر البشير عند افتتاح احد مبانى احدى الوزارات صرح ليهم
    اذا كان التجنيب بعمل كدا، جنبوا كلكم

    فى النهاية وزارة المالية اصبحت تتحكم فى 17% فقط من جملة الايرادات
    مع محاربتهم للتحصيل الالكترونى ،ما يجوا يقولوا مالقينا شفرةالتشغيل
    بسبب الحصار الامريكى
    والله يكضب الشينة

  6. يا الطاهر عبارةواحدة من الرئيس وهو يفتتح مباني الشرطة قال ( لو كان التجنيب بيعمل دا كلو جنبوا) ولك ان تتخيل تصريح مثل هذا من أعلى قمة في الدولة وفي احتفال عام.
    هذه العبارزة الفالتة ليس لها الا التحصيل الالكتروني.
    غير أني أخشى أن يكون رد الفعل للتحصيل الالكتروني تفشي الرشوة. وهذه تنتشر عندما تكون الرسوم عالية هنا يلجأ المواطن البسيط للرشوة ويبدو أنها بدأت في رسوم طرقالمرور السريع.

  7. زمان أى قبل ثورة الدمار الشامل مافى حاجه اسمها التجنيب والناس مابتعرف الكلام
    ده .. ده جابوه ناسك ديل وكمان حللوه .. هذه احدى محنكم التى لاتحصى ولاتعد …!!

  8. وهل كان المواطن يدفع باورنيك 15 فقط كان لمعظم الوحدات الحكومية ارانيكها الخاصة التي تسير جنبا الى جنب اورنيك 15 وبعضها ورق duplicate ورسوم فايلات تؤخذ حتى بدون ايصال والمواطن المغلوب على امره اما ان يدفع واما ان يتلتل اذا عمل فيها رسميات ومحاولة للتمسك بحقه القانوني وسيصطدم بصخرة الفساد ويعود مرغما للدفع زيو وزي غيرو يعني يشتكي لي منو اذا كان مدير الوحدة هو من اقر هذه الممارسات بضوء اخضر غير مباشر من وزارة المالية بأن يتصرف في ظل عدم وجود التصديقات المالية للتسيير والحوافز

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..