الممر الشرفي في الكلاسيكو .. بين الروح الرياضية والتعصب

كووورة –

تعتبر الممرات الشرفية في الملاعب الاوروبية، جزء لا يتجزأ من منظومة احترام الابطال، التي اعتادت عليها جماهير الاندية في القارة العجوز، وشهدت الملاعب الاسبانية على مدار الاعوام الماضية، ممرات شرفية تكريما لابطال المسابقات المحلية وعلى رأسها الليغا.

لكن عندما يتعلق الامر بممر شرفي في الكلاسيكو، فعندها يكون للحدث قيمة اكبر ومعنى ابلغ لجماهير الغريمين، فجماهير الفريق المُكرم ستشعر بسعادة غامرة كون ان جماهير غريمها تكرم فريقها، وفي المقابل، قد لا تخلو صدور جماهير الفريق الذي سيقوم بعمل الممر الشرفي من غصة لرؤية فريقها بهذا الشكل.

في موسم 1991، وتحديدا في مباراة الاياب من الدوري الاسباني يوم 8 حزيران / يونيو، حل برشلونة ضيفا على فريق ريال مدريد في معقله (سانتياغو بيرنابيو) في الجولة الاخيرة من الليغا، وكان برشلونة تحت قيادة المدرب المخضرم، يوهان كرويف، قد حسم امر لقبه الـ 11 في مسابقة الدوري، رغم خسارته امام قاديش برباعية في الجولة 34، الا انه تمكن من حسم اللقب بعد خسارة منافسه على اللقب انذاك، اتلتيكو مدريد، من ريال سوسيداد بنتيجة 2-1 في نفس الجولة.

حسم برشلونة للقب قبل اربع جولات، دفع لاعبي ريال مدريد لعمل اول ممر شرفي بين الغريمين في الكلاسيكو، لتحية برشلونة، قبل بداية المباراة التي انتهت بفوز الملكي بهدف نظيف في الجولة 38، واحتلاله المركز الثاث خلف برشلونة واتلتيكو مدريد.

اعتقد جماهير الفريقين ان فكرة الممر الشرفي في مباريات الكلاسيكو لن تتكرر، في ضل التنافس الشديد بين الغريمين، وعدم تمكن احدهما من حسم لقب الدوري مبكرا، الى ان جاء الموسم 2008، عندما حل برشلونة ضيفا مرة اخرى على ريال مدريد في البيرنابيو، وتحديدا عند الجولة 36 في 7 ايار / مايو، وكان الملكي قد حسم امر اللقب عند الجولة السابقة عند الفوز على اوساسونا خارج الديار بنتيجة 2-1.

ضمان الفريق الملكي للقب الدوري للمرة 31 في تارخيه، تحت قيادة الالماني شوستر، قبل نهاية الموسم باربع مباريات، اجبر لاعبي الفريق الكتالوني على عمل ممر شرفي لتحية لاعبي الملكي، الذي كان يتقدمهم في ذلك الوقت الاسطورة راؤول غونزاليس، قبل ان يؤكد الميرينغي احقيته باللقب وحسم نتيجة اللقاء برباعية مقابل هدف وحيد، لينهي برشلونة الموسم في المركز الثالث خلف ريال مدريد وفياريال.

يبدو انه على جماهير الغريمين الانتظار لفترة طويلة مرة اخرى، قبل ان يشهدوا على ممر شرفي جديد في مباريات الكلاسيكو، في ظل تتطور مستوى الاندية الاسبانية، واتساع دائرة التنافس على اللقاب المحلية، وفي ظل التنافس الشديد والقوي جدا بين الغريمين ريال مدريد وبرشلونة.

فقد لا يتمكن احدهما من حسم امر اللقب مبكرا، هذا ان لم يخرج اللقب من ايديهما كما حصل الموسم قبل الماضي، عندما خطف اتلتيكو مدريد اللقب في الجولة الاخيرة من بين انياب برشلونة في معقله الكامب نو، في مباراة احتاج فيها برشلونة الفوز، الا ان ابناء سيميوني فرضوا عليهم التعادل ليتوجوا بلقبهم العاشر.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..