مقالات سياسية

جرد حساب للحرب.. من الرابح ومن الخاسر

إستمرار الحرب الحالية جعل جميع الفاعلين في الساحة في خانة الخسارة بلا استثناء، كالاتي:

الجيشخسر الجيش في هذه الحرب عددا ضخما من خيرة ضباطه وجنوده، والاهم انه خسر هيبته التاريخية نتيجة للهزائم المتتالية من قبل قوات الدعم السريع، وبما انه ليس بالامكان ان يستعيد الجيش من قتلوا من ضباطه وجنوده، الا ان مواصلته الحرب لاستعادة هيبته تجعله يخسر المزيد منها ومن جنوده.

الدعم السريعخسر الدعم السريع عددا ضخما من خيرة ضباطه وجنوده، لكن الأهم انه خسر اخلاقيا نتيجة للانتهاكات الواسعة التي حدثت في الخرطوم والجزيرة ودارفور بواسطة قواته او بواسطة اخرين في مناطق سيطرته، وبما انه ليس بالامكان ان يستعيد الدعم السريع من قتلوا من جنوده، الا ان مواصلته للحرب لتجميل صورته الأخلاقية تجعله يخسر المزيد منها ومن جنوده.الكيزانأطلقت جماعة الكيزان الحرب من أجل أن تستعيد حكمها الشمولي بعد ان اسقطها الشعب بثورة ديسمبر، وكانت تظن انها قادرة خلال وقت وجيز على هزيمة الدعم السريع ومن ثم التفرغ لضرب القوى الثورية بيد من حديد، لكنها خسرت الحرب، وخسرت هالتها العسكرية، اذ هربت (فحطت) كتائبها أمام الدعم السريع في ود مدني فأطلقت عليهم الجماهير تهكما لقب (الفحاطة)، بهذه الحرب لعب الكيزان اخر اوراقهم للعودة للحكم بعد انقلاب اعتصام الموز، وفشلوا فيها فشلا ذريعا، وسيحملهم الجميع وزر ومسؤولية هذه الحرب اذا توقفت بالتفاوض، لذلك يعملون كل ما في وسعهم لمنع انتهاء الحرب بالتفاوض.

قوى الحرية والتغييررغم انها وقفت ضد الحرب منذ اول طلقة ودعت لايقافها، الا ان الهجمة الاعلامية المنظمة ضدها جعلت قوى الحرية والتغيير تخسر بعضا من قواعدها الجماهيرية التي صنعتها إبان قيادتها لثورة ديسمبر، ومع ذلك تظل الاقل خسارة من بين الأطراف اعلاه.

الشعب السودانيقتل اكثر من عشرة آلاف مواطن وشرد اكثر من تسعة ملايين مواطن ودمرت البيوت والمصانع وتعطلت الجامعات والمستشفيات والحياة العامة في معظم السودان، كل هذه الخسائر دفعها المواطن السوداني واذا استمرت الحرب سيدفع المزيد والمزيد من فواتير الموت والنزوح والانتهاكات

خلاصة:الجميع خاسر من هذه الحرب، والجميع سيخسر اذا استمرت، وبالتالي لم يعد هنالك أي مجال لاستمرارها ولا مستقبل لانتصار فيها الا بايقافها وفورا.

يوسف السندي[email protected]

تعليق واحد

  1. الخاسر الأكبر من هذه الحرب بعد الوطن هم افندية قحت الذين اصبحوا الذراع السياسي لمرتزقة عربان الشتات الافريقي..لقد حرقوا انفسهم بانفسهم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..