موكب الرحيل الخامس.. بحري تنتفض والآلاف يهزُون الشوارع والمُتظاهرون يُباغتون الأمن والشرطة بتظاهرات قوية داخل الأحياء

الخرطوم: خالد فتحي

تظاهر الآلاف في موكب الرحيل الخامس بالخرطوم بحري ظهر اليوم الأحد، وأفشل المتظاهرون الخُطة الأمنية بالسيطرة على الشوارع الرئيسية، ولجأوا لإشعال تظاهرات قوية داخل الأحياء ، وشهدت أحياء الأملاك والدناقلة والختمية والديوم والشعبية جنوب وشمال والمزاد وشمبات والصافية وحلة خوجلي وحلة حمد والصبابي وغيرها من أحياء بحري تظاهرات قوية وعمليات كَر وفَر بين المُتظاهرين والأجهزة الأمنية والشرطة استمرت لساعات.. وأضرم المتظاهرون النار في إطارات السّيّارات وارتفعت ألسنة اللهب وسُحُب الدخان عالياً وشُوهدت من مسافات بعيدة، وأغلقوا مداخل الأحياء بالحجارة لمنع عربات الأمن والشرطة من التوغل لداخلها، واستخدمت الشرطة عربات الإطفاء لإخماد حريق الإطارات.!!

وشن الأمن، حملة اعتقال عشوائية طالت المئات قبل وأثناء التظاهرات بينهم الصحفي والكاتب محمد عبد الماجد، كما تعرّض الزميل الصحفي محمد سلمان لضرب وحشي بالعصي والهراوات من قبل أفراد أمن ملثمين كانوا على ظهر عربة نصف نقل “بوكس” قُرب المُؤسّسة، وتعرّض الزميلان يوسف الجلال وعائشة السماني للضرب أثناء تغطيتهما تظاهرة موكب الرحيل الخامس بالخرطوم بحري.

ولجأت قوات الأمن والشرطة لاستخدام خُطة أمنية بالسيطرة على الشوارع الرئيسية، خَوْفاً من تكرار سيناريو موكب أمدرمان الأربعاء الماضي، وقامت بتمشيط الشوارع باستمرار، بطريقة أستفزازية على رأس كل دقيقة تقريباً، وانتشر أفراد الأمن والشرطة في المكان بأزياءٍ مدنيةٍ وعسكرية بمئات العربات، ودفعت الشرطة بتشكيلات جديدة واستعانت بقطاعات غير ميدانية وشُوهد أفراد تابعون لشرطة المرور يحملون قاذفات الغاز المسيل للدموع قُرب المُؤسّسة بالخرطوم بحري.. لكن المتظاهرون لجأوا إلى خُطة بديلة بإشعال تظاهرات قوية داخل الأحياء تسببّت في إرهاق الأمن والشرطة طويلاً.

وازدادت ظاهرة الأفراد المُلثمين على متن عربات الأمن، ونادراً ما تجد أحداً حاسر اللثام على وجهه، كما شوهد شبان صغار السن يرتدون أزياءً مدنية ويحملون مسدسات، في حين تسلّح أفراد الأمن ببنادق الكلاشنكوف.. كما ظهرت معظم التشكيلات التي دفعت بها الشرطة لموكب الخرطوم بحري بأزياء ودروع وخوزات جديدة، وسط انتشارٍ كثيفٍ لأفراد المباحث والشرطة الأمنية.

ورفع المتظاهرون بميدان الرابطة في شمبات، الذي تَحَوّل لثكنة عسكرية، صور شهداء انتفاضة سبتمبر 2013م، قبل أن تقوم الشرطة والأمن بضربهم بالعصي والهراوات وإطلاق الغاز المُسيل للدُّموع.

التيار