هلال يبحث عن وعي المواطن.. طوكيو تنظف الخرطوم

الخرطوم- الزين عثمان
يلقي الحمار بفضلاته على قارعة الشارع المسفلت في وقت يبذل الصغير أقصى جهده وهو يحاول أن يصل بحمولته إلى المحطة الأخيرة.. عربة الكارو ساعتها كانت محملة بالنفايات من أحد الأحياء حيث يضطر الأهالي لإبعادها عن منازلهم في ظل تماهي العربات المخصصة لنقلها مع الغياب رغم أن الجهات المسؤولة عن النظافة لا تتأخر في عملية تحصيل أموال النفايات.
لا يختلف اثنان في توصيفهما للخرطوم بأنها المدينة متراكمة النفايات أو العاصمة التي تحيطها الأوساخ من جوانبها كافة العاجزة سلطاتها في الوقت ذاته عن أن تجعلها واحة تسر الناظرين رغم الشعارات الهادفة لجعلها عاصمة حضارية وتعدد الجهات التي تسعى لتبييض وجه العاصمة.
قبل فترة ليست بالبعيدة كان والي الخرطوم الفريق عبد الرحيم محمد حسين يجتمع وحكومته في أكبر مكب للنفايات في العاصمة في سبيل السعي لإيجاد علاج ناجع للأزمة، انتهى الاجتماع وعادت ريمة لقديمة، وما زال البحث جارياً.. تستلم حكومة الخرطوم أمس (الخميس) (18) شاحنة إضافية من حكومة اليابان في سبيل مشروع نظافة ولاية الخرطوم، حيث بلغ مجمل الشاحنات التي تسلمتها الولاية (104) شاحنات من الوكالة اليابانية للتعاون المعروفة اختصاراً (بجايكا).
ثماني عشرة شاحنة يابانية جديدة لنقل نفايات الخرطوم والتخلص منها تطلق أبواقها وهي مرددة السؤال هل تنتهي الشاحنات من كل الأوساخ المتراكمة في الخرطوم؟ بالنسبة لوزير البيئة والتنمية العمرانية بالبلاد حسن عبد القادر فإن الإجابة هي لا، فالوزير وهو يستلم المنحة اليابانية كان يؤكد أن التخلص من النفايات وجعل العاصمة نظيفة يحتاج أكثر ما يحتاج لتعزيز الوعي بين المواطنين.
بالنسبة لآخرين فإن الشاحنات اليابانية لن تكون العطار الذي يصلح ما أفسده الدهر فلا يمكن أن تقوم الشاحنات بأدوار الآخرين وهي ليست لها قدرة أن تزيح قشرة موز يلقي بها أحدهم تحت قدميه أو أن تزيل (قارورة) مياه صحية رأت إحداهن أن تلقي بها من خلف زجاج سيارتها بمجرد فراغها من المشروب.
نعم وصلت الشاحنات من اليابان في وقت يقول فيه البعض إن إفراغ الخرطوم من حمولة أوساخها لا يحتاج إلى أدوات ميكانيكية يابانية بقدر حاجته لنقل السلوك الياباني إلى شوارع الخرطوم عندها فقط يمكن أن نكتب على اللافتات “مرحباً بكم في كوكب الخرطوم الخالي من النفايات”.
اليوم التالي