أين غابت القوي السياسية

اعترف وزير الخارجية المُقال ابراهيم غندور _أحد رموز النظام الحاكم _في وقت سابق ان الدولة عجزت في صرف مستحقات البعثات الدبملوماسية لما يقارب السبعة اشهر ،بعيد هذا الاعتراف بقليل اقر رئيس الوزراء بكري حسن صالح ايضا ان الدولة عجزت مرة اخري في توفير ما يُقدر ب”102″ مليون دولار لمعاجة ازمة الوقود التي تشهدها البلاد .
وتأكيداً لذلك ناشد الطيب مصطفي رئيس منبر السلام العادل واحد المؤيدين بشدة لنظام البشير _ بمقال له في صحيفة الصيحة _ناشد دول الخليج العربي بضرورة تقديم قروض مالية لحكومة المؤتمر الوطني حتي تتمكن من معالجة الازمات التي ضربت البلاد موخرا .ملوحاً في ذات الوقت ” بعصا” سحب القوات السودانية المشاركة بحرب اليمن ان لم تقدم تللك القروض. حتي ان قارئاً ناقما قال ساخراً : ” شحاد وعينو قوية “.
خلاصة الامر _ ثمة ازمات خانقة تضرب البلاد . وتمظهرت في انخفاض قيمة العملة المحلية مقابل العملات الاجنبية ، ارتفاع مستويات المعيشة ، تفشي البطالة وتدني فرص العمل ، مع الانحسار التام للمواد البترولية التي ارتفعت قيمتها في السوق الموازي بشكل مُخيف .
اذاً ثمة ما يستدعي القيام بفعل الثورة ؛ ولكن اين هي الجهة التي يفترض ان تقوم بذلك . بالتأكيد هي القوي السياسية ،ولكني اين هي القوي السياسية ؟ الطبيعة وحدها تعلم .
في سبتمبر وان لم تكن الاوضاع بالبلاد سيئة بالقدر الذي نعايشه الان _ الا ان القوي السياسة استطاعت وبشجاعة منقطعة النظير ان تحرك الشارع ومن ثم اجبار النظام الحاكم علي الشروع في عملية اصلاح واسعة النطاق حتي ان قادة النظام اصبحوا يتحسسون مواقعهم جيدا ، ويكاد لا يصدقون حتي الان ان العاصفة مرت بسلام .
هذا الامر يقودنا للتساؤل حول ما اذا كانت القوي السياسية قادرة علي تحريك الشارع مرة اخري ام لا . وما اذا كان غيابها عن الساحة عائداً بالضرورة الي المكاسب التي تُجنيها من بقاء النظام علي سدة الحكم مثلما يؤكد بعض الناقمين .
بالنظر الي التاريخ المشرف للقوي المناهضة للنظام ، وكمية الشهداء الذين قدمتهم دفاعا عن الديمقراطية ؛ لا احد يستطيع ان يقدح في مقدرتها علي تحريك الشارع . ولا احد يستطيع الجزم بانها مستفيدة من فكرة بقاء النظام علي سدة الحكم .
صحيح ان هنالك ظروفا موضوعية هي التي تحول بين القوي السياسية والشارع . ولكن مع ذلك عليها ان تصارع المستحيل لكيما تكتب التاريخ مرة اخري .
في تونس احرق البوعزيزي نفسه لتنفجر ثورة اطاحت بأعتي دكتاتوري الشمال الافريقي . في السودان : هل يقدم احد قادة المعارضة نفسه قرباناً لانتفاضة وشيكة ، وهل ستنجح القوي السياسية في تحريك الشارع مرة اخري ؟ . هذا ما ستكشفه الايام .
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..