عزاؤنا انك ملتقى النيلين وأرض البطولات

كيف نجعل من الخرطوم عاصمة للفكر والسياحة والإبداع؟
حبا الله هذا السودان بنيل قلّ أن تجد له نظيراً في هذا الوجود… نيلان ينسابان في مهلٍ وفي عجلٍ ليلتقيان في الخرطوم ليشكلا موقعاً فريداً من نوعه لعاصمة كانت ستكون من أجمل مدن الأرض زينة وسياحة وتفاخراً لولا العقليات التي تديرها تفتقر لأبسط قواعد الذوق الرفيع والحس الجمالي وبُعد النظر…
اليوم، شواطئ العاصمة المثلثة بخرطوميها وأمدرمانها العتيقة لا تسر النفس ولا تبهج النفس ولا تقر العين لأنها تخلو فيما تخلو من كورنيش نظيف وممتد وحدائق ذات بهجة ليتكئون عليها عند المساء إلتماساً لقسطٍ من ترويح نفسٍ ولنور قبسٍ من ظلمة يومهم الذي منه يهربون…
وفي يقيني ان هذه الشواطئ ستظل كما هي عذراء لم يطمثهن إنس ولا جان بصفصافها وطلحها وسدرها، ما لم تبادر الحكومة لتقديم شواطئ الخرطوم في عطاءات للقطاع الخاص لاستثمارها على غرار (بارك الله من نفع واستنفع)…. فحكوماتنا السودانية ما شاء الله لا تريد أن ترحم ولا تريد من رحمة الله أن تنزل على عباده فهي فقط تريد أن تحتكر على القطاع العام لنفسها ولو كان خراباً يباباً (مشروع الجزيرة ـ الصمغ العربي ـ القطن ـ السكك الحديدية ـ النقل النهري ـ مصانع السكر وغيرها الكثير)…
تحال هذه الشواطئ بعقد شراكة للقطاع الخاص على أن يكون شريكاً بماله وبين ولاية الخرطوم أن أن تكون مساهمة بالأرض (الشواطئ)….
على أن يقوم القطاع الخاص برصف الكورنيش على حسابه الخاص وإقامة المنتزهات والكفاتيريات والمطاعم التي تجلب له الربحية مشاركة مع ولاية الخرطوم بنسبة يتفق عليها بينهما… فأنا على يقين اذا بادرت ولاية الخرطوم بهذه الفكرة فإن القطاع الخاص لن يتوانى في إستثمار هذه الشواطئ إستثماراً سياحياً وتجارياً….
وهنا سيجئ دور هذه الشواطئ الجميلة الجذابة ليساهم في حل المشكلة التي إستعصت على الحكومة ، مشكلة المواصلات… فعلى المدى المنظور وحتى تخطيط الخرطوم على أسس جديدة، فلا نرى حلاً جذريا لمشكلة المواصلات إلا بالعودة الى حضن النيل وتسيير بصات نهرية حديثة مجهزة (بطفايات حريق وعوامات) لتمخر عباب هذا النيل بين المدن الثلاث … فلا يعقل أن تتصارع البلدان من حولنا على مياه النيل بينما تنظر حكوماتنا للنيل كأنه لا يعنينا!!! هذا النيل الذي يشق السودان من أقصاه الى أقصاه نصفين لم نستفد منه كما ينبغي لا في الزراعة (نستورد القمح والسكر) ولا في الكهرباء (الحكومة تنتظر كهرباء سد الالفية من إثيوبيا لتنير السودان) … ولكن ألا يحق لهذا المواطن أن يستفيد منه في النقل والمواصلات؟؟؟

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..