انهيار التعليم الحلقة الثانية

انهيار التعليم الحلقة الثانية

حسين الحاج بكار
[email protected]

تحدثت عن انهيار التعليم وكان قصدت من ذلك لفت انتباه المسئولين وكل الحادبين على المسيرة التعليمية أن يفكروا في تحطيم استراتيجية الإنقاذ التي استهدفت تجهيل الشعب السوداني حتى تخلو لها الساحة لتمكين عناصرها في كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية إذ أن انهيار التعليم بدأ بتقليص مراحل التعليم وهي ربط الابتدائية بالمتوسطة أي جعل المرحلتين مرحلة واحدة ، لأنها إذا ما أرتكبت مثل هذه الجريمة بالتأكيد لا تستطيع تنفيذ المخطط الرامي إلى تغيب الوعي الفكري الذي يؤدى حسب فهمها إلى الصراع حول الحقوق والواجبات التي أقرها الدستور ، الذي انبثق عنه قانون التعليم ولهذا السبب فإن تلميذ الأساس عندما ينتقل إلى الثانوي لا يستطيع أن يكتب ويقرأ حيث أن هذه العقول أصبحت خاوية ، وعليه الآن يجب أن نتأمل في عبارات (البرلمانيون وخبراء تربويون الذين دعوا الحكومة إلى ضرورة زيادة سقف الإنفاق المركزي والإقليمي على التعليم في المرحلة المقبلة ) إذاً هذا اعتراف صريح بأن الدولة أو بالأصح نظام الإنقاذ أدى بشكل منظم إلى انهيار التعليم أي سريان السرطان في دم التعليم ، إذاً هذا النظام لا يحترم الدستور الذي صنعه بيده ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه أين البرلمانيون وخبراء الإنقاذ بعد مرور 22 عام من الأخطاء في حق حاضر ومستقبل الأجيال، والنقف قليلاً في تحذير ( وحذر هؤلاء من انهيار في المنظومة التعليمية في ظل ما وصفوة بالتضارب في سياسات الحكومة المركزية الخاصة بالتعليم وعدم وجود آليات للمراقبة وضبط الجودة وتدريب المعلمين ) وطالما شهد شاهد من أهلها ، ولذا كانت الفرضية تحتم على الجميع مقاومة سياسة الإنقاذ التعليمة طالما أهلها هم الذين اعترفوا بتخبط نظام الإنقاذ ، وأعتقد أن زيادة السقف لوحدها غير قادرة على إعادة ما فقده التعليم ، ما لم تعاد النظرة في منهج التعليم ، لا يمكن أن الطالب يمتحن في 14 مادة مع عدم توفر الكتاب المدرسي وردات البيئة التعليمية ، فالحمد الله اعترف النظام بعدم أهلية المعلم وهذا خير دليل على انهيار التعليم ، لأن أي دولة من دول العالم تحارب التعليم ، لا تستطيع أن تخطوا خطة واحدة إلى الأمام أي كما قال تعالى في محكم تنزيله ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) فالتعليم هو نور الله وإذا ما تمعنا في شعارات الإسلاميون سوى كان في إيران أو مصر أو الجزائر نجدها ضد الإسلام والمسلمين ، في كل الأحوال إذا لم تكن هنالك استراتيجية واضحة أو ضغط شعبي وبرلماني على النظام لاستئصال السرطان الذي أدى إلى ضمور التعليم أي الموت السريري ، لا يمكن معالجة أمر التعليم ، في كل الظروف الدولية والإقليمية المحيطة بالسودان والتي تؤكد عدم الاهتمام بالتعليم لأن ظروف الحرب في دار فور وجنوب كردفان تضحد صحة ما تطرق إليه البرلمانيون وخبراء التربية في هذه المرحلة ، لأن كل الإنفاق سوف يوجه إلى الآلة العسكرية وبالتالي التعليم سيظل ضحية الأزمات التي يعاني منها السودان الآن نتيجة لأخطاء نظام الإنقاذ ، إذ أن أهداف الإسلاميون منذ 1993م هو إنهيار التعليم وبالتالي كل الشعب يدخل طاحونة المنظومة العسكرية لكي يمكث فلاسفة، نظام الإنقاذ في الكرسي رغم أنف الشعب ، وهل شرذمة الإنقاذ صح ضميرها بعد 22 عام لكي تكتشف تضارب سياسية الحكومة التعليمية إذ إن انفصال الجنوب لقي بظلاله على الأوضاع الاقتصادية المتردية وإنتشار الأوبئة وعدم الاستقرار الأمني ، بالتأكيد إذا لم يكن هناك إطمئنان واستقرار نفسي ومعنوي يشعر به الإنسان ، فأن اللاهوت البرلماني لا يغير من الواقع شيء إلا إذا كانت هنالك نوايا حسنة لأبد من تحقيق العوامل الآتية .
1) وقف الحرب في دار فور وجنوب كردفان
2) إحلال السلام في ربوع البلاد مما يؤدي إلى تقليص القوة الأجنبية
3) معالجة الأزمة الاقتصادية بما يتوافق مع جميع مستلزمات الشعب
4) مراجعة مناهج ( الأساس ، والثانوي ) بما تقتضيه الضرورة العلمية
5) رفع كفاءة المعلم .
سأتناول في المرحلة القادمة ثورة التعليم حسب مفهوم الإنقاذ.
نواصل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..