مقالات وآراء سياسية

حرب أشعلها المترفون ويعاني منها المعدمين من هم الخاسرون ومن الرابحون ؟ 2 – 3

منير التريكي

بالنظر للموقف خارج السودان . نجد أن الإتحاد الأفريقي يهمه إستقرار السودان . لا يرغب الإتحاد في ظهور مغامرين عسكريين يزعزعون الأمن الهش في القارة السوداء . القارة بها مشاكل عديدة . عليها أن تتعامل مع تركة الاستعمار والحدود بين الدول التي تم ترسيمها وفق مصالح الدول الاستعمارية . الإتحاد الأفريقي يعمل على تقليل النزاعات وحلها في القارة . أفريقيا تعمل على ردع الشركات الجشعة التي تستغل مواردها بثمن بخس وتخلف مشكلات بيئية خطيرة . الإتحاد الأفريقي يريد جعل أفريقيا مذدهرة بأبنائها وبناتها لوقف هجرات شبابها للخارج. وبالحديث عن الهجرة فإن الإتحاد الأوروبي يخسر بسبب الحرب في السودان. الأوروبيون بنوا حساباتهم على قوات الدعم السريع لإيقاف الهجرة غير الشرعية من أفريقيا . هذه القوات مسلحة جيداً بالعتاد الحربي والعربات السريعة وبقيادة موحدة ونافذة يُعّتمد عليها . شكلت حليفاً استراتيجياً قوياً للوقوف ضد هجرات الآلاف إلى أوروبا . وقتها لم يكن مستغرباً تجنيد شباب من غرب أفريقيا يتحدثون الفرنسية وغيرها. الإتحاد الأوروبي يخسر بالحرب في السودان . لا ننسى ما تسببه حالياً حرب روسيا وأوكرانيا داخل أوروبا نفسها . من الخاسرين أيضاً فرنسا . هي كانت سنوات طويلة حليف مهم للنظام البائد . كانت أكبر الشركاء في استخراج الذهب . في السابق استعمرت فرنسا أجزاء واسعة من أفريقيا . فقط نيجيريا وغانا وليبريا تتحدث الإنقليزية بينما شمال وغرب ووسط أفريقيا  يتحدث الفرنسية . في شهور قليلة خسرت فرنسا كثير من نفوذها في غرب ووسط أفريقيا لصالح روسيا. تشاد حليف فرنسي لزمن طويل لكن وجود قوات الدعم السريع في السودان بعلاقتها القوية مع روسيا يجعل كل المنطقة تحت المظلة الروسية . هنالك تشاد في تشاد . أي هنالك مشاددة حتى قبل إندلاع الحرب في السودان . العسكريون في السودان يعتبرونها حليف قديم . كان يمكن لتشاد أن تقدم لهم خدمة لا تقدر بثمن قوات الدعم السريع ظهرها مطمئن إلى تشاد وتقاتلهم بكل قوتها في الخرطوم ودارفور وغيرهما .

كما تقوم بتجنيد قادمون من غرب أفريقيا عبر تشاد . لكن تشاد رغم حديثها عن الحياد تظل حليفا لقوات الدعم السريع . روسيا من الرابحين في أفريقيا . روسيا قلّصَت الوجود الفرنسي في غرب أفريقيا . وهي تريد المعادن ومنها الذهب السوداني . تريد أيضاً قاعدة في ساحل السودان . بالنسبة لمنظمة الأمم المتحدة فهي لديها مشاكل معقدة لذا فإن أي شيء يقلل من حدوث مشكلات جديدة ستدعمه . لكن مشكلة الأمم المتحدة المزعجة هو حق الفيتو للدول الخمسة  امريكا وروسيا بريطانيا وفرنسا والصين . يصعب الوصول إلى حلول بسبب تضارب مصالح هذه الدول . هي لديها (الفيتو) أي حق نقض القرارات أو بالأصح الوقوف ضد القرار مما يسقطه في مرحلة التصويت . إذن تزداد سمعة المنظمة الدولية تضرراً . في الفترة الأخيرة شككت كثير من الأصوات في نزاهة المنظمة وفعاليات أجهزتها في حل النزاعات . جامعة الدول العربية جاري البحث …
بحسابات الراهن فإن أمريكا تخسر بينما تكسب روسيا في أفريقيا . السودان ظل حليفاً لأمريكا لسنين طويلة حتى وإن تظاهر الإسلامويون بخلاف ذلك . رغم العقوبات الأمريكية التي إمتدت لسنين قدم النظام البائد مساعدات قيمة لأمريكا في حربها ضد الإرهاب. الوجود الروسي يهدد المصالح الأمريكية في السودان والقرن الأفريقي وفي شرق ووسط أفريقيا .
هل تأثرت الصين؟ نعم هي أيضاً خسرت حليفاً مهماً بسقوط النظام البائد .
الحزب الشيوعي الصيني كان أكبر داعم لنظام الإسلاميين في السودان . في المقابل كانت الصين  تحصل على البترول والذهب والمحاصيل ومعادن أخرى لا يعرفها السودانيون أنفسهم . الصين كانت تتعامل مع كل السودان خلال أشخاص محددين يعطونها ما تريد بمقابل ضئيل للدولة لكنه ضخم  لأنه يذهب لجيوب أفراد . لكن الصين حليف استراتيجي لروسيا وهذا يجعل التنسيق بينهما أسهل بكثير من التعامل مع أمريكا . إذن هي قد تربح مع روسيا التي تتوسع أيضاً في أفريقيا .
ماذا عن مصر والإمارات وقطر وجنوب السودان واليمن وليبيا وتركيا وإسرائيل؟ .
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..