الإساءة لعلم الدولة!

القول الفصل..

الإساءة لرمز الدولة!

* تابعنا بكل الحسرة والألم خلال الأيام الماضية الحرب المستعرة التي دارت رحاها بين بعض الإعلاميين المريخاب و(مواطنيهم) من الهلالاب!.
* محور الصراع الرهيب المحزن بل والمُخزي كان حول شعار منتخبات دولتنا السودان.
* أُثيرت حدوتة شعار المنتخب التراجيدية قبل أكثر من شهر بواسطة أحد الأشخاص ? فيصل سيحة- كنّا حتى وقت قريب نظنه عالماً ومرجعاً في المسائل الرياضية خاصة في الأمور ذات الأبعاد التأريخية كقصة شعار منتخبنا.
* الرجل أفتى بلا علم ومن ثم هاجم بكل غياب الرؤية وأكد تشاؤمه بأحد ألوان علم الدولة السودانية وهو الأحمر!!.
* وعلى نهجه سار بعض الزملاء الصحفيين من القبيلتين ? المريخاب والهلالاب- وإندلق حبر غزير رسّخ للعصبية ولم تُظهر الأقلام التي خاضت مع الخائضين أي مظهر من مظاهر التعقّل.
* الهلالاب هاجموا أحد ألوان العلم السوداني لا لشئ سوى بغضهم للون الأحمر لأنه أحد ألوان شعار نادي المريخ الند التقليدي!.
* أما المريخاب فقد دافعوا عن اللون الاحمر باعتباره دفاعاً عن شعار المريخ العظيم.
* الطريقة التي أتبعها الفريقان تُدلل على أنهما كانا على استعداد لتبادل الأدوار أي بمعنى إن كان لون علم السودان الرئيس أزرقاً لدافع عنه الهلالاب حينما يهاجمه المريخاب وهو الأمر الذي يجعلني أستنكر وأدين الفعلين القائمين الآن.
* صحيح أن أوان منتخبنا الوطني ? شعاره- كانت تمنح اللون الأخضر الأولوية وقد تم التغيير برؤية ثاقبة وتم إعتماد شعارات المنتخب على النحو التالي.
* أولاً: يكون شعار منتخبات السودان الرئيس بمختلف فئاتها هو: قميص أحمر بخطوط خضراء حسب رؤية مصمم الأزياء مع شورت أبيض وجوارب سوداء.
* ويكون اللون الإحتياط هو اللون الأبيض للقميص، وشورت أحمر وجوارب بيضاء أو حمراء على أن يظهر اللون الأخضر في تشكيلات مختلفة ليكون مكملاً لألوان علم السودان.
* على المتعاركين من الفريقين إدراك أن علم السودان هو رمز الدولة السودانية وأي إهانة أو احتقار للعلم أو أحد ألوانه تؤدي للأدانة ومواجهة العقوبات الجنائية.
* حتى الحديث عن مسألة التشاؤم من أحد الألوان المكونة لعلم السودان ينبغي تجنّبها.
* من يريد تغيير ألوان شعار منتخبات السودان عليه تغيير ألوان العلم السوداني أولاً.
* الدستور السوداني حث على إحترام رموز الدولة وأولها العلم، وقد جعل له المُشرع قانوناً خاصة إسمه: قانون العلم.
* في قانون الجنسية السودان فإن إهانة العلم كافية لنزع الجنسية من المواطن المُجنّس.
* أما القانون الجنائي فهو يوجه بإحالة من يهين رمز الدولة إلى غياهب السجون.
* أشعر كثيراً بخيبة الأمل بسبب تناول الصحافة الرياضية لبعض القضايا الحساسة من الزوايا الضيّقة.
* من موسوعة ويكبيديا: علم السودان الحالي أُعتمد في 20 مايو 1970 ويحتوي على ثلاثة ألوان أفقية هي الأحمر فالأبيض والأسود مع مثلث أخضر على اليسار وذلك بعد أن قررت حكومة الرئيس جعفر نميري اختيار علم جديد من خلال مسابقة عامة مفتوحة للجمهور شارك فيها فنانون تشكيليون ووزراء ومواطنون عاديون، وفاز التصميم الذي قدمه الفنان عبد الرحمن أحمد الجعلي، من ضمن 72 نموذجاً تأهلت للفرز الأخير من قبل لجنة شُكِلت خصيصاً لهذا الغرض، ونال التصميم الفائز مبلغ عشرة جنيهات سودانية كجائزة.
* تم تفسير الألوان الأربعة للعلم على النحو التالي: اللون الأحمر ويرمز لدماء شهداء الوطن ابتداء من واقعة أم درمان المعروفة في السودان بمعركة كرري التي أدت إلى انتهاء حكم المهدية الوطني في السودان واستشهد فيها حوالي 50 ألف مجاهد يضاف اليهم شهداء مقاومة الاستعمار وشهداء القوات المسلحة، وأما اللون الأبيض فهو رمز نقاء السريرة ونبل الطباع والسجايا الصافية والوفاء، وهو أيضاً لون السلام والوئام، واللون الأسود هو اللون الذي اشتق منه اسم بلاد السودان ويجسد الشجاعة والاعتزاز بالوطن والتراث ويرمز أيضاً للانتماء إلى القارة السمراء. ويجسد اللون الأخضر نماء البلاد وثرواتها الطبيعة التي تجعل منها سلة غذاء عالمية. وتشكل الألوان الأربعة ألوان أعلام الثورة المهدية التي يفتخر بها السودانيين باعتبارها أول دولة سودانية مستقلة بعد الاستعمار العثماني (التركية السابقة كما يعرف في السودان). كذلك كان اللون الأبيض هو لون جمعية اللواء الأبيض السودانية وهي حركة وطنية وقفت ضد الاستعمار البريطاني وكانت تنادي بوحدة وادي النيل. أي وحدة مصر والسودان، ولعل أول ملاحظة على علم السودان الحالي هو أنه ورغم الدلالات الوطنية التي أعطيت لألوانه الأربعة فهو يتبع الإتجاه العام لرموز القومية العربية والتي تبنت علم الشريف حسين بن علي شريف مكة، بألوانه الأربعة: الأحمر والأسود والأخضر والأبيض كعلم لها بعد أن جمعت راية الدولة العباسية اللون الأسود والأموية البيضاء وراية الهاشميين الحمراء وعلم الدولة الفاطمية الأخضر.
* تعقيبنا: لو كان اللون الأزرق هو اللون الرئيس في علم السودان لدافعت عنه باستماتة.
* لم أخض في هذا الموضوع من قبل لكني أعتذر للشعب السوداني على طريقة تعاطينا كصحفيين مع القضايا القومية والوطنية بهذه الكيفية!!.

د. ياسر بشير
[email][email protected][/email]

التيار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..