انا سوداني في ( يوم الزيارة) !ا

مفاهيم

انا سوداني في ( يوم الزيارة) !!

نادية عثمان مختار
[email protected]

المفارقات العجيبة هي (سيدة الموقف) دأئماً وأبداً في سودان المليون ميل مربع ( إلا ربع) ؛ فهذا البلد يمكن أن نعتبره منجماً للذهب ، وفي ذات الوقت نحسبه ( مقبرة) للكنوز الإنسانية النفيسة التي لا نتذكرها عادةً إلا بعد فقدانها بينما نتناساها وهي بين ظهرانينا ، ولا نعطها إهتماماً ولا نقدرها حق قدرها بكل أسف !!
ولأن يقيني أن الإنسان السوداني هو أصل واهم الثروات في هذه الفانية أجد نفسي أسعد الناس بالبرنامج الذي أقدمه على شاشة (امدرمان الفضائية) تحت عنوان رقيق لأغنية مشهورة للراحل العملاق إبراهيم الكاشف وهو ( يوم الزيارة) وهذا الإسم أطلقه الأستاذ حسين خوجلي رئيس مجلس قناة امدرمان ، وقد لخص الفكرة في عبارة أنيقة قال فيها ( هي زيارة لكفاءة سودانية في كافة المجالات .. أقعدها الزمن ! .. وإعادة إكتشاف بعد إنطفاء الاضواء ومغادرة الحضور) !!
وأهدافه هي إلاحتفاء والتكريم لرموز في مختلف المجالات سياسياً ، رياضياً ، فنياً ، ثقافياً ، عسكرياً ، إعلامياً وإنسانياً !
نكون أسعد الناس شخصي الضعيف وطاقم التصوير بقيادة المخرج المبدع الشاب زهير عبد الكريم والبرنامج من انتاج الصحفى النشط عامر الباشاب ونحن نتوجه لبيت أحد هؤلاء الرموز التي نترك لها المساحة لتحكي عن نفسها وتنفض غبار نسيان المجتمع التي علقت بأثوابها سنيناً عدداً ، بعدما قدموا عصير التجارب وربيع سنوات العمر من أجل بلد وشعب بعضه قد طواهم في غياهب النسيان ، بعدما هجرتهم الاضواء سواء بسبب المرض أو تقدم العمر او الإعتزال طوعاً أو قسراً ..!!
في برنامج ( يوم الزيارة) نذهب للضيف في منزله وبحضور أسرته ليسرد علينا عاطر ذكريات مجده الذي ظنه قد أفل بفعل تجاهل الآخرين ، حتى لو كانت أعماله تملأ الدنيا عبر أشخاص غيره كما هو حادث في حال بعض الشعراء والفنانين، فتجد الواحد منهم يبكي تحسراً على حاله وهو يسمع ويرى من ينشدون أشعاره ويصدحون بروائع أغنياته دون أن يتذكر إسمه أحد ..!!
بادرت قناة أمدرمان بزيارة عدد من هؤلاء المنسيين فأدخلت السرور الى قلوبهم وملأتهم فرحاً بعدما كان بعضهم قد تسربل بأثواب الحزن على العمر الذي أفناه من أجل نثر بذور الجمال في دنياوات الإبداع وكافة المجالات الأخرى ، إلا أنهم لم يحصدوا سوى (حصرم) النسيان من معظم وسائل الاعلام الحكومية والخاصة ، كما تم تجاهلهم من الدولة التي يفترض أن تكون راعية لكل يد إمتدت بالخير حباً وكرامةً في وجه هذا الوطن النبيل !!
ضيوف برنامجنا نذهب للإحتفاء بهم فيقابلوننا بابتسامة الرضاء ويخجلوننا بعظيم الكرم السوداني الاصيل ، فنحتار ونحن نردد : ( من أتى لتكريم من) ؟!!
شخصيات عديدة وصلنا بيوتهم ومازلنا نطرق الابواب قاصدين رد الجميل لمن أكرموننا بجزيل العطاء فى السودان من أقصاه إلى أقصاه .!!
تجولت كاميرات ( يوم الزيارة) ببيوت المحتفى بهم داخل الخرطوم بضواحيها وخارجها فوصلت مدينة رفاعة والتقينا بالرجل الذي صاغ الحروف من ذهب ونور فكانت كلمات نشيد حفظه الشعب السوداني عن ظهر قلب حين شدا بـ ( أنا سوداني أنا ) هو الشاعر المبدع محمد عثمان عبد الرحيم الذي كاد أن يصبح نسياً منسياً بإنحسار الاضواء عنه ومد سنوات العمر الذي وصل السابع والتسعون ( ماشاء الله ) !!
وفي الخرطوم سعدت قناة أمدرمان عبر طاقم ( يوم الزيارة) بزيارة عدد من العمالقة في مختلف المجالات فكانت الزيارة للأستاذ الاعلامي حمدي بدر الدين ، والشاعر الصحافي النعمان علا الله صاحب الأغنية الشهيرة
( مابقدر اقول .. ماداير أصرح) والملحن الكبير عبد الماجد خليفة ، وسعادة الفريق عبد اللطيف دهب ، والرياضي المطبوع ماهر مكي ، وزرنا (ثنائي النغم ) والكاركاتير إدمون منير ، والشاعر المبدع محمد على أبو قطاطي وآخرين قد لاتسع مساحة هذه الزاوية لذكرهم ولكنهم لم ولن يسقطوا من ذاكرة كاميرا أمدرمان سهواً أو عمداً وسنحاول أن نصل لكل من قدم لوطننا جميلاً لرد القليل من الجميل ومحاولة متواضعة للإحتفاء بمن يستحقون عن جدارة ..!!
و
لن ننسى ( أهراماً ) مضت .!!
( الاخبار )

تعليق واحد

  1. اعجبني هذا البرنامج المميز من تقديم واعداد الاستاذ الكبيرة نادية عثمان مختار وصرت من اكثر المشاهدين حرصا عليه ، فهو بحق برنامج انساني جميل جدا يعيد الينا ذكريات الزمن الجميل مع أجيال عملاقة كانوا رموزاً ونجوماً افى مجتمعنا السوداني هم الذين ابدعوا وملؤوا حياتنا جمالا واخلاصا فى شتي المجالات ..
    انه برنامج كبير يحتاج منا جميعا لمزيد من الدعم والاهتمام ..
    اتمني زيارة العديد من رموزنا المنسية وعدم انتظار المنية حتى نكرمهم أمواتا !!
    استاذة نادية انت دوماً اعلامية قوية مبدعة متمكنة تتطرقين دائما بكل الاخلاص لكل ما يهمنا ..
    لك التحية والتقدير والاحترام ولكل الاخوة العاملين معك ..

  2. ما داير أبخس الناس اشياءهم ، وفي البداية مشكورة على تفقد بعض الرموز لكن كمان برنامجك ما فريد عصره في التلفزيون في السودان وهناك برامج ومبادرات كتيرة مشابهة تلفزيونية وغيرها، الحاجة الثانية ما فاهـم حكاية الدعاية لبرنامجك الذي تبثه قناة تلفزيونية خاصة بنفسك في عمود صحفي بجريدة ما إلها علاقة بالموضوع

  3. الاستاذة نادية كت تقومين به عمل جميل وجذاب يجذب المشاهد ويثير عواطفه تجاه هؤلاء الاشخاص والذين قدموا الكثير لهذا الوطن كل فى مجال تفوقه ونبوغه لكن هؤلاء النجوم يا استاذة سيصبحون نسيا منسيا بعد نهاية برنامجك هذا انتى ما قصرتى كما يقولون جبتى الحجارة وجدعتى . وهيجتى هذه النوابغ المطاءة والتى كانت هادئة منسيا ما نريده ان تقوم دولة الجبايات هذه بتضخيم هذه الشخصيات والعمل على ابراز ما قدموه للوطن فى شتى الميادين كى تستطيع هذه الاجيال معرفة هذه اللآلىء المنيرة وتستفيد من انجازاتهم بذلك تكون الد\ولة قامت بواجبها واستفادة الاجيال الحاضرة والجاية من ابداعات هذه النماذج الفريدة .

  4. يا استاذه..
    أنتى رائعة .. و عظيمة .. و ذوق و فهم ..و علم ..
    ما فيك كلام ..
    ربنا يوفقك و يزيدك جمال و عقل ..
    سيحى .. و ادفقى .. و زيلى ولو قليل من الوصب الجاثم على قلب الوطن الطيب ده ..
    و نورى و ثقفى العقول المهترئة من كتر الفول والطعمية دى ..
    و عذرا للكليمات ان لم تكن فى موضعها ..
    لك التحية و التجلة..
    دمتى 😉 😉 😉 😉 😉 😉

  5. الاستاذه / ناديه ….. تحياتى لك , سعدت جدا انك اثرت هذا الموضوع , لاننى شاهدت حلقة الاستاذ القامه ( ابوقطاطى ) , كانت الحلقه جميله جدا بقفشاته وروحه المرحه ولكن فجر قنبله اعتقدت اننا فى اليوم التالى سنشهد منك احتجاجا صارخا لدى المعنيين بالامر وقد قال بالحرف الواحد على ما اذكر ( كلما اجيب الورقه والقلم وداير اكتب ارمى القلم واقول اكتب لى منو هو الجايب خبرنا منو ) وهذا طبعا حدث فى وجودك وانتى جالسه بجانبه …. اليس عيبا ان نجبر مثل هذا الهرم ان يقول مثل هذا الكلام وعلى الاعلام مباشرة وتم بثه دون مونتاج ..

    انتى المسؤوله عن رد حق هذا الرجل الادبى واعادته الى الساحه وليتك تعودين الى التسجيل لتتاكدى بنفسك …….. مع تقديرى لك

  6. ويستمر مسلسل كنا وكان الزمان وكانوا ،،، هدا الشعب سأم من الماضى وان الآوان
    لنتحدث مادا نفعل الأن ونواجه انفسنا بالفشل وكفانا عيشاً على الماضى الدى لن يعود
    أصحوا يا جماعة
    نادية ممكن تبتكرى فكرة جديدة وتأتى بناس اليوم والمبتكرين منهم والمتفوقين في مجالات العلم والتقنية خارج السودان حتى ياتي الأمل إلى الناس في انهم ما زالوا احياء

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..