دخول التاريخ.. من أعلى

زمان مثل هذا

دخول التاريخ.. من أعلى

الصادق الشريف

? بالأمس عاد الشاعر محمد الحسن سالم (حميد) إلى ذاكرتي بقوة.. في ملحمته الإنسانية (رسائل ست الدار بت أحمد). ? وعادت شخصية جعفر متلقي الحجج.. والانتهازي.. المحب للفارغات.. شخصية (جعفر) التي أبدع (حميد) في توصيفها: (زولك دا يحيِّر/ وكت الجد كان أدّه ينقنق/ وعند الفارغة يشيل ويبعزق). ? أمس.. بباب أحد محلات الإسبيرات وقف رجل كثيف اللحية.. يرتدي جلباب لا يسهل نسبه إلى الجلباب السوداني.. مركوبه أحمر مثل الطاقية التي يلبسها. ? طلب مقابلة صاحب المحل.. ودخل (توش) في الموضوع.. قال له (أنا عندي طيارات للبيع).. وصمت وهلة من الزمن ليترك للمستمع فرصة لتلقي المفاجأة.. ثم واصل (نعم.. عندي أربعة طيارات للبيع). ? لا يمكن لوم صاحب المحل وهو يضحك حتى يفقد توازنه.. فالوضع كالآتي (الساعة الثانية بعد الظهر.. والشمسُ في عزِّ قيظها.. والكهرباء قاطعه.. يدخل عليه رجل يرتدي طاقية حمراء ومركوب أحمر ويقول له: عندي طيارات للبيع). ? لا أدري لماذا ظننتُ أنّ ذلك الرجل هو (جعفر).. ملك الفارغات في شعر حميد.. حتى أنّ ست الدار حكت لزوجها في رسالتها: ما كلمتك بالتومات أول البارح جني يرطنن قالن (نحنا الخواجات) بسم الله .. مرقت.. حصلت لقيت لك جعفر زارد البيت بالخواجات يبقى حداشر وخواجية ? والخواجات.. الذين جاءوا للقرية على أنّهم علماء آثار.. وجدهم جعفر.. فقرر أن يدعوهم لبيته.. لا لشيء سوى (الفشخره) والفخر.. ليقول أهل القرية (جعفر عازم خواجات). ? سيناريو كامل.. استهلك يوماً كاملاً من أهل القرية الـ(عدمانين من اسم حكيم/ ولا خبير للمشروع).. واستهلك مالاً كثيراً من جعفر.. لم يقصد منه الجعفر.. سوى الفخر. ? الرجل صاحب الطاقية والمركوب الحمراوين قال أنّه مُكلّف من إحدى شركات الطيران ببيع أربع طائرات بالوزن (يعني خردوات).. صاحب المحل أوقف الضحك، وقال للرجل: (يعني خردوات.. طيب يا أخي ما تقول لينا عندك خردوات.. بدل تقول عندك طيارات للبيع.. هو الطيارة دي لو ما طارت.. يبقى اسمها طيارة كيف؟؟). ? ودار جدل حاد بين الرجلين.. صاحب الدكان وصاحب الطاقية.. زاد من يقيني أنّ صاحب المركوب هو (جعفر) بشحمه ولحمه.. تماماً كما أراد له حميد أن يبدو درامياً: بينات جعفر والمحجوب والمحجوب والخواجات طقت حجي.. العمدة طفاها ? تذكرتُ أنّ صحف الخميس حملت خبراً غير سار لأصحاب ومُلاك شركات الطيران.. أنذرت فيه سلطاتُ الطيران المدني أصحابَ الطائرات (غير العاملة والمهملة) بمطار الخرطوم.. بسحبها وإزالتها في ظرف ثلاثة أسابيع.. وإلا……!!!!!. ? هكذا.. إذن؟؟؟!!!. ? أصحاب الطائرات المهملة لم يجدوا لها ماكينات (إستعمال برّه/نص عمر).. ولو أنّهم وجدوها.. لطارت تلك الطائرات مرةً أخرى.. تحمل المواطنين السودانيين.. (وكت ما تقع.. تقع).. حتى ولو أنّها تحمل وزير زراعة. ? أيُّها القراء الكرام.. من يرغب منكم في دخول التاريخ من أعلى.. هنالك طائرات للبيع وبأسعار مغرية جداً.. ربما أقل من أسعار بعض السيارات. ? اشترِ الآن.. واجلس في منتصف مجالس المدينة، وقل: (أنا اشتريت طياره بويينغ 373)..

التيار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..