يا طلاب حزب البشير..عودوا الى شعبكم

يا طلاب الوطني …عودوا الى شعبكم

طه الصاوي
[email protected]

لم يترك الرئيس لأعدائه وللمخلصين من اعضائه فرصة للشك في كنه نوايا النظام وكيفية تفكيره حول الراهن السياسي ومخططاته وذلك في ثنايا مخاطبته لطلاب المؤتمر الوطني في اللقاء الذي أوجزت بعضا من تفاصيله المجلة الإلكترونية سودانيز أون لاين الأسبوع المنصرم والذي يمكن إيجازه في كلمات قلائل..لا يود النظام أن يبرح محطة التمسك ببقائه في السلطة فهي عنده الغاية ولا شيئ سواها .
فقد جاء في حديث الرئيس مع قيادات طلاب الوطني قوله ( صرفنا على الأجهزة الأمنية لم يتجاوز الأعراف الدولية والاقليمية ، وأن هذه الأجهزة هى التى تحرس النظام وهى التى حققت له الانتصارات وحفظته من المؤامرات ، وأن الجماهير لاتحرس الحكومات والأنظمة بل تحرسها الأجهزة وهو شخصيا مهتم بهذا ولاينام حتى يستلم كل تقاريرها)….أي تأكيد أكثر من هذا على ما يفكر فيه النظام…فالرئيس لا يضع إعتبارا لشعبه ولكنه يضع كل رهانه على البندقية وحملتها وعلى الأمن.
كما جاء في الإفادة أن الرئيس ” خاطب الطلاب وطلب منهم ” ألا ينسوا أن الحركة الاسلامية هى حزب أقلية وصفوة وجديدة فى السودان ومع هذا فهى الحاكمة الآن ومنذ عشرين عاما بحسن التخطيط والادارة وقوة أجهزتها وأنه لو كان التى تحكم هى كثرة الجماهير لكان الصادق والمرغنى وحتى الشيخ البرعى هم الأقرب لحكم السودان ، وأضاف:”فلاأريدكم أن تركبوا الموجة ضد أجهزتنا العسكرية والأمنية “. ومرة أخرى لم أصدق ما قرأته في ضوء ما ظللنا نسمعه عن شعبية الأنقاذ والفوز بالانتخابات كما لم أصدق أن النظام لا يشعر بحرج وهو يصرح بما معناه أنه يتبنى الفكر الذي يعتمد على الأيمان بحقه المقدس في تولي الحكم على الرغم من اليقين بأن النظام لا يمثل إلآ اقلية…ولكنها أقلية تحسن التخطيط الذي مكنها من الإحتفاظ بالسلطة لمدة عشرون عاما دون أن يهتم بكسبها …وكأنما البقاء في السلطة في حد ذاته هو الغاية التي تبرر استخدام أي وسيلة.
إذن أخيرا يعترف رأس النظام بأنها أقلية محروسة بالأمن والعسكر. يا لله أي أخلاق هذه..
هذا ما كان من أمر رئيس الحزب أما ما كان من أمر الطلاب فإن بعضهم لم يستنكروا حديث الأقلية هذا ولم يستنكفوا حماية الأمن والعسكر لنظامهم …ولكنهم مشفقين فقط على ما سيكون عليه الحال عند خروج البترول من الموازنة…تمعن بالله عليك فيما يلي:
بعض الطلاب أعادوا عليه الاسئلة بخصوص المؤتمر الوطنى كحزب ، فاذا كانت الأجهزة هى التى تحمى النظام فما الذى يضمن وجود الحزب فى الشارع ووسط الجماهير حال سقوط أو تغير النظام وكيف يختبر الحزب نفسه بعيدا عن دعم وحماية الدولة ، وماهى المعالجات للصرف على هذه الأجهزة عقب خروج البترول من الموازنة ؟
إن الإجابة واضحة…فان هذا الفكر الذي يعني له وجوده في السلطة وتمسكه بها سدرة منتهاه وغاية غاياته سيبذل كل غالي ورخيص للصرف على أمنه ..أما شعبه فليهلك مع الهالكين أو فليبقى له مايبقى من فتات…هذه هي المعالجات التي يختزنها لنا ولكم النظام في بنك أفكاره..
غير أننا كما حرصنا لأن نشير فان هذا الموقف من النظام هو ليس موقف غالب الطلاب الوطنيين المخلصين من أبناء شعبنا المنضوين في حزب المؤتمر الوطني..فنحن نثق أن الغالبية العظمى منهم لم ولن يعجبهم مثل هذه الميكافيلية…فهم ينطلقون من مبادئ سامية ومثالية…وأنهم كغيرهم من بقية المخلصين في القوى الوطنية الأخرى إنما يبغون الخير لشعبهم…وان الأمر بالنسبة لهم أكثر من مجرد التفرد بالحكم…وهم لن يخونوا شعبهم..
“إن الحكم هو مغنم وليس تكليف لأداء واجب وطني مقدس” وهذا عين ما نبه له الدكتور مصطفى إدريس بأنه آفة آفاتنا الكبرى.
ولكن الأمر الآن قد تبين لكل ذي نظر …والمطلوب من المخلصين والأحرار من ابناء شعبنا ممن كانوا يرجون خيرا في النظام أن يتخذوا مواقفهم بالعودة للوقوف مع شعبهم…فإن هذه التصريحات التي أطلقها الرئيس في لقاء الطلاب لم تجعل في الأمر لبس أو غموض حول موقف الممسكين بالسلطة وهو على رأسهم…فقد أوضحت بجلاء تام أين صار موقف حزب المؤتمر الوطني …أنها ديكتاتورية الأقلية التي تحتفي بكفاءتها في الإمساك بالسلطة وقهر شعبها ليس إلا…تتحالف في ذلك مع الأرزقية والأنتهازية التي وقفت وساندت كل انظمة البغي والديكتاتوريات في السودان….لكننا نثق في أن ذلك لن يطول …عودوا الى شعبكم معشر المخلصين من الطلاب والشباب فقد ولى وقت التشكك في هذا النظام…وأنه لأمر جد محزن أن ينتهي الأمر بأن يكون هذا هو فكر وعقيدة الكوادر الحديثة من بعض من ابناء شعبنا الذين دفع محمد أحمد من دم قلبه لتعليمهم وترقيتهم والاستثمار فيهم فلم يكسب الا حصاد الهشيم…وحسبنا الله ونعم الوكيل….

تعليق واحد

  1. أين هؤلاء الطلاب الذين تتحدث عنهم؟؟؟ فطلاب المؤتمر الوطني ليسوا سوى أبواقاً وسيخاً للنظام الغاشم وليس ببعيد عنك ما آل اليه الحال في الجامعات لا هم لهم سوى الفوز بمقاعد الإتحاد بأي حال وفي كل حال وتقييم الأداء في نهاية االدوره لا يتعدى تمويل ودعم المنتمين والتابعين واستفزاز وتأجيج الصراعات بين المعارضين.
    أين طلاب جامعاتنا من حملات النظافة والتشجير؟
    أين طلاب جامعاتنا من برامج الكورسات الصيفيه؟
    أين طلاب جامعاتنا من القوافل الثقافيه والصحيه إلى ريفنا الحبيب؟
    أين طلاب جامعاتنا من الندوات الهادفه التي تثري العقل والروح؟
    وبعد التخريج يضمن خريج المؤتمر الوطني الوظيفه والسياره والرصيد حتى اذا كان تقديره Pass 😡 واذا كان به بقية من خير سعى لتحسين الوضع المعيشي لأسرته أما الأغلبيه فيقومون باستخراج بطاقات هويه: الموطن والمولد الخرطوم.
    أما بقية الخريجيين فقد باتوا عبئاً على خزينة الدوله كما جاء على لسان وزير الماليه ومن غرائب الصدف أن هذا الوزير من الولايات!!!!!!!!.

  2. كل من يشارك هزا النظام يعلم تمام العلم انه نظام فاسق فاجر
    وليس هناك اى لبس اوغموض فى ذلك
    لزا عليه ان يتحمل وزر عمله فى حساب الدنيا والاخره

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..