أخبار السودان

لكلّ كاتبٍ مقال: ولاء الشيعة لإيران والسُنة للإخوان وجدل القرضاوي وخلفان

عدنان أبو زيد

أصبح الخطباء والدعاة بعد ثورات الربيع العربي، يوظفون منابر المساجد والفضائيات بحسب ألوانهم السياسية، وتحول الخطيب إلى محلل سياسي يفرض رأيه على الناس باعتباره الرأي الفاصل في الأوضاع السياسية، سواء أكانت في داخل بلده أم خارجه.

عدنان ابو زيد: الفِكْرُ أَقْوال وأَقاوِيل، والمقال سطر، والسطر كلمات يراع مشدود بعقل الكاتب ومشاعره. تعتمد فكرة النص هذا على أسلوب دأبت عليه إيلاف وهو استخلاص روح ( نص) الكاتب. في هذه الحلقة، التي تتبعها سلسلة من مواضيع وأفكار، تستشرف إيلاف الجدال الذي نشب بين مسؤولين إماراتيين من جهة، والإخوان المسلمين والشيخ الداعية يوسف القرضاوي من جهة أخرى. والاقتراب من الموضوع لن يكون عبر مقال، بل عبر قوْل على قوْل، يضع أمام المتابع الإطار العام لتوجهات الكتاب، ويأخذ بيده الى التَّفَكُّر في خلاصة المذاهب المتداخلة والاتجاهات المتضاربة، في أكثر من صحيفة ومنبر إعلامي، بأقل الخسائر في الوقت والجهد. ما يتوجب ملاحظته أن التعليقات على كل حلقة ستكون موضع اهتمام إيلاف وستنشر في حلقة منفصلة بعد تحليلها من قبل نخب مثقفة وكتّاب، ولهذا نعوّل في هذه التجربة على دور القارئ وليس الكاتب فحسب. في هذا الصدد، تشكر ايلاف الكتّاب الذين تفاعلوا مع الموضوع وبعثوا بأجوبتهم.
عادل الطريفي: الصراع إلى العلن
يؤكد الكاتب عادل الطريفي على أن ما حدث من تراشق لفظي بالتهديد والاتهامات بين دولة الإمارات وتنظيم الإخوان في مصر مؤخراً، خرج بالصراع إلى العلن. ويلفت الطريفي الانتباه الى أن الإمارات سحبت الجنسية من شخصيات قيل إنها مرتبطة بمشروع مناوئ للوحدة الإماراتية، تلا ذلك تهجم من الشيخ الإخواني يوسف القرضاوي على السياسة الإماراتية وترحيلها لمتظاهرين سوريين.
خلفية المشكلة
وكان ضاحي خلفان، القائد العام لشرطة دبي، قد هدد بملاحقة يوسف القرضاوي، وذلك بعد ظهوره الأخير في حلقة تلفزيونية وإثر تصريحاته حول سحب الجنسيات من بعض الإماراتيين. وتفاعلت القضية وتصاعدت بعدما نشر خلفان تعليقات على صفحته في تويتر تفيد بأن السلطات المعنية في الإمارات ستصدر مذكرة إلقاء قبض على القرضاوي. وبحسب خلفان فإن: “كل من سب الإمارات كدولة أو حكومة ووصفها بأقبح الأوصاف. سألاحقه بحكم العدالة”، ووصف خلفان تعليقات القرضاوي بأنها “سفاهة” وأضاف: “ما بقى يشتم إلا فينا.. شتم العالم كله القرضاوي.. لم يبقَ ولم يذر.. ونسي يوم أنه هرب مع فتاه سراً وأن تاريخه أسود في الجزائر، وارتكب حماقات شنيعة”.
محمد الحمادي: مشايخ يمارسون العمل السياسي
ويشير الكاتب محمد الحمادي الى أن الاخوان اضعفوا موقفهم فوقعوا في الازدواجية والتناقض في كثير من أفعالهم ومواقفهم، منها أنهم كانوا يعلنون حب الوطن ويمارسون النقد الهدام والتحريض على كل شيء فيه، وكذلك أطلقوا على أنفسهم “دعوة الإصلاح”، وهم يطلقون على أنفسهم لقب “مشايخ” و”دعاة إلى الله” بينما هم يمارسون العمل السياسي.
ويستطرد الحمادي: “يقدمون أنفسهم للمجتمع المحلي على أنهم “دعاة إلى الله” ومصلحون اجتماعيون، بينما يقدمون أنفسهم إلى الخارج والمنظمات الدولية على أنهم “ناشطون” حقوقيون وسياسيون! والفرق شاسع”.
“إخوان” الإمارات
ويتابع الحمادي : “عندما خسر “إخوان” الإمارات كل معاركهم في الداخل لم يكن أمامهم غير حل أخير، وهو طلب المدد من الجماعة الأم فجاء المدد من الشيخ القرضاوي الذي انتقد الإمارات بحجة إبعادها عدداً من السوريين ممن تظاهروا ضد النظام، ولم يكن سبب إبعادهم هو التظاهر وإنما التظاهر من دون ترخيص رغم تعهدهم الخطي بعدم التظاهر، الأمر الذي يخالف القوانين”.
عبد الحميد الأنصاري: كيف تورط القرضاوي؟
لكن الكاتب عبد الحميد الأنصاري لم يكن ليود أو يتمنى لداعية كالشيخ القرضاوي، وهو الذي له ما له من مكانة في الشارع الإسلامي، أن يُستدرج فيتورط، وتأخذه الحماسة والحميّة، فيتدخل – بأسلوب غير حكيم وبناءً على معلومات غير دقيقة – في شأن هو من صميم الأمن الداخلي لدولة أخرى غير دولته. ويتساءل الأنصاري عن “الفزعة” المُضَرية غير المفهومة من قبل جماعة “الإخوان” وقد وصلت إلى السلطة التشريعية في مصر.
منابر المساجد والفضائيات
ويتابع الأنصاري: “أصبح الخطباء والدعاة بعد ثورات الربيع العربي، يوظفون منابر المساجد والفضائيات بحسب ألوانهم السياسية، وتحول الخطيب إلى محلل سياسي يفرض رأيه على الناس باعتباره الرأي الفاصل في الأوضاع السياسية، سواء أكانت في داخل بلده أم خارجه”. ويرى الانصاري أن حرمة المساجد وقدسيتها قد انتهكت باللغو السياسي والنزاعات الحزبية والخلافات الطائفية، وتحولت عن وظيفتها الأساسية، جامعة لكلمة المسلمين وإصلاح ذات بينهم ومنبراً للنور والهداية والإرشاد، إلى منبر للتأجيج والتهييج والانقسام.
وكانت الامارات منعت دخول القرضاوي إلى أراضيها في وقت سابق “لما له من نشاطات تنظيمية سياسية،” واتهم خلفان القرضاوي بأنه “بدأ يحزب الناس ويؤسس لمشروع يهدف إلى إحداث بلبلة،” كما هاجم تنظيم الإخوان المسلمين، وقال إنه قبض على عناصر من التنظيم “في حالة تلبس مع عاهرات”.
سعيد حمدان: الإخوان استغلوا فضاء الإعلام
ويحذر سعيد حمدان من أن لغة الاخوان هي ذاتها التي أُسمِعت قبل نحو عشرين عاماً، يكررونها باستمرار، الجديد فيها أنها أكثر هجوماً وتجريحاً للبلد وأنظمته وقيادته. وينبه حمدان الى أن الإخوان استغلوا فضاء الإعلام الجديد لهذه الغاية تحديداً.
ويتابع: “أحد رموز هذا التيار ومنذ أشهر يغرد بلغة بغيضة، فكل ما في هذا البلد فاسد: التعليم، الأمن، السياسة، الاقتصاد، السياحة، القضاء، العمل الخيري”… وكاد يصل إلى وصف أهله بالمفسدين مشبهاً بعضهم بفرعون وهامان! لا يوجد في طرحه أتقياء يمكن أن ينقذوا هذا البلد من عذاب الله سوى بعض الأخيار من أصحابه الذين ذكرهم بالاسم.
عبد الله النفيسي: الإخوان ظاهرة صوتية
ويشير حمدان الى ما قاله الدكتور عبد الله النفيسي، وهو أحد رموز ومفكري تيار “الإخوان المسلمين”، وقد خرج قبل أسابيع في حوار تلفزيوني بقناعة يعرفها الجميع، ليعترف هو الآخر أيضاً بأنهم مجرد “ظاهرة صوتية” لا تصلح للبناء والاستقرار في وصفه لـ”الإخوان المسلمين” في مصر وفي العالم بشكل عام، وتشبيهه لهم بأنهم “مثل سلاح المدفعية، قادر على أن يهدم وليست لديه خبرة البناء.

يوسف الديني: القرضاوية السياسية
ويرجع الكاتب يوسف الديني في جانب مما حدث الى ما يسميه بـ(القرضاوية السياسية)، ويتابع: “شخصية الدكتور الشيخ القرضاوي محيرة جدلية حد التخمة؛ ليس فقط بسبب التحولات التي خاضها في حياته، ولكن أيضاً للأدوار التي اضطلع بها في «شرعنة» الحالة الإخوانية في تمثلاتها للسلطة، بدءاً بتجربة الجماعة الأم، ومروراً بتجربة حماس والسودان، ووصولاً إلى الموقف من الثورات التي تعامل معها الدكتور ببراغماتية سياسية تجاوزت كل الأطر والحدود بين ما هو ديني وسياسي في شخصية الدكتور”.
بين الأداء السياسي والرؤية الفكرية
يتابع الديني: “أزمة القرضاوية السياسية تبدأ في الفارق الكبير بين الأداء السياسي وبين الرؤية الفكرية، أو بمعنى آخر تحويره كل ما هو سياسي إلى عقائدي، بحيث يصبح الخلاف معه والاختلاف أزمة غالباً ما يتم تصويرها بشكل تراجيدي، لا سيما أن الجميع يتكئ على تراث الشيخ الفقهي المتسامح، وكيف أنه شكل لكثيرين بديلاً آمناً عن التيارات المتشددة التي لا يمكن لآرائها الفقهية والاجتماعية أن تأخذ طابعاً عالمياً، كما هو الحال مع القرضاوي وفتاواه المتسامحة، لا سيما تلك التي تخص المسلمين في المهجر”.
الهلال الشيعي والهلال الإخواني
ويستطرد الديني: “إذا كان موقف القرضاوي من التمدد الشيعي هو ما يحمده له مجايلوه من دعاة الإسلام السياسي، فإن منزعه في هذا الموقف هو منزع براغماتي يتصل بتضارب المصالح بين الهلال الشيعي والهلال الإخواني، وليس كما يراه داعموه بخلفيات طائفية وعبر منصة ممانعة المعسكر الإيراني، هذه البراغماتية السياسية التي تصل إلى حدود الإيمان العقائدي لدى القرضاوية السياسية، لها نظائر كثيرة يصعب حصرها في مقال.
تركي الدخيل: نرفض ولاء الشيعة لإيران وولاء السُنة للإخوان
ويدلي تركي الدخيل بدلوه في الجدال ذي الشجون، فيشير الى محاولة بعض رموز التنظيمات بين فترةٍ وأخرى من العرب أن ينالوا من الإمارات بالنقد واللمز، وسمعنا آخرهم قبل أيام، حين صبّ جام غضبه على دولةٍ لها سيادتها مثل الإمارات، راح ذلك الرمز لجماعة “الإخوان المسلمين” يحاول أن يقدح بفعل الإمارات الهادف إلى تحقيق سيادة الدولة والشعب بوجه من يشاقّون المجتمع.
ويتساءل الدخيل: فكما نرفض ولاء الشيعة لإيران ورجوعهم السياسي لها، نرفض ولاء السُنة للإخوان أو غيرهم واتخاذهم مرجعيةً من دون الدولة.
ويذكّر الدخيل كيف أن الخليج آوى بكل سخاء بعض الذين عانوا الأمرّين من أنظمتهم، فلجأوا إلى الخليج هاربين من الحديد والنار. بعضهم لم يقدر بيت الضيافة، ولم يعتبره وطناً، بل راح يخطط للانشقاق على المضيف، وتشويهه، وعضّ اليد التي أطعمته، وهذا هو اللؤم بعينه.
عائشة المري: القرضاوي.. بحر التناقضات
وتنظر عائشة المري الى القضية من زاوية أن الحراك العربي فضح منذ العام الماضي مواقف رجال الدين السياسية، فبدت أطروحاتهم السياسية مزدوجة في طرحها وفقاً لحساباتهم السياسية، وتصريحات القرضاوي الأخيرة قطرة من بحر التناقضات عندما يصبح الدين ورقة قابلة للتوظيف في اللعبة السياسية.
فقهاء الفتنة
ويلفت عبد الاله بلقزيز إلى أن انقلاب وظيفة الفقهاء المعاصرين من الدفاع عن وحدة الأمة إلى الدعوة إلى الفتنة والبغضاء، حيث يمثل ذلك أشد درجات انحراف الفقهاء، وإن كان في جملتهم من حفظ دوره من التزوير، والمسخ.
حمد سالم المري : الإخوان يطبقون أجنداتهم في الخليج
ويكرر حمد سالم المري تحذيراته التي قال إنه أطلقها تكراراً من خطر فكر ومنهج الاخوان كتيار سياسي يتخذ الدين عباءة، ولم يكن تحذيرنا هو الأول بل سبقنا عدد من الكتاب والعلماء سواء في وقتنا المعاصر أو في الازمنة السابقة.
ويتابع : “هدد المتحدث باسم الاخوان محمود غزلان «بتحريك العالم الاسلامي بأسره وليس جماعة الاخوان فحسب ضد الإمارات للذود عن الشيخ القرضاوي» معلناً اعتزازه بأن يكون الشيخ أحد أبناء جماعة الاخوان المسلمين. كما هبّ الدكتور طارق السويدان لنصرة القرضاوي بهجومه على الفريق ضاحي خلفان، القائد العام لشرطة دبي، خلال لقاء في قناة الحوار بقوله: «لا يجوز التوجه بهذا الخطاب الى رجل دين من وزن القرضاوي» وأن على جماعة الأمن التأدب مع العلماء الكبار. فهو بكلامه هذا يخالف ما يقوم به من عدم تأدبه مع العلماء الربانيين الذين ينادون بطاعة ولي الأمر المسلم في غير معصية الله نصرة لحزبه.
راشد الشامسي: تجاوزات القرضاوي
ويقرأ راشد الشامسي في ما يسميه (تجاوزات القرضاوي) فيقول إن طريقة حديث القرضاوي، خلال برنامجه التلفزيوني على قناة “الجزيرة”، تشير إلى أنه تعرض لعملية تحريض ضد الإمارات استمرت منذ زمن، إذ غلب ذلك على حديثه.
[email][email protected][/email] ايلاف

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..