جمل!

انتقد كاتب إسفيري اتحاد الكتاب السودانيين للبيان الذي استنكر فيه إعلان القوادة الوطنية عن تصدير بنات غير دكن و(غير كاسيات) للكويت الذي نشرته إنتباهة الرويبضة الطيب مصطفى. فعلى فحش الواقعة الغرائبي وجد الناقد أن الأغرب فيها هو بيان الاتحاد حول قضية لا تمت بصلة “لشؤون الكتابة ولا همومها”. ولا أعرف من أين له هذا القول الفصل في انبتات إعلان القوادة الوطنية عن شاغل الكتابة.
لو وقف الناقد على المكتوب عن الثقافة والإعلان لتواضع. ووددت لو اطلع على كتاب مثل “قرن السجائر” لألن برنادت ليعرف منزلة الإعلان من الثقافة. فعرض الكتاب للكيفية التي دخلت نزوة مثل التدخين تلافيف الثقافة والعلوم والقانون. وصار النقاش حولها نقاشاً حول أمهات المسائل مثل الصفوة والعامة والشوكة والغَلب وحرية الاستهلاك والصحة العامة. فالإعلان هو إعطاء المادة التشكيلية معنى. وهو المعني الذي يشحذ، إيجاباً وسلباً، الهمة في الكاتبين ونقاباتهم المهنية والرسالية.
جاء برنادت في مقدمته للكتاب بقصة ترجل إعلانين للسجائر في التايم سكوير بنيويورك بفضل الوعي الذي بثته الكتابة عنهما والاحتجاج الناجم عن ذلك الوعي. كان الإعلان الأول هو الرجل المدخن لماركة السجائر “الجمل” الآسر ينفث حلقات دخانه في سماء المدينة. وسقط من عل عام 1966. وكان الآخر هو “أولد جو”: الجمل الآخر من ابتكار شركة جي رنولدس الذي نهض في 1987 وسقط في 1990. وترجل الجمل الأول لأن الأبحاث، والحملة ضد التدخين، تسببت في صدور قرار جراح الدولة العمومي في 1966 بضرر التدخين على الصحة وهو ما غالطت فيه شركات طويلاً. وترجل الثاني بعد أن ثبت بالأبحاث والاحتجاج أن التدخين ضار بصحة غير المدخن أيضاً. ولما صح ذلك سقطت أكبر حجج شركات التبغ من أن التدخين حرية شخصية يتحمل وزرها المدخن متى دخن. وهذه الحجة مستمدة من التقليد الأمريكي في منع الدولة من التدخل في حياة الفرد طالما تحمل الفرد التبعة. ولكن متى تعدت هذه الحرية حرية الآخرين بَطَلت. وكان مقتل الإعلان من بحث توصل إلى أن الأطفال يربطون بين الجمل وما يمثله (السجائر) بصورة تكاد تقرب من تعرفهم على ميكي ماوس ووالت ديزني. وثار الخلق السوي على ذلك الإغواء الرذيل للصبية للتدخين ورفع الناس القضايا حسبة على شركات التدخين.
من رأي الكاتب الإسفيري أن مثل احتجاج الاتحاد على إعلان القوادة شغل الكتاب لا الاتحاد. فبوسعهم الكتابة ضده فرادى. بل أجاز لهم الاشتراك “في الأعمال الاحتجاجية” ضده. ولم يسأل الكاتب نفسه من سينظم هذه الأعمال الاحتجاجية؟ أليس اتحادهم من بين من يرعى هذا الاحتجاج ؟ وأليس البيان مثل الذي صدر من الاتحاد من أدوات تعبئة الكُتاب للقيام بتلك الأعمال الاحتجاجية الماذون بها في رأي الناقد؟
القصة ما قصة إعلان. بندوره وعرفنا دورها. لكين حدو وين، ومتين؟

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. خلاص يعني عاوز تقبضنا السنة كلها في الكلمتين الكتبتهم في

    الإنتباهة؟ الجعجعة دي كلها علشان الإعلان المهبب دا؟

    إنفصال الجنوب ما كتبت فيهو زي ما رغيت في الإعلان دا.

    الكترابة والموت والتشسريد الجماعي للمساكين في النيل الأزرق

    ما اخد منك إلا مقالتين رماديتين لا طعم ولا رائحة لهم.

    نكرر :

    “إعتذارك (المبطن) ما بفيدك”

    اكتب لليلة وبكرة وبرضك :

    عبد الله على إبراهيم اللي من قولة تيت إنبرش لثلة الإنقاذ اللئيمة

    ولا زال يحاول التبرير لخطيئتة الأولى ويكابر مرة بشتم المعارضين

    ومرة تانية تأخذه العزة بالإثم يشكر في الإنقاذ.

  2. يا دكتورابراهيم آت ميزورى وقاعد فى السودان.. بعد ما قرينا كلامك لا نود الدخول فى متاهات ان كانت هناك صلة بين “الجمل والسجايرmetaphorically” او ان كان كووول انواع السجاير ضارة بالصحه او ان كان هنالك البعض منها اكثر ضررا بالصحه على غرار فكرة جورج اورويل فى كتاب Animal Farm
    “ALL Animals are EQUAL , But Some are MORE EQUAL than OTHERS”
    نقول ليك :عشان ما ننسى لازم نعرف الحقيقه .. الحقيقه .. الجمل دا جمل منو؟ هل هو حق ام الحسن اللا قيد ولا رسن ومتى ما لقى السجاير بدخن ؟ام هو الجمل اللى ضربوهو و لمسوهو اولاد المرحله ألأوليه زى ما كمان لمسو ألأسد زمان ( الآ ان طفلا جنوبيا فى مدارس الجنوب ما دخلت فى راسو حكاية الولد اللى لمس ألأسد فقال للمدرس : كوضوب ساكت .. وين ولد يقدر يلمس اسد كان حى ولاّ ميت!!) ام هو الجمل الراكباه خيبة أمل اهل السودان الل يبدو انهم ما حيقدرو يتخارجو منها الى ان “يلج الجمل فى سم الخياط”..

  3. دى فلاحتك يامعة يارزقى دائما متخصص فى المواضيع الهايفةالمابتقدم ولابتاخر
    الليلة مالك ماجبت سيرة الحزب الشيوعى ماحكاية الاتحادات وخاصة اتحاد الكتاب من ابتكار الشيوعين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..