هنا حادث حركة

بسم الله الرحمن الرحيم

في مدينة كوالامبور بماليزيا كنت أستعد لاجتياز الشارع الأسفلتي نحو الضفة الأخرى، المدينة كانت جديدة بالنسبة لي فلم أفطن للإشارات المرورية التي ترشدك إلى أن عبور الشارع يكون من الأعلى من خلال سلم كهربائي ينقلك عبر جسر إلى الجهة المقابلة (طبعاً أتذكرت السلم الكهربائي في عفراء مول والذي يعمل في الأعياد وذكرى الاستقلال ) .

المهم أن ذلك السلم الكهربائي متاح و في الشارع العام لنقلك للناحية الأخرى، والمهم أنني حاولت تخطي الشارع من الأسفل حيث لا وجود أصلاً لخطوط عبور المشاة ولا وجود أصلاً لمشاة عندها فوجئت باحتجاجات كثيفة من سائقي السيارات.

المضحك في الأمر أنني وجدت بالقرب مني شاباً يحاول عبور الشارع أيضاً بنفس أسلوبي الخاطئ وعندما استفسرته عن الطريق أجابني (قوام …..أسرعي خلينا نقطع قبل ما يخمونا )، عندها ضحكت ملء فمي وقلت له ( الله ….. أنت سوداني ).

الغريب في الأمر أن ذلك السوداني مقيم منذ فترة طويلة في ماليزيا ولكنه لم يتطبع بعد بقواعد النظام واحترام الإشارات المرورية.

تذكرت هذه القصة وأنا أطلع على التقرير الذي صدر من الإدارة العامة للمرور وتضمن نتائج الاستراتيجية القومية للسلامة المرورية .

التقرير كشف وبوضوح عن ضعف الثقافة المرورية وارتفاع نسبة الحوادث بسبب غياب الوعي لدى شركاء الطريق والدليل على ذلك أن حوادث عبور المشاة تمثل النسبة الأعلى من بين طبيعة حوادث الموت الأخرى حيث وصلت إلى ٣٧.١% وهي نسبة مرتفعة جداً مقارنة بالتصادم بين المركبات والذي نسبته ٣٠٪ ، بمعنى أن كثيراً من المواطنين (بيقطعوا الشارع سااااي) دون أن يدققوا النظر في الاتجاهات، ويعني أيضاً أن كثيراً من سائقي المركبات يقودون بتهور ودون وعي وتركيز ولا يستطيعون ضبط معدل السرعة مع تحركات شركاء الطريق الآخرين .

وطبعاً لا داعي للحديث هنا عن تقصير الحكومة في هندسة الطرق والإنارة والإشارات الضوئية (الخلاقة) وردم البرك والمستنقعات والحفر الموجودة في منتصف الشوارع ؛ لا داعي لأن (الضرب على الميت حرام ) والحكومة أصلاً ما فاضية للشعب، فلديها الأهم، (عشان كده) كل مواطن يحمي نفسه بنفسه ويرفع من مستوى الوعي لديه ويفرق بين حقه وحق الآخرين في الطريق .

خارج السور :

عزيزي المواطن احترس وأنت تعبر الشارع وانتبه وأنت تقود مركبتك لأن الكثير من الشوارع في ولاية الخرطوم مهيئة للحوادث المرورية، وتأكد لو حدث لك مكروه فإن الوقت الذي تأتيك فيه سيارة الإسعاف وتحصل فيه علي العلاج المناسب (إن وجد) سيكون وقتها ورثتك قد تقاسموا قيمة (الدية) .

*نقلا عن السوداني
Kalfealasoar76@hotmailcom

تعليق واحد

  1. خانتك فى كوالمبور لغتك الانجليزية يا استاذة الحكمة تقول تعلم اللغة قبل ان تجتاز حدود البلد .. وللاسف فى كوالمبور قلبتى التحت فوق والفوق تحت وكان ممكن تروح فيها بقلة المعرفة .. وبالله عليكى ما تجندرى لينا بكوالمبور زي الاستاذ عوض ابراهيم عوض .. بس الفرق بينك وبين عوض هو عوض لبلب فى اللغة وانتى افتح الله واستر الله

  2. فاقد الشىء لا يعطيه
    حتى لو انت جديدة على البلد ، دا ما مبرر انك تعبرى الشارع بالطريقة دى .. وخاصة فى حالة انعدام عبور المشاة

    فضحتينا فى بلاد برة

  3. و الله اذا كان الصحافيين لا يملكون ثقافة المرور و بالذات خارج السودان فهناك الف عذر للغلابة الظاهر انتى زاتك جديدة على بلاد برا

  4. طبعا مشيت تايم اسوير وجنتيق وركبت الترفريك وداير اقول لا ارى وجه مقارنة بين ما فى مليسيا والسودان هو هناك لاقاك رجل مرور ما كل شئ منظم ومعمول بحسابات مستقبلية وكمان اكيد ركبت المترو الطائر الما فيه كمسارى ولا سائق وينبهك عند كل محطة يا سهير بلاش المقارنة ونحنا هنا شركاء الطريق الذين تتحدث عنهم ادارة المرور عربات مختلفة الالوان والماركات وكارو حمار وكارو حصان وركشة قال شركاء الطريق وفى مليسيا وعلى جانب اى طريق طريق لذوى الاحتياجات الخاصة وما محتاج لاى مساعدة من احد حتى فى اعلى كبرى للمشاة ياستى دى عالم جميل مش ذى عالم زين هذه الايامبالسودان والبتسوى زين فينا هذه الايام كدى التمشى تعملوا فى اى بلد اخر غيرنا

  5. (لإجتياز الشارع الأسفلتي نحو الضفة الأخرى، ) إقتباس
    الضفة ؟؟؟؟؟؟؟
    حسبنا الله ونعم الوكيل فيك يا صحافة !!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..