أخبار السودان

المحلل السياسي بروفيسور حسن الساعوري في أحاديث التقييم: وزراء حكومة الوفاق (راكبين غلط) ولم يقدموا برامج جديدة

مضت اربعة اشهر على اعلان حكومة الوفاق الوطني التي جاءت بعد ولادة متعثرة عقابيل عام من المشاورات التي تلت مخرجات الحوار الوطني. في هذه المساحة تقيم (الصيحة) اداء الحكومة، مع استاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين بروفيسور حسن الساعوري، الذي قطع ان البرامج المطبقة الان هي ذات البرامج السابقة، وقال ان وزراء حكومة الوفاق لم يضعوا اي برامج وخططا من مخرجات الحوار واصبحوا اشبه بمن ركب على ظهر حصان منطلق دون أن يعرف الوجهة.
حوار: الطيب محمد خير
*كيف تنظر لحكومة الوفاق بعد مضي اربعة اشهر على تكوينها؟
– الثابت ان حكومة الوفاق الوطني تكونت لانفاذ مخرجات الحوار الوطني التي هي شاملة لكافة المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدستورية. وهذه المخرجات تعتبر وفاقا بين كافة القوى السياسية في السودان، وبالتالى كل وزير عند تسلمه مهامه يفترض ان يذهب لمخرجات الحوار ويتخير منها ما يلي وزارته لوضع البرامج والسياسات المناسبة بناء على المخرجات، ويقوم بمناقشة ذلك مع معاونيه داخل الوزارة (الوكيل ومديري الادارات العليا) ويتم التنقيح وترفع لمجلس الوزراء، وهذه بداية اي وزير في حكومة الوفاق. لكن من واقع ما نراه اشك ان هذه الطريقة قد طبقت، وان هؤلاء الوزراء قد فهموا ان البرامج والسياسات التي سيعملون يجب ان تكون مستنبطة من مخرجات الحوار.
*لكن الجميع يقول انه يعمل وفق مخرجات الحوار؟
-هذا واضح من ان كل وزاراء حكومة الوفاق لم يقدموا اي برامج جديدة وفق مخرجات الحوار.
*بما تفسر ذلك؟
-هذا يعني ان هؤلاء الوزراء (راكبين غلط) لان الحكومة التي جاءت بهم هي حكومة وفاق وبرامجها هي برنامج الحوار وعلى ضوء هذا يفترض ان تقدم كل وزارة برامجها حسب مخرجات الحوار وتناقش في مجلس الوزراء وتعتمد سياسة رسمية في الدولة بالقانون بعد اجازتها من البرلمان، لكن اشك ان هذه العملية الاجرائية قد تمت.
*اذاً من اين جاءت البرامج التي تنفذ الان؟
– هذه برامج الحكومة السابقة والتي ما تزال مستمرة بدليل ان الميزانية التي وضعت في (1/1 / 2017) لم توضع وفق مخرجات الحوار ولا يزال معمولا بها. اذاً البرامج المطبقة الان ليست لها علاقة بمخرجات الحوار الوطني ولا حكومة الوفاق الوطني المنبثقة منها.
*لكن هناك تناغم واضح بين مكونات الحكومة؟
-الحكم بوجود تناغم بين مكونات حكومة الوفاق من عدمه في الوقت الحالى سابق لاوانه، لان هؤلاء الناس لم يناقشوا برامج او سياسات في مجلس الوزراء او المجلس الوطني لنحدد موضع ودرجة التناغم، لان هؤلاء القادمين الجديد ركبوا في سرج وساروا في ذات الاتجاه السابق وبذات الوتيرة وممسكين باللجام وخلاص.
* هل تقصد ان حكومة الوفاق لم تنه قبضة المؤتمر الوطني؟
– خلينا نقول بوضوح ان برامج المؤتمر الوطني التي كانت مطبقة قبل حكومة الوفاق سواء اكانت متطابقة مع مخرجات الحوار ام مخالفة لها مقبولة لديهم وينفذونها.
* من حديثك نفهم ان حكومة الوفاق لم تعبر عن مخرجات الحوار الوطني؟
ــ الاجابة على هذا السؤال تشكل النقطة الاساسية التي يجب ان يصل الناس اليها، هذه الاجابة مهمة الاعلام البحث عنها في مجلس الوزراء والمجلس الوطني هل قدمت برامج في مجلس الوزراء للحكومة متطابقة مع مخرجات الحوار وتمت اجازتها من المجلس الوطني هذا هو السؤال الكبير الذي ينتظر الناس الاجابة عليه ولا اعتقد ستكون له اجابة لانه لم يحدث.
*على ضوء ما ذكرت الى اي مدى هذه الحكومة لها المقدرة لقيادة البلاد لاحداث تحول حقيقي؟
– يمكن ان نوصف هذه الحكومة بانها حكومة تسيير الاعمال وليست حكومة جديدة مختلفة في سياساتها وبرامجها عن الحكومة السابقة والثابت ان حكومة التسيير لا تاتي بجديد، بمعنى الذي وجدته مستمر، وهنا تكفي الاشارة لما ذكرته لك ان وزراء حكومة الوفاق اشبه بالشخص الذي ركب على ظهر حصان منطلق وامسك لجامه لكنه لا يدري الوجهة المنطلق اليها.
*كأنك تعتقد أن المشاركين عاجزين عن احداث التحول؟
– لا استطيع ان اقول ذلك لانني لم اشهد نقاشهم في مجلس الوزراء او البرلمان ضمن اللجان المختصة وهذه هي مهمتكم كاعلام.
* ما الجديد الذي يمكن ان نقول انه قد جاءت به الحكومة الجديدة على مستوى صناعة القرار وسياسات الدولة؟
ــ يفترض أن يكون لحكومة الوفاق برنامج سياسي جديد يختلف تماما عن برنامج المؤتمر الوطني، لكن انا شخصيا لا ارى برنامجا جديدا، لذلك قلت لك اشك في ان الوزارات التي تشكلت عبر حكومة الوفاق قد اخذت ما يليها من مخرجات الحوار وهذا يعني انها لم تهتم كثيرا بمخرجات الحوار.
*كيف تنظر للبرامج المنفذة الان (اصلاح الدولة ونزع السلاح وغيرها)؟
-اصلاح الدولة برنامج قديم لم تأت به حكومة الوفاق لكن نزع السلاح يمكن ان يكون برنامجا جديدا.
*في رأيك الى مدى يمكن ان ينجح برنامج نزع السلاح؟
-ليست لدي تفاصيل حول ماذا يحدث في هذا برنامج لكن ما اعرفه ان السياسة الحكيمة لتنفيذ هذا البرنامج ان يتم ذلك عبر زعماء القبائل في الاقاليم ولست متأكدا هل هؤلاء الزعماء مشاركين في هذا البرنامج ام لا، لان جمع السلاح يفترض ان يكون عن طواعية وليس عن طريق القانون.
*كيف تنظر لاستمرار الترهل وزيادة الصرف؟
-الصرف ليست مشكلة كبيرة ان تحققت الاهداف.
*الى اي مدى هذه حكومة مقنعة للمجتمع الدولى للتعامل معها؟
-العالم الخارجي وصل لقناعة قبل حكومة الوفاق انه يمكن التعامل مع الحكومة القائمة ولا يسعون لاسقاطها بعد ان شعروا ان كل خططهم لذلك قد فشلت سواء عن طريق القوة او الاحتواء وحكومة الوفاق دعمت هذا الاتجاه في التعامل مع الحكومة الحالية حتى تكمل فترتها في (2020).
*ما النقطة المهمة التي ترى أن على حكومة الوفاق ان تبدأ منها لكن تجاهلتها؟
-السلام في المنطقتين ودارفور كان يفترض ان يكون اولوية لها لان السلام من اهم مخرجات الحوار وحكومة الوفاق لم تحققه (تكون ما عملت شيء) والامر الثاني قضية احتلال حلايب التي يفترض ان تكون ضمن الاولويات لكن رغم ذلك ظلت قضية منسية والجميع يتفرج وهذه نقطة غامضة ومحيرة وغير مفهومة كيف تكون ارضا سودانية محتلة لا قوى سياسية حاكمة ولا معارضة ولا رأي عام.
*هل ما نراه انخراط شخوص في برامج موجودة مسبقا؟
– لا استطيع أن احكم بذلك، لانه القضايا الاساسية لم تطرح للنقاش حتى نستطيع ان نحكم بان بوجود توافق ام لا، بمعنى هل السلام في دارفور والمنطقتين عرضا للنقاش بين اعضاء حكومة الوفاق وهي قضايا اساسية مع قضية حلايب لكنها اصبحت قضايا يتيمة وليس لها وجيع لكن الاعلام نام عنها مع أنها تستحق التذكير.
الصيحة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..