قنوط سبعينى واسقاط نسب واشياء اخرى !

مديحة عبد الله

جاء فى احدى الصحف الصادرة امس ان رجل يبلغ من العمر نحو سبعين عاما شرع فى الانتحار ولو لم تتداركه يد الشرطة لوضع حداً لحياته , بينما تحفل صفحات جميع الصحف بلا إستثاء باخبار الجريمة بانواعها المختلفة ?لكن الملفت ان الجريمة داخل نطاق الاسرة باتت فى ازدياد مضطرد, فالقتل وسط افراد الاسرة صار يقع لأبسط الأسباب , وتحمل ملفات المحاكم قضايا بإسقاط النسب من اطفال او قضايا هروب الاباء من تحمل مسؤولياتهم تجاه صغارهم .

انه المشهد الخلفى للحروب والفقر والقهر السياسى , وهو مشهد لايجد حظه من اهتمام الحكومة ولا القوى المعارضة , الكل ينظر بزاوية نظر واحدة بينما الواقع شديد التعقيد وتتداخل اجزاؤه بحيث يعيد تشكل الصورة ومن حيث لا ندرى . اغفال شؤون الشعب بتفاصيلها اليومية امرٌ له تبعاته السياسية والاجتماعية , الافراد عندما يصطدمون بالتجاهل والشعور بالغربة والضياع وعندما يعجزون عن الوصول لرؤية واضحة عن ما يحيط بهم وعندما تصطدم اسئلتهم بالصدود وعدم الاعتبار يلجأون لحلول ستؤثر على المدى البعيد على اجندة السياسيين الذين يظن اغلبهم ان الشعب جموع يسهل قيادها .

قد ينظر السياسيون للشعب انه قانع بتصرفاتهم او انه لايملك قدرة ان يعيد ترتيب الاشياء لتكون فى مصلحته. لكن ستكون المفاجأة قاسية عليهم , قد يقول قائل ماعلاقة ذلك بارتفاع نسب الجريمة ?اقول دون تردد ان المجتمع يتمرد على اوضاعه ويصدم بتصرفات افراده, ويرسل رسائل غير مباشرة لمن يمسكون بزمام الامور . لكن الارادات المبعثرة سرعان ماتجد طريقها للوحدة وسرعان ما يتجمع الوعى بالوصول لفرضية ان الحلول الفردية والسخط والهروب من المشاكل اليومية سببه فشل سياسى وقهر اجتماعى وثقافى . وان الخطر يتهدد الافراد ان هم سدروا فى غى العنف والقتل والهروب والانسحاب من الحياة , وسيصل الوعى ان ثمة عدو مشترك هو المطلوب ازالته من الطريق , لايوجد مجتمع ينسحب من الحياة? ثمة وقت ?ثمة ارادة ?ثمة فعل سيصنع التغيير .

الميدان

تعليق واحد

  1. الله يرفع البلاء عن الناس جد الناس وصلت مرحلة احباط من سوء ادارة البلد والحالة المعيشية الصعبة واغلب الناس عندها نفسيات

  2. تفكك الأسرة وزرع الإحباط في أفرادها سياسة ممنهجة تتبعها حكومة الإنقاذ لتقضي على ما تبقى من كرامة الشعب السوداني، وحتى تصنع شعب خنوع لا هم له إلا لقمة العيش، كما تسعى الإنقاذ لخلق طبقية مقيتة بحيث تقسم الشعب إلى حكام ونبلاء وعمال وجنود كما حدث في عهد الرومان القدماء، حتى لا يفكر واحد من أبناء الطبقة العاملة في الحكم ويبقى كل فرد في مكانه المخطط له البقاء فيه.

  3. سيدنا عمر بن الخطاب يقول لوعثرت بغله في العراق انت مسئول عنها يا عمر لم لم تسوي لها الطريق وانت ياعمر البشير شيخ في ال70 من عمره يحاول ينتهر وانت تجعر برجوع ابكرشولا وليش ترجعها والناس سئمو حكمك ويحاولون الانتحار ماذا انت قائل لربك يوم لا ينفع مال ولا بنون انتم ترونه بعيدا ونراهو قريبا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..