لماذا التعنت؟

ابراهيم ميرغنى

يستعصى حل قضية أبيي الى يومنا هذا لان المؤتمر الوطني يعتبرها (كرت ضغط) في مواجهة مشاكل كثيرة تحيط به لا يجد لها حلاً.

وينسى المؤتمر الوطني ان أبيي ليست مجرد قطعة أرض ولا برميل بترول ،وإنما تاريخ طويل من التعايش بين مكونات عربية وافريقية جمعت بينها أواصر المصالح الاقتصادية وشكلت نسيجاً فريداً يندر أن يوجد مثيله في العالم أجمع.

ولأن أبيي منطقة تماس بين الشمال والجنوب فان اتفاقية نيفاشا وضعت لها حلاً منطقياً فيما يتعلق بتبعيتها للشمال أو الجنوب (بعد الانفصال ) ،وان هذه التبعية يفترض أن تكون على خلفية استفتاء لمعرفة راي الغالبية العظمي من سكانها.

لأن الاستفتاء هو المعيار الوحيد في هذه الحالة اذ ليس هناك أي وسيلة اخرى لقياس رأي سكان المنطقة فيما يتعلق بمصيرهم.

اذن لماذا يهرب المؤتمر الوطني من مسألة استفتاء سكان ابيي على مصيرها؟! ولماذا رفض البشير مقترحاً من سلفا كير بإجراء الاستفتاء في اكتوبر المقبل حسب ما تناقلته الآن ؟

نتبرع هنا بالإجابة فالمسألة ليست في تعريف الناخبين أو السيادة الوطنية كما يقولون أو غيرها من الحجج ،وانما أبيي مقابل ضمان عدم ارتباط القوى المسلحة في دارفور وجنوب كردفان وشمالها بحكومة الجنوب وهو ربط تعسفي إذ أن سكان ابيي لا علاقة لهم بالصراع الدائر في جنوب كردفان وشمالها ودارفور . هذا التعنت هو الذي ألغى اتفاق نافع /عقار في خطبة في مسجد مما جلب كل هذه الكوارث والحرب والتدخل الدولي والقرار 2046 وسيؤدي هذا التعنت الجديد بخصوص استفتاء ابيي للتدخل الدولي مجدداً بقرار من مجلس الأمن يضع أبيي تحت الوصاية الدولية تماماً مثل كوسوفو وإننا نحذر من هذا السيناريو.

الميدان

تعليق واحد

  1. الجيران بالمجلد. لا يعلمون ان الهدف في تمسك الموتمر الوطني بقضية ابيي ليست لمصلحتهم وانما كالكرت الضغط لكسب كثير من القضايا العالقة بين الشمال والجنوب ،فالأمر قد حسم وتم معرفة المناطق دينكا نقوك التسع بواسطة المحكمة الدولية وهذه المناطق هي التي سوف تجري عليها الاستفتاء وليست مناطق المسيرية كالمجلد والفولة وبقية مناطقهم كما يتخيل قادة المسيرية. فلكم ان تفهموا قبل ان تفقدوا كل. جيرانكم المجاورة. فانتم أحوج اليهم بالكثير،

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..