يتجولون بلا أحذية خوفاً من (الشماسة الكبار)… أخوة جمعهم (الشارع)…وضمتهم (المعاناة)..!!

الخرطوم: رقية يونس
الساعة تشير إلى الواحدة ظهرا وشمس العاصمة اشد احتراقا وآثار الاجهاد والارهاق شوهت ملامحهم الطفولية البريئة وحولتهم إلى مسوخ بشرية ومسنين انهكهم الدهر بمكالبه الطوال، هم ثلاثة إخوان صبية تترواح اعمارهم بين السادسة والثامنة والعاشرة سنوات حفاة القدمين يرتدون ملابس اقرب إلى منتهية الصلاحية واجسادهم تفتقر الى الاستحمام برغم من وجود اطول نهرين في بلادي، اطفال تحت الشمس المحرقة يجولون الشوارع العامة والاسواق المجاورة يبحثون عن ما يسد رمقهم …من بقايا حديد ( الخردة) واواني بلاستيكية وباقي مقاعد ليبية لعرضها على تجار الوزن والخرد بأنواعها لكي يكسبوا مالا يسيرا لا يتعدي الـ( 2-10) جنيه يوميا على حسب قولهم لـ( السوداني) التي وجدتهم عن طريق الصدفة في سوق (6) بالحاج يوسف وجاءت السطور التالية لتفرد معاناتهم.
عمالة اطفال:
شقيقهم الاكبر( أ ) ذو الـ(10) سنوات قال لـ( السوداني) وهو يفرك عينيه المحمرتين من اثر النعاس، انهم مجبرون على القيام بالعمل منذ بزوغ الفجر إلى أن تسدل اشعة الشمس ضوءها للحصول على مبلغ يكفي لكيس السلطة ورغيفات يرجعون بها إلى البيت لتفرح والدتهم بمحصودهم اليومي وكسبهم (باليد)، مؤكدا أن والدتهم هي من تحثهم يوميا على الانتشار في الشوارع بحثا عن (خردة) لكسب قوتهم على حد تعبيره.
فاقد تربوي:
الشقيق الاوسط (ر) ذو الـ(8) اعوام يقول لـ(السوداني) بدوره انه طلب من والده أن يدخله المدرسة طلبا للتعليم ورغبة فيه لكي يصبح طبيبا يعالج الاطفال في المستقبل الا أن والده اخبره أن المدارس بها الضرب المبرح للطلاب داخل اسوار المدارس ورسومهم باهظة الثمن وهو لا يستطيع تعليمهم..!!!
سر الحفى:
اصغرهم (م) ذو الـ(6) اعوام فاجأ (السوداني ) بالرد سريعا حين قلت له ما سر عدم انتعالكم ما يحميكم من الشمس فرد قائلا: (ان الحفي يسهل عليهم عملية الفرار من ( الشماسة الفطحالة) في السوق خوفا من أن ينزعوا منهم ما جادت به اعمالهم عنوة عبر التهديد واحيانا بافتعال المشاكل معهم لاخذ خردتهم)..!!
المرض لا يغفر:
الشقيق الاكبر (أ) يقول لـ(السوداني) انهم يعملون حتى عند المرض بلا توقف واضاف انهم قد يأخذون قسطا من الراحة ثم بعد ذلك يتابعون عملهم لكي يوفروا فاتورة العلاج وارجع ذلك إلى الظروف الصعبة وعدم وجود المال، بينما يضيف الشقيق (ر) ويقول انه وبمجرد انتهاء يوم العمل يرجعون إلى البيت ويرتدون ملابسهم (النظيفة) ويخلعون ملابس العمل ثم يرتدونها صباحا نسبة لانها متسخة وتتماشى مع طبيعة عملهم في الشمس والتجوال عبر الشوارع وفي الاسواق..وهكذا تستمر المعاناة في كل صباح..!!

السوداني

تعليق واحد

  1. الله ينتقم منك يا من أوصلتهم إلى هذا
    ولعنة الله على الحاكم الذى لا يعرف ما يحدث لشعبه ولا يرفع عنهم الأذى والفقر المدقع
    ولعنة الله على الكيزان الأنجاس الذين لا يخافون الله فى هؤلاء الصبية المشردون
    وأين سامية بتاعة الإنسانية وأميرة بتاعة البرلمان ووزير المالية
    وأين الشعب السدانى الذى هو مسئول عن تحسن وضع هؤلاء فقط لينالوا حقهم فى الحياة الكريمة من تعليم وعناية صحية وغيرها – ليس أكثر يا نافع الولدك مرطب فى شرم الشيخ . الله يورينى فيك يا نتن

  2. والله لو كنت استطيع لعملت لهم دار يسكنون فيها واعلمهم واوفر لهم ادارة حكيمة وتربية دينية وبسيطة والله الواحد بيصاب بي تبلد وحالة غريبة عندما يسمع مثل هذه الاخبار . هل من الممكن ان نعمل لهم شيئا ام نحن عاجزون عن مساعدتهم ؟ ماذا لو دفع كل مغترب ريال واحد فقط لدى ادارة المغتربين وتتولة جهة معينة رعايتهم وتعليمهم فقط ريال او ريالين او خمسة ندفعها لدى ادارة المغتربين عندما ناتي اليهم لاي معاملة او ندفعها في السفارات عندما نراجع لاي معاملة . تخيل انك أو ابنك أو اخوك واحدا منهم ! شاركوني الراي لمساعدتهم ارجوكم . آه آه آه . تموت الاسد في الغابات جوعا ولحم الضأن تاكله الكلاب …

  3. فلنقارن بين هؤلاء الصغار الذين يسعون لكسب قة يومهم…بعيدا عن المدرسة مع المدارس الخاصة المليونيه….انه عين الظلم الاجتماعى…حصل هذا عندما رفعت الدولة يدها عن واجبها…انها سياسة التحرير والخصصة التى ستبيعنا باطفالنا فى سوق الله اكبر….البلد تحكمت فيها الشركات العالمية عبر وكلاء محليين…لايهمهم شعب ولا وطن بل يهمهم الذى يدخل جيوبهم….وبرضو نحنا شعب متكافل ومصرين عليها

  4. مفروض يكون مع المقال دا صورة الحسيب النسيب / محمد نافع على ظهر اليخت ..

    أو قصور كافوري !!! رحمك الله يا عمر بن الخطاب ..

    هي لله … هي لله … لا للسلطة و لا للجاه ..

    فى سبيل الله قمنا نبتغى رفع اللواء لا لدنيا قد عملنا نحن للدين الفداء

    فليعد للدين مجده أو تراق منا الدماء..

    أي دين هذا الذي نرى الرعيه فيه يكدح (أطفالها) و يحرموا من التعليم و ولاة الامر يرفلون في النعيم و يكتنزون المال و يسكنون الفلل و يمتطون صهوة الفارهات …!!!

    و الله لتسألن يوم إذن عن النعيم …

    و كبر مقتا عند الله إن تقولوا ما لا تفعلون ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..