ادخلوا الباب سُجداً..!ا

العصب السابع

ادخلوا الباب سُجداً..!!

شمائل النور

“اسم الدولة: جمهورية السودان، المساحة: 18882000، عدد السكان: 33419625، نسبة المسلمين: 96,7%، العملة: الجنيه” هي المعلومات الأساسية الجديدة للجمهورية الثانية كما وزعتها شركة زين للاتصالات مساء يوم السبت،، وكما يحدث في بيوت المآتم، رُفع الفراش وانتهى العزاء، والحي أبقى من الميت، وبهذه الأرقام ندخل مرحلة جديدة مفصلية في تاريخ السودان، فإن كانت اتفاقية نيفاشا وتفاصيلها الشيطانية تمثل عبئاً ثقيلاً على الحكومة، الآن انزاح هذا العبء باستثناء تفاصيل ملف جنوب كردفان وأبيي والنيل الأزرق، وهذه تفاصيل صغيرة لكن تعنت الشياطين قادر على توالدها وتكاثرها، هذه وحدها دون سواها قادرة على العودة للمربع قبل الأول، فكما أوقفت نيفاشا حرباً ضروساً بائسة، رغم أننا دفعنا ثلث الوطن قرباناً، فبذات القدر يُمكن لنيفاشا أن تُعيد سيرتها الأولى إن لم تُمارَس الحكمة المطلوبة لهذه المرحلة، وحتى نلج جمهورية ثانية غير تلك الجدباء يجب أن تكون جمهورية، التغيير فيها لا تغيير أرقام فقط ونسبة مسلمين وهوية، فالمطلب الأول هو حسم هذه الملفات بأسرع ما تيسر بل هي حاجة وليس مطلباً، وعلى المؤتمر الوطني الذي وقّع اتفاقاً في أديس ثم نقضه فيما بعد، أن يجلس أرضاً بما فيه شُلة نيفاشا ويُحدد موقفاً واضحاً وحاسماً وسريعاً ومُجمعاً عليه فيما يتعلق بجنوب كردفان لأن على مصيرها تُعلق النيل الأزرق، وينبغي أن يكون موقفاً خالياً من التفاصيل الشيطانية، فقد اكتفى الوطن تماماً، وحتى لا نحتاج إلى جمهورية ثالثة، فجنوب كردفان لا تحتمل أكثر من أبيض وأسود، ونتمناه أكثر بياضاً. نحن لا زلنا ندق على باب الجمهورية الثانية، فقط ننوي الدخول، فإما الدخول باطمئنان ودونما بندقية وإما الوقوف على هذا الباب حتى يريد الله أمراً.. السلام الحقيقي هو الذي يرسم خارطة طريق الجمهورية الثانية مستقيمة كانت أو متعرجة، وهذا بين يدي الحكومة.. وبعيداً عن كل الحسابات الحزبية الضيقة التي لم تخدم مصلحة الوطن في شيء، توجب الآن أن يعلو الصوت العاقل والحكيم بين كل القيادات السياسية الحاكمة والمعارضة والأشد معارضة، وهذا دون شك لا يتأتى إلا بفك هذه القبضة القاصمة، الآن من الواجب الوطني على المؤتمر الوطني أن يقرأ بتأنّ دفتر سياساته طيلة هذه السنين، وماذا جنت هذه القبضة، القوية في ظاهرها لكن في باطنها نراه اليوم واقعاً، وعلى المؤتمر الوطني أن يسأل نفسه الآن هل هذا النتاج الحنظل قوة أم ضعف..؟؟ وعليه يُمكن أن نقرأ معالم الجمهورية الثانية ونحن لا زلنا على الأبواب. نحن الآن في المرحلة التي تسبق الدخول إلى الجمهورية الثانية،بناء عليها سوف تُحدد المعالم الجديدة، إذن هي مرحلة وطنية في مقامها الأول، ومالم نجتمع على كلمة سواء تعلو فيها مصلحة ما تبقى من الوطن وتتجرد فيها الحكومة عن ذاتها، إذن فليس هناك جمهورية ثانية ولا يحزنون، حتى لو أُعيدت هيكلة الدولة آلاف المرات، فإن واصل المؤتمر الوطني قبضته وواصل في عرضه المتواضع للأحزاب “الحكومة العريضة لا القومية”، إذن التغيير سوف يقتصر على الأرقام أعلاه، إن لم تتضاءل مستقبلاً، ولن ندخل جمهورية ثانية إلا ظاهرياً، المصلحة العليا تقتضي أن ينزل القوم من عليائهم ويدخلوها سُجداً لا وقوفاً.

التيار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..