السودان ومصر وافقا على قيام سدِّ النهضة فما معنى رفض تحويل مجرى النيل؟

د. سلمان محمد أحمد سلمان
1
أعلنت اثيوبيا مساء يوم الأثنين 27 مايو عام 2013 أنها ستقوم يوم الثلاثاء 28 مايو عام 2013 بتحويل مجرى النيل الأزرق إيذاناَ بالبدء الرسمي للعمل في بناء سدّ النهضة. وأعقبت اثيوبيا تصريحها ذلك بخطواتٍ عملية في ذاك الاتجاه في اليوم الذي حدّدته.
وعلى الفور قامت كل ألوان الطيف السياسي المصري ? من اليسار واليمين، العسكر والمدنيين، الإسلاميين والعلمانيين، الأكاديميين والعامة ? بدقِّ طبول الحرب على اثيوبيا. وقد شارك السيد سفير السودان في القاهرة في ذلك العرض موضّحاَ أنه صُدِمَ بالقرار الاثيوبي، ومتوعداً بتصعيد الموقف وإحالة الأمر بأسرع فرصة إلى الجامعة العربية.
غير أن وزارة الخارجية السودانية عادت بعد يومٍ من تصريحات السيد السفير لتعلن للعالم “أن السودان لن يتضرر بالخطوة الأثيوبية الأخيرة بتغيير مجرى نهر النيل الأزرق، في إطار بناء سدّ الألفية، مؤكدةً وجود مشاورات وتفاهمات بين السودان واثيوبيا ومصر، حول مشروع سدّ النهضة الأثيوبي. وقالت الخارجية في بيانٍ لها “أكدت الجهات الفنية بوزارة الكهرباء والموارد المائية، أن الخطوة الاثيوبية الأخيرة لا تسبب للسودان أي ضرر.”
وتواصلت حالة الارتباك تلك عندما كتب المستشار القانوني لوفد التفاوض السوداني لحوض النيل والوكيل السابق لوزارة العدل، الدكتور أحمد المفتي، مقالاً يخبرنا فيه أن تحويل اثيوبيا لمجرى النيل الأزرق دون مشاورات ومفاوضات مع السودان ومصر انتهاكٌ للقانون الدولى. وكان الدكتور المفتي قد كتب مقالاً في 14 مايو 2013 عن احتلال مصر لحلايب منذ عام 1992 وطالب فيه “باستبعاد الحلول القانونية التى قد تضر بمصالح الطرفين.” وهكذا أصبح القانون الدولي في نظر الدكتور المفتي “برنامج ما يطلبه المستمعون” يختار منه ما يشاء وقت ما يشاء، دون أي اعتباراتٍ مبدئية لحقوق ومصالح السودان، وفي تجاهلٍ تامٍ لحقيقة أن حلايب ظلّت ترزخ تحت الاحتلال المصري منذ أكثر من عشرين عام.
سوف نلقي الضوء في هذا المقال على القرار الاثيوبي وخلفياته ومدلولاته. سنوضّح أن السودان ومصر قد قبلا قيام سدّ النهضة عندما وافقا على الاشتراك في اللجنة الدولية لسدّ النهضة بمندوبين لكلٍ منهما، وأن الموافقة على قيام السدّ تعني بالضرورة الموافقة على تحويل مجرى النيل الأزرق لأن اثيوبيا لن تستطيع بناء السدّ قبل تحويل مجرى النيل الأزرق. وسنعيد في هذا المقال سرد وتأكيد فوائد سدّ النهضة للسودان.
2
يقع سدّ النهضة الاثيوبي (والذي كان يُعرف حتى وقتٍ قريب بسدِّ الألفية) على النيل الأزرق (والذي يُعرف في اثيوبيا بنهر أباي) على بعد حوالى 40 كيلومتر من الحدود مع السودان. ويُتوقع أن يقوم هذا السدّ بتوليد 5,250 ميقاواط من الطاقة الكهربائية (أي أكثر من مرتين ونصف من كهرباء السدّ العالي) عند اكتماله بعد أربع سنوات من بدء التنفيذ. وسوف يحجز السدّ 62 مليار متر مكعب من المياه، وهذه الكمية تساوي تقريباً ضِعف كمية مياه بحيرة تانا وأقل بقليل من نصف مياه بحيرة السد العالي (التي تبلغ سعتها 162 مليار متر مكعب). أشارت اثيوبيا إلى أن التكلفة الإجمالية للمشروع تبلغ 4,8 مليار دولار وأن الحكومة الإثيوبية ستقوم بتمويل المشروع من مواردها ومن خلال إصدار سندات للإثيوبيين. وتقوم الشركة الايطالية “ساليني” ببناء السدّ، ويُتوقّع أن تنضم شركاتٌ صينية إلى عملية البناء.
3
تضاربت المواقف السودانية حول سدّ النهضة عندما أعلنت اثيوبيا قرارها بالشروع في بناء السدّ في شهر أبريل عام 2011. فقد أعلنت بعض الوزارات وأوضح بعض المسؤولين السودانيين ترحيبهم بالسدّ، بينما اعترضت عليه وزارات أخرى ورفضه مسؤولون آخرون. غير أنه بعد أشهر من ذلك الارتباك أصبح الموقف الرسمي والواضح للسودان هو تأييد قيام السدّ. وكما أوضحنا في مقالاتٍ سابقة فإن لهذا السدّ فوائد جمّة على السودان تتمثل في الآتي:
أولاً: سوف يحجز سدّ النهضة جزءاً كبيراً من كميات الطمي الضخمة التي يحملها النيل الأزرق كل عام إلى السودان والتي تفوق كميتها خمسين مليون طن. وقد تسبّبت هذه الكميات الضخمة عبر السنين في فقدان خزاني سنار والروصيرص لأكثر من نصف الطاقة التخزينية للمياه والتوليدية للكهرباء. ولا بدّ أن الكثيرين منّا يتذكّرون انقطاع الكهرباء المتواصل في السودان حتى قبل بضعة أعوام بسبب “تراكم الطمي في توربينات خزان الروصيرص” كما كانت تخبرنا البيانات الرسمية للحكومة.
ثانياً: سوف يُطيل سدّ النهضة عمر خزان الروصيرص بحجزه لكمية الأشجار والحيوانات والمواد الأخرى الضخمة التي يجرفها النيل الأزرق وقت اندفاعه الحاد في شهري يوليو وأغسطس من كل عام.
ثالثاً: سوف يوقف سدّ النهضة الفيضانات المدمّرة التي تجتاح مدن النيل الأزرق في السودان كل سنواتٍ قليلة، وسوف ينظّم انسياب النيل طوال العام في السودان، بدلاً من موسميته الحالية التي يفيض فيها النيل في أشهر ثلاث هي يوليو وأغسطس وسبتمبر. إن الحديث عن وقف سدّ النهضة للري الفيضي (أي الري من مياه الفيضانات) في السودان قولٌ مردود. فالسودان فشل في استعمال نصيبه من مياه النيل (كما سنناقش لاحقاً). فما معنى الحديث عن الري الفيضي إذا كنا لا نستعمل نصيبنا الثابت من مياه النيل؟ إنه حديثٌ عن النوافل قبل أداء الفروض.
رابعاً: إن انسياب النيل الأزرق على مدى العام سوف يساعد في التغذية المتواصلة كل أشهر السنة للمياه الجوفية في المنطقة بدلاً من تغذيتها فقط في الأشهر الثلاث التي يفيض فيها النيل الأزرق.
خامساً: وعدت اثيوبيا ببيع كهرباء السدّ للسودان ومصر بسعر التكلفة. وهذا السعر هو حوالى ربع التكلفة لتوليد الكهرباء في خزان مروي والسدّ العالي. وقد بدأ السودان بالفعل في الاستفادة من الكهرباء التي تقوم اثيوبيا بتوليدها من الأنهر الأخرى، خصوصاً من سدّ تكزي على نهر عطبرة، بعد توقيعه على اتفاقية مع اثيوبيا لشراء الكهرباء منها.
4
هل لاثيوبيا حقوق في مياه النيل؟
لقد أوضحنا في مقالات سابقة أن اثيوبيا هي المصدر لحوالى 86% من مياه النيل، وأن السودان ومصر قد وضعا أيديهما بمقتضى اتفاقية مياه النيل لعام 1959 على كل مياه النيل ولم يتركا قطرةً واحدةً لدول حوض النيل التسعة الأخرى.
إن لاثيوبيا حقوقاً بمقتضى القانون الدولي والمنطق والعدالة في مياه النيل. فالنظرية الأساسية التي ينبني عليها القانون الدولي هي نظرية الانتفاع المنصف والمعقول والمساواة بين جميع دول الحوض. وهذه النظرية هي المنطلق الأساسي لاتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بقانون استخدام المجاري المائية الدولية في الأغراض غير الملاحية. وكان السودان قد صوّت لصالح الاتفاقية في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة في 21 مايو عام 1997 وأشاد بالاتفاقية، لكنه لم يوقّع أو ينضم للاتفاقية بعد. وتحتاج الاتفاقية إلى تصديق 35 دولة لتدخل حيز التنفيذ. ويُتوقع أن تدخل الاتفاقية حيز التنفيذ العام القادم بعد أن صادقت عليها 30 دولة حتى الآن، بينما تُعِدَّ أكثرُ من خمس دولٍ في الوقت الراهن العدّة للتصديق عليها.
كما أن مذكرة التفاهم التي أنشأت مبادرة حوض النيل والتي وقّع عليها كلٌ من السودان ومصر في مدينة دار السلام في تنزانيا في 22 فبراير عام 1999 قائمةٌ أساساً على مبدأ الانتفاع المنصف والمعقول. ويظهر ذلك بخطٍ عريض في الصفحة الرئيسية للموقع الالكتروني لمبادر ة حوض النيل. (يجب هنا عدم الخلط بين مذكرة التفاهم هذه واتفاقية عنتبي التي يرفضها السودان ومصر والتي وقّعت عليها ستٌ من دول المنبع في مايو عام 2010).
وتجب الإشارة إلى أن اتفاقية مياه النيل لعام 1959 (والتي أُبْرِمتْ بين السودان ومصر فقط) نفسها قد اعترفت بحقوق الدول النيلية الأخرى في مياه النيل، إلا أنها وضعت إجراءات في غاية من الغطرسة والاستعلاء لكي تنال هذه الدول حقوقها. فعلى هذه الدول تقديم طلب لمصر والسودان للسماح لها باستعمال أي قدرٍ من مياه النيل. وتعطي الاتفاقية مصر والسودان حق رفض الطلب. وإذا تمّ قبول الطلب فتحدّد مصر والسودان الكمية المسموح لهذه الدولة باستعمالها، وتقوم الهيئة الفنية المشتركة بين مصر والسودان بمراقبة عدم تجاوز هذا القدر من المياه. ويبدو أن هذا هو القانون الدولي للمياه ونوع التعاون الذي يتحدث عنه باستمرار الدكتور أحمد المفتي.
إن مثل هذا النص الاستعلائي الاقصائي لا يولّد الأ الغبن، لذا لم يكن غريباً أن تجاهلته بقية الدول (بل وظلّت تسخر منه باستمرار)، وبدأت تستخدم في مياه النيل حتى دون التحدث عن استعمالاتها كما فعلت وتفعل اثيوبيا وتنزانيا ويوغندا. ولم تؤثر هذه الاستعمالات على السودان بعد لأن السودان، وكما ذكرنا من قبل، قد فشل في استخدام أكثر من 350 مليار متر مكعب من نصيبه من مياه النيل المنصوص عليه في اتفاقية مياه النيل منذ توقيع الاتفاقية عام 1959. فنصيب السودان بموجب الاتفاقية هو 18,5 مليار متر مكعب، بينما لم تَزِدْ استعمالات السودان على 12 مليار متر مكعب في العام خلال كل هذه الفترة، كما أكّد ذلك وزير الري والموارد المائية السابق. وقد أثرنا مراراً هذه المسألة الخطيرة وضرورة معالجتها على وجه السرعة، بينما ظلّ المستشار القانوني للوفد المفاوض السوداني يطمئننا أن مصر لن تدّعي أن هذه المياه قد أصبحت حقاً مكتسباً لها لأنهم اتفقوا معها في هذه المسألة. إننا ننصحه بقراءة تاريخ النزاع على حلايب ليعرف جدوى مثل هذه الوعود. كما ننبهه إلى أن خبراء القانون الدولي لا يعتمدون على الوعود الشفهية، خصوصاً عندما تتعلق المسألة بمياه النيل، والتي قامت مصر باستخدام كل قطرةٍ منها لم يستعملها السودان. وسيكون من الصعب على السودان رفع معدّل استخداماته من مياه النيل إلى ما يزيد عن 12 مليار متر مكعب سنوياً بسبب اعتماد مصر الآن على ما فشل السودان في استخدامه خلال الخمسين عام الماضية.
5
بعد ساعاتٍ من إعلان اثيوبيا بناء سدّ النهضة في أبريل عام 2011، قام السودان ومصر بالاحتجاج بشدّةٍ على السدّ بحجة أنه سيسبّب أضراراً بالغة ويقلّل كميات المياه التي سيحملها النيل الأزرق لهما. اقترحت اثيوبيا تكوين لجنة من عشرة أعضاء تشمل عضوين من كلٍ من مصر والسودان واثيوبيا، وأربعة أعضاء آخرين من خارج دول حوض النيل لتنظر في أي أضرارٍ قد تنتج من سدّ النهضة وتقترح الحلول اللازمة للتقليل من هذه الأضرار. قبل السودان ومصر هذا المقترح بترحابٍ حار. فهذه أول مرة في تاريخ نهر النيل تتمّ الدراسة والنقاش لمشروعٍ على حوض النيل بهذه الصورة المتحضّرة والودّية. وقد تكوّنت اللجنة وبدأت أعمالها بالفعل قبل أكثر من عام، ومن المتوقّع أن ترفع تقريرها في الأسابيع القادمة. وقد ظل السودان ومصر يشاركان في أعمال اللجنة بانتظام منذ إنشائها.
كان يجب أن يكون الهمُّ الأساسي للسودان ومصر (كما نصحنا في مقالاتٍ سابقة) هو الفترة الزمنية التي ستملأ اثيوبيا فيها بحيرة سدّ النهضة. فكلما طالت تلك الفترة كلما قلّت التأثيرات السلبية المتمثّلة في نقص كميات مياه النيل التي ستصل للسودان ومصر. وقد أوضحنا أن هذه المسألة يجب أن تكون جوهر المفاوضات مع اثيوبيا بدلاً من الارتباك الحالي الذي تتمّ فيه الموافقة في القاهرة والخرطوم على قيام السدّ يوماً، ومعارضته اليوم الآخر.
كما تجب الإشارة هنا إلى أن مياه النيل الأزرق التي سوف يتمّ استخدامها لتوليد الكهرباء في سدِّ النهضة تعود بعد ذلك للنيل الأزرق وتواصل انسيابها للسودان ومصر. كما أن اثيوبيا قد أوضحت مراراً وتكراراً أنه لن تكون هناك استخدامات أي مياهٍ من سد النهضة لأغراض الري (وأكّدت ذلك طبيعة منطقة السد الصخرية). كيف يمكن إذن أن يسبّب سد النهضة أي أضرار للسودان ومصر؟
6
تواصل التحضير لبناء السدّ خلال فترة عمل اللجنة الدولية ولم يتوقّف لأن مرجعية اللجنة لا تشمل إيقاف أو إلغاء قيام السدّ. ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أن بناء أي سدٍّ يتطلب تغيير مجرى النهر ليتمَّ البناء في مجرى النهر الأصلي، وتتمُّ إعادة النهر لمجراه الطبيعي الأصلي بعد اكتمال العمل في السدّ.
وهنا يبرز الارتباك الكبير في الموقف المصري والسوداني. فقد وافق السودان ومصر على قيام سدّ النهضة واشتركا في اللجنة الدولية التي ظلّت تجتمع على مدى أكثر من عام منذ قيامها، بينما تواصل بناء السدّ. وكما ذكرنا من قبل فإن مرجعية اللجنة التي قبلها السودان ومصر وشاركا بموجبها في أعمال اللجنة منذ أكثر من عام لا تشمل وقف أو إلغاء قيام السدّ. عليه لا بُدّ من التساؤل عن أسباب هذه الضجّة الضخمة التي أثارها سفير السودان في القاهرة، وأثارتها ولا تزال تثيرها مصر حول تحويل مجرى النيل الأزرق والدعوة للحرب بسبب ذلك.
لقد أوضحت اثيوبيا في الماضي أنها سوف تقوم بتحويل مجرى النيل الأزرق في شهر سبتمبر بعد انتهاء موسم الفيضان، ولم يثر السودان أو مصر أية اعتراضات على هذا القرار لأنهما يدركان جيداً أن بناء سدّ النهضة (مثل بناء أي سدٍّ آخر) يتطلب بالضرورة تحويل مجرى النيل الأزرق. وقد عدّلت اثيوبيا جدولها الزمني لتقوم بتحويل مجرى النيل الأزرق في 28 مايو عام 2013 في ذكرى الاحتفالات بمرور 22 عام على وصول الحزب الحاكم والحكومة الحالية للسلطة.
إن القول بضرورة انتظار صدور تقرير اللجنة الدولية قبل تحويل مجرى النيل الأزرق قولٌ مردود لأن مرجعية اللجنة كما ذكرنا من قبل لا تشمل وقف بناء السدّ. إن مرجعية اللجنة التي قبلها السودان ومصر وشاركا بموجبها في أعمال اللجنة تتمثّل فقط في التحقيق من وجود أي آثارٍ سلبية وأضرار للسودان ومصر من سد النهضة، والعمل على التقليل من هذه الآثار السلبية والأضرار.
كما أن القول بأن تحويل مجرى النيل الأزرق هو خرقٌ للقانون الدولي لأنه تمّ بدون إخطارٍ للسودان ومصر قولٌ يناقض الواقع أيضاً. فالسودان ومصر عضوان فاعلان في اللجنة الدولية التي لديها ما لديها من معلوماتٍ عن سدّ النهضة منذ أكثر من عام. وهذا الوضع هو في حقيقة الأمر، وبمقتضى القانون الدولي، أكثر من الإخطار.
ولا بد هنا من إثارة مسألة الإخطار بالنسبة لسدّود السودان ومصر: هل قام السودان ومصر بإخطار أية دولة من دول النيل بالسدود التي بناها السودان ومصر على نهر النيل؟ الإجابة هي أنه لم يتم إخطار أية دولةٍ أو حتى مدّها بأبسط المعلومات عن هذه السدود. لماذا إذن الحديث عن ضرورة الإخطار من طرف اثيوبيا فقط بينما رفض السودان ومصر ويرفضان حتى اليوم إخطار أية دولة بأيٍ من مشاريعهما على نهر النيل؟
7
يثير بعض الكتاب والسياسيين المصريين مسألة انهيار سدّ النهضة ويخوّفون السودانيين بأن انهيار السدّ سوف يغرق السودان ويدمّر كل أرجائه من الحدود مع اثيوبيا وحتى حلفا القديمة (والتي أغرقها السدّ العالي مع 27 قرية أخرى، ومع 200,000 فدان من الأراضي الزراعية الخصبة، ومليون شجرة نخيل وحوامض، ومع آثار تاريخية لا تُقدّر بثمن).
صحيحٌ أنه لو انهار سدّ النهضة فستكون له آثار كارثية على السودان. ولكن لو انهار السدّ العالي فستكون آثاره الكارثية أكبر على مصر. ولو انهار سدّ مروي فستغرق معظم المدن والقرى السودانية حتى حلفا القديمة. ولو انهار خزان الروصيرص فستغرق كل المدن والقرى على ضفافه حتى الخرطوم. انهيار السدود ونتائجه الكارثية إذن ليس حكراً على سدّ النهضة.
إن التقانة التي تبني بها الشركات العالمية (مثل ساليني) السدود اليوم متقدمة عشرات المرات على التقانة التي بنى بها الاتحاد السوفيتي السدّ العالي قبل نصف قرنٍ من الزمان، وبنى بها الايطاليون خزان الروصيرص في ستينيات القرن الماضي، وبنى بها الصينيون سدّ مروي قبل أعوام. لماذا إذن سينهار سدّ النهضة ابن تقانة العصر الحالي ولن ينهار السدّ العالي أو خزان الروصيرص أو سدّ مروي أبناء تقانة القرن الماضي؟
إن اثيوبيا (أو أية دولة أخرى) لن تصرف خمسة مليار دولار من أموال شعبها على سدٍّ وتهمل موضوع سلامة ذلك السدّ. كما أنه لا توجد شركة في العالم تبني السدود ولا تهتم بأمر سلامة هذه السدود. فالشركات تهتم بسمعتها أكثر من الدول لأن بقاءها وتنافسيتها في عالم اليوم يعتمد على جودة أدائها. فسجلُّ كل دولةٍ وشركةٍ (بل وحتى كل فردٍ) كتابٌ مفتوحٌ في عالم اليوم الاسفيري.
كما أن القول أن سدّ النهضة يقع في منطقة زلزالٍ (وعليه فهو معرّضٌ للانهيار) قولٌ مردودٌ أيضاً. فنحن لم نسمع عن أي زلزالٍ في اثيوبيا إطلاقاً. ولو كانت المنطقة منطقة زلزال لانهار خزان الروصيرص، ابن الخمسين عام، والذي يقع في نفس المنطقة الجغرافية لسدّ النهضة، ولما كان هناك معنى لصرف مئات الملايين من الدولارات لتعلية خزان الروصيرص في نفس وقت بناء سدّ النهضة.
8
إن التعاون والتفاوض مع اثيوبيا وبقية دول حوض النيل بحسن نية وصدق حول حقوق هذه الدول تحت مظلة اتفاقية عنتبي لحوض النيل هو الضمانة الوحيدة للاستفادة القصوى من مياه الحوض. ولن يحافظ السودان ومصر على حقوقهما بالاستعلاء والإقصاء والهتافات والآراء القانونية التي تعتمد على العنتريات أكثر من اعتمادها على القانون.
إن السودان يحتاج الآن أكثر من أي وقتٍ مضى (بعد ذهاب بترول الجنوب) لاستعمال كل نصيبه من مياه النيل واسترداد السلفة المائية التي منحها لمصر عام 1959. كما أن مصر تحتاج إلى مياهٍ إضافية لتوقف استيراد أكثر من 60% من احتياجاتها من القمح كما تفعل الآن (مصر هي أكبر مستوردٍ للقمح في العالم رغم الاستعمالات الضخمة والمهولة لمياه النيل، والتي تتكوّن حالياً من كل نصيبها وثلث نصيب السودان من مياه النيل).
لكن هذه الزيادات في مياه النيل لن تتأتّى إلا بالتعاون التام وبحسن نية وصدق مع دول حوض النيل الأخرى، والتخلّي عن سياسة الاستعلاء والإقصاء والتهديد التي ظلّ السودان ومصر يمارسانها لأكثر من نصف قرنٍ من الزمان، والتي لم تولّد إلا الغبن والإصرار من هذه الدول على انتزاع حقوقها، بأي ثمنٍ، كما يحدث الآن.
[email][email protected][/email]
الاخ الكريم د. سلمان … لك منى السلام والتحية … وبعد ،،، ليس عندى أكثر
أن أذكرك ونفسى بقول القائل :( لا يمكن أن يكون سيرك مستقيما فى طريق ملتو!!)
وفى ذلك اشارة الى أن الانسان وحده لا يمكنه اصلاح الاخرين وارشادهم اذا كانوا
هم لا يرغبون الاصلاح ولا الارشاد .. أكرر التحية …..ســـــــــــــلام،،،،،
والله خسارة للسودان ان يكون خبراء من امثال الدكتور سلمان بعيدين عن مراكز اتخاذ القرار بشأن مياه النيل ووزارة الكهرباء والسدود يبرطع فيها الفاقد التربوي اسامة عبد الله لمجرد قرابته من الرئيس .
الشيء الاخر ننصح السفير السوداني في القاهرة – قاتل طلاب العلفون – بقراء هذا المقال ومتابعة كتابات الدكتور سلمان اذا كان لابد له من ان يصرح بشأن مياه النيل لارضاء اوليئه المصريين .
الشيء الاخر والذي نرجو من السودانيين بالقاهرة الكشف عنه هو ما اذا كان هذا السفير متزوج مصرية ام سودانية .
متعك الله بالصحة والعافية دكتور سلمان ودمت ذخرا لوطننا الحبيب
تضارب التصريحات لحكام الانقاذ سمعناه كثيرا وهي سياسه تتبعها هذه الجماعه منذ ان ابتلانا بهم رب العباد والامثله كثيره ومنها تصريحات البشير في بورتسودان بان حلايب سودانيه وتم نفي التصريح بي ليله
اتفاق نافع مع الحركات المسلحه في اديس ابابا تم الغاءه بواسطه البشير بين يوم وليله
تصريحات موسي محمد احمد حول حلايب والتي نفتها الحكومه وبررت ذلك بان موسي يتحث بصفته الشخصيه وليست الحكوميه
تصريحات جزار العيلفون في مصر حول سد الالفيه يتم بايعاز من سفلة الانقاذ فهو لايتحدث من فراغ وتصريحات الوزير كرتي بان سد النهضه لن يؤثر علي حصة السودان المائيه ثم تصريح وزير الري المصري ان السودان يقف قلبا وقالبا مع مصر
هذه هي دبلوماسية اهل الانقاذ وهي الدبلوماسيه المفنقسه تجاه مصر والتي ابتدعها مصطفي اسماعيل
دبلوماسية اللحظه التي لاترعي مصالح السودان علي المدي البعيد
حكام الانقاذ لايزالوا يديرون دفة الحكم في بلادنا بعقلية اتحاد طلاب جامعة الخرطوم عندما كان تحت امرتهم ,,تراشق بالكلمات والحجاره ,وضرب بالسيخ وتصالح مع الخصم وتخاصم مره اخري
في اعتقادي ان سفلة الانقاذ ربطوا مصير بلادنا بمصر في مواجهة الشقيقه اثيوبيا وزيارة رئيس الاركان المصري الفريق صدقي للسودان من فتره الغرض الاساسي منها وضع اللمسات الاخيره لضرب سد النهضه الاثيوبي من الاراضي السودان
حكام الانقاذ هم كلب مصر المطيع ولن يستطيعوا رفض طلب من مصر دعك من عدم تنفيذ اوامر مصريه لهم
الأستاذ العالم دكتور سلمان : المقال الرصين أعلاه = علم + منطق + خبرة + حيادية وإستقلالية ؛ ولكن من الذي يسمع وسط صخب وضجيج أكثر من 200 قناة فضائية مصرية تسعى لتأليب العالم العربي ضد إثيوبيا ! نأمل في مواصلة الكتابة في هذا الموضوع ولا سيما عبر الصحافة العربية المحايدة مثل صحيفة الحياة والشرق الأوسط ، كما أن الإطلالة عبر القنوات الفضائية المستقلة مثل البي بي سي ..القناة الفرنسية والأوربية..الخ قد يكون مفيداً.
ستنبح و تنبح يا دكتور و لن يستمع لك هؤلاء الموتورين. ديل ربنا عامي بصيرتهم عن كل ما هو صحيح ليحق عليهم القول و يأخذهم أخذاً بئيسا… البشير البارح في الاستاد مع وزير الدفاع في تكريم الاستاذ الدكتور العلامة الكوني مكتشف نظرية النسبية الثالثة فريد زمانه جمال محمد عبدالله الوالي…اللهم لا ئؤاخذنا بما فعل و يفعل السفهاء منا..
اهل مصر يتصايحون ويتباكون عي قيام سد النهضه في اثيوبيا لانهم يعتقدون ان النيل حكر مصري خالص
هل يعلم القراء ان هناك خطه مصريه لتحويل مجري النيل وضعها العثمانيون ابان حكمهم لمصر وتقضي هذه الخطه بتحويل مجري النيل من منطقة ابو حمد السودانيه الي حلفا في خط شبه مستقيم , والغرض من ذلك تقصير مجري النيل لان كثير من مياه النيل تتبخر في انحناء مجري النيل في صحراء بيوضه والعتمور والصحراء النوبيه وبمقتضي تلك الخطه تزداد حصة مصر من مياه النيل !!!!وتصبح كل الولايه الشماليه ومناطق النوبه اراضي جرداء وسيتم ترحيل كل سكان تلك المناطق الي داخل السودان
هذه الخطه لازالت في اذهان اهل القرار في مصر واعيد ذكرها من فتره
اتمني من الاخ دكتور سلمان ان يلقي الضو لتوضيح هذا المشروع المصري الاجرامي المبيت ضد السودان واهله
شكرا دكتور سلمان على المقال الرصين
اولا اكثر مايسيئني ان يتفرغ د.سلمان وهو المتخصص في قوانين المياه-ولانقمطه حقه في مجاله- للحديث عن النواحي الفنية للسدود وهي من اختصاص مهندسي وعلماء الهيدرولوجيا والجيولوجيا والبيئة.
ثانيا انت تدافع حد الثمالة عن حق اثيوبيا وليتك اخذت برهة من الوقت لتدافع عن حقوق محمد احمد السوداني المسكين في هذا الامر. ان عدم استعمال اجمالي كمية السودان من المياه حسب اتفاقية التقسيم ليس مبررا بتة لحرمان الاجيال القادمة لهذا الشعب من مواردها. واراك تغفل اهمية نقطة ان خطر انهيار سد اثيوبيا اعلى من السد العالي وسدود السودان ببساطة لوقوع اثيوبيا في شق الاخدود الافريقي العظيم وهي منطقة زلازل لاشك.
ثالثا ليست كل النقاط الخمسة التي ذكرتها لفوائد السد محتملة فالموارد الجوفية تتجدد بنفسها دون الحاجة لسدود بل هي صمام امان السودان الحقيقي للمياه، اما البقية يمكن اختصارها في اثنين الطمي والكهرباء وحتى هذه ليست مضمونة ولها عواقبها فالحرمان من الطمي يعني زيادة استخدام المخصبات الصناعية وتاثير سلبي على انتاجية الاسماك، أما الكهرباء فمن العيب ان نأخذ مجمل “الوعد” الاثيوبي ببيع كهرباء رخيصة في حساباتنا خصوصا بالنظر للتكلفة العالية لبناء السد وتشغيله.
رابعا لقد شاهدت حلقتك في النيل الازرق مع د. المفتي والذي بحق- رغم كراهيتي للكيزان- بيٍن قوة الموقف السوداني المصري في مفاوضات التقسيم بانه الحقوق التاريخية للدول يؤخذ بها في اي تحكيم دولي، وانه لايمكن اقرار الاجماع بدون موافقة كل الدول. واكرر ليتك تهتم قليلا بحقنا نحن السودانيون في ماتكتبه عن حقوقنا في المياه وليس مجرد طموح شخصي لك بالصراع من اجل منصب.
شكلك كدا يا دكتور إثيوبيا عينتك محامى
مقال من اهل العلم ولذلك تجد ردود المعلقين محترمة
ويوضح مدي استفادة السودان من بناء هذا السد وطبعا من بعده مصر
ولقد كرر عمكم ابو الكلام ان ليس هنالك اي ضرر لا علي مصر ولا علي السودان من وراء
بناء هذا السد العظيم والحكومة المصرية تعرف ذلك ولكنها تثير زوبعة فارغة لعلها تطلع
باي حاجة من امريكا مثلا تقنع امريكا ان تقيم ليها كم مصنع تحلية مياه علي البحر الأحمر
لتعويض النقص وطبعا واصلا مافي نقص ولا برسيم ولكنها الفهلوة
سد النهضة له فوائد كبيرة انه سد لتوليد الطاقة الكهربائية يعني الموية المخزونه خلفه
لازم تسير عبره لتوليد الكهرباء بعد ان تكتمل فترة تخزين الموية خلف الخزان خلال اربعة سنوات
الفيضان منها سنويا سيتفق من الخزان بالمعدل نفسه ومن ثم لن يتاثر المياه الواردة الي السودان
ومن ثم الي مصر والشيء السلبي الوحيد من الخزان ان بنسبة التبخر في بحيرة الخزان ستكون مرتفعة
مع اذدياد نسبة الرطوبة
عندما بدأت هذه الزوبعة والهوشة النخبوية المصرية في وسائل إعلامها كنت أتوقع يقينا ان
الدكتور سلمان لن يتاخر، وكنت انتظر إفادته بفارغ الصبر، وها قد اتى على قدر أهل العزائم،
ممتطيا كالعادة صهوة علمه واستقصاءه الصبور ومعلوماته الهامة والمحققة والوفيرة.
لقد أفصح علية القوم من متحدثي مصر -عدا القليل من أصحاب العقل والذوق السليم- عن جبال من
الجهل والأنانية والاستكبار التي لم يتوقعهاالمرء مطلقا لدى جهابذة العلم والدولة، عساهم الآن
وقد هدأت الأمور وجاء سلمان واستبانت الخيوط يكونوا قد تلمسوا شيئا من أسباب الغلم والاتزان.
لك الشكر أيها الرجل النافع والمتجرد فلقد وفيت وكفيت ولم تترك للاستدراك فسحة.
متعك الله وإيانا بعلمك وأبحاثك المتماسكة.
اللهم يزيدك علما نافعا د. سليمان .. المهم مصلحة السودان اولا .. ثم اخيرا الا يكون هناك ضرر علي السودان .. فمصر عندما شيدت السد العالي قد راعت مصلحتها فقط بل انتزعت اجزاء من السودان لاقامة سدها مما اضر بسكان تلك المنطقة واغراق اراضيهم واثاراتهم التاريخية الممتدة عبر الاف السنين وتهجيرهم الي صحراء البطانة القاحلة ولم تلتزم حتي بتعهداتها بامداد السودان بكهرباء السد العالي..ثم تمادت في مصلحتها واجبرت السودان لبناء ثلاثة سدود ( مروي وكجبار والشريك )علي مرمي حجر من اراضيها كمخزون احتياطي بعد ان غمر الطمي مياه بحيرة السد .. حتي وان لم يكن اجبارا ففي اسوء الفروض خدعة وتضليلا بجدوي تلك السدود وحوجة السودان لها .. اما ما لم يتطرق اليه د.سليمان باسهاب فهو مصلحة السودان ومدي الاستفادة المرجوة من المياه المخزونة خلف سد الالفية الاثيوبية علما بان الحبشة ليست لديها اراضي شاسعة وخصبة امام ذلك السد الذي يبعد فقط اربعون كيلومتر من الحدود السودانية .. وبما ان السودان يتمتع باراضي شاسعة ومنبسطة وخصبة فان فائدة السودان يفوق فائدة اثيوبيا وبمزيد من الاتفاقيات الثنائية سوف تتحقق الفائدة القصوي لدولتي اثيوبيا والسودان .. وهذا ما لا تريده ولا ترغب فيه ولا تتمناه مصر للدولتين وخاصة للسودان.. وليس خافيا اطماع مصر للاراضي النوبية الخصبة والصالحة للزراعة التي تقع غرب منطقة وادي حلفا وذلك باغراء واغواء وتضليل المسئولين السودانين بدعوة المستثمرين المصريين للاستثمار في تلك الاراضي بل وتمليكهم اذا دعت الضرورة .. وما احتلال مصر لمنطقة حلايب الا طمعا في الثروات المعدنية وخاصة الذهب في سلسلة جبال البحر الاحمر .. نعم والف نعم ومليون نعم لسد النهضة في اثيوبيا ( سد الالفية ) طالما للسودان مصلحة . اما الزلازل والبراكين فانها من عند الله يرسلها للقوم الظالمين متي ما يشاء وهو المولي ونعم القدير .
نسمع كثيراً بان السودان لم يستغل حصته من مياه النيل فإذا كان الأمر كذلك لماذا سعي السودان لزياده إيراد النيل بالحفر في قناه جنقلي مع العلم بدايه العمل في القناه فجرت التمرد. نرجوا من طلاب القانون والهندسة أجرا بحث في هذا الأمر وتمليك نتائج البحث للأجيال
أنا غير متأكد من أن الأخ سلمان يفهم التبعات الإقتصادية والسياسية لما تقوم به أثيوبيا. وأشتم تحيز والضح لأثيوبيا نكاية في مصر .
أرجو أن يتأني الأخ سلمان في نتائجه وللحقيقة فإن بمقاله تناقضات تكشف التحيز وعدم الموضوعية.
إن ما قاله سلمان عن أن ليس بإثيوبيا تاريخ زلازل يكشف عن أنه لم يقم بدراسة المسألة بتأني.
لقد حث زلزال قبل مائة عام في إثيوبيا. وهذا مثبت تاريخيا وليس كلام من عندي. فليراجع الجيولوجيين ليعرف طبيعة المنطقة.
هل مفهوم المصرين كل من يقترب النيل كى يعش يعلن طضه الهرب كى يخاف منهم
الغريب ليس موقف مصر الذي ظل دائما متعاليا عند النظر لأي أمر يقع جنوبا – فهي تعتبر نفسها هبة النيل بل أنن قرأت في مجلة الأهرام للدراسات الاٍستراتيجية الدعاوي الصريحة لتشكيل فرقة من سلاح الطيران لتنسف كل المشروعات التي تقوم علي النيل دون اٍذن منها — عجبا اٍثيوبيا التي تغذي نهر النيل بأكثر من 82% من المياه – والتي لم تسمح لها طبيعتها الجغرافية من اٍنشاء مشاريع ري اٍنسيابي – والتي تعاني من المجاعات برغم غزارة الأمطار والتي يبلغ تعداد سكانها قرابة 80 مليون نسمة – لاتريد مصر أن تسمح لها حتي باٍستغلال الجزء اليسير من مواردها المائية – صحيح أن السد سيحتجز مايعادل الوارد السنوي من المياه – ولكنه لن يحبسها بل ستظل تتدفق في مجراها الطبيعي – ويكون قد ولد منها طاقة كهربائية (6000 ميقاوات وليس كما خطط لها في البداية 5250) سيستفيد منها السودان ومصر والدول المجاورة – بل هو مشروع يضمن ربط هذه البلاد بمصالح عميقة يصعب معها نشؤ النزاعات والحروب – ومالذي يخيف مصر – مصر تتزرع بأن تبخر المياه سيكون فاقدا مهولا – والحقيقة تقول أن التبخر علي بحيرة ناصر وقناة جونقلي هي أضعاف ذلك بكثير – ومصر لم تتضرر من الفيضانات الحولية بقدر تضرر السودان –
باٍختصار آن الأوان لمصر أن تجلس مع اثيوبيا والسودان علي الأرض ويعاد صياغة الاتفاقات وفقا للمصالح التي يفرضها الواقع الحالي ومنطق لتطور الحتمي للشعوب – وللسودان أن يعلم بأن المصالح فوق المشاعر وهذا هو قانون العلاقات الدولية المعاصر . ولتعلم مصر بأن موقفها أضعف من موقف السودان وليعلم السودان أن موقفه أضعف من اثيوبيا . وحتي الآن مازال الوقت كافيا لاٍعادة صياغة اتفاقات جديدة لاٍقتسام مياه النيل .