صناعة القرار .. الرفض بعد التوقيع ..!!ا

إليكم

صناعة القرار .. الرفض بعد التوقيع ..!!
الطاهر ساتي
[email protected]

** الأسرة في الغرب تؤمن بنظرية (تحرير الفرد)، وهي نظرية تجرد الفرد من كل الإلتزامات العقائدية وكذلك من قدسية الأسرة ذاتها، بحيث يكون الفرد متفلتا..هم يسمونها (حرية الفرد)، بيد أن جوهرها يرسخ (تفلت الفرد)..ولذلك، ليس بمدهش ? في باريس وأخواتها – بأن يحزم الشاب حقيبته – حين يصل سن الرشد – ويغادر المنزل تاركا فوق الطاولة وريقة نصوصها تفيد بالبلدي كدة : ( أبي و أمي ، باي باي، يلا عيشوا حياتكم بطريقتكم، أنا قاطع وشي منكم ).. وهكذا تفعل الفتاة أيضا حين تبلغ الحلم : ( يلا ياحجاج مع السلامة، أنا لقيت بوي فيرند كاااارب ومشيت معاهو)..بل كثيرا ما يتفق الأخ والأخت على الإتصال برقم دار العجزة بمهاتفة من شاكلة ( ياخ تعالوا شيلو العجائز ديل وخزنوهم عندكم لحد ما يموتوا )، فتأتي العربة، ويحملا الأب والأم بمقعدهما المتحرك، ويوصدا عليهما باب العربة وهي تغادر، ويتفرغا لحياتهما الخاصة والخالية من (يا ولد إنت ماشي وين؟، يا بت إنتي كنتي وين؟).. ولا يلتقي أفراد الاسرة ببعضهم إلا عبر بطاقات المعايدة أو إتصالات هاتفية زمنهابمثابة (مسكولات سودانية)..ولذلك، من الطبيعي جدا ألا يعرف الجد حفيده وتفاصيل حياته، وألا تعرف الحفيدة جدتها و تاريخ حياتها.. أي، يصبح لكل فرد في المسماة مجازا بالأسرة شأن خاص يغنيه عن التدخل – بالسؤال و الإستفسار و التشاور – في شؤون بقية أفراد أسرته..!!
** على كل حال، نظرية تحرير الفرد التي تنتهجها الأسر الغربية نظرية خاطئة، وهي سبب إنهيار الأسر وتفككها..ورغم ذلك، تتعمد حكومتنا تطبيق تلك النظرية في إدارة الشأن العام في بلادنا ، فقط غيرت اسمها من نظرية ( تحرير الفرد) إلى نظرية (تحرير الكادر أو المسؤول)، وذلك بتجريد الكادر والمسؤول من الإلتزامات المؤسسية،وكذلك من قدسية مؤسسية الدولة ذاتها، بحيث يفعل ما يشاء ثم يخطر مؤسسة الدولة أو أجهزة الحزب – بتقرير أو بتصريح صحفي – للعلم فقط .. على سبيل المثال : كان معلوما لمؤسسات الدولة، ولأجهزة الحزب الحاكم، بأن أديس أبابا أبدت رغبتها لإصلاح ذات البين بين الحكومة و قطاع الشمال بالحركة الشمالية..وكان معلوما لتلك المؤسسات والأجهزة أيضا بأن الوفد الحكومي بقيادة د. نافع علي نافع سوف يلتقي بوفد الحركة الشعبية بقيادة مالك عقار، ليتفاوضا حول أحداث جنوب كردفان ثم وضع الحركة الشعبية في مستقبل العمل السياسي بالبلاد..كل هذا كان معلوما للمؤسسات الدولة وأجهزة الحزب، ولكن ما يكن معلوما هو (هل تفاوض كهذا، وإتفاقية كهذه، بحاجة إلى مؤسسات دولة وأجهزة حزب تضعا أجندتها ونصوصها بالشورى والتشاور ، أم لا ؟) ..هذا السؤال – كان ولايزال – غائبا في مؤسسات الدولة وأجهزة الحزب، ولذلك كان طبيعيا أن (يتصرف نافع براهو).. ويوقع على إتفاقية رفضتها مؤسسة الرئاسة وإستنكرتها أجهزة الحزب، ثم – بعد رفض هذه والإستنكار تلك – إعتذر عنها نافع بنص فحواه ( أنا ما كنت موفق فيها)، أو كما كتب الأستاذ محمد لطيف – بأخبار الأحد الفائت – نقلا عن الرئيس ووزير الدفاع..!!
** وبالمناسبة، أنا – وما عارف ليه بيقولو : أعوذ بالله من أنا ؟ – من الرافضين لهذه الإتفاقية، لأن بها نص يعترف بجيش الحركة، وهذا ما لم ولن تحظى بها أحزاب الأمة والإتحادي و الشيوعي و غيره، أي إما أن يكون لكل حزب جيش خاص معترف به – داخل القوات المسلحة أو خارجها – رسميا وشعبيا أو ( هذه الإتفاقية ظالمة ومرفوضة )..ثم بالإتفاقية نص يشير إلى إمكانية إستيعاب الحركة الشعبية في الحكومة الحالية،وخاصة في حكومة جنوب كردفان، رغم أنها لم تنل حق الإستيعاب بصناديق الإنتخابات الأخيرة، وهذا النص أيضا يظلم بقية قوى المعارضة التي خاضت الإنتخابات وخرجت من مولدها بلاحمص بسبب (الخج)، أي إما إن تستوعب الحكومة الحالية كل قوى المعارضة أو ( هذه الإتفاقية جائرة ومرفوضة)..يعنى ح تظلموا فاروق أبوعيسى – وتجمعه المعارض – عشان ما كوماندر ولا شنو ؟..وعليه، تلك إتفاقية لتجديد الحكم الثنائي بكل أزماته ومخاطره.. وهي بمثابة تخدير لأوجاع جنوب كردفان والنيل الأزرق، وليست بدواء تلك الأوجاع.. أوجاع جنوب كردفان والنيل الأزرق جزء من (أوجاع ما تبقى من البلد )..ولذلك، على قوى المعارضة – التي لاتفهم الدرس إلا ضحى الغد – أن ترفض هذه الإتفاقية، وتتمسك بأن تسرح الحركة جيشها، ثم تذهب وتسجل ذاتها في مسجل الأحزاب، وبعد ذلك تتساوى مع كل قوى المعارضة في حق (الكفاح المدني من أجل الديمقراطية )، أو تلتحق بركب الحكومة (أكتر من كدة )..أي، آن الأوان بأن تتجاوز الأحزاب و الناس والبلد قبول (نظرية الترقيع) و(نهج التخدير)، و آن الأوان لإستخدام عقل يخطط وينفذ ( الحلول الجذرية والناجعة لكل أزمات البلد )..حكومة قومية تستوعب كل القوى السياسية، ثم تشرف على إنتخابات حرة ونزيهة بها تعود الديمقراطية، هي الحل الأمثل – والوحيد – لكل (أزمات البلد)..أما الإتفاقيات الثنائية، فهي لم – و لن – تثمر غير ( قسمة سلطة شمولية ) و ( تقسيم البلد)..!!
** على كل حال، نرجع إلى حيث موضوعنا الأساسي .. أي بغض النظر عن عيوب إتفاقية أديس و محاسنها، نسأل بكل براءة : أليس معيبا أن تتفاجأ رئاسة الجمهورية و أجهزة الحزب الحاكم بنصوص الإتفاقية بعد التوقيع عليها، ثم ( ترفض )..؟..معقولة أديس ما فيها فاكس و لاتلفون ؟، بحيث يتم به إخطار الرئاسة والحزب بمحتوى الإتفاقية قبل التوقيع عليها ؟.. الرفض أو القبول يجب أن يسبق أي توقيع و أي قرار ياذوي العقول الإقصائية حتى فيما بينها، وذاك هو المؤسسية المعمول بها في بلاد الدنيا والعالمين، بما فيها تلك التي تحكمها المليشيات الصومالية والجماعات الأفغانية.. بل حتى الهمباتة وقطاع الطرق يديرون عملياتهم ب(سيستم و هارموني)..ولكن، مؤسف جدا أن يسبق أي توقيع و أي قرار – في هذا السودان العجيب ? قرار مؤسسات الدولة و أجهزة الحزب، كمايحدث لإتفاقية أديس، هذا يسمى ب( الحكم العشوائي )..ثم كيف ستبرر الحكومة رفضها للإتفاقية لحكومة أديس و شهود الإتفاقية؟، هل يكون التبرير مهاتفة من شاكلة : ( هالو زناوي.. الإتفاقية دي ما بتخارج معانا و ما لازمانا خالص .. لإنو ناس نافع والخطيب وإدريس ما شاورونا ولا ورونا فيها شنو ؟..أنا يادوووب عرفت الفيها)، هل هكذا ستبرر الحكومة رفضها – للإتفاقية – لحكومة أثيوبيا ولكل العالم ؟..ما هكذا تدار الأوطان ومصائر شعوبها، أي ليس بنظرية ( الأسرة الغربية) التي يفعل فيها كل فرد ما يشاء، بل تدار بنظرية ( الأسرة السودانية) و مابها من قيم التشاور والتحاور و الشفافيةو إحترام الرأي والرأي الآخر ..!!
……………
نقلا عن السوداني

تعليق واحد

  1. ياودساتي دعك من الوطنيه والاسر الغربيه الجيش الشعبي وسلاح الجيش الشعبي خط احمر واذا بتقدروا تنتزعوا جربو تاني في النيل الازرق يعني نخلي مليشيات البلطجيه وكتائب نافع الاستراتيجيه عشان تواصل اباده شعوب السودان انا شخصيا لا اعترف بوجود جيش قومي اوقوات مسلحه سودانيه وواجب كل جهه ان تحمي نفسها بقوة السلاح ان استطاعت وانتو مش دايرين الشهاده ولا خليتو الجنه طيب حتستشهدوا وين في وزاره الماليه وديوان الزكاه

  2. اتفاقية ورطة
    والورطة للذين يلفظون القول دون تدبر معانيه هى ما يجر ويتبع بمشاكل لاتنتهى بل تتفاقم مع مرور الزمن .
    تفاديا لورطات أخرى وهى ليست متوقعة فقط فى ظل الوضع الحالى بل هى مؤكدة واشد وطأة من هذى لابد من استقالة هذه الحكومة وتكوين حكومة تكنوقراط مهمتها الأساسية وضع الدستور بمشاركة كل السودانيين عشان كل زول يعرف مهامه وواجباته بنص الدستور ( يحاسب ويحاسب ) ويكون أهم نص فيه رفض التعامل الالزامى مع أىّ نظام انقلابى يأتى بقوة السلاح ( معارضة سلبية ) من كل فئات الشعب حتى لاتحكمنا ( البصيرة أم حمد )
    لا يصح أبدا أن تتكلم الحكومة الحالية عن الجمهورية الثانية ( التى فرضت علينا ) وتستمر هى نفسها فى الحكم وبذات النهج الاقصائى اذ ما الحاجة لجمهورية ثانية ان كان الوضع الحالى سيستمر

  3. كان الناس يقولون بأنك كوز وأن ما تكتبه ماهو الا تبديل لعب الأدوار بينكم ، فقد كانوا حقا صادقين ،فقد تبين لنا سبيل المجرمين ، ومن خلال هذا المقال سقط القناع عن وجهك ، لقد كشفت لنا بما لا يدع مجال للشك وجهك الكوزي الحقيقي القبيح ، ولكن مهما تبادلتم الادوار ، فقد حان نهايتكم ان شاء الله

  4. بس فلاحتكم فى ناس المعارضة…
    اسع المعارضة دخلها شنو فى اتفاق بين الحكومة والحركة….
    ترفض وللا ما ترفض….
    ذى ما بقولو غلبها راجلها قالت تادب حماها…..
    :rolleyes: :rolleyes: :rolleyes: :rolleyes: :rolleyes: :rolleyes: :rolleyes: :rolleyes: :rolleyes: :rolleyes: :rolleyes: :rolleyes: :rolleyes: :rolleyes: :rolleyes: :rolleyes: :rolleyes: :rolleyes: :rolleyes:

  5. طيب يا ود ساتي هل تعتبر القوات المسلحة هي الجيش السوداني؟؟؟لا يا ود ساتي القوات المسلحة صارت مليشيا تتبع لحزب المؤتمر الوطني ولا يوجد ضابط سوداني واحد لا يدين بالولاء للمؤتمر الوطني لذا ما ينطبق علي جيش الحركة الشعبية قطاع الشمال ينطبق علي قواتنا السودانية التي كانت باسلة…الفرق الوحيد ان الاولي تتبع لحاكم ولاية منتخب بينما الاخيرة تتبع لرئيس دولة مغتصب…

  6. الحركة الشعبية الشمالية والجيش الشعبى اعرق واقدم من حكومة المؤتمر الوطنى

    دور الحركة الشعبية الشمالية , ليس كومبارس ينتهى بانتهاء وجود الجنوب

    الشمال , بل هو تنظيم اصيل كون من اجل معالجة مشاكل مناطقهم ومن اجل المشكلة

    السودانية عامة ,وهو الضامن الاول لكل اتفاقية مع المنافقين

    وان اراد المؤتمر الوطنى التملص من استحقاقات هذه الشعوب

    عليه ان يحسب كم من الجنود والعتاد يملك ؟

  7. حكومة قومية تستوعب كل القوى السياسية، ثم تشرف على إنتخابات حرة ونزيهة بها تعود الديمقراطية، هي الحل الأمثل – والوحيد – لكل (أزمات البلد)..أما الإتفاقيات الثنائية، فهي لم – و لن – تثمر غير ( قسمة سلطة شمولية ) و ( تقسيم البلد)..!!
    >>
    براااااااااااااااااااااااافوووووووو :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool:

  8. يا ساتي
    ليه الحركة الشعبية ما يكون عندها جيش ؟
    انت فاكر الجيش الحالى ده جيش قومى
    الجيش السودانى البنعرفو قومى انتهى بعد 30 يونيو 89
    الحالى ده جيش المؤتمر اللاوطنى
    عليك الله لو فى جيش وطنى وقومى كان بيسكت على الحاصل الان فى البلد دى
    اى جيش كان تابع للحركة الشعبية او حركات دارفور سلم سلاحو يبقى مغفل
    هؤلاء البالسة لا يمكن كنسهم الا بقوة جيوش المعارضة الحاملة السلاح حاليا
    ودعواى لشباب السودان ان هيا للانخراط مع جيوش المعارضة الاشاوس
    ولنبدأ العد التنازلى للكفاح المسلح
    ولا نامت اعين الجبناء

  9. لماذا لم تذكر الدفاع الشعبى والكتائب الاستراتيجية وكل مليشيات الموتمر الغير وطنى فهل هى قوات نظامية ام هو الكيل بعدة مكاييل

  10. يا أخوي إنت موضوع علاج ولد وزير المالية مع ابتزاز السيد المستشار أحمد بلال الحصل فيهو شنو ،مجرد سؤال بس

  11. هذه المرة الوحيدة التي لم تعجبني فيها يا ساتي
    علي جيش الحركة بالشمال الاحتفاظ بجنوده وسلاحه وأي تفاوض بينهم وبين الحكومة يجب التأكيد علي حذف القوانين المسماة زورا وبهتاناً بقوانين الشريعة الإسلامية ثم إطلاق الحريات.
    الجيش الشعبي الشمالي هو ورقة الضغط الوحيدة مع الحركات المسلحة بدارفور علي الحكومة لذلك يجب ألا ( يدقسوا) ناس الحركة الشعبية في هذا الأمر وتسليم أسلحتهم للحكومة لأنه بمثابة تسليمهم لرقابهم.
    أما حركات دارفور عليها التركيز في اي مفاوضات بينها وبين الحكومة علي مسألة الجنائية الدولية وتسليم البشير ثم بعد ذلك النقاش في المسائل الأخري.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..