الدراما الخليجية تعاني التكرار: ابحث عن الكتّاب

السعي وراء النجومية والاستسهال يدفع كتاب السيناريو نحو الإخراج في ظل غياب المعاهد الفنية ورفض المنتجين التعامل مع الشباب.
الصورة الجميلة لا تكفي لصناعة عمل فني…
أبوظبي – ما زالت الدراما الخليجية تعاني من التكرار والنمطية في وقت يتجه فيه أغلب كتاب السيناريو إلى الإخراج سعيا وراء النجومية والاستسهال، كما يوضح بعض المراقبين.
فيما يرى صناع الدراما أن تراجع المستوى الفني لعدد من الأعمال الخليجية يعود إلى ضعف في الإخراج والنصوص على حد سواء، مستنكرين تعامل البعض مع الإخراج كهواية “رغم أنه علم متكامل لا يختلف عن بقية العلوم الأخرى”.
ويؤكد المخرج والكاتب عبدالله الحميري أن توجه الكتاب الشباب إلى الإخراج سببه “الاهتمام الزائد بالمخرجين من قبل الجميع، فأغلب الناس يحبون أن يكونوا في الصورة”.
ويضيف لصحيفة “الخليج” الإماراتية “نادرا ما نجد وسائل الإعلام تهتم بتقديم لقاء أو حوار مع كاتب سيناريو، إضافة إلى الاهتمام بكتابة الرواية الذي يجعل الكتاب يفضلونها على كتابة السيناريو”.
لكن البعض يحمّل شركات الإنتاج جزءا من المسؤولية، حيث يفضّل المنتجون عادة التعامل مع كتاب السيناريو المعروفين، رغم وجود كتاب شباب طموحين يقدمون أفكارا جديدة وجديرة بالمتابعة.
ويقول المخرج خالد عبدالله “هناك الكثير من الشباب الذين يتحلون بالموهبة ويعملون على صقلها ليكتبوا النص تلو الآخر، ولكنهم يعجزون للأسف عن تقديم أنفسهم لشركات الإنتاج أو المخرجين، الذين لا يتحمسون بدورهم للتعامل مع كاتب مبتدئ”.
ويؤكد أن سيطرة الأسماء الكبيرة على الساحة تؤدي إلى تكرار الفن الخليجي وحصره في مواضيع محددة، مشيرا إلى أنه يعرف الكثير من الكتاب الشباب الذين ابتعدوا عن الكتابة بعد أن حاولوا تقديم أنفسهم وفشلوا بذلك”.
ويبدو أن غياب المعاهد الفنية المتخصصة يفاقم مشكلة ندرة السيناريو ويدفع أحيانا بعض المخرجين لكتابة نصوصهم بأنفسهم، وهذا يقود بدوره لتكرار الأفكار وإخراج أعمال تتكىء على الحلول الفنية مع وجود نصوص ضعيفة، الأمر الذي يعقد المشكلة أكثر.
ويقول المخرج صالح كرامة “الوصول إلى مرحلة القدرة على الكتابة يحتاج إلى سنين من القراءة المستفيضة والمتابعة، لننتقل بعدها إلى إرهاق الكتابة نفسها والتي تستنزف الكثير من الوقت، فهي العمود الفقري لأي عمل، وهذا ما يجعلها مرحلة مقلقة ومتعبة تمر بالكثير من التعديل والمراجعة”.
فيما تؤكد الكاتبة والمخرجة فايزة أمبا أن المخرج يعجز في كثير من الأحيان عن الوصول إلى الصورة التي وضعها الكاتب، مشيرة إلى أن هذا الأمر دفعها “لدراسة الإخراج، وأعمل على نصوصي كي أحفظ نظرتي”.
لكن بعض المراقبين يضيفون عاملا آخر لندرة النص في الساحة الفنية الخليجية يتجلى بتركيز شركات الإنتاج جل اهتمامها على المخرج الذي يمسك خيوط اللعبة الفنية بالكامل.
ويؤكد المخرج ياسر القرقاوي أن المنتجين يتناسون دور الكاتب الذي لا يقل أهمية عن المخرج، مشيرا إلى أن هذا الأمر يساهم في ابتعاد الشباب عن كتابة السيناريو والاتجاه نحوالإخراج.
ميدل ايست أونلاين
والله درامتكم فى الفستق بتاعنكم ديل ؛ومبروك عليكم…