عندما يصير الهامش مركزا

كثيرون هم أبناء وطنى الذين يطلقون على إنفسهم أبناء الهامش فما هو الهامش؟ هل هو مادى ام تعليمي ام سلطوي ام مجتمعى ام دلاله على المناطق والقرى النائيه البعيده؟

في واقع الأمر قد تكون بعض هذه الفرضيات وقد تتكالب مجتمعه في بعض الحالات ـ
كذلك أيضا يجب علينا التطرق للطرف الآخر أي ما يسمى المركز فما هو المركز؟ هل هو المدن ام العاصمه وحدها ام أصحاب السلطه ام الأغنياء ام مجتمع بعينه؟
لقد تناول الكثيرون هذا الموضوع من محاور متعدده ولكني أتناوله من حيث صيغ عنوانه

كيف يصير الهامش مركزا؟
ما هي المحددات والدلائل التي تجعلنا نعتقد في مركزيته
ما تأثير هذا التحول على من هم كانوا يطلقون على أنفسهم أبناء الهامش وما هو إنعكاس ذلك في تعاملهم مع من كانوا لا يحسبون من ضمن الهامش؟

هل سيكون تعاملا حضاريا يتسامى عن مواجع الماضي ليعيش المجتمع في سلام؟ ام أن نوازع التشفي ستكون سمته الغالبه؟
كيف سيترجم أبناء الهامش نضالهم السامى لتحقيق العدل والتساوي في الحقوق لممارسات عمليه تطبيقيه تجسد ما كانوا ينادون من اجله؟
مظاهر تطور المجتمع من هذا المنظور تبرز في نواحي مثل التنميه الجهويه ، الإندماج ، التصاهر ، التدافع الأكاديمي ، والمنافسه في الفرص؟
في الواقع إن ظهور أيٌ من هذه التفاعلات تعتبر مؤشرات إيجابيه وخطى تقدمية والمذيد من الدفع بها وتدعيمها سيزيد الحراك المجتمعى البنّاء والتصافي المجتمعي المطلوب ـ

مطلب التغاضي عن الكثير من الامور التى تحشو الأذان وتغلب نوازعها السلبية على الفرد فتُكبِل إنطلاقه نحو الإنجاز والحياة الطبيعيه والإبداع ـ وبنظره سريعه للدول ذات التنميه المتوازنة وفيها تتوفر ضرورات متطلبات العيش الكريم الذي يلبي حاجات البشر بتقنياته ووسائله فإننا لن نجد ما يسمى هامشا ومركزا فالفرد هو مركزا لحياته أينما كان ، مشغول بإموره وإلتزاماته لتحقيق تطلعاته ـ وقال قدامي الفلاسفه أن الإنسان حيثما وجِد هو مركزا لعالمهُ

الكل له تطلعات يسعى لتحقيقها والسبيل الوحيد للتحقيق يكمن في المزاوله والسعي والكد والجِد حتى وإن كان مستقره في إحدى الدول المتطورة ـ
إن ما يحتاجه أبناءنا هو التجهيزات الضروريه والرعايه التربويه والأكاديميه الصحيحه في بيئةٍ سليمة ـ لا أكثر من ذلك ومن ثمّ حتما سينطلق ابناءنا الى عالم رحِبِ فسيح ـ

لن ندع مجالا لظلمات الماضي أن تلعب دورا في ترسيب وترسيخ العوائق النفسية المطوقه للنمو السليم

نريد أن نجعل من كل بقعةٍ في الوطن مركزا يخرج منه انسانا معافي جسديا ونفسيا ، فاعلا مؤثرا ومتجاوبا متفهما للقضايا الشائكة بعقليه متزنة تغلب عليها الحكمة والتأني لبلوغ الغايات المُرضيه ، مركزا لجيل متعلما مبدعا خلاقا ، ومركزا للأخلاق الفاضلة والسماحة والمحبة التي تكون بمثابة القدوة الحسنة ونهلاً يستمد منه من طغى وتجبر درسا بليغا وندما على خسران الدنيا والآخرة فالجبروت ذما وليس مدحا ونيل الدنيا بالسعي الباطل وعلى غير وجه حق يحرِِم الآخرين ما لهم من حقوق هو جرمٌ ديني ودنيوي ـ فالخالق وحده سبحانه هو الجبار المتكبر وهو السميع العليمُ بالظالمين ـ

إن فقدان الأمل والطموح هو الهدم عينه ، هدم للشخصيه التي يرجى منها الكثير ـ إن الغِل والأحقاد والحسد ما هي إلا أغلالا وحواجز تعوق الفرد ذاته قبل غيره ـ
إن السير في الطريق السليم وإن كان تحركهُ مبطئا تنبعث معه الآمال وتحفز الروح الدافعه للإصلاح ـ إن إستجابة المعنيين بالإمر للنداء سِلما بالحجة البليغة والنضال الإيجابي الفعّال أقصر الطرق وأقواها صدىً وأنفع مردودا

إن السير المعاكس لكل أمل وتقدم والذي يعيق ويؤخر أكثر مما يفيد هو الحقد والكراهية والحروب ـ ولكى نتجنب كل ذلك يبرز لدينا مطلب الإرتقاء بأنفسنا فهما وإدراكا نستطيع من خلاله تجاوز الهوة والمطبات التى اوجدها ذوي المطامع الوقتيه وطغت فيهم روح الأنانية وسيطرت على أفعالهم الهدامة- الرامية على أن ترتكز القوه في شخصيات بعينها عوِضا عن نهضة شعب بأكمله وبناء الوطن الذي سيبقى بعد فناء الجميع

إن التاريخ لن يرحم واللعنه تطارد أصحابها من حيث لا تدرون ، تؤزهم أزا ، تغلقل مضاجعهم وتشعِل جوفهم نارا حتى يُوفوا حسابهم

والفوز لمن صبر وأحتسب وعانى وتعب بشرف وعزة وجباه عاليه فهنيئا لذوي الأيادي البيضاء واللسان الصادق والعزيمة التي لا تلين وعلى عهد أوطانهم صامدون

اللهم أعنا أنتَ مولانا نعم المولى ونعم النصير

خالد حسن

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..