شاهد كيف تعاملت الحركة الشعبية مع أسرى القوات المسلحة السودانية (فيديو)

تمثل قوات الدفاع الشعبي في السودان منظومة حكومية شبه عسكرية تم إنشاؤها في العام 1989 بعد الإنقلاب العسكري الذي قامت به الجبهة الإسلامية القومية بقيادة العميد – وقتها – عمر البشير. حيث كانت الحكومة المنتخبة المنقلب عليها برئاسة الصادق المهدي قد قدمت مسودة قانون بتأسيس قوات الدفاع الشعبي لتقنين واستيعاب المليشيات القبلية في مناطق التماس مع الحركة الشعبية لتحرير السودان خلال الحرب الأهلية المتجددة وضمها لجهاز مستقل عن القوات النظامية تتبع رئاسته للقائد العام للقوات المسلحة. إلا أن الجمعية التأسيسية (البرلمان) رفضت مسودة القانون الذي أُقر بعد الإنقلاب بوقت وجيز، ووفقاً للقانون، تهدف قوات الدفاع الشعبي إلى تدريب المواطنين على القدرات العسكرية والمدنية، وزيادة الوعي الأمني والانضباط العسكري. لاحقاً، استهدفت التعبئة لقوات الدفاع الشعبي شريحة الطلبة في مراحل الشهادة الثانوية والجامعة، وسمح بتجنيد كل من يفوق عمره الستة عشر عاماً دون وضع حد أقسى للتجنيد.

شكل تأسيس الدفاع الشعبي بديلاً مريحاً للجبهة الإسلامية لا يدفعها إلى الصدام المباشر مع القيادات العسكرية القديمة بالجيش، والتي تم تصفيتها تدريجياً بحيث لم يصعد في سلم الرتب إلا من أُثبت ولاؤه للنظام. على الجانب الآخر مكن خلط الخطاب العسكري بما يتماشى مع الأيدولوجيا الرسمية للنظام الجديد والمعتمدة على الأدبيات الإسلامية كالجهاد والإستشهاد في سبيل الله من توفير العديد من المتطوعين. حيث أنقذت الأعداد المتزايدة من المجندين الجيش السوداني من مأزق كبير، فطوال عقد الثمانينيات مني الجيش بخسائر فادحة مع سقوط العديد من المدن في جنوب السودان تحت سيطرة الحركة الشعبية، وبهذا شكل الدفاع الشعبي الآلية المثلى لشحن المواطنين للإنخراط في الحرب الأهلية وقتال المتمردين الجنوبيين المطالبين بنظام فدرالي علماني، أو حتى بالإستقلال عن الشمال.

وعندما استعرت حدة القتال في الجنوب خلال التسعينيات استخدمت الحكومة آلية صارمة للحفاظ على معدل تدفق المتطوعين. بمنع طلاب الشهادة الثانوية من إكمال دراستهم الجامعية دون الحصول على مستند يفيد بقضائهم لفترة التجنيد الإجباري، أو الإعفاء من التجنيد لإستثناءات محددة -غالباً ما تكون لأسباب الصحية – حيث احتوت قوات الدفاع الشعبي أعداداً هائلة من الطلبة الذين أمضوا بين قواتها فترة “الخدمة الوطنية” حيث تتضمن فترة تدريبية قصيرة يرسل الطالب على إثرها إلى جبهة القتال فوراً، وهو ما قلل من أداء الدفاع الشعبي في الجبهة لعدم جاهزية المجندين بشكل كافي، وبعد توقيع إتفاقية السلام الشامل بين الحكومة والحركة الشعبية في 2005، كان من المقرر أن يتم حل الدفاع الشعبي والإبقاء على قوة عسكرية واحدة وهي القوات المسلحة السودانية، ولكن فشل طرفا الاتفاق في تنفيذ ذلك، وتم تحويل قوات الدفاع الشعبي إلى أتون صراع جديد بغرب البلاد في إقليم دارفور قبل أن يجف المداد الذي مهرت به اتفاقية السلام الشامل، واستمر الحال إلى نهاية الفترة الانتقالية التي أسفرت عن انفصال جنوب السودان واندلاع الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وفي هذه الفترة نشطت الحكومة السودانية في فتح أبواب التجنيد مجدداً عبر الإعلام الرسمي.

التقت (عاين) بأحد النماذج التي تتضمنها قوات الدفاع الشعبي في حربها الحالية وهما عبد الرحيم إبراهيم، الذي انخرط في معسكر التدريب دون أن ينهي دراسته الثانوية، ومصطفى إدريس، الذي يقود ركشة في حي مايو بالعاصمة. وصل كلاهما إلى جنوب كردفان بعد فترة تدريبية لم تتجاوز شهراً ليصبحا أعضاءً في كتائب “البنيان المرصوص” وبعد أن تم صرفهما بشكل مؤقت لمدة لم تتجاوز الأربعة أشهر تم استدعائهما إلى الخدمة من جديد. حيث أمضيا عشرة أيام في كادوقلي قبل أن توجه لهم الأوامر بالانضمام إلى قوات الجيش السوداني التي هاجمت دلدكو. حيث تتمركز قوة للحركة الشعبية – شمال على بعد 15 كلم شرق كادوقلي.

“أخرجونا في السادسة صباحاً” يقول عبد الرحيم مشيراً إلى المهمة التي خرج إليها بصحبة رفيقه مصطفى : “وصلنا دلدكو ووجدنا الطائرات تضرب والدبابات تضرب.. وبعد أن فرغت ذخيرتنا قررت أنا ورفيقي أن نذهب لشرب الماء” وبعد أن عادا إلى حيث تتمركز كتيبتهما كانت الحركة الشعبية – شمال قد سيطرت على المنطقة، فألقت القبض عليهما فوراً بالإضافة إلى جريح آخر تلقى علاجه في الأسر.

وفقاً للواء في الجيش الشعبي – شمال / جقود مكوار فإن كماً من الأسرى الذين اعتقلهم الجناح العسكري للحركة أطلق سراحهم. في حين قرر بعض منهم الإنضمام إلى الحركة والقتال في صفوفها، وهو ما دفع الحكومة السودانية إلى إعتقال الأسرى الذين أعيدوا إلى كادوقلي. في إشارة منه إلى غياب الدافع المعنوي لجنود الدفاع الشعبي.

لا تتوفر أرقام مؤكدة عن تعداد القوات العاملة في الدفاع الشعبي. إلا أن التقارير الدولية التي نشرت خلال السنوات الماضية أشارت بالتقريب إلى أن أعداد المجندين بالدفاع الشعبي قد انخفضت إلى حوالي 20.000 مجند. فقد أثر الإنشقاق السياسي للحركة الإسلامية نهاية التسعينيات وعزل الرئيس عمر البشير لمنظر النظام ومؤسسه الفكري حسن الترابي على فاعلية الخطاب الإسلامي التعبوي الذي سعى لصبغ الطابع الديني على حرب سياسية في الأساس. إضافة إلى ما شكلته مذبحة معسكر العيلفون العام 1998 من أثر عندما قام الجنود بالمعسكر بمنع الطلبة المجندين من العودة إلى منازلهم خلال عطلة عيد الأضحى مما أسفر عن مقتل 260 طالب أغرقت معظم جثثهم في نهر النيل. بناءً على هذه العوامل وغيرها، خصوصاً مع استمرار الحرب التي طالت بلا أمد، وأثر اشتعالها على الاقتصاد السوداني. صار الدافع الرئيسي الآن للانخراط في هذه القوات هو البطالة.

مصطفى إدريس، والذي لا يزال أسيراً لدى الحركة مع زميليه. بات يرى الآن صورة مختلفة عم كان يقال له في معسكرات التدريب بالدفاع الشعبي. من “هجوم الخوارج على كادوقلي الذين قتلوا الأطفال والأمهات” يبرر مصطفى موقفه : “إذا جاء خوارج من الخارج وضربوا أهلي السودانيين لن أرضى بذلك ويمكن أن أقاتل، ولكن عندما جئنا إلى هنا وجدنا أننا نضرب [المدنيين] بجبال النوبة، وهم إخوتنا الذين عشنا معهم وتربينا في بيوتهم” وسرعان ما يتفق تصوره الجديد مع آسريه الذين قضى معهم شهوراً طويلة حتى الآن : “هذا ظلم” يقول مصطفى.

[SITECODE=”youtube McL95lpFDRo”]شاهد الفيديو[/SITECODE] [url]http://www.youtube.com/watch?v=McL95lpFDRo[/url]

موقع عاين
[url]http://www.3ayin.com/[/url]

تعليق واحد

  1. الشي المؤسف في الامر الشباب ديل ناس متعلمين ومثقفين لابعد الحدود من طريقة الكلام المنطقي او التعبير مثلا نفرة وطفرةيعني طريقة كلام ما حقت انسان جاهل او غير متعلم لكن المحير في الامر اكتر كيف انو شباب بهذا الوعي الفكري والفهم يقعوا في مصيدة الشارات الدينية المزيفة باسم الدين التسجيل يكون قطع الشك اليقين لكل سوداني مظلوم ومهمش عايز يدافع للكيزان ويقاتل ليهم وليس معاهم لان الناس ديل هم واولادهم ما بقاتلوا ضاربين الضلل ويرسلوا في اولاد الناس عشان يمشو يموتوا وهم يكون عايشين في نعيم عاشت الجبهة الثورية وعاش نضال الشعب السوداني تجاه تجارالدين قاتلي النساء والاطفال ومغتصيبهم ومشردي الشاب والشعب السوداني من ارضو الحبيبة ياخونا بعدين سالموني جهاز الامني والمخابرات والله العظيم اعمل ليكم في الجماعة ديل شغل سيبكم نجار للحشبة ما عملة دا شغل ما سبقني بيهو احد او ح يسبقني بيهو احد من قبل لا هتلر لا موسليني ح اعلمهم ليك الكسح والمسح والقش دا كيف ما اسيبك ليك ليكم واحد فيهم لافي اولاد ال

  2. ديل ناس مساكين ساي لانو ما هم الحاكمين البلد وسارقنها وكاتلنها ناس بسطاء لامنهم من كل بؤر الفقر والتخلف في السودان وغاشنهم بالزي العسكري والماهية ومجيشنهم بالوطنية المنسوبة للمؤتمر الوطني والشعارات الاسلاموية الجهادية النفاقية المضللة لذلك الثوار بتعاملو معاهم على اساس انهم ضحايا مغرر بيهم ما مجرمين الميت حتى لو الكيزان اعتبروهو فطيس الثوار بكرمو جثمانو والجريح بعالجوهو ومرات كتيرة بنقذو حياتو والاسرى بسلموهم للمنظمات الدولية عشان ما يبقو وزن زايد وحراستم عبء اضافي بوعد وامل انهم امشو لاهلم وما يرجعو تاني هل حصل حيكومة الفساد والابادة يوم جابت خبر اسير او جريح من الثوار ؟ ما حصل ولا حيحصل لسبب بسيط جدا هو انو المجرم دايما بكون حريص على اخفاء كل الادلة والشهود الممكن تساعد في ادانتو مستقبلا زيما قال جزار الابادة الدموي المنحط هارون امسح اكسح قشو اكلوهو ني وما تجيبوهو حي والثوار عارفين الكلام دا كويس لذلك بفضلو الموت على الاستسلام والخضوع لسلطة كوز حقير وبالروح القتالية الما بتعترف بالهزيمة اساسا انتصارم على المسخ الاسلاموي القذر تحصيل حاصل ما اكتر

  3. لقد شاهدت مقطع لقوات الدفاع الشعبي و هم يسيئون معاملة أحد المواطنين و لا أظن أنهم حددوا هل هو مقاتل أم مدني تم القبض عليه في الجوار؟ و لكن كان الحوار و الإساءات مخجله للحد البعيد و مسيئة لأبعد الحدود،
    فقارنت هذا المقطع بذلك المقطع و شتان بين الإثنين ،

    عازه قومي كفاك عازه غطي قفاك

  4. شكرا للحركة الشعبية لحسن التعامل الراقي ونسأل الله ان يعيد السودان موحدا فهذا الشعب الطيب لايستحق هذه الحكومات السيئة التى تعاقبت عليه ونرجو من اعلام الحركة الشعبية عرض المزيد من الفيديوهات الاعلامية وعكس وجهة نظر المقاتلين وتصوراتهم للمستقبل نحتاج كثيرا للتعامل والسماع مباشرة من الحركة بدلا من البيانات الرسمية التى لاتحمل سوي مواقف ومباديء سياسية والاشرطة الاعلامية المرئية ابلغ تأثيراوافصح بيانا

  5. مع كل الاحترام لكاتب التقرير ولكن دموع الاسير مصطفى عبد الرحيم فى اخر الفيديو لديها مدلولات كثيرة …. وهناك خطوط حمراء تحت هذه الدموع …!!! ولماذا اختير هذا النموذج بالذات؟ ( شريحة المثقفين ) .. هناك حلقة مفقودة .

  6. عاوزين يا جماعة نرجع اخوان زى زمان اخوان نتقاسم الرغيفة ..كنا طلبة قمصمانا واحدة لا يعرف ادنا لمن ؟؟..انا من الصفر غرب شندى وواحد زميلى من كادقلى لا نفترق ولم يبدر بذهن قضية القبلية التى طفحت بصورة رعناء خرساء..كان يعرف اسم امى ولقبها واخوانى وانا اعرف اسم امو واخوانه واخواته..زرتهم وزارنى وجدت الكرم والحفاوة والإخوه التى مازالت بيننا ولكن الخميرة التى وضعتها الإنقاذ حمضت كل العلاقات الحميمة وسممت كل الاجواء النقية..مفروض إن كانوا اولاد ضهارى يصدروا للعاصمة الحميمية الاخوة والحياة الجماعية بدلا من من الإنقضاض على السلطة واسترار الملك العضوض..

  7. الصورة دليل علي القيم السامية والعقيدة القتالية والفرق بين عصابات الكيزان وثوار الجبهة الثورية الثائرين علي الظلم والباحثين عن العدالة ويفرق ما بين مرتزق وما بين صاحب الحق والقضية

  8. اولا نسال الله ان يفك اسرهم.
    الجماعه ديل يااخوانا اسري عايزهم يقولو شنو.
    لازم يقولو الكلام العايزاهو الحركه الشعبيه.
    سلاطين باشا لما اسروهو غير دينو عديل كده
    فشي طبيعي انو يقولو الشي الملقن ليهم…
    وهم في البدايه والنهايه ناس نادرين وناس شجعان
    يندر تواجدهم والتحيه ليهم لانو دافعو عننا وليه القوات
    القوات المسلحه ماتعمل عمليه نوعيه وتفكهم من الاسر.
    (ديل عربان توابع اليانكي)

  9. اخى على ردا لك وتأكيدا …لو ركزت شوية فى كلماتى..لقد ذكرت كان ملابسنا واحدة لا تعلم لمن هذا السيوتر ولمن ذاك القميص..يعنى ..ستكون ليست هناك فوارق قد يكون كل السلطة لناس كادقلى انا شخصيا ليس لدى مانع ولكن يكون الزهد والخلق بنفس زميلى …لم يكن احدا يحس بالدونية ولا احد بالتعالى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..