تقرير : ديون السودان الخارجية .. الدبلوماسية مقابل العفو

تقرير: ابوبكر عثمان
ذكرت تقارير اخبارية أن البرازيل أعفت ديونها علي السودان البالغة 43 مليون دولار بنسبة 90% خلال مبادرة قامت بها الحكومة و السفارة السودانية مع مسئولين بالحكومة البرازيلية ، و بذلك تكون هذه أولي ثمرات جهد دبلوماسي ابتدرته الحكومة من أجل اعفاء ديون السودان الخارجية التي تتجاوز الاربعين مليار دولار .
بحسب تقارير صادرة من بنك النقد الدولي أن ديون السودان الخارجية قفزت في عام 2008 بنحو 27% ، من 32.6 مليار دولار الى 41.4 مليار دولار في العام 2011، فضلا عن التبعات التي صاحبت انفصال جنوب السودان , ادي الي ان ترتفع قيمة الديون الخارجية لتصل الى 43.7 مليار دولار بنهاية العام 2012 ، فيما توقع بنك النقد الدولي ان تصل قيمة ديون السودان الخارجية الي 45.6 مليار دولار في العام 2013م ، و يري بعض المراقيبن أن اذدياد حدت الديون الخارجية كان بسبب انفصال الجنوب الذي ساهم في تراكم هذه الديون و ما تلاه من تبعات الانفصال خلف أثاراً اقتصادية القت بثقلها على الموازنة العامة و الاقتصاد كنتيحة لفقدان عائدات النفط ، هذا الامر كما يري بعض الخبراء هو الذي دفع بوزير الخارجية علي كرتي في زيارته الاخيرة الي اسبانيا و التي افتتح فيها المنتدى الاقتصادي الاسباني السوداني في مدريد ، بتجديد الدعوة الي سفراء السودان في كل من أسبانيا وسويسرا وفرنسا وهولندا و ايطاليا بضرورة تضافر الجهود والتحرك الدبلوماسي للعمل على حل قضية الديون قبل إنقضاء الاجل المحدد لها . و في ذات السياق اكد وزير الدولة برئاسة الجمهورية يحيي حسين ، و ممثل السودان في لجنة التحرك، وعضو لجنة الديون، ورئيس وحدة الدين الخارجي، أن مسألة معالجة ديون السودان تتصدر أولويات السياسة الخارجية السودانية .
ديون السودان الخارحية في مجملها ترجع لصالح نادي باريس، والبنك الإسلامي للتنمية، بالإضافة الى بنوك تجارية و لصناديق إقليمية عربية وأفريقية.
و كما هو معلوم فأن ديون السودان الخارجية لا تتحمل الخرطوم وحدها فاتورة سدادها ، فدولة الجنوب لديها نصيب من هذه الديون. هذا ما اكدته جولة المفاوضات الاخيرة التي عقدت في العاصمة الاثيوبية ادس اببا، والتي اسفرت عن توقيع الدولتين المصفوفة، و ناقشت المصفوفة في بعض بنودها مسألة معالجة قضايا الديون الخارجية، حيث اتفق الطرفان علي العمل في تنفيذ إتفاقيات التعاون المشترك بين الدولتين، و التي تشمل الترتيبات الأمنية، النفط، التجارة، البنوك والمصارف، الديون الخارجية، و اكدت المصفوفة ان السودان و دولة جنوب السودان ستعملان علي بحث اعفاء الديون الخارجية مع الجهات المانحة خلال عامين، هذا و في حال لم يتم ذلك، فسيكون الخيار الوحيد ان يتم تقسيم الديون بين البلدين حسب المعايير الاقتصادية المعروفة. بالرغم أن الدين الخارجي كان هو أحد البنود العالقة بين دولتي السودان وجنوب السودان.
و في ذات السياق كانت جوبا علي موعد اخر مع وفد نواب البرلمان السوداني الذي التقي برئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت خلال زيارتهم لجوبا مؤخرا، اكد فيه رئيس دولة الجنوب استعداد بلاده لتتقاسم الديون الخارجية مع السودان في حال لم يستجب المجتمع الدولي لطلب الخرطوم بإسقاطها. و يبقي السوال هنا ، هل ستنجح الدبلوماسية السودانية التي تبحث عن مخرج لازمة الديون هذه في اروبا عن امكانية لرفعها ؟ أم علي جوبا و الخرطوم العديد من الملفات التي العالقة التي لا بد من حلها حتي يستجيب الدائون الي رفع الديون الخارجية أم ان حزمة الاغراءات من قبل المجتمع الدولي سوف تستمر كنظيراتها التي وعد بها المجتمع الدولي السودان حال ما تم الانفصال ، والتي كان من بينها النظر في إعفاء الديون الديون الخارجية كاستحقاق لتوقيع اتفاق السلام .
يري بعض المراقبين ان مسالة اعفاء ديون السودان الخارجية ارتبطت بتجاذبات سياسية ما بين واشنطن و الخرطوم، حيث أن واشنطن تربط منح الدعم و إعفاء الديون بشروط قاسية وغير موضوعية تشمل تنفيذ بنود عالقة في اتفاق نيفاشا من جهة، ومعالجة الاوضاع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق ودارفور من جهة اخري، بالرغم من أنالانفصال قد تم الا أن وعود المانحين لم يتم الوفاء بها.. و حسب وجهة نظر بعض المراقيبن ان عدم استجابة الدائنين لإعفاء الدين هو أن السودان لم يستوف شروط الإعفاء، حسب رأي الدائنين.
هذا الامر هو الذي دفع بالدبلوماسية السودانية الي البحث عن حل لازمة الديون هذه في العواصم الاروبية بعد ان يئست الدبلوماسية السودانية من الاستجابة الامريكية , و يري بعض المراقبين ان هذا الامر اكدته جولة وزير الخارجية و وزير الدولة برئاسة الجمهورية من خلال زيارتها الاخيرة الي دول اروبية حيث أشارا الى ان بعض الدول الغربية قد ابدت تفهما لحل قضية ديون السودان.
الخبير الخبير الاقتصادي د. عصام الدين بوب في اتصال مع لـ(القرار) يذهب الي القول بأن الجهود التي يقوم بها وزير الخارجية الان مقدرة , و لكنها غير واقعية . و عزي ذلك لأن مسالة ديون السودان لا تحل الا عن طريق موسسات مالية معروفة، و هي نادي باريس و صندوق النقد الدولي و البنك الدولي. و كما انه هو معروف فان مبادرة الدول الاكثر مديونية ( الهبيك ) و التي تتعلق بتخفيض ثقل الديون علي الاداء الاقتصادي في الدول النامية، لها شروط اساسية يمكن تلخيصها في ان علي هذه الدول النامية ان تحسن من ادئها الاقتصادي و تقلل من انفاقها العسكري كشروط ضرورية من أجل أعفاء الديون ، و هذا لا يتوفر في سودان اليوم ، اذ ان هناك مشاكل امنية كثيرة تذيد من الاعباء ة الانفاق علي الامن و الجهد العسكري
فأتفاقية (الهيبك) وضعت شروط من اجل استفاء حق الإعفاء و الذي يتمثل في تحسن سجل حقوق الإنسان، وتحقيق استقرار السياسي، وتنفيذ برنامج اقتصادي بالاتفاق مع النقد الدولي، و تنفيذ بنود مبادرة (الهيبك) التي وضعت من اجل خفض أعداد الفقراء حسب أهداف الألفية والتي أعلنتها الأمم المتحدة في سبتمبر 2000م، ووضعت العام 2015م كسقف لتحقيق ما عرف بأهداف الألفية و التي تتلخص في خفض أعداد الفقراء إلى النصف وتعميم التعليم الابتدائي للبالغين، و المساواة بين الجنسين وتعليم المرأة وخفض وفيات الأمهات وتحقيق شراكات عالمية من أجل التنمية.
من جانب اخري يذهب (د.عصام الدين بوب ) الي القول بان اداء السودان الاقتصادي اصبح الان سئ ، و ذلك بسبب سياسات اقتصادية متناقضة انتهجتها الدولة ، مما ساهمت في انعكاس ذلك علي الانتاج بالنسبة الي القطاع الزراعي ، بالاضافة الي عدم اتباع سياسيات تقشفية حقيقية في مسألة الانفاق الحكومي و بصورة عامة فان الجهود الدبلوماسية تصتدم الان بواقع اقتصادي متدهور في السودان ، و خلص (بوب) بأستنتاج أن هذه التحركات الدبلوماسية السودانية تجاه العواصم الاروبية لن يكون لها اثر علي ارض الواقع . بعد اليأس من الاستجابة الامريكية .
صحيفة القرار
* يا اخى ابو بكر، انت تعلم علم اليقين انه من الصعوبه بمكان فصل السياسه عن الإقتصاد، لا على المستوى المحلى و لا الدولى.
* و على كل، قد يكون من الأفضل للسودان المطالبه بإلغاء ديونه او تخفيضها إستنادا” على مبادرة ال هيبك، و التى صممت اصلا للدول الفقيره و تبناها صندوق النقد الدولى عام 1996، عدلت او خففت شروطها عام 1999. ( لماذا لم يتابعها السودان مذ حينها؟). ذلك لأن المبادره فى الأصل تعتمد على معايير إقتصاديه اكثر من كونها إشتراطات سياسيه، و إن كان لا تخلو منها. المبادره تلزم الدول الفقيره الراغبه فى الإستفادة منها بثلاث شروط:
1- إعداد ورقه إستراتيجيه عن برامج و خطط خفض الفقر، و لكن بمشاركة منظمات المجتمع المدنى و المنظمات غير الحكوميه( Poverty Reduction Strategy Paper PRSP)،
2- إجراء إصلاحات فى إلإقتصاد الكلى بما يدعم السياسات الراميه لخفض الفقر، مع ضمان ثباتها و متابعتها لمده اقلها عام. فالمبادره اصلا ترمى لخفض الفقر فى هذه الدول، و ليس رفع العبء عن الحكومات الشموليه!
3- الإحتفاظ بسجل متكامل عن الديون الخارجيه، بما يضمن عدم تكرار الأزمه مستقبلا.
* انت تعلم ان الأنظمه الشموليه أو غير الديمقراطيه لا تعترف بمثل هكذا منظمات، و لا تسمح بها.
* صندوق النقد الدولى هو المشرف الأساسي على المبادره، بالتنسيق مع البنك الدولى. الجهازين لا يتعاملان مع وزارات الخارجيه فى دول العالم مطلقا” ، و إنما نقطة الإرتكاز بالنسبه لهما هو وزارة الماليه. فالمطلوب هو عمل فنى إقتصادى فى المقام الأول، نقطة الإرتكاز فىه هو وزارة الماليه و ليس الخارجيه.
** السودان لم يتمكن من تنفيذ شروط المبادره، و لم يتم إعداد ورقه إستراتيجيه قوميه حول الفقر لإعتبارات سياسيه عديده، ليس اقلها ان خفض الفقر اصلا لا يمثل اولويه فى السياسات الإقتصاديه الكليه. كما ان الإحتفاظ بسجل مفصل و متكامل للدىون الخارجيه غير ممكن فى ظل إتجاه المركز، و حتى الولايات لإستقطاب دىون جديده كلما إشتدت الضائقه الماليه.
** و فى ظل وضع كهذا، و من عجب، فقد إعتقد وزير الخارجيه إمكانية تكثيف العمل الدبلماسى كبديل للعمل المهنى الفنى الذى من المفترض ان تقوم به وزارة الماليه و ألإقتصاد الوطنى. و المسكين لا يدري ان الإتصال المباشر بالدائنين من دول نادى باريس مثلا، سيجر عليه القضايا السياسيه ذاتها صراحة، وهكذا مجردة، و ليست مخففة كما هو الحال مع مبادرة ال هيبك: قضايا الديمقراطيه و حقوق الإنسان، و الشفافيه و حكم القانون، و المحكمه الجنائيه. و هى ذات القضايا التى حرمت السودان من الحصول على الدعم المالى من الإتحاد الأوروبى، ما عدا بعض الدعم الفنى و ليس المالى. التحدث باسم الخارجيه يعنى السياسه الدوليه بدون مواربه!
** ما يدهشنى ليس محاولات وزير الخارجيه الفاشله، إن جاز التعبير، و إنما تنابلة السلطان ممن يسمون انفسهم سفراء، و هم ينساقون وراء وهم يحسبونه ماء” و هو سراب.
** لكن ما يدهشنى اكثر هو عدم التنسيق الواضح بين وزارتين سياديتين فى امر قومى كهذا!!؟
فلماذا سكتت وزارة الماليه بشكل مخزى على وضع مزرى كهذا؟
** الصحيح يا اخى ان السودان ألآن ليس دوله، بها حكومه ذات اهداف و سياسات و برامج و خطط. السودان الآن يتولى امره سلاطين، لا حكومه و وزراء لهم مسئوليات دستوريه مفصله. حول هؤلاء السلاطين تنابله، لا تنفيذيين او خدمه مدنيه او سفراء، ان شئت الدقه.
و ما لم يلتزم السودان بالمعايير العالميه و المعاهدات و المواثيق الدوليه التى تضعها “دول الكفر و الإستعمار والإستكبار و الصهيونيه العالميه”، كما يردده دائما هؤلاء السلاطين، فلا امل للسودان التعايش مع العالم الحديث ، او الإستفاده من الفرص التى توفرها مثل هذه المعاهدات و المواثيق و الإتفاقيات الدوليه. و الأجدر بنا ان نعيش فى القرون الوسطى كما يريد لنا- و ليس لهم – هؤلاء السلاطىن.
*** الخلاصه: هى ان السلطان كرتى قرر قضاء إجازه صيفيه صحبة زوجته سفيرة السودان فى إيطاليا، و ذلك فى منتجعات إسبانيا الخاصه، سمها شهر عسل جديد إن شئت، على ان يدفع الشعب السودانى الفقير تكاليف هذه الخلوه الشرعيه. و لا مانع من إصطحاب بعض تنابلته فى عدد من السفارات السودانيه فى اوربا، تحت غطاء إلغاء ديون السودان:
– و إلا فقل لى كيف لدولة فقيرة مثل السودان تتجاهل امر كهذا، طيلة هذه السنوات، و المبادره يرجع تاريخها لعام 1996؟ لتإتى فى عام 2013 لتنفض الغبار عنها؟
– ثم بعد كل هذا الوقت المهدر، تسلك فى ذلك طريقا، اقل ما يقال عنه انه خطا 100%؟
– كيف نرضى للسودان ان يكون من بين 3 دول افريقيه لم ينظر فى امر إنضمامها للمبادره بعد؟ و الدولتين الأخريين هما الصومال و إرتريا؟!! علما بان هناك 36 دوله فقيره معظمها فى افريقيا جنوب الصحراء قد إستفادت من من مبادرة ال هيبك؟؟
** قلتها مرارا، و اكررها هنا، هؤلاء ليسوا حكام و وزراء اصحاب مسئوليات و مهام قوميه، هؤلاء سلاطين و من حولهم تنابله لا غير.
و لكم الله يا فقراء بلادى، فإنه يمهل و لا يهمل.
–
الخبير الخبير الاقتصادي د. عصام الدين بوب في اتصال مع لـ(القرار) يذهب الي القول بأن الجهود التي يقوم بها وزير الخارجية الان مقدرة , و لكنها غير واقعية . و عزي ذلك لأن مسالة ديون السودان لا تحل الا عن طريق موسسات مالية معروفة، و هي نادي باريس و صندوق النقد الدولي و البنك الدولي. و كما انه هو معروف فان مبادرة الدول الاكثر مديونية ( الهبيك ) و التي تتعلق بتخفيض ثقل الديون علي الاداء الاقتصادي في الدول النامية، لها شروط اساسية يمكن تلخيصها في ان علي هذه الدول النامية ان تحسن من ادئها الاقتصادي و تقلل من انفاقها العسكري كشروط ضرورية من أجل أعفاء الديون ، و هذا لا يتوفر في سودان اليوم ، اذ ان هناك مشاكل امنية كثيرة تذيد من الاعباء ة الانفاق علي الامن و الجهد العسكري
فأتفاقية (الهيبك) وضعت شروط من اجل استفاء حق الإعفاء و الذي يتمثل في تحسن سجل حقوق الإنسان، وتحقيق استقرار السياسي، وتنفيذ برنامج اقتصادي بالاتفاق مع النقد الدولي، و تنفيذ بنود مبادرة (الهيبك) التي وضعت من اجل خفض أعداد الفقراء حسب أهداف الألفية والتي أعلنتها الأمم المتحدة في سبتمبر 2000م، ووضعت العام 2015م كسقف لتحقيق ما عرف بأهداف الألفية و التي تتلخص في خفض أعداد الفقراء إلى النصف وتعميم التعليم الابتدائي للبالغين، و المساواة بين الجنسين وتعليم المرأة وخفض وفيات الأمهات وتحقيق شراكات عالمية من أجل التنمية.
نادى باريس
صندوق النقد الدولي
مبادرة الدول الأكثر مديونيه (الهبيك)
يعني الطريق معروف والسكه واضحه لكن للأسف لا رقاصنا ولا حكومته يعرفون الاحترافيه في العمل مع الخارج ولايجدون الا ادارة الكناتين وسياسة الأجاويد وبعدين شروط الهبيك واضحه جدا وسهله جدا لأستيفاء حق الأعفاء لكن السؤال البطرح نفسو هل الرقاص وحكومته مستعدين وجاهزين للأيفاء بهذه
الشروط السهله؟
ما تخافو من ديون السودان الخارجية 40 مليار دولار . دى املاك الحرامية ديل بأكثر من ذلك . التى سوف تصادر وتباع بالدولار الحى . وتورد لبنك السودان .. لو.. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ . (( حلم الجعان عيش )).